الجزء الخامس عشر

17.3K 596 74
                                    

كانت نائمة في غرفتها و يجلس عند رأسها روبن الذي ظل معها حتى المساء يضع لها قطعة من القماش المبلولة بالماء على جبينها لكي تخف تلك الحرارة التي اتتها فجأه .. احمر وجهها و تسارعت انفاسها .. كان روبن خائفا عليها لدرجة انه بدأ يتعرق ..

و عند التاسعة مساء ..

فتحت عيناها ببطء لتجده يجلس عند راسها و يمسح عليه بلطف .. لم ينتبه أنها استيقظت لأنه كان يفكر في ما حدث و ملامح الغضب ارتسمت على وجهه عندما تذكر لوثر .. سمع صوتها المتعب و هي تناديه ليعتدل بسرعة و ارتسمت ابتسامة كبيره على شفتيه

" روبن "

" نعم "

" أين أنا ؟ "

" أنتِ في غرفتك ؟! " قالها مبتسما ليطمئنها

" و اين .. لوثر ؟! " سألته بخوف

عقد حاجبيه بغضب قبل ان يجيب :

" لا تقلقي .. أنه ليس هنا "

أمسكت الغطاء و رمته على وجهها و بدأت تبكي .. سمع روبن شهقاتها و حاول ازالة الغطاء عن وجهها لكنها كانت تشده .. ابتسم و قال :

" لماذا تبكين الان ؟! "

" انا لا ابكي " بصوت مبحوح و باكي اجابت

" حقا ؟! .. اذًا ابعدي الغطاء عن وجهك " قالها و كأنه يتحداها

ازالت الغطاء ببطء و رفعت عيناها لتنظر اليه .. اطلق ضحكة قويه ووضع سبابته على شفتيه محاولا كبحها ..

" لماذا تضحك ؟! " بعتاب سألته

" لا .. لاشيء "

قررت ان تنهض فساعدها روبن و اسند لها الوسادة لترتاح عليها .. حدقت به قليلا قبل ان تسأله :

" لماذا تساعدني ؟! "

كان السؤال صادما بالنسبة الى روبن .. ماذا سيقول الان ؟ هل يقول انه يساعدها لأنه يعتبرها صديقته ؟ أم يقول انه احبها و لن يسمح لأحد بمضايقتها و سيكون معها دائما ؟

ظل صامتا للحظه قبل أن تتحرك شفتيه المرتجفه ليجيب :

" لا .. لا ادري "

ضحكت على جوابه ثم قالت : " على العموم .. شكرا لك "

" العفو " و ابتسم براحه

سرح في افكاره بعيدا .. يفكر في أنه جبان كبير .. لماذا لا يعترف لها و يخلص نفسه من ذلك العذاب .. لما لا يكون قويا و يخبرها بما في قلبه .. ظل على حاله يفكر الى ان سمعها تناديه :

" روبن .. روبن "

" هاه .. ماذا "

" اين ذهبت ؟! " بإبتسامة سألته

بادلها الابتسام و اجاب : " لم اذهب الى اي مكان .. انا هنا " حاول ان يضيف في نبرته بعض الفكاهه ليضيع سؤالها

عندما يقع وحشٌ في الحب / بقلميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن