يمكن للحب ان يلمس اطراف الجسد بسلاسة كما يلمس اطراف القلب ..
ثم تنمو بين ضلوعه الرغبة في جعل هذه اللحظة أبدية وان يمحو اثر شفتي هيتشول عن ما هو ملكه ..
تغريه انفاسها المشبعة بالفتنه ، وتذهب عقله عن ما هو صحيح ليقترب ...من بعيد كانا يقفان معاً بصمت خطته الدهشة في عقلهما
بسرعة اعادت نظرها اليه لتترجم افكاره بينما لم يبعد عينيه عن صديقه وخطيبته اللذين يبدوان بعيدان كل البعد عن الواقع
محكومان بسكرة العقل ، ثملان بأنفاسهما ومشاعرهما التي اظهرت نفسها للعلن دون ان يشعرا ..
تكلمت بقلق : هيتشول !!
احتسى القليل من كأسه الذي كان بيده قبل ان يتكلم : هل لاحظتي ما يدور بينهما أيضاً ؟
ريزا : لا اعلم ما يحدث تماماً ولكن ..
هيتشول وهو يضع الكأس جانباً : حان الوقت لايقافهما قبل ان يتهورا ..
اتجه نحوهما ووضع يده على كتف صديقه من الخلف ليوقظه من غمرة الجنون التي سيطرت عليه للحظات وينظر اليه بصدمهلم يجد الكلمات المناسبة لينقذ نفسه من هذا المأزق لكن ابتسامة هيتشول اسعفته
هيتشول يبتسم : لنبدل رفيقتينا الان ..
اكمل رقصه مع ريزا وبعقله مجموعة من الاسئلة عما حدث للتو
كيف اخذ عقله تلك الغفوة ونسي حرمة المكان وحرمة الجسد
كيف يكون لعينيها كل ذلك التأثير عليه لتفقده صوابه وتجره الى ما كان يخشاه ويحاذره ..
حاول الهروب من مشاعره نحوها بشتى الطرق ، دون ان يدري انه يدور في حلقة مغلقة .. يهرب منها اليها ...!
ادرك انه يدور في متاهة لا نهاية لها ، كلما مشى اكثر عاد الى نقطه البدايه .. الى حبها ..
لم يعد بوسعه الجري اكثر ، ولا الخروج من متاهة قلبها .. !كيف له ان يواجه حياته المقبله الان بعد ان امتلكها لدقائق وخسرها للابد بثوان ..
كيف يجعهما مثل هذا القدر العجيب ، متوازيين كسطرين في كتاب لا يلتقيان
يهيمان في نفس البحر وتفصلهما الأمواج ، يغفوان على ذات السماء وتحول بينهما النجوم .. مهما فعلا لا يجتمعان ..!بينما ابتعدت مع هيتشول عنه وهي تشعر بالاهانه من نفسها ، لمجرد ان قلبها تحرر من سلطتها ونبض له ..
لان عواطفها تمردت عليها وعصتها حواسها الخمس ..
كيف اصيب عقلها بالحمى وانصاع تحت وطأة الحنين ..
كيف سمحت للحب ان يهزمها ، وان يضعف عزيمتها ..
كيف انقاد جسدها رغماً عن ارادتها وتحرر من واقعها بين ذراعيه
كيف سمحت لنفسها ان تكون بهذه السعادة معه ، بينما تعلم جيداً انهما لم يخلقا لبعضهما
وانها لم تمتلك منه سوى بضع دقائق من الفرح المؤقت وان كل ما امامها الان سنوات من الحرمان والضياع ..تكمن المصيبه انها بالفعل ادمنت ذاك الشعور ؛ وان الحرمان من شيء لم تذقه يوماً يظل ارحم بنا كثيراً من شعور عشته وذقته ثم حرمت منه دون ان ترتوي منه ..
عليها الان ان تستمر بحياتها الذي خطها لها القدر وهي ظمئة لا يرويها سوى ما هو محرم عليها ..
أنت تقرأ
بحر الدموع
Fanfictionانها هناك ، تتشكل كلوحة عذرية مزقتها الوان ريشة القدر .. تلوثت ابتسامتها بالحزن ؛ وغابت عيناها في البؤس .. تتعلق امام عينيه على جدران الذكرى ؛ تختلف عن باقي اللوحات منفية في الزوايا دون ان تدركها عيون النقاد ؛ دون ان يفهم سحرها غيره من الزوار...