..الفصل الثاني...........................
.استيقظت من نوم ثقيل بلا أحلام بعد ليلتها الصاخبة بالامس على صوت يهتف بها في حدة :انجي انهضي .امسك بذراعها يهزها في عنف عندما لم يجد رد فعل من جانبها وهي لم تستفق بعد ،مستطردابلهجة مشتعلة:أخبريني ماذا تريدين أن تفعلي بنفسك وبي؟ لقد فاض الكيل ألا تعلمين خطورة ذهابك الى مثل هذه الأماكن. توقف قليلا مضيفا في لهجة تحمل تهديدا حقيقيا:ربما على المسئول الحقيقي عنك أن يبدأفي تحمل مسئوليته. شعرت بالرعب والهلع انها المرة الأولى التي يفقد شقيقها عماد أعصابه ويهددها بهذه الطريقة،من المؤكد أن هذا بسبب تأخرها ليلة أمس ، يبدو أن الوضع تفاقم هذه المرة فدكتور عماد الهادئ عادة والصبور دوما فقد أعصابه انه يهددها بأسوأ كوابيسها ،انه بالتأكيد لن يفعل انه يخيفها فقط أليس كذلك؟ لابد لها أن تتجاوز هذا الموقف وبعدها ستجد حلا.ردت عليه بلهجة يختلط فيها الخوف مع التوسل والاستعطاف :ستكون هذه أخر مرة أعدك بذلك.كان مازال واقفا وكانت هي قد اعتدلت من نومها وجلست نظر اليها نظرة فاحصة فأخته الجميلة _بل الفاتنة_بشرة خمرية بعينين زرقوان واسعتين وطابع حسن في ذقنها _لا تشعر بعواقب أفعالها بل ربما تعرف فهي تلقي نفسها في المخاطر تعذيبا لنفسها وانتقاما من الشخص الأخر والذي لا يدري حتى ما تفعله ،ان جمالها هذا يجذب الرجال اليها كالفراشات التي تحوم حول النار ،هي تظن نفسها قوية ولكن في النهاية هي انثى ضعيفة ،لذا لابد أن يكون حاسما معها ولا يتراجع في موقفه، لذا أكمل بلهجة حادة: انها ليست المرة الأولى التي تقولين فيها هذا ولكنك لا تفين بوعدك،أخبريني هل تريدين أن تتعرضي للاغتصاب أو ربما القتل . ربما ،انك تظنين انك تنتقمين منه عندما يكون شرفه معرضا للأنتهاك ، ان هذا غباء ،الضرر سيقع عليك أولا اذا تم اغتصابك هل ستتمكني من الحياة بعدها؟ كانت الدموع قد ملئت عينيها مهددة بالانهمار ، لقد كان شقيقها بالنسبة لها هو مصدر الامان ، وقف بجانبها في أسوأ الظروف وهو لن يتخلى عنها الأن بالتأكيد. كانت دموعها هي نقطة ضعفه لذا عندما راى الدموع جلس بجوارها محتضنا اياها هو يعلم انه بالغ في الضغط عليها ولكن هذا ضروري لمصلحتها ،همس بصوت رقيق وهو ينظر اليها نظرة عميقة:انجي حبيبتي ليس هذا هو الحل، أنا أريد مصلحتك . ثم من جهة أخرى أنت اقتربت من انهاء دراستك فلا داعي للأهمال ،هل تريدين للبشرية أن تخسر الطبيبة التي ستنقذها من آلامها. مسحت دموعها بظهر كفها محاولة أن تقول بلهجة مازحة بالتأكيد لن يحدث هذا . قال لها: هيا قومي لتعد الأفطار فأنا أتضور جوعا وأريد أن أكل افطارا مصريا .وخرج من الغرفة ،هي تعرف أن عماد لا يمكن أن يقسو عليها حقيقة وهي مدركة لمقدار خطأها ،هي تشعر أنها مصابة بحالة من الفصام تصاب بحالات من الجنون لا تستطيع عندها السيطرة على أفعالها! نهضت متوجهة الى الحمام لا نعاش نفسها...................