الفصل العاشر: المشعوذ وهج.

28.1K 1.5K 119
                                    

اخر النفق كان مليئا بالناس اول ما خطر في مخيله كل من نجم و الزمان هو النظر الى ارجلهم و لكن كانت كلها موجودة و خطو للأمام قليلا و لم يكونوا يروا الا ظهورهم و حينها التفت احدهم و كان بلا اعين , وقع سيف الزمان على الارض من الخوف ماهذا و خوفه اثر سلبيا على نفسية نجم و قد كانت لا تعلم فيما يجب ان تفكر بالتحديد و قالت بصوت قد فقد الهواء للتنفس " لا تنظر لهم و لنواصل السير , لننتهي من هذا بسرعة ". 

وهم في الطريق يسيران لقد كان احد هذه الجموع شاب يراقبهما و اقترب منهما قليلا قليلا الى ان وصل بالقرب من الزمان و قال " لماذا انتما هنا؟". 

التفت الدجى للخلف و رأت شابا وسيما مرتبا ذو قوام متناسقة و قالت بعد ان انتهى انبهاره به " نحن ... نحن هنا في مهمة ما". 

يبدو ان الزمان قد عرف من يكون هذا الشاب بدا محبطا جدا لرؤيته و قال سيف الزمان " و انت ما الذي اتى بك؟". 

قال " انا هنا بسبب حبي " 

تفاعلت نجم معه و قالت " و هل استطيع ان اعرف القصه؟". 

ابتسم ذلك الشاب بخجل و قال " انا اعتذر و لكن هذا محرج بالنسبة لي". 

لقد كان سيف الزمان يعلم ان ما يحبه هذا الصبي لم يكن شخصا بل السحر و الشعوذة و سعيه للعثور على الريشه الذهبية , كم اراد ان يفضحه كم اراد ان يخبر نجم بكل ما حدث قبل ان يتلقيا هنا كم يتمنى لو انها توقف نظرات الانبهار لهذا الصبي. 

واصل هؤلاء الناس في الوقوف بتجاه واحد محاولين النظر الى شيء ما بينما لا عيون لهم , لقد كان شكلهم مثيرا للشفقة و الحزن شعرت نجم بالاسى عليهم و قالت " هذا محزن حقا , لماذا هذا المكان كئيب جدا ".

لقد كان ما قالته نجم للتو محط تسائل لكلا الشابين ... انها تفكر بطريقة مختلفه تماما ان هذا المكان ليس بكئيب و لكنه مرعب لم يتحدث الصبي المشعوذ مع نجم لمده طويلة حتى يكتشف انها مميزة حقا و تابعت نجم حديثها " اتسائل ما الذي نظروا له ليفقدوا بصرهم هكذا " لقد كان كلهم ينظرون باتجاه الجدار و لا شيء اخر " لنذهب من هذا الباب " , اوقفها ذلك الصبي المشعوذ و قال لها " هل انتي مجنونه ؟ الا تعلمين ما الذي يجب ان تفعلينه هنا؟". 

قالت له مستغربة " عن ماذا تتحدث , انا اعلم لما انا هنا ابتعد عن طريقي". 

لقد كان ذلك الصبي يرى النور في الاتجاه الاخر و ليس في الاتجاه الذي تقوله نجم و بدأ يشك في حقيقية بحثه عن الريشة الذهبية طوال هذه السنين لأنه لم يجدها ابدا و قال لها بلباقه " هل يمكن ان اتبعك؟". 

"افعل ما يحلو لك لكن لا تقترب مني كثيرا , يكفيني مزعج واحد". 

لقد كان الزمان صامتا تماما و قال " طبعا طبعا , انا دائما مزعج و مخطئ حتى لو لم افعل شيئا ". كشرت في وجهه و بادلها نفس الوجه العبوس ثم سارت للباب التي تريد الذهاب له لقد كان غريبا كلما ساروا لهذا الباب كلما ابتعد اكثر ظنوا انه وهم و حسب و لكنها الحقيقية وقف سيف و قال " لابد ان هناك خدعة ما ولا تفكروا بالعقل كثيرا فهذا المكان غير منطقي". 

قالت نجم له بتهكم " نعم فعدم التفكير هو تخصصك فما الذي ستفعله ؟". 

ضحك ذلك الصبي قليلا و كان الزمان لا يبدي اي ردة فعل و قال " سأسير بذات الاتجاه الذي يسيرون به " و لم ينتظر موافقتهم و ذهب يسير و يسير معهم و شعر ان هناك شيئا يتحرك بينما هو يسير لقد شاهده كل من نجم الدجى و ذلك الصبي المشعوذ يسير للأمام مع هؤلاء و لكنه يتحرك لليسار باتجاه الباب و بعدها بلحظات لقد كان واقفا عند الباب تفاجأ الزمان ان فكرته قد نجحت قال الصبي " ان هذا المكان غريب حقا , على الرغم من بقائي هنا لمدة طويلة جدا لكم لم اعتقد ابدا ان هذا هو الطريق , فهناك العديد من الابواب هنا , يستحيل الوصول لها". 

تذكرت نجم الباب الذي دخلت له للمشعوذة لقد كان غريبا حقا , حاولت ان ترفض بكل الطرق ان سيف الزمان كان محقا , شعرت ان اعترافها بذلك سيجرح كبريائها لكنه لم يطلب اعترافا توجه كلاهما الى ذات الطريق الذي سلكه لذلك الباب المزخرف الغريب و فتحته و تفاجئ ثلاثتهم , ان الباب يؤدي الى شرفة و لا شيء اخر فتح ذلك الصبي الباب محاولا العودة من حيث اتوا و لكنه قد اقفل او انه ذلك النوع من الابواب التي لا تفتح الا من جهة واحده و قالت بغضب " أرأيت , لو لم تكتشف هذا الطريق لكنا الان نبحث عن مكان افضل". 

قال سيف الزمان وهو لا يصدق درجه الا منطقية التي تتحدث بها " متى ستتوقفين عن هذا؟ اتعلمين شيئا , انا لن اتحدث معك بعد الان". 

"يا الاهي كم هذا رائع ". قالت نجم 

قال الصبي المشعوذ " اظن ان هناك خدعة كما كانت في الغرفة السابقة ". 

قالت نجم وهي تحاول ان تتحدث معه ولا تعلم ما اسمه و قالت " انت ما اسمك ؟". 

اجابها وهو ينظر لسيف الزمان كما لو انه يذكره بالاتفاق الذي جرى بينهما سابقا و قال " انا اسمي وهج". 

نظرت اليه بتمعن حين قال اسمه لا تستطيع ان تخفي ان هناك شيئا غريبا في هذا الفتى انه جميل جدا و ساحر جدا و غريب جدا ولا يبدو انه هنا من اجل الحب كما قال فإن عيناه كالحجر و صوته كحد السيف لأسباب مبهبة فإن نجم الدجى لا تشعر بالامان وهذا الشخص بقربها لكن حاولت ان تبعد هذه الخرافات عن عقلها و قالت له " ربما ما تقوله صحيح يا وهج , لنبحث عن طريقة ما". 

جاءت للزمان رغبة بالضحك , كيف لكل شيء يقوله و يفعله يكون خاطئا و لمجرد بعض الكلمات من وهج و اتفقت معه , لم يعتقد انها تكره حقا حتى هذه اللحظة.

نظر سيف بالتجاه الارض محاولا ان يرى النهاية لكن كانت الغيوم تغطي كل شيء و قال وهو متعجب " لقد كان الطريق للأسفل كيف اصبحنا في مكان بهذا العلو؟ , عقلي سينفجر بسبب هذا المكان". 

نجم الدجىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن