مرحباً | أنا سلاح .

585 20 12
                                    

" مرحباً ، أنا سلاح .. يتحدث قليلاً ويقتل أكثر " .
لا أتذكر متى أخر مرة تحدثت بها كـ أنسان يشعر ..
فمنذ أن تخلصت من الصمم الذي كانت تشكو منه أُذناي ، شعرت كما لو أنني تخلصت من إنسانيتي أيضاً ، لأغدو سلاحاً لا أنسان .

سلاحاً تمت صناعته ليقتل بأكثر الطُرق براعة ، أتذكر في حياتي السابقة ، أجل حياتي السابقة التي كُنت بها إنساناً والتي كُنت بها أشعر ، قبل أن تموت أمي وتتركني مع زوجها الذي جعل مني قاتلاً مُتمرساً لأي مهمة قتل ، لأي شخص ، ولا يهمني إن كان أنساناً صالحاً أم طالحاً فلا ضمير لي ليميز هذا ..

كُنت أكثر شعوراً بل ومغموراً بالمشاعر حتى تكاد تخرج مني كـ فيضان ، والأن تحولت كل تلك المياة في جوفي إلى صحراء قاحلة ، لا أرض فيها قابلة للزراعة .

ومثل قطعة خردة بائسة تمت إعادة تدويري ، بل وصناعتي بشكل أشد قسوة ، بصورة مخالفة كما قُلت سابقاً كـ سلاح ..

لقد أجهشت بالبكاء في جريمتي الأولى ، أما الثانية تقيأت كثيراً حتى شعرت أن قلبي سقط حينها غارقاً في كل ذلك القيء ولم أبحث عنه ، توقفت عن البحث عنه ، كانت جريمتي الثالثة هي من جعلتني كـ صخرة صلبة ..

الرابعة ، ماذا عن الرابعة ؟ أختفى بريق عيناي ، لم تعد تلمع كما كانت تقول عنها أمي سابقاً ، بل أصبحت ذات هالة سوداء وغيوم لا تحمل أمطاراً ..

الخامسة كانت المُفضلة ، بل أنني أكاد أجزم أنني شعرت باللذة .
فلقد كانت ضحيتي متفاخرة وبشعة ، واثقة ومغرورة ، أن تسقط أحدهم من سماء غرورة أمر مُمتع بحق ..

حسناً كفانا حديثاً عن الجرائم التي لا أكاد أتذكرعددها فلقد توقفت عن العد بعد الجريمة السادسة ، كما لو أن الروتين كان يقترب ..
والأعتياد يتخذ الجزء الأكبر .

لقد بدأت أصبح مثل بقية الناس الذين يزاولون اعمالهم كل يوم ، لكن عملي كان مختلفاً وأشد قسوة وبؤساً ، لكنني اخيراً زاولته كـ عمل مما جعلني أفقد دهشتي به وأتعايش مع الحياة كـ سلاح قاتل لا كـ أنسان يحمل في داخله ذرة شعور ، فلقد اِكتسى الغبار إنسانيتي ..

بل عاصفة رملية أبتلعتها ولم أعد أستطيع رؤيتها أو حتى محاولة تكبد العناء لفعل ذلك .

مُنذ أن أصبحت على هذا النحو ، كانت كلماتي معدودة كما لو أنني أستطيع أن اُحصيها في عام ، كان لساني يُصفق بعجز حينما تخرج مني كلمة ، ودواخلي تصفني بالشُجاع الأخرس .

" آدم " ، هو أسمي كما أنه الشي الوحيد الذي يبدو على هيئة أنسان بي .

: آدم .

ألتفت بصمت وعقل مُصغي لذلك الرجل الذي حولني إلى ما أنا عليه الأن وهو يحمل ملفاً أخضراً في يده ، وكـ شي عهدت رؤيته فهو سجل ضحيتي الجديدة على مايبدو .

الـكـواكـب الـمـارقـة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن