الفصل الرابع : بدأ السحر

37.8K 2K 85
                                    

لم يستطع صديقة ان يخفي فضوله عن هويه هذا الشخص الذي يشغل تفكير صديقة المتعالي الذي لا يرى الا نفسة تبع تلك العربة الى ان وصلت الى منزل ال اللوان و رأى تلك الفتاة الحسناء مغطية الوجه بذلك القماش اللامع تنزل منه و سأل احد الواقفين هناك من العائدين الى منزلهم وقت المغيب " من تكون تلك الحسناء؟". 

نظر ذلك الرجل الى ايسر و قال له " من الواضح انها احد بنات ال اللوان و اظن انها الابنة الكبرى , لأنها من تأخذ الغلام قيس معها اينما تذهب" و حين رأى الغلام تذكره على الفور انه ذات الصبي الذي تحدث معه سيف في السوق سابقا سأل عنها اكثر من قبل و عرف القصة كاملة من الناس و بدا متسائلا حقا ان كان بينهما شيء ام ماذا بما ان الخطبة لم تتم؟ او انها قد رفضته لكن لماذا تزوره؟ تشابكت الافكار في عقل ايسر و قرر ان لا يتعمق في السؤال عنها بما ان سيف لم يخبرة بشيء.

عادت نجم الدجى شاحبة ولا تستطيع النوم و حالتها تزداد سوءا و اصبح والدها يعرضها على الاطباء و العطارين و كل من له علم في الاحياء حتى يساعدة و لكن حالها لم تتحسن انتشر خبر مرضها بين من في السوق جميعا , فكل الناس هناك يعرفون من تكون و يعملون كم هي فتاة مرحة و بشوشة و حزن الجميع لحالها و تناقلت الاخبار في كل مكان و وصلت الى مسمع سيف و ايسر و الباقيين كان تفكير سيف الزمان ينتهي بـ " انها تستحق ذلك , لا يجب على الفتيات فعل ما فعلته" و لم يعد يريد ان يتذكر عنها شيئا فليس من المنطقي ان يكون شخصا مثله قلق على شخص مثلها مهما تعمق في تفكيرة كان القلق بادي على وجهه. 

ذهب والدها الى اقصى المدينة و سأل في كل مكان الى ان وصل الى صاحب الافعى ذاته و قال له ماجرى و اجابه " لابد ان المشعوذة تريد ان تخطف ابنتك "

فزع ال الوان مما سمع و قال "كيف تعلم ذلك؟". ب

قال له "لقد سمعت منذ قديم الزمان عن رجال و نساء كانوا عاديين و لا تعلم ما الذي يميزهم بالتحديد و لكن كلهم تجمعهم الشجاعة و بين كل عقد من السنين يجمع المشعوذون هذه الشجاعة من الناس إما بأخذ ارواحهم او ان يعلمون لديهم , انا لا اعلم التفاصيل ولست متأكدا ان عاد احدهم الى اهله بعدها لكن ليس لديك حل الا طلب المساعدة من المشعوذة ذاتها". 

عاد ال الوان الى المنزل و الهم و الغم باديين على وجهه و رأته نجم الدجى و اوجع قلبها حاله و تسائلت عما يجري و تصنتت على ما قاله الى والدتها حيث انه قرر الذهاب الى المشعوذة و ربما انه قد لا يعود.

دمعت عينا نجم الدجى و كانت تفكر ان بقاء والدها حيا يعني الكثير لأخواتها و لأمها و لجميع الناس أما لو اختفت هي فإنهم سيحزنون لفترة و ينسون , فقررت الذهاب للمشعوذة بنفسها ارتدت ملابسا يمكنها الجري و الهروب بها و وضبت المزيد من الملابس و اخذت رغيفا من الخبز و صفتهم في قطعة قماش و تركت المكان دون ان تترك رسالة حتى يظن الجميع ان اختفاءها من عمل المشعوذة.

كانت متوجه الى اقصى المدينة في تلك الليلة المنيرة لكنها في منتصف الطريق فكرت انه ليس من العدل ان لا تخبر سيف الزمان وهو يعاني مثلها عكست الطريق و ذهبت الى هناك و اخبرت احد الجاريات مجددا ان تنادي عليه , لقد كان حزينا و مهموما يبتسم تارة و يضحك تارة لكن الحزن ينال منه من جديد جائت الجارية و قالت له "هناك من يسأل عنك". 

لقد كان وحيدا هذا اليوم ولا احد بجوارة و سألها "من يكون؟". 

"لقد قال انه نجم , انه شخص ملثم هزيل الجسم يشبة الفتيات اظن انه فتاة".

قام سيف بسرعة من مكانه وهو متفاجئ كيف لها ان تكون هنا ؟ هل تحسنت ذهب مسرعا الى خارج المنزل حيث كانت واقفة تحت احد الاشجار و حين رأها قال مباشرة " ما الذي تفعلينة بحق السماء!" 

قالت له " انا الان متوجهة الى المشعوذة, اذا اردت التخلص من هذه الكوابيس فالتأتي معي". لقد كانت جادة و لا تمزح ارتبك سيف و قال " هل انتي مجنونة؟ كيف لك ان تذهبي الى هناك عودي الى منزلك الان" حين سمعت ردة فعله اخذت قطعة قماشها و اتجهت للشمال نادها بصوت اعلى و لكنها لم تجبه و قال " لا يهمني ما يحصل لك" ردت عليه من بعيد " لم اطلب منك ذلك" بقي سيف الزمان وحيدا واقفا تحت الشجرة متسائلا عما يجب ان يفعل ثم تعود افكارة من جديد تقول له و لماذا يجب ان افعل شيئا ؟ و لماذا يجب ان افعل شيئا لكن شعورا قويا يخبرة انه سيندم كثيرا لو تركها تذهب هكذا انهى حيرته بعد مدة لا تقل عن عدة ساعات و قرر اللحاق بها قبل ان تذهب و لكنه صادف صديقه قادما و سأله سيف مستغربا " ما الذي اتى بك في مثل هذا الوقت؟". 

قال ايسر وهو يبدو اكثر استغرابا " مابك انت من قلت لي ان أتي اليوم". 

قال له سيف الزمان " نعم , هذا صحيح الان اذهب فأنا .... " 

توجهت نجم الى اقصى المدينة حيث كل شيء يبدو مريبا حزينا كأيبا و متيقظا و اشياء عديدة تتحرك دون ان يحركها احد و القطط التي تملأ المكان تراقبها في كل خطواتها و لا تموء لا تتحرك و صلت الى ذلك المدخل المغطى بالاشجار في كل اتجاه تسائلت ان كان يجب عليها الدخول ام لا نظرت حولها ولا يوجد شخص حول المكان بدأت تشعر بالبرد و تفكر " لو دخلت الان سأتجمد من البرد في منتصف الطريق , سأنتظر الى ان تشرق الشمس و سأواصل السير " حيث كان طريق الاشجار هذا طويلا جدا ولا ترى نهايته و الظلمة داخله تزداد كلما تعمق الشخص فيه 

نجم الدجىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن