#إيرينا ..
انا لستُ بشخص أعمى كي لا ألاحظ الحقائق !
لكنني في كل مرة أكاد أجزم أن العمى لا يصيب المرء فقط حين تفتقد عينيه للضوء .
بل أنني أكاد أطلق أسم " العمى الروحي " على ذاتي ، بالمناسبة أيضاً انا من أخترع هذا الأسم البائس مثلي .صدقني لقد أبصرت طوال حياتي وأحتفلت بمنظر الزهور حين أقتطفتها من حديقة الميتم ، ورقصت بينما كُنت أحاول أحتراف الرسم فقط لأن آلواني بدت جميلة ، تحسست بأصابعي كل تلك الكتب التي وضعوها هناك وقرأت منها الكثير وهذا مايجعلك تتأكد أن عيناي تعمل ، لكن لا ..
عيناي حقاً تعمل لكن روحي مصابه بالعمى ، ولا مواساة لذلك لأنك لا تستطيع ان تجزم أن كانت كذلك او لا إلا في كل مرة تتلقى صفعة حقيقة على وجهك ، أنها لا تملك عينان بعد كل شيء لتتأكد من المرة الأولى ثم تبدأ بالبحث عن علاجك او طريقة لمواساتك ، بل في كل مرة تتلقى حقيقة في كل مرة يُفتح صدرك لأبتلاعها تعلم انك كنت أعمى ، مثل فراشة تكسر قشرتها للخروج ..
لكنني كنت فراشة عالقة في قشرتها بل وأسوء كنت فراشة تخالط قشرتها وتشعر بها مما يعني ان كل انسلاخة تؤلم ، تؤلم جداً ! .فلقد أخذني توماس الغريب ، الذي لم يكن غريباً لأنه يعرف مداخل حقائقي ، توماس قام بتفجير قنابل الحقائق في وجهي وذلك حارق لكنه حقيقي .
أليست الحقيقة هي كل مانسعى خلفها لأن كل ماهو حقيقي يفترض ان نعرفه مهما بلغت سوءه ، أن كل الحقائق عزانا الوحيد بها أنها " حقيقة " والحقيقة شيء لا يقدر بثمن حتى وان صنعت بك شروخاً لا تُغلق .
أخذني توماس إلى مكان غريب مثل مستودع قديم لكن يوجد هُنا جهاز موسيقى صغير وأريكة سوداء مصنوعة من الجلد لكن حتى هي تم سلخ جلدها مما صنع فيها بعض الفجوات وصار جانبها الهش ذلك الأسنفج ظاهراً ، على هذه الأريكة سماعات ملقيه موصولة بجهاز الموسيقى على الطاولة الخشبية الصغيره ولحاف ملقي على طرفها يبدو ان شخصاً ما كان ينام هُنا ..
توماس وهو يمد لي كوب عصير : هل أستمتعتِ بمشاهدة القصة التي لا يبدو والدكِ فيها بطلاً كما تظنين ، او كما هو في حياتك ..
لا مهلاً .. هل كان بطلاً في حياتك حين تركك في منزل للأيتام وهو حي !تحدثت من بين أسناني كي لا أنفس عن غضبي : لقد فعل ذلك لحمايتي ..
توماس وهو يضحك : صحيح ، مُدعياً ان الجميع أشرار فالخارج وهو يبدو كبطل لأنه مُهندم ، ياللسخرية وكأن الجميع يعادونه لذلك اللقب ، لكن دعينا لا نلومه حسناً محاولين ان نلتمس له العذر فكل أب يريد ان يكون بطلاً في حياة أبنته صحيح ؟.
إيرينا وهي تنظر للأسفل بخيبة واضحة : لقد تركني هناك لأن والدتي ماتت ولم يعد هناك من يستطيع الأعتناء بي ، لقد قُلت لا بأس بذلك لأنني أبنة غير شرعية وهذا سيسبب المشاكل لسمعة والدي ، لكنني أواسي نفسي بأنه كان مغرماً بوالدتي ولا حيلة له بذلك القلب ، وحين أخبرتني والدتي انها هي من رفضت الزواج به غضبت جداً لأنها حرمتني من والدي بل وجعلتني أعيش هذه الحالة السيئة رافضة تماماً عن الأفصاح عن أسبابها ، لقد جعلني ذلك أرى والدتي شخص سيء لكنها ماتت ! ماتت قبل ان اقدم أعتذاراتي وقبل ان أصبح متفهمه ، ماتت وهي لم تخبرني ان والدي كان متزوجاً بأخرى ولديه طفلين ليعتني بهما بينما يعتني بي أصحاب الميتم ، ماتت قبل ان أرى ماتريني أياه ، هل الحب يجعل المرء مُضحياً حد الغباء فقط لأنها لم ترد أن تجعلني أن أرى صورة والدي بهذه الطريقة البشعة ! ليس كذلك وحسب بل وأنه قاتل ..
قاتل قديم ذو ماضي بشع ..
أنت تقرأ
الـكـواكـب الـمـارقـة .
Mystery / Thrillerأعلم أنني مثل كوكب مارق ، منبوذ .. حُر ووحيد وهذا العالم فضائي المُكتظ .