ما بعد الكارثة كارثة اخرى

المشاكل تحدث

في اليوم التالي، ومن سوء حظ نورمان أول مهمة له كان معها في نفس المكان، فور أن رأته قالت: ظننتك ستنتظرني هناك، لقد ذهبت للنوم وتركتني أنت حقاً عديم ذوق.
نظر لها بنصف نظرة ثم قال: هل سأترك النوم لأجلكِ، فور أن تأكدت أنكِ استقريتِ في الداخل ذهبت للنوم، أنتِ ستفعلين مثلي أيضا إذا كنتِ مكاني.
غضبت لانا وقالت: كلا إذا قلت إلى شخصاً ما سأنتظرك هنا *قالت هذه الكلمتان وهي تقلد صوت نورمان* إذن سأنتظره حتى يغادر.
قال نورمان دون النظر لها: أنا لم أقل إني سأنتظرك، أنا قلت سأبقى لأتأكد أنكِ لن تهربي، وعندما تأكدت ذهبت للنوم.
أحمر وجه لانا خجلاً لأن كلام نورمان هو الصح، ثم قالت بغضب: أحمق.

وبدأت عملها، تابع نورمان عمله وكأنه لم يسمعها، فجأة سمعوا صوت صفارة الإنذار، (تعمل صفارة الإنذار عندما يكون هناك خلل في النظام، أو حريق، أو انتشار غاز، ولكل قسم صفارة إنذار بصوت مختلف)
فور أن سمعا الصوت قالت لانا: هذا القسم الخامس.
توجها مسرعان إلى القسم الخامس الذي كان قد تم عزله، فور أن وصلا إلى هناك قالت لغنا: ما الذي يجري هنا ماريا؟
قالت ماريا وهي تعبث بجهاز قرب باب القسم الخامس: انتشار غاز سام.
قال نورمان: هل يوجد أحد داخل القسم؟
قال جون بقلق: إيرين هناك.
سأل نورمان: لوحده؟
أجاب جون: أجل ذهب شين للتو للبحث عنه.
قال نورمان: سأذهب معه.
قال جون: كن حذراً.
ارتدى نورمان بزة الحامية، وخرج للخارج (لكل قسم يوجد باب يؤدي للخارج، أولا يفتح الباب الأول ليدخل إلى حجرة، يغلق الباب خلفه ثم يرتدي الرائد الحبال، ثم يفتح الباب الثاني ويغادر، الباب الثاني لا يُغلق إلا إذا أُعيد الحبال إلى مكانه)
غادر نورمان وتوجه إلى باب القسم الخامس، كل هذا حدث ولانا تراقب، فور أن وصل نورمان شغل الكاميرا ليستطيعوا رؤية ما يجري في الداخل، لقد كان المكان مظلم لأن نظام القسم كله قد أُطفئ، بدأ نورمان التحرك ببطء وهو ينادي شين، وفور أن سمع شين صوت نورمان قال: نورمان أنا هنا تعال إلي.
قال نورمان فور أن وصل له: هل إيرين معك؟
قال شين بصوت متعب: كلا لم أجده أنا عند مكان العطل.
ذهب نورمان إلى مكان العطل وقال له: لماذا لم تُشغل الكاميرا.
قال شين بغباء: ها؟
قال نورمان بخيبة أمل: لا تقل إنك نسيت.
صمت شين قليلا ثم قال بعد أن شغل الكاميرا: أليس هذا مكان فحص إيرين ماريا؟
قالت ماريا: أجل ألم تعثر على إيرين؟
قال شين: كلا.
قالت ماريا بقلق: أنا قلقة نورمان أبحث في المكان.
قال شين: لقد بحثت.
قالت ماريا: شين ركز على مكان العطل.
قال شين: حسنا.
قال جون أمراً: لانا أبقي مع نورمان للبحث عن إيرين.
أجابت لانا بشكل سريع: حسناً.
اقتربت لانا من شاشة نورمان ثم قالت: نورمان هل يمكنك السير ببطء أكثر.
قال نورمان معترضاً: أنا أتحرك ببطء.
قالت لانا بتوتر: حسناً أنا أسفة.
عرفت لانا أن النقاش مع نورمان مستحيل، لم ترغب بالشجار معه أثناء مهمة، ستفعل فيما بعد، تابع نورمان البحث حول المكان ثم قال: لا أثر له.
قالت لانا وهي تفكر: تابع البحث وسع نطاق بحثك.
قال نورمان: حسنا.
تابع البحث لكن لا أثر.
قال نورمان بقلق: لا يوجد أثر لانا.
قالت لانا: نورمان لقد تجولت في كل مكان صحيح؟
أجاب نورمان: أجل.
سألت لانا: إذن أخبرني ما هو أفضل مكان للاختباء فيه إذا أنتشر غاز؟
قال نورمان: لقد وجدته.
قالت لانا براحة: هذا جيد كابتن وجدنا إيرين.
قال جون بقلق: هل هو بخير نورمان؟
قال نورمان: عندما أصل له سأسأله.
تعجب جون وقال: ماذا تعني ب عندما أصل له؟
صرخ نورمان بأعلى صوته: إيرين هل أنت هنا؟
قال جون بانزعاج: لا تتجاهلني.
سمع الجميع صوت إيرين يقول: من هناك؟
سخر نورمان قائلا: أحزر من؟
قال إيرين بغضب: ماذا هل نلعب الان؟
قال نورمان: أنتظر هنا حتى نصلح الأمر هل يمكنك ذلك.
أجاب إيرين: أجل يوجد كمية هواء هنا تكفيني لساعة، لذا أنهوا الأمر بسرعة كائننا من كنت.
قالت لانا بتعجب: حقا لم يعرفه؟
قال جون: ربما لأن نورمان لم يتكلم معه كثيراً
قالت لانا وهيي تفكر: أظن ذلك.
قال جون: هل سمعتي ماريا لدى إيرين ساعة واحدة أنهي الأمر خلال هذه الساعة.
قالت ماريا: الأمر لا يحتاج لساعة حتى.
قالت لانا: هل الأمر سهل؟
قالت ماريا: أجل قليلاً لكن..
صمتت ماريا قليلا ثم قالت: لا شيء.
تابعت ماريا عملها مع شين لمدة عشرين دقيقة ثم قالت: لقد انتهينا سيزول الغاز خلال عشر دقائق، بعدها سيكون كل شيء بخير.
مر الوقت وهم يراقبون بهدوء بعدها فتح نورمان باب إيرين فور أن خرج ورأى نورمان قال بتعجب: نورمان؟
نظر نورمان بتعجب وقال: ماذا؟
ضحكت لانا وقالت لإيرين: أجل إنه نورمان، إيرين أنت لست على وشك الموت المعجزات تحدث كما تعرف.
قال إيرين: يا الاهي شكرا لك لإبقائي على قيد الحياة حتى هذه اللحظة.
قال نورمان بانزعاج: كفاكما.
ضحك الأثنان على نورمان، تم تعديل النظام وفُتح الباب، خرج نورمان و إيرين وشين، بينما كانت ران تفحص إيرين، إيرين قال: لقد ظننت أني سوف أموت كان الأمر مقلقاً حقاً.
قالت ران: لقد كان ذكاء منك الاختباء في ذلك المكان كيف فكرت بذلك المكان؟
قال إيرين: عندما كنا نتدرب، أخبرونا بشأن هذا الغاز، حينها قال جيرمي أن الاختباء في أحد الغرف العازلة سيبقينا على قيد الحياة إلى أن تأتي المساعدة، قال المدرب أنها خطة جيدة خاصة إذا لم تستطع الوصول إلى البدلات، أظن أن جيرمي أنقذ حياتي.
ابتسم إيرين وسرح في تفكيره، لكن قاطع تفكيره جملة نورمان: لكنك تجاوزت مكان البدلات، وذهبت إلى الغرفة العازلة التي تبعد عن البدلات بمترين فقط.
قال إيرين بتعجب: حقاً؟
قال شين: لا فائدة ترجى منك الأحمق يبقى أحمق.
قالت لانا بحزن: ولا علاج للحمق.
قال إيرين بانزعاج: توقفوا عن السخرية.
ضحك الجميع قليلا قاطع ضحكهم صوت جون قائلا: ما الذي يقلقك ماريا؟
قالت ماريا وهي مازالت تفكر: العطل الذي حدث في هذا القسم.
قال جون: تحققِ من الأمر وقدمي تقريراً شاملا لي.
انتصبت ماريا وقالت كجندي: حاظر.
بعد هذا تفرق الجميع وذهب كل شخص إلى عمله، مضى اليوم دون مشاكل، لكن فور أن استيقظت لانا وجدت في جدول اعمالها اجتماع، تعجبت من الأمر لكن كان عليها أن تعمل قبل الاجتماع.
في وقت العمل كل ما مروا من بعض كانوا يتساءلون فيما بينهم عن سبب الاجتماع، وبعد طول الانتظار حان وقت الاجتماع.
جون: جميعا لقد جمعتكم لكي نتناقش بأمر المركبة.
نهضت ماريا بعد أن أشار لها جون وقالت: يبدوا أن جهودنا وتعبنا في فحص المركبة، والتغيير المستمر في بعض القطع غير كافية، من الأساس حتى ولو كنا كاملين لم نكن لنكفي.
قال شين بتعجب: هل تعنين أن مهما فعلنا المشاكل ستحدث؟
قالت ماريا: أجل، قد نستطيع الوصول إلى وجهتنا وقد لا نستطيع.
صمت الجميع بقلق ولا يوجد جواب لهذا السؤال (ماذا سنفعل؟)
نهض جون وقال: في الوقت الحالي سنتابع جداولنا، لكن كونوا حذرين فالمشاكل ستحدث كثيراً، لذا منذ أن نستيقظ إلى أن ننام اعملوا ببدلاتكم هل هذا مفهوم؟
قال الجميع بصوت واحد: أجل.
قال جون منهي الاجتماع: هذا كل شيء.
غادر الجميع وهم يتهامسون فيما بينهم، ستصبح حركتهم أثقل وأبطئ بسبب البدلة، مع ذلك عليهم أنهاء جدولهم في الوقت المناسب، هل سنصل يا ترى؟! هذا ما كانوا يفكرون به.....