الفصل 12 : مملكة الجليد

92 7 26
                                    

سألتها دودوا متعجبة " كيف عرفتي بأمرها ؟ " ردت سيلين " تلك كانت كلمات والدي ، هو يلقب ب......" فجأة أكمل ديف كلامها قائلا " الجنرال اﻷزرق ، هو الذي كان سببا في إختفاء البجع اﻷزرق ، هل أنا محق ؟" كلماته جعلت سيلين تغضب و تقف من مكانها و تصرخ بصوت يملؤه الغضب " ما أدراك أنت بوالدي ، هو لم يكن سيئا " إبتعد ديف بضع خطوات و قال " لا تحكمي على القصة ﻷنكي سمعتيها من طرف واحد جميع جنرالات الطيف قد تسببوا بلعنات في اليوم الذي غضبت فيه آليس " إتسعت عينا سيلين و بدأت الدموع تتجمع في عينيها ، أما اﻵخرون فقد كانوا مصدومين ، كيف لبشري مثله أن يعرف تاريخا مدفونا

فجأة في تلك الحالة نطقت وايت قائلة " مايك و الفتاتان مفقودون ، هل سنعثر عليهم أم ستبقون متعجبين هكذا تحدقون بصاحب النظارات " وقفت جنيفر و قد إظلم وجهها لتحيط بها هالة حمراء تدل على الغضب الذي يشتعل كالنار قالت بصوت تملؤه الثقة " لا يهم ما حدث في الماضي ، فالنعثر على آليكس و البجعة " ثم بدات بالسير بكل ثقة ، حتى أوقفها صوت دودوا " أنتي تسيرين و كأنكي تعرفين أين ذهبوا ، أنا التي ترى المستقبل يا ذكية " كلماتها جعلت من موقف جنيفر يبدو كالمهزلة ......

إلتفتت جنيفر و الغضب يسيطر عليها من كلمات دودوا و عادت أدراجها ، ....

بقي الجميع ينظرون للفراغ الذي أشارت له دودوا ، كانت أليكس جالسة في طاولة طويلة ، مملؤة بالطعام بينما تقابلها في الجهة اﻷخرى فتاة ذو شعر بنفسجي فاتح لدرجة قد يبدو أبيض ، و عينان بنفسجيتان يميل للسواد ، طغى الغموض على عينيها ، و كأن البنفسج قرر أن لا يناسق نفسه ، بدى كقصر من الجليد خاصة اللون الأزرق الذي غط المكان كله  ، بدتا و كأنهما متفاهمتان ، ليس بالحديث بل بالنظرات التي تعبر عن نفسس اﻷلم و المعاناة .... 

إتسعت عينا نينينا و قالت " آري ؟" ، نبرات صوتها جعلت الجميع يدرك أنها تعرفها ، سألتها دودوا   أتعريفينها ؟" لكن سرعان ما بدأت نينينا بالنفي " لا أعرفها ، أنا فقط ....  الا تريدون إنقاذ أليكس ؟" ربما إستطاعت إبعاد الشك عن الجميع ، و لكن ليس ديف .......

جهزوا جميعا أنفسهم للذهاب و البحث عن المفقودين ، و هم يسيرون حتى وصلوا إلى مدخل مملكة الجليد ، و كأنها عالم آخر ، اﻷبيض الذي يسيطر المملكة ، كانت شبه خالية ، و كأن السكان لا يعيشون فيها ، أكملوا سيرهم  حتى توقفت وايت و  تحدثت  قائلة " إنتظرو " إلتفت الجميع و  نظرات التعجب بادية على وجوههم حتى أكملت جملتها " دعونا نفترق ، هكذا لن نستطيع العثور عليهم " إلتفت ديف و قال " هي محقة ، نحن لن نعثر عليهم هكذا ، بل سنضيع الوقت لا أكثر " حدقت جنيفر بتعجب و قالت " سأذهب أنا و سيلين " قالت وايت " أما أنا فلا أرتاح إلا مع صاحبة عيون البرتقال " قال ديف " حسنا ، بقيت أنا و نينينا ، فالنتفرق و نبحث عنهم "

بدأت كل من نينينا و ديف السير بهدوء ، كانت هي تسير و التوتر واضح وضوح الشمس على ملامحها ، أما ديف فنظراته لا تفارقها أبدا ، فجأة أمسك يدها و أدارها إليه " لماذا أنتي متوترة هكذا ؟" أحست بالتوتر  أكثر " لاشئ أنا فقط ....." إنحنى لمستوى وجهها حتى تتقابل نظراتهما و تزيدها عيناه توترا ، كيف لعين سوداء أن  تثير ذلك الشعور غير المرغوب فيه ، سألها " لا توتري ، و لا تخافي ، أنا هنا و سأحميكي ، أخبريني بالحقيقة و لن يحصل لكي شئ" بدأت الذاكرة تتدريجيا تعود بنينينا إلى الوراء لتتذكر كيف تم نفيها لمملكة الجليد بعد أن عرفوا برحيقها السام ....

كانت في عربة جالسة يقودها حصان ذو أجنحة شبيهة بالفراشة ، يقودها شاب من عالم الجنيات ، كانت مقيدة و بجانبها جنديان ، فور وصولهم للمملكة الجليد ، فتحوا الباب و دفعوها لتقع ارضا على الجليد ، قال أحد الجنديان " كوني شاكرة أن الحاكمة لم تقم بإعدامك رغم أنكي تستحقين ، أنثري رحيقك السام بعيدا عنا " ثم غادروا جميعا تاركين إيها بمفردها ، لا تعرف ماذا تفعل و أين تذهب ، حتى أنهم لم يفكوا قيودها ، لكن بالرغم من ذلك هي لم تفقد اﻷمل ، وقفت و بدأت بالسير لعلها تجد شيئا يساعدها .....

و هي تسير شد إنتباهها بحيرة جامدة ، بالرغم من غياب أشعة الشمس إلا أنها كانت تلمع ، أي شخص يقترب منها سيرى أن الحياة دبت فيها ، سترى إنعكاس عالم غير الذي تراها حولك ، سترى عكس مملكة الجليد التى صار الهدوء سيدها ، ......

حاولت نينينا لمسها بيديها المقيدتين فجأة ليبدأ الجليد بالتشقق و تقع هي هي داخلها ، عكس مارأته ، كانت مجرد بحيرة عادية ، مملؤة باﻷعشاب ، حتى أنها لم تقاوم ﻷجل حياتها ،منعتها القيود من التحرك ، هي فقط فقدت اﻷمل ........

في قصر جليدي ، كل شئ أبيض  إستيقظت نينينا لتجد نفسها في فراش دافئ و يدها قد تم تحريرهما ، نهضت من سريرها لتجد خادمة تضع صينية بها حساء دافئ قربها و بصوتها الحنون قالت " إستيقظتي يا صغيرتي ؟" ردت نينيا بسؤال " مالذي حدث ، و أين أنا ؟"  قبل أن تتحدث الخادنة دخلت سيدتها الملكة آري ، لتنحي الخادمة و تقول " مرحبا سيدتي " أومأت آري برأسعا لتغادر الخادمة ، جلست آري مقابلا لنينيا و بقيت تحدق فيها ، تعجبت نينينا و سألتها بتردد " من أنتي ؟ لماذا تحدقين بي هكذا ؟ أنا لم أفعل أي شئ خاطئ ، تم نفي ﻷني أملك رحيق سام " و أخيرا تحدثت آري قائلة " ستعودين لمملكتك يا صغيرتي " و وقفت متجهة إستغربت نينينا و أسئلتها لا تنتهي " أعود ؟ كيف ؟ مالذي تقصدينه ؟ ألم أقل للتوي أنه تم نفيي هنا " إلتفتت آري و قالت " سأوصل رسالة للملكة رانا ، لن يتم نفيك مجددا " ثم غادرت آري الغرفة تاركة نينينا في حيرة من أمرها ...

حل المساء و قد جهزت نينينا نفسها لمغادرة مملكة الجليد مع غارد حارس ملكة الجليد ، و هما على العربة سألته نينينا " سيدي لا يمكنني العودة لعالم الجنيات ، سيتم نفيي مجددا " ضحك غارد قائلا " لا تقلقي صغيرتي ، الملكة آري تدبرت أمر كل شئ و لن يتم نفيك ﻷي مكان ، لذا كوني مرتاحة " تعجبت نينينا ، لكنها لم تطرح أية أسئلة ، أرادت رؤية النتيجة فقط ....

و هذا ما قصته نينينا على ديف ، لكنه بدوره سألها " أتعرفين كيف نصل للقصر ؟ " أجابت هي " القصر لا يبعد على البحيرة ، ربما يبعد ... لست متأكدة " لكت يبدو أن ديف تحمس ليقول " حسنا ، دعينا نذهب للبحيرة ، قد تتذكرين " ثم توجها بإتجاه البحيرة ....

بالنسبة لوايت و دودوا هاهما تقابلان مجموعة من الذئاب البيضاء التي تكشر على أنيابها و هي على إستعداد للإننقضاض عليهما في أية لحظة ، لكن المشكلة كانت مينا المرمية خلف تلك الذئاب و جسمها يغطيه الجروح ....
____________________________________
مالذي حدث لمينا ؟ و ها ستنقذها دودوا و وايت ؟ و هل ستعثر نينينا على القصر ؟
اﻹجابة كالعادة في الفصل القادم

أساطير آليس ( Alice Kingdom)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن