6

4.5K 48 2
                                    

...الفصل السادس................................. تردد صوت الجرس في أنحاء الشقة فاتجهت ريهام نحو الباب يتبعها عمر . لم يعد هناك مجال للهرب بالنسبة لها ، انها المرة الأولى التي تقابل فيها حازم بمفردها منذ انفصالهما ، كانا قد تقابلا عدة مرة في بعض المناسبات العائلية اكتفى خلالها بتحية عابرة ، ............انها تتمنى أن يفعل ذلك الان مجرد تحية ويصطحب عمر مغادرا ليتركها بسلام ............فتحت الباب وعمر بجوارها لقد حرصت على تجهيزه هو وحقيبته قبل الموعد حتى لا يكون هناك سبب يدفع حازم للانتظار..........ألقى حازم التحية ونظر اليها مقيما لقد كان يبدو عليها التوتر وتقف وكأنها تقول غير مسموح بالدخول ، وربما هذا ما جعله يتجاوزها ويتجه الى الداخل ويجلس على الاريكة الموجودة ................. اضطرت الى اغلاق الباب والدخول خلفه وهي تهتف داخلها اللعنة انه يتعمد ذلك.............. اقتربت من مكان جلوسه وعمر الى جواره فنظر اليها حازم نظرة متحدية .............حمل عمر على رجليه وهو يقول : اشتقت اليك يا رجل..................رد عليه عمر : وانا ايضا أبي لماذا لا تأتي كل يوم ؟ ان مازن صديقي ياتي والده كل يوم الى البيت................ شعرت بالالم لتفكير ابنها لقد كبر عمر واصبح يلاحظ هذه الاشياء .............رفعت عينيها لتجد حازم يحدق بها هل يلقي عليها اللوم؟.............وعندما لم يجد ردا تجاوز هذه النقطة ليسأله : ماذا أحضرت لي؟...............ليخرج حازم شنطة بداخلها صندوق به لعبة كبيرة ويبدأ في تشغيلها له..............هل سيقضي حازم اليوم هنا؟ ............قالت له : سأحضر شيئا تشربه ...............رد عليها: انني لست ضيفا يا ريهام ، اجلسي وعندما أريد ساطلب منك ...............سألها : كيف حالك؟..................ردت محاولة استجماع بعض القوة: بخير . واردفت : لقد قررت أن اعمل ............فكر انه ربما يكون ذلك أفضل لها من الحياة الفارغة خاصة وان عمر يذهب الى الروضة الان ، ربما من الافضلن يملأ هو فراغها ، لقد مر وقت طويل منذ أزمتهما معا ، وقد توصل الى قناعة أنه لن يستطيع تحريرها لأنه لن يتمكن من رؤيتها تتزوج شخصا اخر ، ربما يكون قد أساء اليها ، ولكن أين الحب الذي كانت تدعيه؟ ألا يوجد لديه رصيد يشفع له عندها، لقد حان الوقت لاعادة التواصل بينهما ليتمكن من هدم هذه الحواجز الواهية .................. لذا قال لها : ما رأيك أن تخرجي معنا ؟ ............ شعرت بالمفاجأة ولذا سارعت بالقول : أنت ترى أنني غير مستعدة ............نظر اليها وقال : بل أنت جميلة جدا ، ولكن ربما ليس للخروج لذا سأنتظر حتى تغيري ملابسك بسرعة لشئ مريح ............. كانت كفأر وقع في المصيدة انها بالتاكيد لن تتحمل البقاء معه يوما كاملا ، ان هذا سيعيد اليها ذكريات ويجعلها تفكر بأشياء لن تفيد الان.................قالت : انا لا أريد ان أسبب لك ازعاج يكفيك عمر ................نظر اليها نظرة عميقة مبتسما : أنت تعلمين انك بالتأكيد لست مصدر ازعاج وغمز بعينه مضيفا :على الاقل ليس الان ..........لقد اشتقت الى وجودك قال ذلك وهو يضع يده فوق يدها فسحبت يدها بسرعة وكانها أصيبت بتيار كهربائي ............... ابتسم ساخرا ليكمل : ألم تشتاقي لي ؟ ........... وامسك يدها بقوة هذه المرة ........... لتقول له وقد احمر وجهها : ما الذي تحاول أن تفعله ؟ ...........رد ضاحكا : أنا لم أبد أ بعد............على كل حال أنت زوجتي ، أم قد نسيتي............قامت بسرعة واتجهت الى المطبخ لتجده واقفا عند الباب ينظر اليها وهي تعد العصير............ضحك عليها وقال : عصير في البرد !!!!!!!!!!!ان هذه حقا ريهام التي أعرفها الوقت المفضل للمثلجات عندها هو الشتاء............عادت اليها الذكرى ، انه يتحدث عن هذه الايام قبل زوجهما حتى بمدة طويلة لقد اعتقدت انها واقعة في حبه وقتها ، كانت في السادسة عشرة وهو في الخامسة والعشرون ........كان ينظر اليها ويعاملها كطفلة ، ولكن هذا لم يوقفها لقد سيطرت عليها فكرة انها تحبه وعليه ان يحبها بالمثل لذا طاردته بلا رحمة كان يجدها في تدريباته في النادي وحتى تختلق الاسباب للذهاب الى الشركة .................حتى أنها صارحته بحبها.........لكنه حاول احتواء الموقف ‘ وقال لها انه كاخته الصغيرة وانها عندما تكبر ستجد الشاب المناسب لها ..............جرحها ذلك بشدة مما جعلها تقوم بتصرفات متهورة جامحة ظنا منها انها تنتقم منه ، اصبحت تتعمد أن يراها مع الشباب كانت تراه ينظر اليها بلوم وربما بتخذير ..........ولكنها لم تكن تسمح له بان ينصحها ..................ظنت أن الحكاية قد انتهت لتتفاجئ وهي في التاسعة عشرة من عمرها بيوسف يخبرها أن حازم خطبها ليتم بعدها الزواج بسرعة كبيرة..................خرجت وهي تحمل العصير لتجدهما مندمجين في اللعب ، فكرت بألم أن ابنها يحتاج أب مثل باقي الاطفال ..................لم يفتح حازم موضوع خروجها معهم مرة أخرى بل أخذ عمر وخرج ........................................♣

ولا يزال لها فصولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن