كَتَبتْ..
"مدوّنتي العزيزة
أصبح هذا الجهاز ملتصقاً بي كلعنة تسلطت علي من دون البشر.."
***
دخلت إلى المقهى لم تره بين الجالسين فتنفست الصعداء و توجهت مسرعة إلى الكاشير لتسلمهم اللاب توب.. ابتسمت للفتاة الآسيوية نفسها .. ابتسمت لها الفتاة الاسيوية و سألتها ما طلبك و انتظرت و هي تنظر إليها و صبرها يكاد ينفذ.. نظرت رشا خلفها حيث اصطف بعض الزبائن في انتظارها كي يشتروا القهوة ..
نظرت رشا إلى الفتاة و تحنحنت و ابتسمت و وضعت اللاب توب على الطاولة .. نظرت الفتاة باستغراب.. قالت رشا: هذا اللاب توب نسيه احد الزبائن و سوف يأتي اليوم لاستلامه هل يمكنك ان تحتفظي به ريثما يحضر.. اسمه ع.. صمتت عندما وجدت يد رجل تمسك باللاب توب .. كان علي نفسه.. اخذه قائلا لا بأس سوف استلمه من هنا .. و نظر اليها .. نظرت إليه محرجة .. اعتذر فعلا عن ما حصل.. هل يمكنني أن اشتري لك كوب قهوة لأعبر لك عن اعتذاري.. فقال علي مستهزءا: يكفيني كوب قهوة واحد منك .. كان أكثر من كافيا! قال في إشارة إلى حادثة الكوب الذي انسكب عليه.. نظرت إليه بتلك العينين المذهلتين ثم اطرقت النظر و قالت حسنا اللاب توب وصل إليك و خلاص.. ظل ينظر إليها صامتا.. ثم انتبه و اشاح بنظره عندما قالت الفتاة على الكاشير لو سمحتم اذا لم تريدوا طلب القهوة هل يمكنكم لو سمحتم التنحي و فتح المجال للزبائن الاخرين.. رشا: نعم نعم و حملت حقيبتها القماشية التي كانت على الأرض و ارادت المشي و لكن علي كان واقفا امامها .. فتنحى جانبا .. و أشار بيده ان تفضلي..
خرجت مسرعة و ركبت سيارتها .. القت حقيبتها في الخلف كالعادة و وضعت كفيها على وجهها و قالت لنفسها : كيف اعرض عليه كوب قهوة.. يا إليهي ماذا سوف يظن.. " وادارت محرك السيارة الميني كوبر السوداء.. وهمت بالمضي .. و لكنها توقفت بسبب السيارة التي مرت امامها بسرعة.. كان علي يقودها .. ظلت واقفة حتى اختفى .. فهي لا تريد أن تراه مجددا ..
عادت إلى المنزل .. و عندما همت بالنزول من السيارة نظرت إلى الكرسي الذي بجانب السائق و اذ بلابتوب المذيع ما زال بجانبها و عليه ملصق الإذاعة.. و عندما أخبرت ريم بالقصة مساءً صرخت ريم: اذن لاب توب مين الذي معه؟؟!!!
نظرت إليها رشا بنظرة أن الإجابة واضحة..
ريم: لاااا
رشا: و المشكلة أن جهازي بلا كلمة سر..
ريم: اخبرتك أن القصة لن تنتهي..
ريم: هيا اتصلي أو ارسلي رسالة.. اخبريه
رشا: لا يمكن .. لا استطيع .. سوف انتظر حتى يتصل
ريم: غبية هذه فرصتك للتواصل معه