سقوط الأقنعة

345 51 2
                                    


يوم الهبوط، الساعة الثالثة والنصف صباحا، هبطت المركبة.
قال أحد القادة داخل المركبة: قائد كلارك، أخرج مع مجموعة من الجنود للبحث عن الطاقم.
قال كلارك منحنيا: حاظر سيدي.
خرج كلارك مع عشرة من الجنود إلى خارج المركبة، ساروا حتى وصلوا إلى قرية كبيرة فارغة، لم يكن فيها أحد، تابع كلارك السير إلى أن وصل إلى مركز القرية، أنتصب جدار خشبي ضخم في منتصف ساحة فارغة، معلق عليه أوراق كثيرة، أقترب كلارك والجنود وبدأوا بقراءة الأوراق، لقد كانت التقارير التي قرأها الطاقم فور وصولهم، تعجب كلارك والجنود من الكلام الموجود، قال زين أحد الجنود: سيدي ما هذا الكلام؟! هل هذا حقيقي أم كذب؟
قال كلارك: الطاقم هم من أكتشف هذا، لذا من المستحيل أن يكون كذب.
قال جورج جندي أخر: وما أدراك أن هذا من فعل الطاقم؟
قال كلارك: إذًا من سيفعلها؟! لو كان سكان هذا الكوكب بهذا الذكاء والمعرفة، لكانوا قد تواصلوا معنا، لا إحضارنا وطرح هذه المعلومات لنا، علينا سؤال الكبار بشأن هذا لنعد.
أستدار الطاقم لتوجه إلى المركبة، لكن قاطعهم جون.
قال كلارك فور رؤيته ل جون: جون سعيد أنك بخير، ما الذي يجري هنا؟
قال جون بجدية: لقد قرأت التقارير أليس كذلك؟
قال كلارك بتعجب: أجل!!!
قال جون: هل لديكم أي شك في مصداقيتها؟
صمت الجميع ولم يجب لأنهم لا يعرفون الإجابة، وفي أعماقهم اشتعلت نار الشكوك.
قال جورج: علينا سؤال الكبار بشأن هذا.
ضحك جون ساخرا ثم قال: وهل سيجيبون عليكم؟ إذا كان أجل، إذن لماذا أخفوا هذا الأمر عنا؟! لماذا مُنِعْنا من تاريخنا؟
قال كلارك: لأن إذا عرفنا سنقوم ضدهم.
قال جون: أجل، أنهم يرغبون بأن نكون دُما بين أيديهم، أخبرني كلارك هل تم إحضار جميع السكان؟
قال كلارك بتعجب: أجل، أنهم نائمون في المركبة، هم والكبار، طُلِبْ منا ترتيب الأمر قبل إيفاقهم.
قال جون: هذا جيد، كلارك والبقية هل سوف تنظمون لنا؟
قال جورج بريب: ماذا تخطط أن تفعل؟
قال كلارك: هذا واضح قتل الكبار.
أجاب جون: أجل.
قال زين بشك: إذا ومن سيحل محلهم؟
قال جون بعزم: شخص واحد.
قال زين ساخرا: ومن هو أنت؟
قال جون: كلا، شخص جميعنا نعرفه، ونعرف لماذا الكبار يكرهونه.
قال كلارك منصدم: أنت لا تعني القائد أدم!!
قال جون وعنينيه تشتعل حماسا وغضبا: أجل، القائد أدم هو الشخص الوحيد المناسب لأن يكون المحرر لهذه الأمة.
قال زين: أنا معك.
صرخ جورج: بهذه السرعة.
قال كلارك: من منا لا يحب القائد أدم، أنا معك.
قال جورج مستسلما: إذا كان هذا الأمر، حسنا أنا معكم.
قال جون: ماذا عن البقية؟
بدأ الجميع يؤيد جون، واحد تلو الأخر، بعدها قال جون: حسنا تعالوا معي.
ذهبوا خلف جون، إلى أحد البيوت القريبة ثم فتح باب خفي يوصل إلى ممر أسفل الارض، وحينها التقوا بالجميع،
قال كلارك بسعادة: نورمان مر وقت طويل.
قالها وهو متجه إلى نورمان، عانقا بعضهما ثم قال نورمان: كيف الأوضاع معك؟
غمز كلارك وقال: كل شيء بخير.
قال زين بحماس: إيرين سعيد أنك بخير، أين هو جيرمي؟
أنزل إيرين رأسه بحزن ثم قال جورج: أين بقية الطاقم؟
أخبرهم جون ما حدث معهم في الرحلة، ضرب زين يده بالجدار بقوة، وقال: الحقيرون.
قال كلارك بحزن: أسف على خسارتكم يا رفاق.
قالت لانا: لا تقلقوا لقد تجاوزنا الأمر، ونحن هنا لننتقم لهم.
قال جورج بغضب: لم أكن أعلم أن إيدوارد سيفعل شيء أحمق كهذا.
صمت الجميع ثم قال زين: إذا ما الخطة؟
قال جون: لانا أنها خطتكِ.
قالت لانا بعد أن توسطت الجميع: الان بعد أن غادرتم سينتظرونكم لكي تعودوا، لكن لن تعودوا، سيشعرون بالقلق وسيرسلون مجموعة أخرة، ثم سنكرر الأمر مرة تلو الأخرى، إلى أن ينفذ الجنود، ويبقى القادة المسؤولون لوحدهم، حينها سنهجم على المركبة، نشرح الأمر للباقي، وحينها سنرى ماذا يحدث، بعدها نوقظ الكبار، ونقبض عليهم، ونوقظ باقي الشعب، ونخبرهم بشأن ما حدث، ونقتل الكبار أمامهم، من يصدقنا سيبقى معنا، ومن يرفض ذلك سنفتح له الأبواب، ونقول له بحفظ الرحمن.
قال كلارك متعجبا: ما هذه بحفظ الرحمن؟
قالت لانا بفخر: جاسم علمني هذه الكلمة.
قال جورج: ماذا سنفعل بالجنود الذين لن يصدقونا؟
قال جون: سنقبض عليهم، لا نرغب بأن يخربوا خطتنا، نحن لن نقتل سوى الكبار، بعد انتهاء الأمر سنقوم بإخراجهم.
قال كلارك خارجا عن الموضوع الرئيسي: إذا من جاسم حبيبك؟
قالت لانا بانزعاج من غباء كلارك: كلا، أنه الشخص الذي أخبرنا بكل شيء، وساعدنا هو وأهل قريته على كل شيء، كما أنه متزوج.
قال كلارك خائفا من غضبها: حسنا كنت أمزح معكِ.
قال شين بجدية: لا تمزح معها ليس الان.
قال كلارك بغباء: لماذا هل تغير شيء؟
قال إيرين وهو يراقب الأفق: لقد أخرجوا فرقة أخرى.
قال جون: حسنا من القائد؟
قال إيرين: أنه ليون.
قالت لانا منصدمة: ليون؟
نظر إيرين لها وقال: هل تعرفيه؟
قالت لانا: أنه أحد أخوتي.
قال جون: إذا أنه دوركِ تحدثي معه.
غادرت لانا ونورمان المكان معا.
قال كلارك بعد أن جلس على الأرض: إذًا كيف الحال؟
في الخارج، عندما كانت المجموعة ترغب بالعودة، أوقفتهم لانا وبجانبها نورمان، قال ليون بسعادة مصطنعة: لانا سعيد أنكِ بخير، ما هذا الهراء المكتوب هناك؟
قالت لانا بجدية وغضب: أنها الحقيقة أخي العزيز، هل يمكنك تصديق أن الكبار خدعونا؟
قال ليون بغضب: كلا هذا كله كذب.
أشتد غضب لانا وقالت: ماذا عن البقية هل تظنون أنه كذب؟! حتى بعد اخفاء كل تلك الحقائق؟! إذا كان هذا كذب إذًا من أين لنا بكل هذه التكنلوجيا اللعينة ومن أين أتى هذا الكلام؟ هذا الكوكب يشبه كوكب الأرض، وذلك الكلام يخبرنا بما حدث، أشياء لم نكن نعرفها، لقد أخفوها علينا لأنه إذا عرفنا سنرغب بالعودة مجددا، وهم يظنون أن النظام ما زال كما هو، لم يكونوا يعرفون أن النظام قد سقط، لهذا حاولوا قتلنا.
قال ليون متعجب: حاولوا قتلكم؟
قالت لانا: أجل إيدوارد هو من فعلها، قتل معظم طاقمنا.
سأل ليون: بإمر من الكبار؟
قالت لانا: أجل، تعال معي إذا كنت تصدقني.
صرخ ليون: هذا كذب، منذ أن كنتِ طفلة، وأنتِ تكرهين الكبار، هذا فقط لكي تنتقمي مما حدث لكِ وأنتِ طفلة.
قالت لانا بلين مشفقة على أخيها: هذا ليس له علاقة، الأمر أكبر مما تتوقع.
قال نورمان: لا تتعبي نفسكِ، أنه مجنون بالكبار.
قالت لانا بحزن: لا يمكنني التصديق، بعد كل ما سمعته وقرأته ما زلت تؤمن بهم؟
قال ليون: لأني أعرفكِ جيداً، وأعرف لماذا قد تكرهين الكبار.
صرخت لانا بأعلى صوتها: أنت مجنون، أنت مجرد شخص مجنون قام أبي بأنشائه، أنا لست مثلك، أنا أفضل منك هل تسمعني أيها الحقير، أنا أفضل منك.
خرج الجميع ليطوق المجموعة، أما نورمان قام بعناقها ليهدئها، لانا خبئت وجهها في حجر نورمان، لم ترغب برؤية ذلك الوجه الذي يشبه وجه والدها وطباعه الدميمة.
بعد النقاش، أنظم معظم فريق ليون والباقي تم سجنهم.....

ما بعد الكارثة كارثة اخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن