مـع الـريـح .

103 7 8
                                    

#وآلتر

" كان عليك أن لا تتوقف عن العيش " .
إنه عتبي الوحيد الذي يبرز في مقدمة أيامي كـ وجه بائس وكئيب لا يسر الناظرين ..
مثل أغنية وطنية تتكرر على مسامعك لكنك لا تنتمي لهذا الوطن ولا تفهم كلمة واحدة مما قيل لكنها تستمر بإزعاجك دائماً ..
إنني كُنت أعيش الكثير مني ، حتى سئمت ..
لذا توقفت على تحقيق رغباتي ، صوبت على أحلامي وفتحت لكل هذه الأمنيات باب الخروج .
لكنني وفي هذه اللحظات التي كُنت أصر جاهداً فيها على أنني فعلاً توقفت عن العيش مُنذ مدة أو لنقل أن إدراكي اصابة جمود هذه الفكرة بل وتكورت عليه تماماً كـ شيء منه .
إلا أن تلك القشرة سقطت ، لأنني أدركت حقيقة واحدة .
مادمت تتنفس هذا يعني أنك حي .
مادام الموت لم يأخذ روحك هذا يعني أنك حي !
حتى في تلك اللحظات التي تتخلى فيها عن العيش وتظن أنك قد قتلت بك كل شيء إلا ان حقيقة أنك حي ساطعة مثل شمس لا يمكنك تجهلها حتى وأن توقفت بالظل كثيراً وطويلاً .
كمن يسير في الضوء ويخبر ذاته انه ظلام بل ويقنعها تماماً انه لا يرى مثل أعمى .
نحن دائماً من ندير للحياة ظهرنا لكن هذا لا يعني أننا واجهنا الجزء الأخر منها ! الموت ..
أن الحياة لا تشبه الصفحات فهي غير قابلة للطي تماماً حتى وإن رغبت .
وفي اللحظات التي ستُدير بها ظهرك لها ، فهي متواجدة حولك في كل شيء ، حتى في تنفسك الذي لا تكاد تُدركه .
فقط أنت وحدك في هذا الخضام ، في الحياة والموت ..
مهما حاولت تبديل الحقائق ستظل الحقيقة ساطعة في وجه أيامك .
وتصبح أنت مثل إشاعة وخبر كاذب .
فكل ماتخبر به نفسك وكل ماتشعر به حتى تكاد تصدقه بل وتفعل ماهي إلا كذبك وصراعاتك الذاتيه ، لا شيء في هذا حقيقي !
مثل من يتصارع مع الناس على حقيقة يتفق عليها الجميع ويراها الجميع بينما أنت تستمر بإخبار نفسك أنها لم تكن كذلك .
أنت وحدك لا أحد أخر معك ..
وهذا لا يعني ابداً أنك على حق في هذا ، الواقع شيء يفرض نفسه عليك حتى وان فرضت نفسك عليه مراراً وتكراراً فشوكته لا تكسر بينما شوكتك ستفعل .
مثلما يحدث معي الأن .

قطع حبل أفكاره السيد هاريسون وهو يحدق إلى وآلتر بإمتنان الذي كان يقف بهدوء وهو يحدق من خلف النافذه غارقاً في ذكرياته ..

سيد هاريسون : لقد أحسنت صُنعاً اليوم ، لهذا أنا أعتمد عليك كثيراً .

وآلتر نظر إلى السيد هاريسون بإبتسامة شاحبة : لقد سمحت له بالخروج مجدداً ، وأنا من ظننت انه قد ولى تماماً .

سيد هاريسون : وحشك الصغير ؟ لا تقلق لقد أصبحت قادراً على ترويضه بل وتوجيهه ، أنك تخرجه في مكانه الصحيح لذا ليس عليك ان تُبالي ..

وآلتر وهو يزم بشفتيه : لقد اراني لمحة من الماضي .. حينما كُنت ذلك الشخص ، آدم أيضاً .. انه يذكرني بما كُنت عليه لذا لا تتخلى عنه ، لا تتخلى عن توجيهك إليه مثلما فعلت معي ، يستطيع ان يكون أنساناً ثانيةً .

الـكـواكـب الـمـارقـة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن