بعد ظهر احد الأيام ، استقبلت صديقتها عند باب المنزل ثم اتجهت كلتاهما الى غرفتها
تكلمت بقلق : احتاج مساعدتك ..
ريزا بحيره : كيف لي ان اساعدك ؟
يومي : لقد دعاني دونغهي للخروج معه اليوم واخشى اثارة شكوك والدي لانني خرجت معه قبل عدة ايام ايضاً
ريزا : ما الذي علي فعله اذاً ؟؟
رفعت كلتا يديها امامها برجاء وهي تحدق فيها بشكل طفولي اجبر الأخرى على الضحك
ريزا تضحك : ما هذا الوجه !
يومي : لنخرج معاً امام والدي من المنزل وبذلك سيصدق انني اخرج معكِ انت
ريزا تنفخ بضجر : ألن تجدا حلاً لمعضلة والدك ؟
يومي بحزن : لا اعلم الى متى سيستمر الوضع على هذا الحال ، لكنه افضل من ان احرم رؤيته
ريزا : اذاً الى اين تنويان الذهاب ؟
يومي تبتسم : دعاني لتناول العشاء في مطعم فاخر يقع في احدى الفنادق !
ريزا تشير اليها : وما الذي سترتدينه الليلة ؟
اتجهت نحو خزانتها لتخرج منها فستاناً صيفياً طويل الأكمام ذو لون رمادي وتطريزات ملونة ..
يومي : هذا
نظرت الى صديقتها بغير رضا لتقلب ملامحها الفرحة الى الحيرة
يومي : ما بك ؟؟
ريزا : ان الأوان لتنضجي ، عندما يدعوك صديقك الى امسية ما هل تظنين ارتداء مثل هذه الملابس الطفولية مناسباً !
يومي تلوي شفتيها : اظنه ظريف وسينال اعجابه
ريزا : اتركي نفسك اليوم لي ؛ لا يكفي ان تسلبي قلبه بل عليكي ان تسحري نظره باطلالتك المختلفة بين الفينة والأخرى ..عند حلول المساء ، وقفت امام المرآة مبهورة من مظهرها الذي اختلف كلياً
كيف لا وقد وقعت بين يدي ريزا الخبيرة في مثل هذه الأمور !
كانتا على وشك مغادرة منزلها عندما استوقفها والدها بنظراته المتفحصة
السيد نا : الى اين ؟؟
يومي بارتباك : سنخرج معاً
نظر الى حلتها المختلفة عن المألوف بغير تصديق ليتكلم : بهذا المظهر ؟
ريزا بمرح : ان الاوان ليومي باظهار نفسها والحصول على شاب جيد يناسبها
السيد نا بعدم اهتمام : لا يهمني طالما انها بعيدة عن ذلك الشاب
يومي بانزعاج : لا افهم لماذا تكرهه هكذا !
السيد نا : لانه اسوء رجل يمكنك الارتباط به ، احبك يا ابنتي اكثر من اي شخص في هذا الوجود لذلك من واجبي حمايتك من الاشخاص اللذين سيؤذونك ..
لم ترغب بمجادلته اكثر ولفت نظره الى انها لازالت متعلقة بدونغهي فاكتفت في المغادرة بصمتبعد وقت قصير وصلت الى المطعم الذي طلب منها لقاءه فيه
دخلت بتردد عندما لاحظت انوار المطعم الخافتة ، تتلفت حولها بغرابة من خلو المكان
لا يوجد فيه ولو زبون واحد لكن لفت انتباهها في منتصف القاعة الدائرية ضوء الشموع الخافت لتركز نظرها اليهكان يقف هناك ، يرتدي بذلة انيقة مع قميص ابيض بسيط
تأملته مبتسمة على مظهره الأنيق ، شعره الاشقر المرفوع للأعلى ليبرز وسامة ملامحه المرسومة باتقان
عينيه الحزينتين بطبعهما تلمعان صوب عينيها ، شفتيه الرقيقة تفرج عن ابتسامة مرحبة بحب ..
أنت تقرأ
بحر الدموع
Fanfictionانها هناك ، تتشكل كلوحة عذرية مزقتها الوان ريشة القدر .. تلوثت ابتسامتها بالحزن ؛ وغابت عيناها في البؤس .. تتعلق امام عينيه على جدران الذكرى ؛ تختلف عن باقي اللوحات منفية في الزوايا دون ان تدركها عيون النقاد ؛ دون ان يفهم سحرها غيره من الزوار...