قَدَري منصور

72 3 0
                                    



مدونتي العزيزة..

البارحة استيقظت منتصف الليل.. اشعر بالكسل.. لا اقدر على التحرك من السرير..

كان طفلي يبكي.. و منصور بجانبي يغط في نوم عميق.. جررت جسدي و ذهبت نحو سرير الرضيع..

اعطيته الرضاعة الزجاجية.. و لكن وضعتها على انفه فتساقطت قطرات الحليب على وجهه .. فصار يبكي أكثر..

أسكتيه.. صرخ منصور..

حملت الرضيع.. و وضعته معي في السرير .. بيني و بين زوجي..

سمعت أذان الفجر.. هززت منصور كي ينهض ليصلي.. و لكن دون جدوى.. سحبت نفسي من الفراش.. و وضعت بعض الوسادات بجانب الرضيع.. كي لا يقع من السرير..

صليت ركعتين على عجاله.. ثم بكى الرضيع ثانية..

حملته.. و غفى على كتفي.. حاولت أن أنام.. و لكن دون جدوى.. ظللت اتقلب في فراشي..

نظرت إلى منصور.. ما زال نائماً..

طفلي نائم..

ذهبت لغرفة التوأم.. غطيت ساق مها.. و نزعت نظارة مريم التي ترتديها حتى أثناء النوم..

حاولت ان أقرأ كتابا من تلك الكتب المتراكمة بجانب السرير.. بعضها لم أقرأها.. و بعضها لم اتعدى قراءة الفصل الأول..

فتحت رواية.. قرأت صفحة.. ربما رتابة احداث القصة تعيد النوم إلى رأسي.. و لكن لم أقدر ..

طلعت الشمس.. احب الساعة الأولى من النهار.. تذكرني بتلك الأيام التي كنت أقضيها مع والدي في الحديقة..

أضائت الشمس السماء.. و لكن لا أشعر بحرارتها.. رائحة جميلة في الجو.. فمنذ قليل كان الله قريبا.. في السماء الدنيا.. و لكننا كنا نيام..

***

يئست رشا من العودة للنوم.. فصنعت كوب قهوة.. و بدأت بإعداد فطور الروضة لمها و مريم..

وضعت الحقيبتين المتشابهتين عند الباب كي لا ننساهم..

نزلت مريم و هي تدعك عينيها و قالت: "محمد يبكي ماما".. صعدت رشا و حملته ثم أيقظت مها ..

حاولت إيقاظ منصور كي يوصلهم للروضة..

"أوصليهم على طريقك للعمل" .. ثم عاد للنوم

بدلت حفاظة محمد و كانت الخادمة تمشط مها بينما مها تتناول الافطار و قد لبست نصف ثيابها و جورب واحد .. جائت مريم.. ماما لا أجد النظارة.. كانت مريم قد لبست ملابسها و مشطت شعرها و تناولت الفطور بينما مها مازالت نصف نائمة.. 

أعطت محمد للخادمة العجوز الذي كان يحبها فقفز في حضنها و عانقها.. صعدت مع مريم بحثا عن النظارة.. وجدتها تحت السرير..

عادت لمنصور لعله يفيق و يساعد قليلاً..

"الساعة كم" سألها

فتحت جواله لتعرف الوقت.. وجدت رسالة نصية من مجهولة.. "زوجي كان هنا لم أستطيع أن ألاد على مكالمتك" .. تنهدت رشا و تجاهلتها..

وضعت محمد في كرسي السيارة و ركبت الفتاتان.. تقاتلتا حول من يجلس في الكرسي الذي بجانب السائق.. كان لابد أن تجلس إحداهما.. و طبعاً فازت مها فقد كانت بنيتها أقوى من مريم النحيلة.. بالرغم من أنهما توأمان..

جلست مريم في الخلف حزينة .. ثم ابتسمت عندما توقفت الخادمة العجوز عند الباب تلوح لهم تودعهم و هم يغادرون للمدرسة..

بعدما وضعت محمد في الحضانة و التوأم في الروضة.. توجهت للعمل "و لكن قبل ذلك لابد من كوب قهوة" فكرت رشا .. 

كان الطريق مغلقا بسبب الاصلاحات.. فتغير مسارها.. و وجدت نفسها بقرب ذلك المقهى حيث سكبت القهوة على علي.. 

نظرت إلى حقيبة اللاب توب بجانبها.. تلك الحقيبة التي أهداها إياها علي حينما أعاد لها اللاب توب.. 

***

مذكرات فتاة القهوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن