اعماه الغضب والألم ليتكلم بكل ما لديه من قسوة : اتمنى لو انك تمكنت من ابعادي حقاً ، اكرهك ولا اطيق النظر بوجهك
انت لم تفسد حياتي انا فحسب ، بل انهيت حياة اخي ودمرت حياة والدتي
لانك رجل بلا قلب ولا ضمير ، لا يمكنني التصديق ان من صلبك تأتي فتاة برقة يومي وبرائتها !!غادر المنزل بعد ان فرغ غضبه وسخطه على السيد نا ، كالمجنون كان يقود سيارته نحو المجهول
لا يعلم الى اين يجب عليه ان يذهب ، او ما هو الشيء الانسب الذي يجب عليه فعله .
اكثر ما يزعجه ان كل ما قاساه هو والدته من البداية وحتى يومه الفائت كان بسبب انانية ذلك الرجل عديم القلب
كيف سيتمكن من العيش الان ، بينما لم يعد لديه رغبة في شيء ..
من اين يبدأ وكيف يبرر لأخيه انه كان دوماً يسعى لارضاء الرجل الذي تسبب في موت اخيه !وماذا عن يومي ، تلك الفتاة المسكينة الأبيض من زهر الياسمين ، الأنقى من قطر الندى
كيف يواجهها بعد الان ، كيف سيتعايش مع حقيقة انها ابنة ذلك الرجل ويستمر في حبها كأن شيئاً لم يكن ؟
وهل ستتمكن من تحمل هذه الحقيقة القاسية واي صفٍ ستأخذ اذا ما خيرت بينه وبين والدها ؟!اسئلة كثيرة كانت تحوم في عقله ، ولا يعلم اجابة ايٍ منها
ولا يعلم كيفية تخطي هذه الأوقات الصعبة ، والأهم من كل شيء .. ما الذي سيفعله مع السيد نا !
هل سيتركه هكذا وكأن شيئاً لم يكن دون ان يحاسب على فعلته
كل مخطئ عليه ان يدفع ثمن خطئه ، الاعتذار وحده لا يكفي
لكن هذا الرجل هو الذي نشأ في منزله ووقع في حب ابنته ، كيف يمكنه ان يؤذيه
وماذا عن ادعائه بأنه سمح له ولوالدته العيش بمنزله ليعوضهم عن ذنبه
هل يعد ذلك كافياً ليكفر عن خطيئته ، ولكن والدته كانت تعمل في منزلهم ايضاً وما اخذته منه كان اجر اتعابها !
كل شيء في عقله يبدو مختلطاً ، افكاره مشوشة ويداه مكبلتان ..وبذلك قضى ليله متقلباً في فراشه ، لم يواتيه النوم ولو لدقائق
ومن اين يأتيه النوم وكل شيء يعرقل طريقه ، كلما قرر ان يبدأ من جديد وجد نفسه في مواجهة اعتى من سابقتها ..
تمكن اليأس من التغلغل في دواخله وبدأ ينفث شباكه حول قلبه ليقيده اكثر
يشعر بالضياع ، لم يتمكن حتى الان من فهم سبب كل هذا الكفاح في حياته
لماذا تبدو الأرض بالية وكل ما عليها ركام ، وانه وحده في صحراء قاحلة
لا الحب يرحمه ولا نفسه تهون عليه ، كل شيء نصب امام عينيه كالجحيم ..صباح اليوم التالي ، بينما كانت تنظر عبر النافذة الزجاجية الكبيرة بهدوء
طرق باب غرفتها ليطل وجه والدها العابس ، تفاجئت زيارته لها هو الذي امتنع عن رؤيتها مذ امر بحبسها
اخذ مكانه على احد المقاعد بصمت فجلست هي بقربه تنتظر ما سيقوله
تكلم بأسف : يمكنك مغادرة غرفتك وقتما شئتي
امسكت كلتا يديه السميكتين بحماس : حقاً يا ابي هل ستفك حصاري اخيراً ؟؟
اومئ بحزن ليكمل : لكن لدي امنية واحدة فحسب ، لا تذهبي الى دونغهي ، لا تقتربي منه اخشى عليك من غضبه ، اخشى ان يجرحك
تأففت بملل : ابي ارجوك توقف عن الظن بدونغهي سوءاً انه يحبني ولن يؤذيني ابداً
ضحك بسخرية : ليس بعد اليوم
يومي بقلق : ما الذي تقصده ؟
تابع بندم : لقد اكتشف الحقيقة التي دفعتني لابعاده ورفضه كل هذه المدة
ولا اظن ان الأمور ستكون افضل بعد الان ، الغضب الذي كان في عينيه بالأمس
كراهيته لي التي ارتسمت في كل ملامحه ، كان ذلك كافياً لاعلم انه لن يعود اليكِ كما السابق
ارتجف صوتها خوفاً : هل تحدث معك بالأمس ، ما الذي حدث واي حقيقة هي التي اكتشفها ؟
تنهد بضيق : ارجوكِ ابقي بعيدة عنه فحسب ، سيؤلمك واكره ان اراكي محطمة لاي سبب كان
اخشى ان ينتقم مني عن طريقك ، ان يستغل حبك له ليعذبني
دمعت عيناها بدون ان تدرك : ارجوك فقط اخبرني ما الذي حدث بينكما ؟
أنت تقرأ
بحر الدموع
Fanfictionانها هناك ، تتشكل كلوحة عذرية مزقتها الوان ريشة القدر .. تلوثت ابتسامتها بالحزن ؛ وغابت عيناها في البؤس .. تتعلق امام عينيه على جدران الذكرى ؛ تختلف عن باقي اللوحات منفية في الزوايا دون ان تدركها عيون النقاد ؛ دون ان يفهم سحرها غيره من الزوار...