........الفصل الحادي عشر.................................
على الرغم من نومها المتأخر الا انها حرصت على الاستيقاظ مبكرا فهي تريد قضاء الوقت المتبقي من الاجازة مع التوأم _______لقد ضاع الكثير من الوقت في الفترة الماضية ____________كانت معنوياتها مرتفعة بعد ما فعلته بالأمس ...........دخلت الى الحجرة المخصصة لهما لكنها وجدتهما لا يزالان نائمين ، جلست بجوار سيف تداعب شعره ، انها تستغل نومه لتشبع حاجتها للقرب منه فعند استيقاظه يتمسك برجولة مبكرة ويكون معترض على تلقي القبلات والاحضان .....انحنت اليه لتطبع قبلة على جبهته لتجده يفتح عينيه ويقول بصوت منخفض مختلط بالنعاس والفرح : جيجي أنت هنا ؟.............قالت بصوت منخفض مع ابتسامة : سنقضي اليوم كله سويا.........نهض واقفا في نشاط ليتوجه الى فراش سلمى ويقول لها : استيقظي يا كسولة ان جيجي هنا .........فتحت عينيها وهي تقول في تذمر : لقد نمت لوقت قليل فقط ............قال لها في تهديد : سنلعب ، وحتى قد نذهب الى الخارج ولتظلي أنت نائمة .......دفعها قوله الى القيام بسرعة ......قالت انجي: من يغتسل أولا ويغسل أسنانه يكون الفائز . جرى الاثنان بسرعة للحصول على الفوز ............انها تشعر بقلبها يؤلمها كثيرا من أجلهما فوالديها رغم الرعاية التامة لهما الا انهما ليسا صغيرين كما أنهما دائما الانشغال ، هذا بالأضافة الى عدم التعبير عن المشاعر المصاحب لأمها كطبيعة لها ..........لقد قررت بعد انتهاء الترم المتبقي من دراستها أن يكون تدريبها وحتى عملها بعد ذلك في هذه المدينة حتى لا تبتعد عنهما ........بعد عدة دقائق كان سيف قد أنهى مهامه ، وسلمى تخرج خلفه تقول : أنها التي فازت ولكن ملابسها غبية لا تريد أن تلبس .......... كانت تمسك كنزتها الصوفية في يدها ساعدتها انجي على اللبس وهي تقول لها : هيا لنمشط شعرك الجميل ماذا تريدين أن تفعلي به ؟............قالت لها في جدية : أنت لن تؤلميني ؟.............وضعت انجي يدها على صدرها بشكل مائل وهي تقول : أقسم لك ..............قالت سلمى في تفكير : أريد ضفيرة في كل جانب ............قالت انجي : فلنصنع قطتين للجميلة سلمى ..............قال سيف في اغاظة : بل هما أذنا المعزة وع ............قالت سلمى عاقدة حاجبيها : سيف اصمت ...................قالت انجي لتخفف حزنها : انه يغار منك ياحلوتي لانه لا يملك شعر جميل وطويل مثلك ..............قالت سلمى في فرح :أنا وجيجي لدينا شعر طويل وأنت لا ............رد عليهما بتقليل مما يقولان : أنا رجل لا يجب أن يكون لدي شعر طويل انه ليس سببا للاغاظة ..........حقا انه رجلها الصغير -انهما فعلا مزيج ممتع رجل حقيقي وأنثى حقيقية ...انها لا تدري كيف تحملا بعضهما خلال أشهر الحمل ؟.............انتهت من شعر سلمى ليقول سيف بنفاد صبر : ان لدي لعبتا بازل كبيرتين هيا لنلعب بهما ........نزلوا الى الاسفل وقامت بفتح الغلاف لتجد مكتوب على العلبة مخصصة لسن اثنا عشر سنة أو أكثر عقدت حاجبيها وهي تفتح العلبة لتجد أن عدد القطع كبير جدا ربما أباها قد تعمد ذلك لتناسب ذكائهما .......فرغم ما تبديه سلمى من تصرفات فهي لا تقل عنه ذكاءا..........بدأوا في تجميع الصورة ليتمكنوا بعد وقت طويل من انهائها ...........قالت سلمى بتذمر : لن نلعب الاخرى الان انها مملة ...........رد عليها سيف في امتعاض : انها ليست مملة ولكنها للاذكياء ، لذا انت لا تحبينها ............. كادا أن يتشاجرا لتحسم انجي الامر قائلة : سنلعب شيئا اخر الان ما رأيك يا سلمى ؟.........قالت سلمى وعيونها متسعة : أريد أن نرقص .........قالت ورائها : نرقص؟حسنا يا فتاة هاهو اللاب لنجد أغنية جيدة نرقص عليها .................ثم لمعت عينيها وهي تقول : ما رأيك أن اعلمك الرقص على الطريقة المصرية ..............فتحت أغنية للمطرب الشعبي الشهير وقامت ترقص وسلمى تقلد حركاتها بينما سيف ينظر اليهما بدهشة : انهما حقا مجنونتان ............دخلت السيدة ماري جونسون لترى سبب الضجة لتشاهد العرض أمامها في ذهول في النهاية توقفتا وهما تضحكان بأصوات عالية ...............بعد عدة ساعات لم يتوقفوا خلالها عن اللعب كان والداها قد عاد من العمل ليتناولوا الغذاء ...... وبعد ذلك قال والدها وهو ينظر اليها : انجي أريدك في المكتب ............سارت خلفه في قلق ، بعد دخولها أغلق الباب وأشار اليها بالجلوس وجلس هو أيضا ليقول بعدها : سأدخل في الموضوع مباشرة : أين كنت بالأمس ..بالتحديد ماذا كنت تفعلين ؟ ............لم ترد .ليضيف هو بعدها : بل ما الذي كنت تفعلينه في الفترة الأخيرة بعد قدومك الى هنا ببضعة أيام ؟.............قالت في ارتباك : أنت تعلم يا أبي أنني كنت اخرج مع بعض الأصدقاء ، فعلى كل حال أنا في الأجازة وعلي أن استمتع قليلا ...............عقد حاجبيه وقال في صوت منخفض ولكن ينذر بالشر : انجي اريد الصدق ............قالت وقد امتقع وجهها : أبي لم يحدث ما يقلقك ...........قال وقد اشتعلت عينيه : هل تظنين أن ما تفعلينه لا يقلقني ؟ أو أني اجهلهه..........اخبريني الى أي شئ تريدين أن تصلي ...........ثم قال ما لم يقله من قبل : لقد عرضناك على العديد من الاطباء ولم يجدوا تفسيرا لافعالك ..............انهم فشلوا لانها لم تتجاوب معهم لذا اكتفوا بقول والديها واللذين افترضوا أشياء معينة لم تكن هي الحقيقة لذا فالنتيجة لا شئ انها بالتأكيد لم يكن لديها رهاب !!!!!!!!!!!!انها لم تخبر أحدا حتى الان باحداث ذلكا اليومين .............هل كانا يومين ؟ لا بل أقل من ذلك يوم وليلة تغيرت بعدهما حياتها الى الابد .........قالت بخفوت : لا تتضايق يا أبي أنا فتاة طبيعية مثل أي فتاة أخرى .من حقها أن تحب وأن يبادلها الاخرون الحب بماذا تتهمني .؟.............قال بنفس لهجتها : وهل ما تفعلينه يسمى حب ؟. ثم هل يسمح لك وضعك أو دينك بهذا ؟.........يبدو أنه لن يتراجع هذه المرة ......لذا قالت بنفس اللهجة : انها مجرد مشاعر فأنا بالتأكيد لن أتمادى ..........قال والدها : ولكن هذا لا يعلمه الطرف الاخر . أنت تتعمدين تضليلهم ...........لم تسطع التحكم باعصابها ليرتفع صوتها وهي تقول : وماذا سيحدث لهم هل ستنجرح مشاعرهم ، هل سيتألمون بالتأكيد لا ...........قال والدها بحدة : لا تطلقي أحكاما جماعية اننا بشر والبشر مختلفون ليس لان رجل جرحك فباقي الرجال مثله ...........قالت : هل هو واحد وماذا عن ابنك الغالي الا يعد رجلا اذا فالمحصلة اثنان وليت الامر كان مجرد جرح ليته.............قال محاولا تمالك غضبه ليقول في لهجة اهدأ : وحتى اذا كان اثنان فان الله تعالى يقول :﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾.............نظرت اليه بعدم فهم ليكمل موضحا : اي أنه لا يحاسب شخص على فعل شخص اخر بل كل انسان يتحمل نتيجة أخطائه ................قالت بلهجة هسترية : ولكن هذا لم يحدث معي لقد دفعت ثمن فعل انسان اخر واكملت وصوتها يتقطع : ثم أنت الذي تمنعني من الذهاب اليه حتى استطيع استرداد حقي ، انك تخفي جواز السفر الخاص بي ...........قال والدها في حزم : هل تظني أن الامر سهل ، أنت لا تدركين مع من تتعاملين ، ان ما سيحدث انك ستضري نفسك أكثر ، لقد تفاقم الامر فالسلطة والقوة التي امتلكوها وقتها أصبحت الان أضعافا...........قالت في شرود : علي أن أحاول على الاقل ............رد عليها بجدية : ألم تفكري ما الذي قد تخسرينه خلال هذه المواجهة ؟.............شعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها ......فيما أضاف : دعي الأمور فقط وتحلي ببعض الايمان انك طبيبة الا ترين ما يتعرض له الناس يوميا من حوادث قد تجعلهم يعجزون عن الحركة أو يفقدون أحدا الحواس انه القدر تحملي قدرك ...............
خرجت من حجرة المكتب لتندفع الى الخارج حتى وصلت الى البحيرة التي لم تكن تبعد كثيرا عن المنزل ، كان جزءا من الجليد الذي يغطي البحيرة قد انصهر .. لتظهر الثلوج فوق البحيرة كجزر صغيرة جلست امامها شاردة وهي تضم ركبتيها الى جسمها غير شاعرة بالهواء البارد ............بعد قليل من الوقت وجدت يد صغيرة توضع على كتفها وصوت سيف يقول : لقد اتيت لأبحث عنك ........التفتت اليه ، ليقول لها : هل تبكين .؟...........ردت عليه قائلة : أنت تعلم أنني لا أبكي أبدا .........مد يده ليمسح الدموع من فوق وجهها ، ادارته لتأخذه بين ذراعيها ولم يعترض هذه المرة .........لقد شعر باحتياجها اليه .....وضع ذراعيه حولها ليحتويها بجسده الصغير .............رغم صغر سنه الا ان حضنه هذا أشعرها بالسكينة والامن .................................*****************ارتدى أحمد حلة زفافه وتوجه الى الأسفل فصوت هاتفه لم يتوقف فالجميع ينتظرون بسيارتهم في الأسفل حتى يزفونه . انهم سيذهبون في البداية لأحضار العروس من مكان التزيين ، اتجه الى السيارة الحديثة موديل هذه السنة والتي نزلت الى الاسواق منذ شهر واحد يبدو أن يوسف تنازل له اليوم عن احدث سيارته العزيزات..........عرف ذلك لانها كانت مزينة بالأزهار .........اقترب منها ليشير له معتز بذراعه وهو ينحني الى الأسفل : تفضل سيدي سواق جنابك في انتظارك ..........ضحك أحمد وهو يقول : لماذا لم تستعن بأحد السائقين ، أم أنك أعجبك كلام فتاتك العاصفة وهي تناديك يا أسطى ؟............ضحك معتز ضحكة عالية قائلا : دعك من فتاتي الان فأنا على كل حال لم أكن لأفوت هذا الشرف .............قال أحمد بلهجة عارفة : الشرف! أم تريد أن تلعب دور العزول ..........قال في ابتسامة خبيثة : بل سألعب دور المحرم فنحن سنحضرها من مكان التزيين قبل عقد القران ............قال أحمد : انطلق يا سيادة المحرم فان السيارات التي تنتظر خلفنا تطلق أصوات تصم الآذان ................وصلوا أمام مكان التزيين وتوجه أحمد الى الداخل فيما انتظره معتز أمام الباب ...لتدخل سارة وريهام أيضا مع شقيقهما كانت سارة ترتدي فستان على الطراز الاسباني ضيق من أعلى مع اتساع في الكم ويتسع الفستان من تحت الصدر كان يتخلط به اللونان العسلي والذهبي وترتدي حجاب مناسب له ......... بينما ريهام كانت ترتدي فستان احمر متوهج دون أكمام وتضع شالا من الشيفون فوق ذراعيها .............كانت فرح نظرتها تائهه ومع دخول أحمد وجدت الفتيات يتهامسن : واو انه وسيم جدا ........وتقول أخرى في هيام : اذا كان الأطباء هكذا في هذه الايام لابد أن أمرض ...........بينما نغم شقيقتها تقول لها : ألا تعرفين الواقف بجوار الباب ؟ انه رائع احجزيه من أجلي يا فرح ...........لتقول ابنة خالتها سمر : دعك منها يا فرح انها لا تزال طفلة واحجزيه من أجلي أنا .................ما الذي تقوله هؤلاء الحمقوات فليحصلن على الاثنين ان أرادوا وهي مستعدة للتوقيع على اقرار بالتنازل .............وقعت أنظار أحمد عليها لتتسلل اليه مشاعر جميلة ، ان هذه الفتاة الفاتنة ترتدي ثوب العرس لتزف اليه ........اقترب منها دون أن يشعر كيف ساقته قدماه اليها ، دون ان يتكلم مد ذراعه اليها ، ليجدها تحدق اليه بنظرة خاوية ، وجدت العيون تنظر اليهما وشقيقتها تربط على كتفها منبهه فاضطرت للوقوف ووضعت يدها فوق كم سترته ..........كان يشعر بيدها ترتعش فوق ذراعه .نظر اليها بتأمل تقريبا ليست يدها فقط من ترتعش ولكن جسمها كله ..يبدو أنها خائفة ومتوترة جدا ........انها مجرد طفلة فهي لا تكبر عن سارة طفلته سوى بأقل من عامين . انها أصغر منه بثمانية أعوام لذا عليه أن يتمالك نفسه ويجعلها تهدأ..............اقترب فمه من اذنها هامسا : لا تخافي لن ألتهمك الان فلقد تناولت غذائي بالفعل .....................التفت اليه بدهشة هل يمزح معها ؟!!!!!!!!!!!! ابتسم غامزا لها : بشكل عام فان المفضل لدي هو لحوم البشر ولكن ليس الليلة فاطمئني ...........هل هذا هو الدكتور الهادئ!!!!!!!!!!وصلا الى السيارة لتركب في المقعد الخلفي ويجلس بجوارها انطلقت السيارة لتسمع صوت يأتي من الامام قائلا في لهجة درامية : انني لست السائق ، ولكن ماذا علي ان أفعل أمام تسلط شقيقي الاكبر ..............ضحك أحمد وقال لها : لا تهتمي به انه بقود جيدا وهذا هو المهم ..........اكمل معتز : ان الذي يقود جيدا هذا اسمه معتز .......قالت في خجل : مرحبا بك .............هل نطقت أخيرا لقد كلمت الابله ولم تكلمه هو ولا بكلمة حتى الان ........لذا قال له في غيظ : اصمت وانتبه للطريق أمامك ...............لا حظ محاولاتها في الالتصاق بجوار باب السيارة حتى تبتعد عنه فهمس في أذنها : ان فستانك ضخم وانا بالكاد اجلس جوارك فاين ستبتعدين وهو حاجز أكبر حتى من خط بارليف ...........نظرت اليه بدهشة ليفكر هل أصبحت أذناي فوق رأسي أم ماذا ؟!!!!!!!!!!!!!!واكمل بلهجة متأمرة : عليك أن تؤجلي خوفك حتى عقد القران ولكن بعدها ...........صمت قليلا ليكمل بلهجة بطيئة : احذرك .............قد امسك يدك ثم غمز : والباقي ستعرفينه في حينه .......قرأ الخوف بعينيها وشعر بتصلب جسدها فقال في جدية : ان ليلة الزفاف لا تتكرر حتى اذا تزوج الانسان مرة أخرى فانها لا تكون مثل الاولى لذا عليك الشعور بالسعادة كأي عروس ..................فكرت لماذا يقول ذلك هل يشك بشئ ؟؟؟؟؟؟؟................اكمل حين وجدها تتمسك بالصمت : أنا أعلم أننا لم نحظى بفترة خطوبة نتعارف فيها مثل الاخرين .........لذا انسي انه حفل زفاف فكري في أنك ذاهبة الى حفل خطوبتك ، وانا اعدك انني سأظل خطيبك فقط الى ان تعتادي علي ...........رأى الشك في عينيها فأضاف : لا تخافي ان أحمد السعيد لا يتراجع عن كلمته............ثم أكمل بمشاغبة : ولكن الاتفاق سيكون لاغ اذا استمررتي في صمتك هذا ، ارمي الخوف ورائك واستعدي للمواجهة .........دييل ؟.......أومأت برأسها فقد زال هما كالجبال من فوق كاهلها حتى وان كان مؤقتا لذا ردت قائلة : دييل .............وصلا الى الفندق الشهير لتستقبلهما الفرقة الخاصة بالزفة -فيما ترجل الاخرون من سياراتهم وتبعوهما ......... توجها بعد انتهاء الزفة الى القاعة ليجلسا في المكان الخاص بعقد القران وجد أحمد جده جالسا فهو سيكون احد الشاهدين ‘ اقترب منه ليحتضنه في تأثر والجد يقول : مبارك لك يا دكتور لا بد أن والديك سعيدين الان..........استمروا في أجراء المراسم وكان والدها هو الوكيل ............ومع قول الشيخ قولوا جميعا : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ........شعرت فرح كأنها فريسة علقت في الفخ .........قام أحمد ووقف أمامها مادا يده اليها لتستفيق من ذهولها وتمد يدها اليه وهي تقف ، ما أن تلامست يديهما حتى شعرت بصدمة كهربائية تمر عبر جسدها كله فارتجفت فيما تماسك هو وتوجه بها الى الكوشة التي كانت عبارة عن كنبة كبيرة مزينة بتل أبض وزهور بيضاء ...جلسا فوقها ليهمس في أذنها قائلا : هل تعرفين ما الذي يقوله المدعوين ؟.................قالت هامسة : وهل تعرف أنت ؟............أشار الى سيدة جالسة تكلم أخرى بجوارها :انها تقول ان فستانك موديله قديم وانها رأته كثيرا من قبل.........واكمل والاخرى التي في الخلف تقول : ان مكياجك لا يناسبك ويزيد من عمرك ..........والاخرى جهة اليسار تقول : ان القاعة ليست راقية ............نظرت اليه في غضب باستنكار : انهم بالتأكيد لا يقولون ذلك ففستاني ومكياجي رائعين وكذلك القاعة ..........ضحك في انتصار فلقد تجاوبت معه : اذا فانهم يحسدونك يا صغيرة ان عيونهم لا تبتعد عنك نظرت الى حيث يشير لتجد العيون تنظر جهتهم ولكن ليس اليها بل اليه انهن مجموعة اخرى من الحمقاوات المبهورات ............قال لها : أرأيت ؟ ......وجدته يجمع كفيه امام فمه متمتما بكلام غير مسموع ثم يمسح بكفيه على راسها .......تراجعت بسبب لمسته لينظر اليها باستغراب وهو يقول : كنت اقرأ القران لا منع عنك الحسد .......انها تبدو كالبلهاء أمامه بردة فعلها المبالغ فيها ........انقذها من الحرج اقتراب أختها منهما وهي تقول : لا تكونا ثقيلا الدم وهيا لترقصا معنا ..........قاما معها ليتحلق الشباب خولهما ويقرصوا على الاغنيات الصاخبة -واحيانا كانت العروس تتحرك مع البنات بينما هو كان يكتفي بالمشاهدة __ثم تم عزف موسيقى هادئة تراجع معها الجميع الخلف ليقول البعض : ارقصا معا : وضعت يديها فوق كتفيه وبدأا يتحركان على الايقاع .........قال أحمد بعدها : هذا يكفي ارقصوا أنتم......وبعد ذلك أخذها مبتعدا ......كان أخوها بالتأكيد مع اصدقائه هو بطل المناسبة ..............فيما تجمع البعض في مكان هادئ من القاعة مكتفين بالحديث بعد انتهائهم من استقبال المدعويين .......بعد قليل توقف الصخب وبدا وكأن شئ غريب يحدث لقد كانت فتاة واحدة فقط هي من ترقص وبسبب رقصها المتقن اكتفى الباقون بالمشاهدة ...........لا حظ حازم ذلك مما أعاد الى ذهنه ذكرى أخرى بعيدة ..........اقترب وهو يشعر بأن غضبه سينفجر لقد وجد ما توقعه !!!!!!!!!!!لقد كانت زوجته المصون هي من تقوم بدور الراقصة .........................*************************كانت ترقص بفستانها الاحمر وقد عقدت الشال حول خصرها لتظهر كتفيها تماما .........شعر بالدم يندفع نحو رأسه فيما وصلت الى أذنه همسات بعد المشاهدين والذي كان بعضها مبتذلا للغاية لقد أراد أن يدفعهم بعيدا ويسحبها من شعرها مبتعدا بها عن أعينهم ، تراجع للحظة مفكرا لا داعي لتخريب الزفاف ، نظر حوله ليجد ضالته تقف وهي يبدو عليها الضيق ..........اقترب منها وهو يقول : سارة اجعلي شقيقتك تتوقف حالا واحضريها لي ........كان صوته ينذر بالخطورة وبغضب مكبوت . اندفعت بسرعة ليفسح لها الواقفون المجال للعبور ،لقد كانت تشعر بالغضب الشديد من تصرفات ريهام فما تفعله لا يجوز ، امسكت بذراعها وهي تقول : هيا يا ريهام ..........قالت لها باعتراض دون أن تتوقف : لا انا لم انته بعد .......قالت بتصميم وهي تمسك بذراعها وتسحبها بعيدا عن المجموعة : هذا يكفي ......وصلتا الى مكان انتظار حازم لتتركهما سويا وهي لا تدري ماذا سيحدث ان ريهام هذه ستصيبها بالجنون انها تشعر أحيانا أن لا عقل لها ............بعدما تركتها شقيقتها أمسك هو بذراعها ليجرها تقريبا الى الخارج فيما كانت تقول معترضة : لا ...........حاولت تخليص ذراعها منه وهي تقول له : لن اذهب معك الى اي مكان ......قال في لهجة مخيفة : من الافضل لك أن تتقي شري هيا ..........خرجا الى الحديقة المحيطة بالفندق ليتوقفا في مكان بعيد نسبيا ليقول بعدها في غضب شديد : ما الذي كنت تفعلينه ؟ ألن تكفي عن هذا العبث ؟.............قالت محاولة اخفاء خوفها : ان هذا ليس من شأنك أنه زفاف شقيقي وانا سعيدة وارقص ما المشكلة ؟..........قال بغيظ شديد فهي ستصيبه بالجنون : شأن من يكون اذا ؟ ألم تر نظرات الرجال لك ؟....... هل اسمعك بعض الكلمات السافلة التي سمعتهم باذني وهم يقولونها ؟ ام ان هذا هو ما تحاولين فعله أن تلفتي نظرهم اليك ؟..............تفجر غضبها لتمد يدها محاولة أن تصفعه ولكنه كان اسرع منها فالتقط يدها .............لتقول في غضب يماثل غضبه : انك لن تتغير نفس ظنك السئ بي ، نفس خيالك المريض ............قال في حدة : ان الجميع يفعلون وليس أنا فقط هذه هي نتيجة أفعالك المتهورة .......ثم أكمل : ان رقصك بهذه الطريقة يمثل دعوة لكل رجل موجود ، ولكن ليس أمامك خيارات أخرى عداي ، وانا موجود جاهز وقادر..........تريدين رجل هيا يا صغيرة ...........قال ذلك وهو يجذبها في عناق غاضب يلتهم شفتيها بعنف مكبوت حاولت الافلات من بين ذراعيه ولكنه لم يسمح بذلك ............بعد مضي بعض الوقت بدأت تشعر بالضعف ، ليعود عقلها ويحذرها هل ستعودين عبدة له تأتمرين بأمره ؟..........انه لم يثق بك من قبل وحتى الان لا يفعل .........نجحت هذه المرة وابعدت نفسها عنه لتقول بلهجة سامة : ان الاوبشن الذي يتيح لك التأكد من أخلاقي متوافر لمرة واحدة وقد استنفذتها بالفعل ............رد عليها وقد بدأ الهدوء يعود اليه : ومن قال لك انني احتاج ذلك ؟ ............نظرت اليه نظرة تعني عدم التصديق لتقول له بسخرية : هل ستخبرني انك شفيت وانك صدقت ان يوسف سليمان يعرض عليك شقيقته دون ان تكون معيوبة لتستر عليها .......... ان أخي من فعل هذا فقد اعطاك ثقة لا تستحقها ، فعقلك المريض لم يصدق بسهولة انك أصبحت زوجا لريهام السعيد .............حاول كتم غضبه فان القطة أصبحت شرسة جدا ولكن عليه التريث ليقول لها : ان الغضب يليق بك فقد جعلك متوهجة وشديدة الجمال ............قالت بغيظ متعجبة من أن كلامها السام لم يؤثر به : الى أين تحاول الوصول يا حازم ؟.............مط شفتيه ليقول في لهجة مغوية : الى شقتنا بالتأكيد فان ما أفكر فيه لا تصلح له الحديقة .........ثم غمز بعينه مضيفا : او ما رأيك أن أحجز لنا حجرة في الفندق ؟............ثم أكمل ببطء : لقد حملت بعمر ليلة زواج يوسف ما رأيك أن نخلد ليلة زفاف أحمد بطفل أخر؟..........نظرت اليه غير مصدقة ليكمل بنفس اللهجة : ولكن اعلمي انه لو كان ولد فسنسميه عبد الله على اسم أبي أنا لم اعترض على الاسم المرة الماضية حتى لا تحزني ..........فتحت فمها ليقاطعها قائلا : هل لديك شئ ضد الاسم ، انه حتى بنفس الحرف ، ام ان الاعتراض على النوع ، اعلمي انه ليس لدي اعتراض على الفتيات خاصة اذا كانت ستشبهك ............انه سيجعلها تجن ما هذا الذي يقوله ؟ قالت في حدة : انا لن انجب منك أي أطفال اخرين يا حازم .........ثم أكملت أريدك أن تطلقني وان كنت خائفا من يوسف اطمئن فسأخبره أنني الذي أريد الطلاق .............ضحك بصوت عال ليقول : هل تظني اني أخاف من يوسف هومي ؟..........اخبريه بهذا حتى يشعر بالتسلية ...قالت في اعتراض : لماذا اذن تزوجتني ؟........قال في هدوء : هل تريدين أن تعرفي لماذا تزوجتك اذا فلتأتي معي الى بيتنا لأخبرك ..........ابتعدت عن وهي تهز رأسها دون أي كلام .........ليقول بصوت مسموع اذهبي اليوم حتى لا تكون سارة وحيدة ولكن لن يطول الوقت ....................******************وصلا الى الفيلا الخاصة بهما ليودعهم الجميع عند الباب دخلت مترددة لتجده يقف أمامها مبتسما بكسل وهو يقول : لم استطع ان احملك أمام الباب الخارجي حتى لا نصنع عرض خاص أمام المتواجدين لذا .........صمت ثم أكمل ببطء : سأحملك على السلم حتى باب غرفة النوم ..............تراجعت في خوف وهي تشعر بنباضتها تتسارع : أنت لن تفعل ذلك بالتأكيد ...........وجدت أن نظرته الكسولة لم تتغير لتقول بعدها : انني ثقيلة جدا وأنت لن تستطيع أن ...........قاطعها : لن استطيع ماذا ؟ ان هذا تحدي وأنا لا أقاوم أي تحدي ............قال ذلك وهو يرفعها بسهولة ويسير بها تجاه السلم الواسع وهي مذهولة حتى وصلا الى باب مغلق دفعه بقدمه وانزلها في الداخل ..........كانت تشعر بوجهها يحترق من الخجل ما هذا الذي يحدث انها لا تدري حقا ............لم تستفق من أفكارها لتجده يقول : هل تريديني ان اساعدك في خلع الفستان .........قالت في احتجاج : أحمد أنت قلت ............وجدته ينظر اليها في براءة بينما يقول : ان الأمر مهني بحت ، انا طبيب لذا فالموضوع عادي ............وضعت يدها على ظهره وهي تدفعه قائلة : شكرا لك على العرض ولكن الامر بسيط وسأفعله بنفسه ............خرج وهو يمط شفتيه قائلا : للأسف ................بعد مضي بعض الوقت كانت قد انتهت من تغيير ملابسها وازالت المكياج ، وحصلت على حمام دافئ ...............لتفاجئ بطرقات هادئة على الباب لتقول : اتفضل .............دفع أحمد الباب ليظهر أمامها وقد خلع ملابسه وارتدى بدلا منها ترينج رمادي ...........يبدو ان بينهما توارد أفكار فهي أيضا قد ارتدت ترينج يختلط فيه اللونين الاحمر والاسود ، ان الامر مضحك انهما يبدوان كشخصين متجهين للجري وليسا كعروسين .............دخل لتجده قد عاد الى الجدية وهو يقول : توضأي يا فرح حتى نصلي ..................نظرت اليه في تساؤل قائلة بحيرة : نصلي ماذا ؟...............قال لها : انهما ركعتان سنة يبدأ بهما الزوجان حياتهما حتى يبارك الله لهما ............نظرت اليه في دهشة انها أول مرة تسمع بهذا الموضوع ...............عندما وجدها لا ترد قال لها : اليس لديك اسدال أو عبائة خاصة بالصلاة ؟.............نظرت اليه بضياع قائلة : لا لم أحضر ...سأنظر ربما أجد شئ مناسب بحثت حتى وجدت عبائة مغربية كانت موضوعة ضمن جهازها فاخرجتها ...........بقيت مشكلة واحدة انها مشكلة الحجاب فهي بالتأكيد لا تملك واحد ............قال لها مستفهما : أليس لديك شئ مناسب .؟يبدو انها لا تصلي من الاساس...........هزت رأسها نافية .. ليقول بعدها : انتظري .............عاد بعد قليل كانت قد توضأت ولبست العبائة .........لتجده يحمل أحد قمصانه قام بثنيه بشكل مائل ووضعه فوق رأسها كان الكمان ينزلان على الجانبين ويعطي مظهرا مضحكا ولكنه كان يفي بالغرض ...........قال لها : قفي جواري ولكن تأخري قليلا ............قال ذلك وهو يفرش المصلية أمامهما ...............بدأ الصلاة لتسمع بعدها صوته العذب وهو يقرأ الفران........ عندما انتهيا من الصلاة وجدته يضع يده على رأسها وهو يقول : ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ) ............كانت تشعر بالذهول من كل ما يجري ان كل ما يحدث غريب جدا عليها ، ولكنه مريح جدا ................قال أحمد : نامي الان فان أمامنا سفرا شاقا بالغد ................قالت في حيرة : هل سنسافر؟................قال لها : لقد كانت مفاجأة حصلت على جواز سفرك من والدك ........أرجو أن تكون مفاجأة جيدة ............أكمل حين لم ترد : سنسافر الى أسبانيا اتمنى أن تعجبك ............ردت في شرود : بالتأكيد ...........اقترب منها مقبلا جبينها وهو يقول : الى اللقاء حتى الصباح يا صغيرة ...............التفت مغادرا الحجرة وهي تحدق في
أنت تقرأ
ولا يزال لها فصول
Randomالمقدمة بيني وبينك جدار من الكراهية اضفت له في كل يوم لبنة جديدة لمدة ثمان سنوات................ رد عليها في ثقة:ساصنع من حبي جسرا اعبر عليه واصل الى قلبك ............. نظرت اليه نظرة تجمع بين السخرية والحنق قائلة:وهل يحب من لا يملك قلبا.ربما تستطيع...