8

4.8K 50 1
                                    

..............................الفصل الثامن ............................................................ ....دخلت انجي غرفتها لتلقي بنفسها فوق الفراش وتنخرط في بكاء عنيف ، لقد تجدد ألمها وكأن ما حدث لم تمر عليه سنوات بل كأنه حدث للتو.........كانت المواجهة مع أخيها بعد كل تلك السنوات القشة التي قسمت ظهر البعير لقد تأكدت الان أنها لم تشف بعد ولكن جرحها كان في مرحلة سكون وما أن تم الضغط عليه حتى بدأ ينزف من جديد ان كل الذكريات في هذه اللحظة عادت لتهاجم عقلها وتعبث به من جديد ، لقد حاولت طوال سنوات أن تبدو كشخص طبيعي أمام عيون أسرتها المدققة فهي لسوء الحظ وربما لحسنه عاشت مع ثلاثة أطباء . يصعب خداعهم . ...........شعرت بألم شديد في قلبها لتضع يدها فوقه وهي تشهق بقوة وتتأوه ..........حاولت اخفاض صوتها فهي لا تريدهم أن يسمعوا ويصعدوا اليها ، انها في هذه اللحظة لن تتحمل تجمعهم حولها ومحاولة تهدئتها . وربما أصر هو ايضا على الصعود بالتأكيد هي لا تريد ذلك... ان ما تحتاجه هو الاختلاء مع نفسها لتحقق قدر من التوافق النفسي تتمكن به من الاستمرار.........لقد ظلت لسنوات تتخيل رد فعلها اذا رأته كانت دائما تتصور ان رد فعلها سيكون عنيف من الناحية الجسدية وانها ستندفع اليه مفرغة غضبها في عنف ، ولكن ما حدث كان عكس ذلك لقد جمدتها رؤيته ربما لأن ألمها كان أكبر من غضبها . انها متأكدة انها حتى وهي في ذلك العمر كانت ستقدم مصلحته عليها وسلامته على سلامتها لو خيروها . لقد كان أقرب شخص الى قلبها ولكن ما زاد ألمها أنه هرب . لقد كانت بعد أزمتها تشعر أن أكثر ما تحتاجه هو حضن تبكي وتشكو اليه ........انها تعرف أن أمها ليست من هذا النوع لقد تعاملت معها كمريضة تحتاج الى عناية طبية وبما أن الطب النفسي ليس تخصصها فلتذهب بها الى المتخصصين .........كما أن والدها كان ينظر اليها نظرات غريبة كان يبدو كمذنب لا يستطيع مواجهة ما اقترفه............كان تخليه عنها هو أكثر ما يؤثر فيها ..............لذا قررت من ذلك الوقت أنها ستعتمد على نفسها ولن تحتاج أي شخص مرة أخرى .........كانت في .طفولتها تمارس الرياضة المناسبة لفتاة كالسباحة والتنس ، ولكنها منذ ست سنوات بدأت في تعلم رياضات الدفاع عن النفس وقد حصلت على الحزام الاسود في الكاراتيه والتايكوندو ........لقد أقسمت انها ستدافع عن نفسها ولن تسمح لاي مخلوق أن يؤذيها ........................تسلل الى أذنها صوت أمها تقول : انجي حبيبتي افتحي الباب أريد أن أكلمك................................قررت في البداية أن تتظاهر بالنوم لكنها اضطرت للرد حتى لا تستمر أمها في الالحاح : ماما أنا بخير لا تقلقي سأستريح قليلا فقط ...........................ردت الام بلهجة عملية : هل أنت متأكدة ان بابا قلق عليك ..............................انها تشعر بالتسلية من تصرفات والدتها معظم الاوقات _ لكن ليس الان...........فالدكتورة سوزان عملية لأقصى الحدود ، لا تظهر القلق المعتاد من الأمهات ...............انها تذكر حين كانت تسافر الى مصر والقلق الذي كانت تبديه زوجة والدها السابقة _تذكرت ومشاعر دافئة تتسلل الى قلبها _ العمة زينب تجاهها هي ومحمد .................بعد قليل من الوقت غلبها النوم لترى كوابيسها القديمة كانت تجلس في غرفة واسعة فوق السرير وهي منكمشة على نفسها ...............وفجأة انطفئت الأضواء مما جعلها تشعر بالخوف ...........ليتحول الخوف الى رعب وهي تسمع خطوات أقدام فوق الارض ..................فكرت يجب عليها الهرب وعدم الانتظار حتى يصل اليها صاحب الخطوات ............ولكن شعرت أن جسدها لا يساعدها وكأنه قد تجمد .......حاولت الصراخ ولكن صوتها أيضا لم يخرج ...................كان جسمها قد أصبح ممتلئ بالعرق رغم البرودة وتتقلب في نومها بشدة وعندما كادت أن تختنق استيقظت لتهرب .....................................*********.رغم أن اليوم هو يوم الجمعة الا أن حازم اضطر للاستيقاظ مبكرا فهو يعلم أن والديه يسعدان بتناوله الافطار معهما كما يحب والده أن يذهب هو وعمر معه لصلاة الجمعة.........انها بالتأكيد غريزة انسانية وهي الشعور بوجود امتداد لك ...............ان والده الاستاذ عبد الله كامل كان مدرس للرياضيات بينما أمه الاستاذة سميرة كانت مدرسة للغة الانجليزية وهي الان مديرة مدرسة ثانوية _لقد سافر والداه منذ زواجهما وحتى قبل مولده الى أحد الدول الخليجية ..........وظلا هناك الى أنهى دراسته الثانوية وكان عليه أن يعود ليلتحق بالجامعة . فانهى الوالدان عملهما وعادت الاسرة معه _كانت معرفته لبلده خلال تلك الفترة محدودة تقتصر على الزيارة السنوية في فصل الصيف لزيارة العائلة -حتى أن لهجته كانت شبه خليجية ....................ان ما نفعهم حقا كان خاله الاستاذ رضا والذي عمل في تقسيم الاراضي والمقاولات ...............وفي ذلك الوقت كان تعمير الصحراء وبناء المدن الجديدة .........هو من اقنع والده أن ادخار النقود ليس بسليم لان قيمتها تقل وأن أفضل طريقة لاستثمار تحويشة العمر هو شراء الارض والتي تزيد قيمتها بسرعة . وكان ينصحه بالشراء كلما وجد بحاسته التجارية المستقبل المنتظر لمنطقة ما .............عبر سنوات اشترى والده مساحة كبيرة على الطريق الصحراوي ليبني فوقها مع بعض المستثمرين مدرسة دولية كبيرة يقوم بادارتها الان_ومزرعة كبيرة في منطقة زراعية حديثة ...........كما اشترى مساحة معقولة في مشروع للعائلات في منطقة مجاورة للقاهرة ليبنى بعد ذلك فوقها الفيلا التي يعيش فيها الان والذي بنى والده فيها دورا من أجله ولكنه لا يزال خاويا........وأيضا قطعة من الارض في مدينة صناعية كانت قيمتها قد ارتفعت كثيرا ولكنه باعها حينما احتاج ابنه للمال....................انه حتى الان يعيش في الشقة التي تزوج فيها ...........كان قد طلب من والده عند زواجه تأجيل انتقاله الى الفيلا حتى تنهي ريهام دراستها لان الفيلا كانت بعيدة جدا عن كليتها ............ومع رحيلها بقي الوضع على ما هو عليه.....................دخل حازم المنزل لتستقبله امه مرحبة فيأخذ يدها ويقبلها قائلا : كيف حالك ياست الحبايب ................ردت أمه معاتبة : أنا بخير وأنت تعلم ما يقلقني حقا...................هو يعرف أنها لن تمل من تكرار نفس الموضوع ...............لذا حاول أن يتظاهر بالمرح وهو يقول : ان من تشعرين بالقلق عليه أصبح كبير ولا يحتاج كل هذا القلق ، ربما عليك يا أستاذة أن توفري بعض الاهتمام للاستاذ عبد الله فقد لاحظت أنه معجب بأحد الجارات لذا يطيل البقاء في الشرفة ، ربما علينا أن نضبطه متلبسا .............قال ذلك وهو يتجه الى الشرفة بالفعل حيث مكان جلوس والده المفضل خلال هذه الساعات من الصباح للاستمتاع بالشمس الذي ظهرت هذا اليوم بعد غياب.................دخل ليسلم على والده الذي ابتسم له وهو يقول : هل استوقفتك سيادة الناظرة من أجل تلقي التعليمات كالمعتاد ...............ابتسم له حازم ابتسامة متواطئة ولم يجرؤ على الرد حتى لا يحظى بالتوابع المعتادة ..............نظر والده حوله متسائلا : ألم تحضر عمر ؟ ..............كان حازم يعلم أن والده سيتضايق لغياب عمر فالزيارة لا تكفي والديه من الاساس لذا رد : انه للأسف لم يأت بسبب انشغالهم في التحضير لزفاف أحمد ................ضيق والده ما بين حاجبيه مفكرا ليقول بعدها : أحمد الطبيب ؟ انه شاب ممتاز أتمنى له التوفيق ، وان يتم الله له بخير ...............كان والده يعرف أحمد وكل العائلة فان الصداقة التي جمعته بيوسف كانت صداقة عميقة .............جعلت علاقة الاسرتين قوية حتى قبل زواجه ، خاصة عند وفاة الوالدين ...........كانت أمه تشعر بالم شديد تجاههم ربما كان يوسف وقتها كبير هو وأحمد ولكن الاخرين كانوا لا يزالون أطفال .........وزاد تعاطفها بدرجة كبيرة مع البنتين..............ولذا لم يتردد والده عند تعرض الشركة لازمة مالية بعد وفاة الوالد .......أن يبيع الارض عندما طلب منه حازم ليساعد صديقه ........كان هدف حازم وقتها أن يساعد صديقه في عبور أزمته ............ولم يكن يفكر أن يوسف بعد ذلك سيصر على رد الاموال له .............وفي النهاية تم تحويل النقود وما حققته من أرباح الى أسهم في الشركة .......................تدخلت أمه في الحديث قائلة : مبارك له ..........وكعادتها في تحويل اي حوار الى نفس الموضوع أكملت : وماذا عنك ؟...............انه لا يملك حتى الان اجابة شافية فحاول أن يراوغ قائلا : ماذا عني أنا متزوج منذ ما يقرب من ست سنوات ولدي ابن .....................ردت والدته بنفاذ صبر واستنكار : متزوج !!!!!!!!!!!لقد تركتك ريهام حتى قبل أن تعرف أنها حامل ...وأكملت بلهجة حزينة : يابني أنت لا تدرك كيف أكون قلقة عليك وأنت بمفردك ، ماذا اذا مرضت ؟...........انني حتى لا أدري كيف تأكل أو تحضر ملابسك ، هل تظن أنه يعجبني حالك حينما تعود من العمل الشاق لتخاطب الجدران ، ان من في مثل عمرك أصبحوا مستقرين مع زوجة وأبناء يملؤن عليهم حياتهم ..................قاطعها حازم هو يعلم ان لديها حق فيما تقول ولكن ..........لذا قال :أنا أعلم يا أمي أنك تحبين ريهام فلا داعي لهذا الضغط ، ثم ............لتقاطعه قائلة : أني أحبها كبناتي والله يشهد على ذلك ولكن لوتركت أحد اخوتك زوجها نصف هذه المدة حتى فأنا الذي سأزوجه عندها............على ما يبدو انه سقط في المصيدة هذه المرة فوالدته تبدو مصممة زفر بيأس لتكمل أمه : لقد وجدت لك عروسا ممتازة ، وانا متأكدة أنهم سيوافقون حتى لو ظلت ريهام على ذمتك...............نظر الى والده مستنجدا ليجده يهز كتفيه علامة على رفض التدخل فقال : ان ما يجعلني أصبر على ريهام كل هذا الوقت هو انني أخطأت في حقها بشدة ن لذا أرجوك امنحيني مزيدا من الوقت ...............قالت في لهجة حاسمة : أمامك شهر ثم بعدها ...............قاطعها مستنكرا : هذا قليل بل ستة أشهر ................قالت في النهاية : ثلاثة أشهر وسأخطب لك بعدها دون اخبارك حتى........................................******* *******************دلفت نهال الى النادي مع ساعات الليل الاولى لقد تأخرت اليوم عن الوقت المعتاد ، لانها قضت وقتا طويلا عند مصفف الشعر ، لقد غيرت قصة شعرها ولونه أيضا وهي تشعر أنها متألقة وأصبحت جاهزة للمنافسة القادمة ......انها تعرف انها أجمل منها ولكن ما يقلقها هو فارق السن بينهما فبينما هي في أواخر العشرينات لا تزال الفتاة المدعوة فرح في بدايتها ................ما أن وصلت الى المكان المعتاد لتواجد شلتها حتى تعالت صيحات الاستحسان ......ان أول شئ يلاحظونه هو هذه الاشياء فهذا هو ما تدور حياتهم حوله......شعرت بالسرور البالغ فقد حصلت على الانطباع الذي انتظرته ، لقد اتاح لها الزواج من يوسف السعيد المكانة الاجتماعية والمادية التي تمنتها فهي كل عام تبدل سيارتها باحدث موديل ، كما تحصل على ما تريده من مجوهرات وأشهر الازياءوتعيش حياتها كما يحلو لها _ان أسرتها عريقة ولكن أحوالهم المادية لم تعد مثل السابق ولذا عليها أن تحافظ على زواجها بكل قوتها ................