وصل الى النادي الذي تشترك فيه عائلته انه من ارقى النوادي في البلد هكذا هو شقيقه يرغب دائما في أن يوفر لهم الأفضل ،على الرغم من السنوات القليلة التي تفصل بينهما هو يشعر أن يوسف والده ،لقد تحمل مسئولية العائلة منذ وفاة والدهم ووالدتهم في حادث التصادم ،ربما في الظاهر أن جدهم هو من تولى مسئوليتهم لكن الحقيقة أن يوسف قام بالدور الأكبر لذا فهو ضعيف أمامه لا يستطيع أن يرفض له طلبا ، ولذا توجه الى المكان الذي ذكره له شقيقه ليقابل عروسه الموعودة،لاريب أنها دمية أخرى لامعة لها عينان من زجاج ،تخلوان من الحياة ، ترتدي قناع من الاصباغ ومستحضرات التجميل تذكر مزحة قديمة (طلاء حرب) هل ستنسجم هذه مع طبيعة حياته؟ هل ستتقبل انشغاله الدائم؟ توقفت أفكاره مع وصوله الى المكان راى شقيقه يجلس مع الرجل ولكن العروس غير موجودة حتى الان.قام يوسف بالتعارف قائلا : السيد كامل زهران رجل الاعمال المعروف ، شقيقي الدكتور أحمد السعيد.متخصص في جراحة القلب . هز الرجل رأسه واندفعت غريزة رجل الأعمال فقال :ما رأيك بانشاء مستشفى استثماري انها تربح جيدا هذه الايام اليس كذلك يا دكتور؟ رد أحمد :انني لا أهتم بالناحية الأقتصادية كثيرا ، ما يهمني هو أن يصل العلاج الى كل انسان يحتاجه. رد الرجل : ولكن أنت تعلم أن الأثرياء يرغبون بمزيد من الرفاهية حتى عند المرض . لم يرغب من أول تعارف بينه وبين الرجل أن يسترسل في اظهار رأيه . ولكن شقيقه من تولى الرد قائلا : انه موضوع جدير بالتفكير . قطع حديثهم العاصفة التي ظهرت فجأة مرتدية الملابس الخاصة بالتنس وفي يدها حقيبة قامت برميها على الطاولة وهي تلقي بنفسها بين ذراعي كاملة زهران هاتفة اشتقت اليك يا أبي. شعر الرجل بالاحرج فابنته لم تتخلى عن الأفعال الطفولية وتتحلى ببعض العقل حتى في هذا الموقف، هو بالطبع لم يخبرها عن حقيقة المقابله لانه كان من المستحيل أن توافق . كان يشعر بالحرج الشديد حاول النطق بشئ ما وقال : ألم يكن من الأفضل أن تغيري ملابس التمرين؟ضحكت له في براءة رآها الشخص الذي يجلس على المقعد المقابل ضحكة خلابة قائلة :سيحدث ذلك يا ابي عندما استمد بعض الطاقة من الطعام فأنا لم أقو حتى على السير الى غرفة التبديل.متى سيأتي الطعام ؟ نظرت حولها لتلاحظ بعد فوات الأوان وجود الرجلين التي شعرت منذ اللحظة الأولى أن أقل ما يقال عنهما ساحران. انهما بالتأكيد لا ينتميان لهذا الكوكب هما بالتأكيد أخوان فلا يمكن انكار التشابه ولكن أحدهما أكبر مع ملامح تظهر السلطة التي يملكها والاخر أصغر ببضع سنوات وربما أكثر وسامة ولكن يشتركان في الشعر الأسود الكثيف والعينان الواسعة السوداء ولكن مع اختلاف في الملامح ، ربما لو لم يكن قلبها مشغولا بالفعل لسقطت صريعة للهوى .بدأوالدها في التعريف بينهم عرفها بالأكبر قائلا :بشمهندس يوسف السعيد وبالاخر دكتور أحمد السعيد .فكرت ما هذه العائلة المتفوقة طبيب ومهندس ! استفاقت من أفكارها ووالدها يقول ابنتي فرح طالبة بالسنة النهائية في كلية الاداب........................عاد الى مقر ادارة المجموعة تاركا شقيقه في النادي مع العاصفة التي قابلوها فشقيقه الذي كان رافضا للحضور في البداية لم يرغب في المغادرة بعد ذلك ، لقد لاحظ أنه أعجب بالفتاة ، كان هو قد رآها من قبل وأعجبته شخصيتها وأراد أن تدخل حياة شقيقه الذي يعلم أنه لن يقوم بايجاد زوجة لنفسه ، أكثر ما جذب انتباهه اليها أنها الصورة المناقضة لزوجته في كل شئ ، مليئة بالحيوية والانطلاق غير متكلفة تنطق بالحياة، قاطع أفكاره دخول الشخص الوحيد القادر على الدخول بلا استئذان انه الضلع الاخر في الزاوية حازم عبدالله صديقه الحميم والمدير التنفيذي وزوج ريهام شقيقته احدى مشكلاته المزمنة ، انها زوجة لصديقة بالاسم فقط هي ترفض العودة وهو لا يرغب بالطلاق والوضع معلق منذ سنوات ، لديه أمنية خفية أن تنصلح الأمور بينهما فهما قريبين الى قلبه ومن أجل ابنهما عمر. جلس حازم في الكرسي أمامه قائلا : هيا أخبرني عن ما حدث هل نجحت في دور الخاطبة ؟ضحك بصوت عال فحازم هو الوحيد الذي يسمح له أن يحدثه ويمازحه بهذه الطريقة ، ورد عليه في جدية : أنت تعلم أنه يحتاج لمن يدفعه فلم يكن سيقدم على ذلك بنفسه ، وربما سيكون ذلك في صالحه . رد حازم : أنا أعلم مشاعرك الطيبة لكن في النهاية التوفيق من عند الله . رأى عيني حازم تغيمان فأدرك أن تفكيره قد انتقل الى ريهام ، كان هو المسئول عن زواجهما ، كانت حياته وقتها تمر بعاصفة عاتية وقد طلب من صديقه وقتها وبصراحة تامة أن يتزوج شقيقته ، ربما كانت البداية الخاطئة هي سبب ما تلى من مشاكل بينهما والتي لم يعرف تفاصيلها حتى الان........................أخيرا انتهت المحاضرة !! قالت صديقتها في تذمر لتكمل بأداء تمثيلي وهي تلقي برأسها على المنضدة : لقد كدت أموت سأما . ضحكت سارة ضحكة رقيقة وهي تقول على العكس: لقد استمتعت كثيرا . ردت عليها ايمان : أكيد أنت الطالبة الوحيدة التي تقول هذا. اكملت سارة: ربما عليك الانتباه قليلا حتى لا تشعري بكل هذا السأم. قالت صديقتها وهي تمتط شفتيها : أنا السبب فيما حدث لقد جلبت ذلك لنفسي ، لقد ذاكرت في الثانوية العامة لأن هذا ما يفعله الجميع ولم أعلم ما أوقعت فيه نفسي ، لقد اضطررت بسبب مجموعي الكبير لدخول كلية الهندسة ولكن يبدو أنني لن أخرج منها . ضحكت صديقتهم ولاء قائلة: أنت قلت هذا في العامين الماضيين وفي النهاية كنت تنجحين.. ردت ايمان بنزق:مجبرا أخاك لا بطل . أنا افعل ذلك لأني لا أستطيع الأبتعاد عنكم وحرمانكم مني .. قاطعتهم سارة : هيا لنتمكن من أداء صلاة الظهر قبل المحاضرة التالية . عدن الى المدرج بعد الصلاة وكانت المحاضرة التالية قد بدأت بالفعل تقدمتهم سارة وهي تقول في صوت رقيق موجهة حديثها للدكتور : معذرة يا دكتور على التأخير ، هل تسمح لنا بالدخول ؟.. كان الدكتور حسام سليم الأستاذ الشاب الوسيم حلم معظم فتيات الجامعة ، ولكنه كان صارم جدا لا يسمح بالتأخر عن محاضراته ، ولكن ما أوقفه عن الرفض كان الصوت الرقيق الذي كلمه ،استدار بعدها ليرى الهيئة الملائكية التي تصدره ، هل يستطيع أن يرفض طلبا لهذه الحورية؟ كيف لم يرها قبل ذلك ؟ لقد حاضر لهذه الدفعة من قبل ، كانت واقفة منتظرة رده ، ولذا رد قائلا تفضلي يا آنسة وأرجو ألا يتكرر ذلك . ردت بصوت رقيق : ان شاء الله كان يريد أن يعرف اسمها لذا عندما سأل سؤال اختارها لتجيب ولمفاجأته أجابت اجابة ممتازة اذا فالحورية ذات العينان العسليتان والملامح الرقيقة متفوقه .سألها قبل أن يسمح لها بالجلوس :ما اسمك يا آنسة ؟ ردت : سارة سليمان سيف الدين السعيد . اذا فهذا هو اسمها الكامل هل تنتمي لهذه العائلة الثرية ؟ تسائل بينه وبين نفسه. ما أن انتهت المحاضرة حتى لاحظت سارة أن الفتيات يرمقنها بنظرات قاتلة . حتى صديقاتها لم تصمتن قالت لها ولاء : يبدو أنك حظيت بمعجب وبغيرة كل بنات الدفعة ما عدانا بالطبع فنحن نتمنى لك كل الخير . ردت سارة : هنيئا لهن به أنا لا أهتم ،خارج التغطية مثلما يقال . قالت ايمان بلهجة متعجبة انني أشعر بالحيرة لموقفك هذا فتاة في سنك لابد أن يكون لها مشاعر أو حتى ردود أفعال ، ألا تؤمنين بالحب؟ ردت سارة شاردة أنا أؤمن به ، ولكن ما نفع غرس بذرة في أرض غير صالحة؟ ردت ايمان : أحيانا لا أفهمك . وفكرت في نفسها ان سارة لها أصول ريفية وجدها على قيد الحياة لربما تكون مرتبطة بخطوبة اجبارية!!!!!!!!!!!!!!!........................لقد درس الهندسة المعمارية وهو بارع في التصميم ولكن المباني الحديثة لا تستهوية بقدر المباني القديمة ، منذ الصغر كان مبهورا بالآثار الموجودة في بلده مصر كان يحب زيارة الأهرمات والمتاحف أكثر من الملاهي ،وحتى بعد سفره الى ألمانيا كان يقضي أجازاته في ألمانيا أو اليونان أو أي بلد تحتوي على الآثار القديمة ، قاطع أفكاره صوت التليفون ونظر ليرى صورة تحمل ملامح جميلة لامرأة مبتسمة انها صورة أمه ، الوحيدة التي وقفت الى جواره وأحسنت الظن به ، جاء صوتها حاملا معه كل الدفء والحب :كيف حالك يا حبيبي لقد اشتقت اليك أريد أن أخذك بين أحضاني وأشبع منك. ابتلع ريقه محاولا مقاومة الغصة التي تجمعت في حلقه وقال مهدئا لها :قريبا ان شاء الله.قالت له باكية : أنا أعرف ما يستطيع أن يفعله اذا وجدك ،سأذهب اليه وأقبل قدميه وأطلب منه أن يعفو عنك لقد تعبت من ابتعاد ابني عني . قال لها بحرقة شديدة: لا تفعلي ذلك أرجوك يا أمي كرامتك أغلى من حياتي ومن الدنيا كلها . ردت عليه بصوت يقطع القلب : عندما ولدت وأنت طفل أدركت حين أخذتك بين ذراعي أنه لم يعد لدي شئ أهم منك لا كرامة ولا اي شئ .قال لها : اذا ادعي الله فهو الذي يقلب القلوب وبيده كل شئ. ردت عليه في ايمان : ونعم بالله .اللهم يا مقلب القلوب ازل من قلب عبدك حقده وعدائه لولدي.................
انتهى الفصل

أنت تقرأ
ولا يزال لها فصول
De Todoالمقدمة بيني وبينك جدار من الكراهية اضفت له في كل يوم لبنة جديدة لمدة ثمان سنوات................ رد عليها في ثقة:ساصنع من حبي جسرا اعبر عليه واصل الى قلبك ............. نظرت اليه نظرة تجمع بين السخرية والحنق قائلة:وهل يحب من لا يملك قلبا.ربما تستطيع...