ضـوء مـن الـحـقـيقـة .

129 10 4
                                    

#آدم ..

كٌل ما فعلته بي الأيام القاسية هي حشو قسوتها في قلبي ، في أعمق نقطة من روحي ..
في كل مداخل تنفسي .
منعتني من الشعور ، من الخروج على هيئة أنسان حي ، من الدموع المالحة ، أودعت بي ليالي الأرق الطويلة ، ولم تترك لي جداراً للأتكاء .. فظللت منتصباً كـ تمثال تم تثبيته واقفاً ولم يتكفل أحد المارة في سحب كُرسي له للجلوس ..
وفي كل مرة كان يشعل ضميري دخانه للأعتراض .. تعمدت الأيام أن تدوس عليه كـ سجارة .
أبتلعت كل شيء ، مشاعري المُبتلة بالدموع ..
عطش جوفي وتعطُشي للحياة ، قتلت الرغبات كـ كل الأشياء التي سبقتني الأيام في قتلها بي ، ولم تترك لي أياً من الخيارات الأخرى ، قطعت كل الطرق والسُبل على هيئة صخرة ، سلاح ، أي جماد قاسٍ تستطيع ان تصفني به .
لكنني ومع كل هذا الأبتلاع لم يستطع شيء في جعلي أفيض مجدداً ، ولم يطلب مني أحد أن أتقيء كل هذا العبء ، بل لم تسمح لي الأيام بفعلها ولا حتى لأجلي ..
كل هذا العبء على كاهلي لم يجعلني أنحني ..
وفي حال سقطت على ركبتاي راجياً الأستراحة كُنت أصفع بكل قوة كي أقف مجدداً ، لم أختر الوقوف ولا الجلوس ولا حتى ماهيتي .
لقد فرضت الأشياء نفسها علي ، فحتى الموت لم يكن يوماً سبيلاً أستطيع ان أعتمد عليه ، لقد خذلني الموت أيضاً ولم يظهر شفقته لي ، جعلني أخوض كل هذا الألم وحيداً بينما هو متفرجاً يقف بعيداً ولا يقرر أن يأخذني معه .
جزعت من الحياة ومللت المشاعر والشعور .
وتعايشت كالجمادات تماماً ..
أستطعت التكيف بشكل أو بأخر ، لكن ماذا بعد ذلك ؟.
ظننت أن الحياة تركتني وشأني بعد ان توقفت عن عصيانها .
لكن لا .. لم تفعل .
ها هي الأن تقف أمامي تُقيد يدي على كرسي خشبي .
وتطلب مني أن أتقيء كل تلك المشاعر وأن أسمح لها بالولوج بي مجدداً .
تطلب مني أن أبكي ، أن أظهر شفقة وشعور .
أن أرفَ بي ، وهذا مؤلم .. أن أستخرج كل شيء بعد ما أعتدت ،، هذا مؤلم .
وجه لوكاس أمامي ، بل وجهي أمامي .
وذلك المدعو " هاريسون " الذي ألقى بي لهذا العالم كأب لي .
كل هذه الأشياء جعلت من ضميري يعاود أشعال دُخانه لكنني هذه المرة كُنت أنا من يحاول ان يدوس عليه كسجارة لأنني بالفعل قد أنتهيت من تدخينه .

نيروز : ماذا الأن ؟.

هكذا خرج صوت نير ودخل إلى أذني ..
إلى قلبي الذي تخلى عني وتخليت عنه ، لكنه الأن يحاول أن يتواصل معي ك عضو أكثر من كونه ينبض وحسب ..
ماذا الأن يانير ؟ لا شيء الأن سوا الوقوف في وجه المصير
سوا محاولة مقاومة عدم البكاء من سخرية القدر وصوت قهقهته .

آدم : ماذا الأن ؟.

نيروز وهو يحدق بآدم : هي آدم ، أنظر إلي ..

آدم وهو يلف وجهه للنظر : ماذا ؟.

نيروز بهدوء : صارحني ، هل يبدو أنفي معوجاً بعد تلك الضربة التي تلقيتها ؟.

الـكـواكـب الـمـارقـة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن