الفصل الاول
يقود سيارته مع شعور بالضيق الشديد والسأم من كل شئ .كان عكس جميع البشر الذين يشعرون باللهفة للعودة الى منازلهم للبحث عن بعض الراحة ؛بعد عناء وتعب يوم من العمل الشاق.ولكن اقترابه من المنزل لا يشعره الا بالاختناق فلا سبب هناك يجعله متلهفا للعودة الى ذلك المكان البارد الخالي من المشاعر الانسانية.ربما كان يملك هذا الشعور ولكن ذلك كان منذ زمن بعيد.ذلك المكان الفخم الذي يعجب به من يراه وربما يحسده عليه .لا يشعر انه يختلف عن المقابر في شئ.مرر يده بداخل شعره بعنف تقريبا محاولا ابعاد هذه الافكار عن راسه وهو يقترب من البوابة العملاقة فيما تعرف طاقم الامن على سيارته فبادروا بفتح البوابة ملوحين له بتحية لم يهتم حتى بردها.سارت السيارة لبعض الوقت عبر الحديقة الواسعة ختى وصل الى الباب الداخلي للقصر .وهناك استقبلته مديرة المنزل وقالت في احترام:هل ستتناول العشاء يا سيدي؟ رفض العرض فهو لا يشعر بالجوع وتوجه الى جناحه الخاص،لتقابله مفاجأة لقد كانت زوجته موجودة ومستغرقه في النوم خلافا لما اعتادته من السهر في احدى المناسبات الاجتماعية التي لا تنتهي،خلع جاكت الحلة الرسمية التي يرتديها وتوجه الى الحمام لعل دش بارد يغير من حالته. ..................................
في مكان اخر من العالم كانت هناك روح اخرى تشعر بالغربة ، لقد تركت بلدها الاصلي منذ سنوات مع قرار بهجرة دائمة وعدم العودة لعلها تبأ من جديد،كان المكان من حولها صاخب جدا.فقد كانت في كازينو للرقص الجميع يتحركون وكأنه اصابهم مس من الجنون جراء الموسيقى الصاخبة كانت مندمجة مع ما يحدث ولكن عقلها في مكان اخر لم تشعر بهذا من الافكار التي تعصف براسها.خرجت من هذه الافكار مع اقتراب احد الاشخاص محاولا الرقص معاها ،اعطته نظرة صارمة وقالت :لا.لم يهتم بما قالت فقد غيبته الخمر عن الوعي واصبح غير مدرك لافعاله. واقترب منها مرة اخرى فامسكت بذراعه وطبقت عليه احدى الحركات القتالية التي برعت فيها فاصبح امامها على الارض وهو يصرخ :اللعنة. شعرت بسرور داخلي فهوايتها المفضلة هي هزيمة الرجال ،انها تكره الرجال ولكن ليس معنى هذا الابتعاد عنهم ولكن الاقتراب منهم والاستمتاع بتدميرهم.خرجت من المكان واستقلت سيارتها مبتعدة ................................
قابعة في غرفتها امامها العديد من الكتب والاوراق والمراجع الضخمة مع لوحات الرسم .والاقلام الخاصة بالرسم الهندسي والكمبيوتر المحمول .انها تستغرق في المذاكرة لان لديها هدف لن تحيد عنه وهو التفوق والحصول على الترتيب الاول على دفعتها ،ربما الفتيات في سنها تشغلهن العديد من الاهتمامات ،ويشعرن بالاندهاش منها .وربما السخرية لانها لا تهتم بالموضة ولا بالحب والعلاقات العاطفية ولا حتى في خيالها .ان الامر ليس تعنت من ناحيتها بقدر ما هو اقرار بالامر الواقع .فقد قضى واقعها حتى على مجرد الاحلام المشروعة لفتاة في سنها لذا عليها ان ترضى بقضاء الله فهي مؤمنة وتحاول الالتزام قدر استطاعتها ،وان تثبت نفسها في الدراسة ولذا عادت الى كتبها مرة اخرى..................................
جالسة في ذلك النادي الاجتماعي الراقي الذي يضم صفوة المجتمع حولها مجموعة من المتأنقات كا ما يشغلهن هو احدث خطوط الموضة ،والشائعات كن منسجمات كجوقة تم تمرينها على التناغم في نفس التفاهات عادت بذاكرتها الى الخلف فمنذ عدة سنوات لم تكن تنتمي الى هذا المكان، ولكنها كانت في الجانب الاخر مفعمة بالنشاط تمارس الرياضة تشترك في الانشطة الخيرية ولكن ليس الان لقد مضى عهد الاوهام فالواقع فرض نفسه بقوة ،ولذا عليها ان تعيش بما يفرضه واقعها ،انه والحمد لله ليس مظلم تماما فهناك ضوء كبير يبدد الظلام انه طفلها عمر ،قامت لتذهب اليه في تدريب الكاراتيه فالصغير الشقي يحتاج الى افراغ طاقته حتى تقلل من الكوارث التي يتسبب بها................................
انه اخاه من يتصل .لم يستسلم لعدم رده على الهاتف .لقد عاد من منوابته في المشفى الذي يعمل به مع ساعات الصباح الاولى وكان قد قضى معظم اليوم في غرفة العمليات وها هو لا يستطيع الراحة لبضعة ساعات بسبب الحاح اخيه،انه يظن انه يتجاهله لانه يعرف ما سيقوله وهو يرفضه .وربما ذلك صحيح ولكن ليس السبب المباشر في هذه اللحظة ،اضطر لفتح الخط حتى ينه الموضوع .وصل اليه الصوت الغاضب :لماذا لا ترد مباشرة؟انت تعرف انني لا اجبرك على شئ يا دكتور أحمد ،انت سترى وستقرر بعدها.رد بحدة لم يكن يريد ان يتكلم بها ولكنه لا يطيق ان يدفعه احد دون ارادته :يا بشمهندس يوسف انت تعلم انك تدفعني من اجل مصالحك الخاصة ،ومن البداية أنا ابتعدت عن هذه الاعمال وتخصصت في الطب لابتعد عن كل هذا وفي النهاية انت تريد مني أن أتزوج لأجل مصلحة الشركات وانت تعلم انني ارفض ذلك بشدة.ثم لماذا لا تزوج معتز من هذه الفتاة هو أيضا غير متزوج .قال له بنفاذ صبر: سوف انتظرك في النادي بعد ساعة من الأن وأضاف بحسم وهذا كلام نهائي.وأغلق الخط .قام من فوق فراشه متأففا وهو يدعو الله ان تكرهه الفتاة ولا توافق عليه وتكون هذه نهاية القصة.........................
كل هذه السنوات من الابعاد القصري يالله انه يشعر بالقهر .رغم أن هذه الاعوام لم تضيع هباءا فهو منذ قدم الى المانيا لم يضيع لحظة لقد اجاد اللغة واكمل تخصصه في أفضل الجامعات وحصل على الماجستير وهو الان يعمل في شركة كبيرة ويحضر الدكتوراة،لقد كان عقاب السياسيين في الزمن القديم هو النفي عن بلادهم شارك ذات المصير من قبله سعد زغلول واحمد عرابي وحتى احمد شوقي ،انه الان يشعر بنفس مشاعرهم لقد كان هاجسه منذ بداية مراهقته السفر للخارج للدراسة ولكن اباه رفض ولكن تبعا لما تلى ذلك من أحداث هو من أرسله الى الخارج وهاهو يشعر بالحنين لوطنه والرغبة في العودة اليه وأن تتاح له الفرصة لتبرئة نفسه واصلاح ما تسبب به دون قصد أو ارادة انه بالتاكيد عندما ينتهي من الدكتوراة سيعود مهما كانت النتائج وسيتحمل كافة العواقب...انتهى
أنت تقرأ
ولا يزال لها فصول
Sonstigesالمقدمة بيني وبينك جدار من الكراهية اضفت له في كل يوم لبنة جديدة لمدة ثمان سنوات................ رد عليها في ثقة:ساصنع من حبي جسرا اعبر عليه واصل الى قلبك ............. نظرت اليه نظرة تجمع بين السخرية والحنق قائلة:وهل يحب من لا يملك قلبا.ربما تستطيع...