وقف رجل و سيده على المنصه و بدآ العزف على آلة الكمان .. كان العزف هادئا و اعجب به الجميع .. وزعت الطاولات الدائريه بشكل جميل في تلك الصالة الكبيره و اصوات المدعويين تتعالى شيئا فشيئا مما يدل على كثرتهم .. سيدات و فتيات بفساتين جميله و متعددة الالوان و الاشكال و رجال و صبيه ببدل رسميه مختلفة في الالوان و الاشكال ايضا .. كان يجلس هو على الكرسي الاحمر الكبير و الطويل و يمسك شرابه بينما عيناه تحدق في الحضور .. لكن عقله كان يفكر في زوجته المستقبليه و اين هي حتى الان ؟ .. الى ان ظهرت و قد كانت تقف في ساحة صغيرة في الطابق العلوي و تأملت الحضور للحظه او بالاحرى نظرت اليهم بنظرات فارغه فهي لا تزال تحت تأثير التنويم المغناطيسي ..
سيدتان كانتا تمسكنها من يديها و الاخرى ترفع فستانها من الخلف حتى تستطيع المشي .. نزلت اول الدرجات و بكل حذر ثم تلتها الاخرى و قد كان الجميع يحدق بها لشدة جمالها .. خصوصا كيفن الذي نهض و وضع كأسه جانبا ليتأمل ذلك الملاك المُطِل عليه ..
اصبحت الان تقف على ذلك الممر الممتد الى المنصه و بدأت تسير عليه و معها السيدات و تلك الابتسامة تشق وجوههن عدا هيلدا فقد كانت ملامحها لا تحمل اي تعبير و رغم هذا هي تبدو جميله .
كان يحدق بها .. عيناه لا تفارقها حتى وصلت الى كيفن و هناك اشتعل غضبا و كاد ان ينهض لكن اوقفه روبن عندما امسك يده
" لوثر كن هادئا .. سنتحرك بعد قليل .. لا تفسد الامر "
قال روبن كلماته ليجلس لوثر وهو يحاول الهدوء ثم عاد ينظر الى معشوقتهأمسك كيفن يدها بكل رق و مشى معها بإتجاه كرسيهم المزين و الجميل ليجلسها عليه ثم اخذ مكانه بجانبها ..
صفق الحضور لهما و بدؤوا يهتفون بالتبريكات و التهاني و يأملون لهما مستقبلا باهرا .. لكن لم يكن احد يعلم ان هذا الزفاف سيتحول الى حلبة مصارعه بين اكبر عدوين .
" لنبدأ الان .. هل أنتِ مستعدة يا ماريا ؟! " قالها لوثر و الشر يتطاير من عينيه
فنهضت ماريا و رفعت رأسها بثقه قبل ان تجيب :
" مستعدة دائما "
و تحركت من مكانها لتصعد على ذلك الممر و بدأت تسير عليه بكل ثقة تحت انظار المدعويين المندهشه .. كان كيفن ينظر الى هيلدا و يمثل انه يتحدث معها حتى لا يشعر المدعويين انها منومه و لم ينتبه لماريا التي بدأت تقترب منه ..
" مرحبا " ألقت التحية عليه بعد ان وصلت ووقفت امامه
رفع ناظريه لتلتقي اعينهما .. هي كانت مبتسمه وهو دخل في حالة من الصدمه المؤقتة قبل ان ينطق اسمها
" م .. ما .. ماريا "
اومأت له و ابتسامتها التي احبها دائما لم تفارقها
" كيف أنتِ حيه ؟! " سأل و هو تحت تأثير الصدمة التي جعلت عيناه مفتوحتان على مصراعيها
" أنا حية يا كيفن .. لم أمت كما توقعتم " قالت كلماتها و بنبرتها المرحة و المعتاده فجعلت قلب كيفن يضطرب من جديد
كان هو يحاول استيعاب ما حصل قبل قليل و انتبه ان الحضور ينظرون اليهم فقرر ان يسلم عليها و يعود ليجلس بجانب زوجته المستقبيله .
ابتسمت بمكر و غادرت المكان لتعود الى لوثر و قالت :
" لقد ارتبك بالفعل .. هل كان يحبني حقا ؟! "
" اجل " اجابها روني
( عودة الى الوراء )
بعد ان سقطت ماريا من اعلى المنحدر جرفها التيار المائي الذي و لحسن الحظ كان تحتها و اوصلها الى مكان ما به اشجار كثيره و بيت صغير تعيش به اسرة فقيره مكونة من اب و ام و ابن في عمر الثامنة عشر .. وجدوها مرمية امام النهر و رأسها موضوع على الحجرة مما منع انجرافها اكثر .. و اخذوها ليعالجو جروحها و بقيت في سباتها لمدة اسبوع ثم استفاقت لتلقاهم عندها .. و تعايشت معهم و في كل يوم تحدث شجارا مع ابنهم الاكبر الذي كان وحيدا دائما بدون اخوه فأتت هي لتملئ حياته سعاده و اعتبرها كأخته التي لم تلدها امه .
و في أحد الايام أتى روني الى هذه الاسرة لأنه يعرفها و دائما ما يزورها ووجد عندهم ماريا فجلست معه و اخبرته القصة كلها و اخبرته ايضا الا يخبر احدا انها هنا فنفذ ما طلبت الى ان اتى اليوم الذي تمادى فيه كيفن و قرر روني ان يعيدها فأتى بها الى لوثر الذي صدم عندما رآها و اخبره روني بقصتها ثم خططوا جميعهم و تحالفوا ضد كيفن ليس لأنهم يريدون الحاق الاذى به و لكن من اجل ان يعود الى صوابه و ماريا احدى تلك الاسباب التي سيعود بها كيفن الى طبيعته .
( الحاضر )
كان كيفن يفكر في ماريا فهي شغلت عقله منذ ان رآها لكنه طرد تلك الافكار من رأسه و اصر على الانتقام من لوثر لأنه قضى سنوات وهو يصارع ألم قلبه بعد ان ظن انه فقدها .
" ايها الحضور .. " هتف بها كيفن وهو يصفق بيديه ليلفت المدعويين اليه
فأبتسم لهم و قال : " اريد أن اشكركم على تلبية الدعوه و اتمنى ان تستمتعوا بحفلة زواجي من هذه الانسة الجميله " و اشار الى هيلدا التي كانت في عالم اخر
صفقوا جميعهم و من بينهم ألين الذي كان وسيما في هذه الحفله مما جعل كل الفتيات يتلملمن حوله .
" أجل .. سنستمتع كثيرا يا كيفن " جاء ذلك الصوت المليء بالبروده و الحقد في نفس الوقت ليصم اذني كيفن
فألتفت بسرعه و نظر بين الحضور ليجده يقف بشموخ امام الطاولة التي تحمل كل اصناف الطعام
" لوثر ؟! " قال بدهشة قبل ان ترتسم على شفته ابتسامة ماكره و تابع :
" اهلا و سهلا بك .. في حفلة زواجي "
تقدم لوثر بخطى بطيئة حتى وصل الى المنصة ووقف امام كيفن بل و ان وجهيهما يكادان يلتصقان ببعض و نطق من بين اسنانه التي يصر عليها
" لن ادعك تأخذها ابدا "
" ههه اخفتني .. ماذا ستفعل ؟! " قال كيفن ببرود و ضحكة ساخره
" سأفعل هذا " صرخ بها و لكمه على وجهه بقوه ليسقط ارضا
و نهض ليهاجمه مرة اخرى و بدا يضربان بعضيهما تحت انظار الحاضرين .
______________________________________
يتبع ..
رايكم في البارت ؟
أنت تقرأ
عندما يقع وحشٌ في الحب / بقلمي
Romance( قد يلين قلب الوحش يوما إذا وجد من ينتشله من عالمه المظلم إلى النور .. و قد يبكي يوما اذا وجد من يفتح له أحضانه الدافئة ) عندما يقع وحشٌ في الحب بقلمي استمتعوا