Part 12

829 86 66
                                    

تكلم السيد نا بهدوء : غادر منزلي في الحال واياك ان تقترب من ابنتي مجدداً
اراد الرحيل عندما تعلقت بذراعه باكية ، ترجوه ان لا يغادر
لكنه ابعدها بهدوء ، لم ينطق بحرف بينما اتجه نحو الباب وترك المنزل ..

اعادت عينيها المبللتين نحو والدها الذي قابلها بالبرود واشاح بوجهه عنها
ثم اسرعت للحاق به ، وجدته عند البوابة يهم بالرحيل عندما امسكت بيده لتوقفه
يومي : هل سترحل هكذا ؟!
رفع يدها الى شفتيه ليلثمها بقبلة عميقة ثم اعاد نظره اليها بعد ان شد قبضته على يدها
دونغهي : لا تقلقي ، بعد ان امسكت يدك أخيراً ، لا توجد اي قوة على الأرض قادرة على جعلي اتركها
انا احبك يومي ، احببتك منذ صغري وكبر حبك معي كانه احد اعضاء جسدي
لا يمكنني استئصال هذا الحب لاني بدونه سأفنى
لا يهمني كم سيأخذ من الوقت حتى نكون معاً دون خوف
لكنني سأبذل كل ما في وسعي لجعل والدك يعترف بي ويوافق على علاقتنا
يومي والدموع في عينيها : لا شيء سيبعدنا بعد الان
احاط وجنتيها بكفيه الدافئين ليمسح دموعها مبتسماً ليطمئنها
دونغهي يبتسم : ايتها الحمقاء ، لقد ابتعدت عنك منذ البداية لاكتسب احترام والدك وانتزع اعترافه بي
لكنني لن ارتكب هذه الغلطة ثانية ولن ابتعد ، سيعترف بي رجلاً يليق بك وانا معك هنا ولا شيء سيثنيني عن الحصول عليكِ ..

ابتسمت من بين دموعها التي تكاثرت في عينيها ، دموع الفرح هذه المرة وحضنته بحب ..
يبدو كما لو انها ملكت العالم بأسره بمجرد اعتراف بسيط منه
انه هو من يمتلك القدرة على التلاعب بمزاجها ورسم الفرح بعينيها او الحزن ..
كلمة واحدة منه قادرة على التحليق بها في اعالي السماء
وكلمة اخرى قد ترميها من علوها الشاهق وتصدمها بالأرض لتقضي عليها ..
الان اخيراً ملكت اسباب السعادة وبات بمقدورها ان تحارب العالم أجمع مع فارس احلامها المنتظر وامير قلبها المزعوم

ما اروعه من شعور ، تجد الكلمات حائرة عن وصف ما يعزف بقلبك من الحان
عندما تكون مع الشخص الذي احببته لسنوات عندما يحادثك بصوته الذي تخيلت نوتاته بدقه وجعلتها تداعب خيالك في لحظات صمتك ..
عندما يتجسد الحلم ، ويضيق ذلك القفص العظمي المحيط بقلبك حتى لا يكاد يتسعه من تلاحق نبضاته ..
تجد نفسك تهيم في عالم زمردي باذخ الجمال ، ترنم الحاناً لم تسمع بها قط
تحدث خيالك امام المراة ، ترقص بلا موسيقى ، وتقرأ كل كلمات الحب والغزل كانها كتبت لك ..!

صباح اليوم التالي ، ذاك اليوم الذي كانت تعده يوم مأتمها الذي ستشيع فيه الى نهايتها
انقلب حاله ليكون اول ايام حبهما ، اول موعد واول لقاء خارج حدود العالم ..
ينتقلان فيه الى دولة العشق بلا جواز سفر او تأشيرة مرور ولا حتى امتعه !
كل ما يحتاجانه كمتاع حبهما الشغوف ، وجنون العشاق هو تذكرتهما للعبور
وقفت بردائها الأزرق السماوي القصير والمزين بزهور ربيعية باللون الوردي
جمعت شعرها الحريري باكمله ورفعته الى الاعلى لتبرز عنقها النحيلة وترقوتها المنظومة كقصيدة شعر عذرية ..
تنتظره على جانب الطريق اجمل انتظار ، انه ذلك الانتظار الموعود
حيث تملؤك الحماسة والرغبة في ان تدوم هذه السعادة للأبد
انه موعدك مع الحب ، ذلك الانتظار اللذيذ الذي يسبق اقلاع الطائرة بك الى تحقيق احلامك ..

بحر الدموع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن