Part 19

683 102 77
                                    

نزل من سيارة الأجرة على عجل وأخذ يجري بكل سرعته نحو المنزل ليدخل بقوة
قلب عينيه في الوجوه التي تنظر اليه بقلق حتى وقعت على وجهه العابس بشكل حزين
تكلم بصوت متقطع : ما الذي حدث ؟
اقترب منه صديقه ليضع يده على كتفه ليهدئه : التقط انفاسك اولاً ..
ابتلع غصته بصعوبة ليكرر سؤاله بألفاظ اشد : هلّا يخبرني احدكم ما الذي حصل ؟
هيتشول : لا نعلم ما الذي حدث تماماً كل ما نعلمه ان سوزي وريزا ويومي اختفين فجأة
اضاف السيد نا بصوته الأجش : تركت لنا يومي رسالة مختصرة تطلب فيها ان لا نقلق عليها ، لانها بحاجة لبعض الوقت حتى تسترد ذاتها ..
اعاد شعره الى الخلف بقلق : ما الذي من المفترض ان يعنيه هذا الكلام ؟
تكلم السيد كيم بهدوء ووقار : لقد هربن معاً الى مكان ما دون علمنا .
تدخلت والدة يومي بصوتها الباكي : ما العمل الان ،  ماذا لو اصابهن مكروه ؟!
اسندت رأسها على ذراع زوجها باكية ليخفف عنها مصابها ثم يعيد نظره الى البقية : علينا التفكير جيداً في المكان الذي قد يلجأن اليه
اردف السيد كيم : هذا صحيح لا يجب ان يضعفنا خوفنا ويشتت تفكيرنا لنتعقل ونبحث عنهن في الأماكن التي يتوقع ذهابهن اليه
هيتشول : مجموعة من الفتيات المتهورات الى اين سيذهبن !
نظر الى صديقه الذي كان يلتزم الصمت غائب العقل عنهم فأضاف : ما بك دونغهي ، هل ورد مكان ما الى عقلك ؟
تكلم على عجل : لا اعلم لكن ما اعلمه جيداً ان بقائنا هكذا لن يفيدنا أبداً ، يجب ان نعثر عليهن قبل حلول الظلام ، سأبحث في كل مكان يخطر على بالي ..
قال كلماته تلك واطلق قدميه ليركض خارج المنزل فتكلمت والدة هيتشول : معه حق ، يجب ان نتفرق للبحث عنهن !
هيتشول : من الأفضل لك البقاء في المنزل مع السيدة نا ، وسنخرج نحن للبحث
والدة يومي : وانا سأحاول الاتصال بها حتى تجيب ..

وهكذا تفرق الرجال بحثاً عن الفتيات الهاربات وبقيت والدة هيتشول ووالدة يومي في المنزل على نار تحاولان الاتصال بالفتيات بلا فائدة ..

اما عنه فكان يجري لاهثاً ، لشدة قلقه نسي حتى ان يأخذ احدى سيارات هيتشول لتساعده على البحث
عاد بعقله الى الوراء قليلاً قبل ساعتين من الان ( عندما كان يهم بالصعود الى الطائرة ليغادر كوريا الى الأبد
حتى استوقفه رنين هاتفه لينظر بملل الى المتصل ويجيب : هل اشتقت الي بهذه السرعة !
ليأتيه صوته القلق من. الجهة الأخرى : اين انت الان ؟
اجاب متململاً : على وشك صعود الطائرة ، وفر كلماتك فلن اعود
هيتشول : ولكن طرأ امر ما ، او لأكون اكثر تحديداً انها مصيبة
كشر حاجبية متسائلاً : ما الأمر ؟
هيتشول بتردد : الفتيات ، اقصد يومي وريزا واختي سوزي
تكلم بقلة صبر : ما بهن ، تكلم بحق الله تكاد تقتلني من ترددك !
هيتشول : لقد اختفين ، لا نعلم اين ذهبن لم نعثر عليهن صباحاً ولا تجيب اي منهن على اتصالاتنا .. )

وصل أخيراً الى المكان المقصود ، دخل حديقة المناطيد يلتقط انفاسه بصعوبة
شمل المكان يعينيه دون فائدة ثم تقدم يبحث في زواياها لعلّها تكون هنا مجدداً
انه المكان الذي اختاراه كبداية حبهما ومواعدتهما ..
والمكان الذي عادا اليه عندما شعرا بالضياع لتفرقهما
ربما تكون في مكان ما هنا ، تندب حظها على قلبها المسكين ..
لكنه عاد خائب الظن ، فهي لم تكن هناك مما جعله يأخذ سيارة اجرة لتطوف به شوارع المدينة وأزقتها دون كلل
يبحث عن اثر صغير لهن ، وفي الوقت ذاته لم يكف هاتفه عن محاولة الاتصال بها ليأتيه صوت الرد الالكتروني بأن الهاتف المطلوب مغلق ..

بحر الدموع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن