Part 15

699 88 54
                                    


ضمها اليه ، تنفس رائحة عنقها ، ثمل من دفئ جسدها وعلى ذات الوتيرة كانت هي تنازع انفاسها
عالقة في دوامة قلبها العاصف ، نبضاتها خائرة القوى تحاكي نبضاته المتسارعة ..
اختتم كلا مشاعرهما بقبلة نبتت كالورد على خط عنقها ، قبلة عميقة اقشعر لها جسدها
شعرت بنفسها تضعف ، تذوب كقطعة الجليد في محيط حبه ، تفقد سيطرتها على اطرافها
اضعف من ان تبعده ، من ان ترفض تهوره وتلجم جماحه .. 

لم يكتف عند ذلك الحد ، تعمق اكثر ، بدون ان يعي وجد نفسه ينثر قبلاته ولهاً على عنقها
فقد عقله من شدة حبه ، هام بجسدها الذي يثيره ويشعل رجولته
لم تعلم كيف نهض بها ومدها على السرير ليعتليها
عاد لكليهما الوعي عندما تقابلت نظراتهما ، بانفاسه اللاهثة تكلم : هل انتِ خائفة ؟

استغرقت بضع دقائق من الصمت حتى تستجمع انفاسها وشجاعتها قبل ان تبتسم وهي تشير بالنفي
يومي : لا اخاف من شيء طالما انا معك ..
ابتسم بدفئ امام عينيها الغارقتين بسحر حبه
لم يمنع نفسه اكثر ، ان الاوان لتتحد ارواحهما بصيغة العشق
ولن يتوانى لثانيه عن صب كل ذلك الحب الذي يجري في عروقه على خارطة جسدها الطفولي المثير ..
سكب لهفته كالمطر البارد على دفئها ، سطر كلمات الحب التي ماتت في حنجرته على كل مكان كانت تطوله شفتيه ..
داعب قلبها بلمساته ، فطوقت عنقه بيديها ، يكفيها ان يشبع ولهها به ، ان يروي شجنها ويملئ الفراغ الذي في روحها من غيابه
كانها عاشت عمرها بأكمله لتكون بين ذراعيه هكذا ، لا يفصلهما الزمن ولا المسافات ..

علمها كيف يكون الحب ، علمها كيف تذوب عشقاً وتنصاع لهفوات القلب ..
علمها ان لا تحسب الخطوات ، ان تتوغل في المجهول ، علمها كيف يكون الجنون بعقل
ارشدها الى مفردات انوثتها ، ومفاتيح لذة العاشق الوله ..
اسرها ، ختم على قلبها انه لغيره لن يكون ، وان الحياة من بعده لا تكون ..

بعد ان خط على انوثتها توقيع ملكيته وحرمها على جنس ادم من بعده ..
جذبها اليه لتجلس في حضنه وقد اسند ظهره الى ناصية السرير
ارخت رأسها على صدره الدافئ بينما طوقت جسده بذراعيها كانها تخشى على هذا الحلم ان يختفي ..
تنفست بحب فتعبث انفاسها بصدره العاري وتحفر كلمات حب خجولة بين اضلعه
لثم رأسها بقبلة : لمَ كل هذا الخجل يا صغيرتي .. !

لم تجبه ، كانت غارقة في خجلها ، بسعادتها التي تبدو كما الحلم
كطفلة تواري خجلها على صدره ، تشعر كما لو انها تحلق في السماء
من لهفتها له وشغفها لا تريد الابتعاد حتى لتنظر في عينيه .. 
بيدها رسمت على عضلات صدره المرصوفة احرفاً تهيئت على شكل كلمة " احبك " 
تكلم ضاحكاً : الن تقولي لي ذلك مباشرة ؟
هزت رأسها نافية فتابع : ولن تسمحي لي برؤية عينيك ؟
حركت رأسها بدلال مجدداً تعلن عن رفضها ، هام في دلالها خجلاً ، ورائحة عطرها التي تتوغل قلبه
داعب شعرها بنعومة  : إذا ستبقين متعلقة بي هكذا دون ان تواجهيني ؟!
هزت رأسها بالايجاب فضحك اكثر لتهمس : اريد ان اغفو هكذا ..
لم يضف كلمة أخرى ، مد جسده على السرير وسمح لها ان تتوسد صدره لتغفو عليه
يكفيها انصياعه لرغباتها ، سماحه لها ان تتمادى اكثر في دلالها كانها طفلته الصغيرة ..
لم يعلما كيف واتاهما النوم ليغفوا في احضان بعضهما بليلة من اجمل الليالي بل انها الاروع بلا منازع ..

بحر الدموع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن