الفصل السابع والعشرون
كانت محاصره بين ذراعيه القويه ،شعرت بالضيق الشديد من ذلك الوضع وهتفت قائله بانزعاج :
-ممكن تسيبني مش هينفع كدا
ابعد يديه عنها رافعاً اياهم الي الاعلي وهو يبتسم .
اسرعت بالابتعاد عنه ونظرت بتفحص له علها تعرفه .
تحدثت لمار قائله متسائلا:
-انت مين
نظر رامي ليها بدقه ،فهو لم يراه وجها حين قيدها .
كانت حقا جميله صاحبته عينين خضرواتان يغرق فيها من يتطلع بهم بعمق شديد ، افاق من شروده علي صوتها وهي تكرر نفس السؤال بضيق :
-حضرتك مين بتكون
تحدث رامي وهو ينظر بتمعن في البيت قائلا:
-انا رامي اخوي هشام هو فين مش شايفه
اومات برأسها متفهمه وتحدث قائله بايجاز:
-مش هنا
التفت لها وتحدث متسائلا :
-رح فين
هزت راسها مدلل عن عدم معرفتها بامكانهم الان
.......................................
استلقت حياء علي الفراش فاحد غرف المشفي ،حاولت أن تنهض مجددا كي تذهب اليه لرأيته وتطمئن عليه ولكن يمنعها توفيق
تحدث قائلا بااعتراض شديد:
-لا يابنتي لازم ترتاحي مش ينفع اللي بتعمليه بنفسك دا
-بس يا اونكل فادي....
قطع حديثها وتحدث قائلا بصرار:
-فادي في اوضه بيرتاج وزي ماهو مفيش حاجه اتغيرت فرتاحي دلوقتي ودا أمر مني لازم تنفيذي
اومات له بهدوء خاضعه لطلبه .
التفت توفيق نحو نسرين وتحدث بهدوء:
-معلش يابنتي ممكن تجبيلها عصير
اومات نسرين وخرجت مسرعا من الغرفه تاركا إياهم .
وجدت كلا من راسل وهشام يقفوا في الخارج ولكن تفصلهم مسافه كبيره عن بعضهم .
تنهدت بياس شديد فلا تعلم متي سيقبل راسل به ويقبل زواجها منه أجل تعلم انها أخطأت ولكن ليست بجريمه كبيره لا تستحق الغفران عليها .
اقترب راسل منها وقطع أفكارها وهو يتحدث متسائلا عن حياء زوجه صديقه:
-ايه عامله
ردت عليه نسرين بهدوء وهي تقول:
-تمام احسن
اوما راسل لها وابتعد عنها بكل هدوء
تذكرت هي العصير واسرعت بالذهاب نحو المتجر الموجود خارج المشفى لتحضره .
......................................
كان يقف مثل التائه ينتظر خروج الطبيب ويطممنه علي والدته ،يفرك يديه ببعضهم بخوف شديد
أسند ظهره علي الحائط وفرك وجه بكفيه ،لاول مره في حياته يشعر بالضياع والوحده .
-انس انت بتعمل ايه هنا
ابعد كفيه عن وجهه ونظر لها ،انها شقيقته التي تقف أمامه الان تنظر له متفحصه اياه
تحدث انس قائلا بصوت يحمل الندم :
-انا السبب في حصل هي هنا بسببي انا
لم تفهم نسرين منه عن ماذا يتحدث أو عن من ولماذا هو السبب في ذلك .
تحدثت متسائلا :
-هي مين دي وانت السبب في ايه
جلس علي الارضيا، وفرك عينيه بالاصابع يده محاولا منع نفسه من البكاء مجدداً .
وتحدث قائلا بصوت منحشر :
-ماما انا ضربتها بسكينه من دون قصد وهي هنا بسببي
شهقت نسرين ما أن انتهي من حديثه . تفاجات نسرين براسل يمسك انس ويسحبه من ملابسه ثم يلكمه لكمه قويه في وجهه طرحته أرضا .
صاح به قائلا بغضب :
-بسهوله دي بتقول انك كنت هقتلها
نظرت له نسرين بصدمه كبيره اهو يدافع عن والدتهما الان،نفس المراه التي اعتادوا علي كرهها منذ صغرهم .
تحدث انس وهو ينظر إلي راسل بألم :
-مكنتش قاصد انا كنت..
تردد في اكمل جملته لثوان قليله ولكن استجمع شجاعته وتابع حديثه:
-انا كنت ريح اقتلك انت بس هي أدخلت ومنعتي فضربتها بسكينه من دون قصدد
اتسعت مقلتا عينيها بعدم تصديق ايصدر كل هذا من شقيقها الأصغر التي تعرفه جيداً اكثر من نفسها
بينما راسل كان ينظر له ببرود واقترب منه ،انخفض لمستوه ويتحدث وهو يمسك به من قميصه:
-بس غلطت ومقدرتش تقتلني وبسببك دلوقتي ممكن هي تموت وهنفضل لوحدك من دون حد
ابتلع انس ريقه بخوف وتتطلع نحو الغرفه العمليات علي امل ان يخرج الطبيب وينهي هذا الخوف.
............................. ....................
امسك هاتفه وتحدث وهو يبتسم بثقه:
-طبعا ياباشا متقلقش انا سمير محدش يقدر بعملي حاجه
أتاه صوت من الاتجاه الآخر قائلا:
-ماشي يااستاذا بس احنا سمعنا أن في دكتوره وعلي مااظن اسمها لمار عارفه الي بيحصل واللي بنعمله ومش سيبكم في حالكم
تابع الرجل بتحذير:
-سمير احنا بنتعامل مع بعض من فتره انا بجبلك الناس اللي محتاجه الاعضاء من برره وانت تجيب الأعضاء بس لو اسمي أو اسم حد من معرفنا وصل للبوليس هيبقي اخر يوم في عمرك وانت عارف الناس دي مبتهزرش
التوي ثغره سمير بضيق وتحدث قائلا بصوت يبدو طبيعيا:
-متقلقش ياباشا كله تمام ومفيش مشاكل
ما ان انتهاء من المكالمه حتي القي الهاتف علي الارضيا بقوه فيتحطم ويتنثر عليها .
صاح سمير غاضبا:
-واحد زي دا بيعرفني شغلي ولا بيهددني كمان
تابع حديثه وعينيه تشتعل غضباً:
-كله منها معرفش طلعتلي تاني منين مش كانت تموت مع امها وتريحني
التفت الي مساعده الذي كان يجمع بقايا الهاتف .
أشار له بيده كي يقترب منه .
اسرع بالاقتراب إليه علي عجله خوفاً أن يصب غضبه عليه
تحدث مساعده ويده اليمين بهدوء:
-اومرني يا باشا
أخرج سمير بعض الهواء من صدره بضيق وتحدث قائلا بلهجه أمر:
-عايزك دلوقتي تلم الرجال وتروح بيت راسل انا عرفت أنه محدش هناك غيرها تروح وتجيبها من شعرها ! لو هتكسر البيت كله عليها المهم تجيبها هنا عايشه أو ميته فاهم
-فاهم يافندم ثواني وهتكون عندك
انتهاء من جملته واسرع بالخروج من الغرفه متجهه نحو بيت راسل .
ارتداء سمير قفازاته الملئ بدماء أشخاص قد سلب منهم اعضائهم دون أي رحمه أو شفقه منه
تمتم قائلا بصوت خافض وهو ينظر إلي القفازات :
-شكلي هضر اني اخد حته من جسمك يابنتي ياحبيبتي
اخرج ضحكه شريره عاليه عقب انتهاء جملته
.................................................
نظرت له لمار وتحدثت قائله بضيق:
-انت هتفضل قاعد كدا
اوما رأسه وهو يبتسم محاولا استفزاها ،فقد جلس علي الاريكه وضعنا قدمنا علي آخره منتظر عوده أخيه
تابعت لمار حديثها بغيظ شديد من تصرفه :
-مينفعش كدا مفيش حد في البيت غيري فياريت تمشي وابقي كلم اخوك
نظر لها رامي وتحدث قائلا بهدوء :
-انتي ادخلي اوضتك واقفلي الباب عليك وانا هفضل مستني هنا هشام اهو تكوني حمايتي نفسك
ابتسمت بسخريه وهي تمتم بصوت خافت:
-وانا ايه اللي ضمني انك مش حرامي
نظر لها رامي بضيق فقد استطاع الاستماع إلي حديثها رغم انخفاض صوتها وتحدث قائلا باقتضاب:
-والله انا مش حرامي ومش محتاج فلوس راسل بيه
نظرت له ثم جلست علي المقعد الذي كان مواجهه للأريكية.
وتنهدت وهي تقول :
-خلينا مستنين
ابتسم له رامي وتحدث قائلا بفضول:
-هو انتي بتكون مين صحيح مستحيل تكوني اخت راسل لان هو معندهوش غير واحده اللي نسرين وانا عارف شكلها انتي بتشتغلي هنا صح
التوي ثغرها بانتهاك وتحدث قائله بيأس:
-ياريت ! بس للاسف انا مرات راسل
اتسعت عينه بصدمه وهب واقفا وهو ينطق قائلا فارغ الفم:
-ايه!! مراته؟!
وقفت هي الأخرى ونظرت إليه بحيره من تصرفه هذا وأومأت براسها مؤكده علي حديثه .
تتطلع بيها بياس فمن كان يعلم بأن هذا اللعين سيتجوز بتلك الجميله الخلابة فهو حقا لا يستحقها .
قاطع تفكيره صوت تحطم زجاج النوافذ للبيت بسبب طلقات ناريه فيتنثر الزجاج في الهواء .
اسرع بقلب الطاوله التي كانت مننصفهم ولحسن الحظ كانت مصنوعه من المعدن .
ساحبهت إليه محاولا حمايتها من تلك الطلقات
صرخت بفزع شديد مما يحدث الان وانخفضت منكمشة علي نفسها محاوله تفادي ما يحدث
.......................................................
ابتعد راسل عنه وتتطلع لشقيقته التي لم تعد تفهمه اهو يكره والدتهم ام لا .
قرر أن يرحل ويترك المكان بعد أن فعل هذا ولكن تفاجأ بانفتاح باب الغرفه وخروج الطبيب فتتصلب قدميه مكانهم .
اسرع انس وقام بالنهوض متجهه نحو الطبيب.
امسك به وسأله باللهفه شديده :
-ماما يا دكتور !! عامله ايه ؟!
نظر له الطبيب وابتسم له ثم تحدث قائلا بهدوء:
-اطمن هي بقيت كويسه! الحمدلله الجرح مكنش عميق
ما أن انتهاء من جملته حتي اخرج الهواء الذي كان حابسه في صدره .
اغمض راسل عينيه بمطمئنه كبيره ولكن شعر بالغضب الشديد من نفسه فهو لازال بقلق ويفزع عليها لازال يعتبرها والدته .
افاق من تفكيرها علي صوت حياء التي تصرخ قائله:
-فادي!! الحقني يادكتور
ركض هو ونسرين باتجاهه الصوت بخوف شديد جر صرختها ..
....................................................
اقتحم راسل غرفه فادي ليجد صديقه جسده يرتفع ويهبط بصوره غير طبيعية ،واصوات جهاز نبضات القلب مرتفعه اقترب منه واقفا بجانب حياء التي تبكي بانهيار شديد تحدث راسل بصياح قائلا بخوف:
-دكتور !! دكتوررر انتوا فين
اقتحم كلا من الطبيب والممرضه جرا صوتهم
اسرع الطبيب بااختراق جسد فادي بحقنه في مكان القلب فتهدا نبضات قلبه ..
نظر جميع الطبيب منتظرين أجاب عم حدث الان أمامهم
ضغط الطبيب علي شفتيه وتحدث قائلا :
-للاسف دخل في غيبوبة انا اسف
شهقت حياء وضعه يدها علي فمها مانعه نفسها من الصراخ ، تراجعت الي الخلف سانده ظهرها علي الحائط
بينما اتسعت أعين الجميع غير مصدقين ما سمعوه لتوهم
...............................................................
..............
توقف إطلاق النار فيقتحم بعض الرجال الي البيت بعد أن تشاجروا مع الأمن وفوزهم عليهم .
سقط قلبها بين قدميها وهي تري ذلك الرجل الذي يشير لها بالاقتراب منه .
امسك رامي بيدها وجعلها تقف خلفه وتحدث بصوت رجولي وهو يخلع سترته :
-محدش هيقرب منها واللي يديه بس هتلمسها هقطعها
ابتسموا بسخريه كبيره عليه وهجمووا عليه
دفعها رامي الي الخلف وبدأ في قتالهم بكل قوته .
بينما اسرعت هي بالركض الي غرفتها والإغلاق علي نفسها .
كانت خايفه فزعه لا تعلم ما يجري بالخارج .
وبعد دقائق قليله هدأت الاصوات ،ازدادت خوفا حين سمعت طرق علي الباب
تحدثت بخوف وتردد:
-رآآ...رأمي دا ..آآ..انت
ولكن لم يأتيها رد بل عم الصمت
بتردد كببر فتحت الباب واخرجت رأسها .
صرخت متألما وهو يسحبها من شعرها فترغما علي الخروج من الغرفه
شهقت حين رأت رامي ملقي أرضيا مجروح في رأسه .
فهو حقا كان يقاتل بكل شجاعه ودون خوف ولكن للاسف دائما الكثره تغلب الشجاعه.
صرخت لمار من منظره فتحاول الاقتراب منها ولكن يتم جراها نحو الخارج .
خارج البيت مع هولاء الرجال
يتبع
أنت تقرأ
مفترسي القاسي
Romanceمقدمه.... وقف العالم ضدها كانت تواجهه كل شئ بمفردها وبقوه شديده ولكن حين اتي الماضي ليلحقها ضعفت قواها لم تستطيع المواجهه هربت اليه كي تحتمي به ظنت انه سوف يساعدها سوف يحميها لكنها لم تكن تعلم انها اصبحت بين يدي مفترسي قاسي القلب لا يرح...