قاطع أفكارها رنين الهاتف قرأت الاسم لتمط شفتيها في ازدراء وتطلق سبابا ، انها مضطرة أن ترد قامت من مكانها مبتعدة فهي لا تريد أن يسمع الحوار أي شخص ..................فتحت الخط قائلة : مرحبا .............ليرد الصوت في الطرف الاخر : مرحبا بك سيدة نهال ، أريد أن أقابلك لأمر ضروري .............شتمت في سرها ألن ينته هذا الامر هل ستظل هذه المحتالة تبتزها الى الابد ..............لقد طفح الكيل لقد نالت نشوى هذه ما اتفقا عليه وزيادة ولكن رغم ذلك لم تتوقف طلباتها ويبدو انها لن تفعل .................انها تعرف هذا النوع من الفقراء عندما يقعون على فريسة غنية ...............لقد دفعت الكثير لاحكام الامر ليس لنشوى فقط ولكن لغيرها أيضا ..........................لقد نفذت كل شئ بمفردها ولم تستعن حتى بوالدها فهي لم تكن مستعدة للمخاطرة فربما يرفض..........لا بد أن تجد طريقة لايقاف هذه المحتالة عند حدها ، ولكنها مؤقتا ستضطر لمقابلتها حتى تجد حلا ......................اتفقت معها على ان يتقابلا في اليوم التالي في كافيتريا منعزلة فهي لن تستطع احضارها الى النادي فربما يتعرف اليها أحد .......................كان يوسف قد سافر خارج القاهرة منذ الصباح لمتابعة اخر التطورات في القرية السياحية ............لذا كان هذا وقت مناسب للاثنتين السكرتيرة والزوجة ..................وصلت نشوى لتجلس منتظرة نهال ، اقتربت بطلتها المميزة بطقم على أحدث خطوط الموضة له تنورة قصيرة أسفلها بوت يصل الى الرقبة ونظارة شمسية من أغلى الماركات ..................جلست أمامها لتخلع نظارتها وتنظر اليها قائلة : ماذا هناك يا نشوى ؟..........ألا ترين انه ليس لدي وقت لاراك كلما خطر ذلك ببالك ................ردت نشوى دون اهتمام بتذمرها ، فهي تراها بغيضة وهي تستحق بالتأكيد ما تفعله بها :بدون مقدمات لقد سئمت من ركوب المواصلات وأنا أحتاج لسيارة متواضعة أذهب بها الى العمل .................ردت نهال في سخرية : انا لا املك معرض لبيع السيارات كما تعلمين .................بادلتها نشوى السخرية قائلة : ولكني أعلم أن قلبك الطيب لن ترضيه المعاناة التي اتعرض لها كل يوم ....................البائسة لقد تجاوز طمعها الحدود لذا قالت نهال في غضب: ان قلبي الطيب قد اكتفى بعد شراء الشقة لك ................قالت نشوى مزيدة من ضغطها لتجعلها ترضخ : لقد اشتريت لي شقة متواضعة ضمانا لبقاءك في القصر ، أي أنك تلقين لى بالفتات ، وانت الان تضنين علي بسيارة عادية بينما تركبين اغلى السيارات ..........ازداد غضب نهال لقد اعطت لنشوى بنفسها السلاح الذي تهددها به الان قالت صارخة : هل تهددينني لقد أديت لي خدمة وحصلت على ثمنها وضعي بعد ذلك كلمة النهاية................يبدو ان هذه المرأة المفترسة لن تستسلم بسهولة لذا فلتضع ورقتها الرابحة قالت : أنت لاتدرين ما هو شعوري وأنا أرى يوسف كل يوم وأشعر بألمه لانه غير قادر على الحصول على الطفل الذي يتمناه ، ربما يوما ما سيستيقظ ضميري و يخبره بالحقيقة ...................قالت نهال من بين أسنانها وهي تشعر برغبة حقيقية في القتل : ليكن في علمك ستكون هذه هي المرة الاخيرة ، وبعدها لو تجرأتي على طلب قرش واحد فلا تلومي الا نفسك...................ثم أخرجت دفتر الشيكات وخطت لها رقما ثم ناولتها الشيك ...................لتمط نشوى شفتيها قائلة :انه بالكاد يكفي ولكن لا بأس به .وضعته في حقيبتها وانصرفت تاركة نهال تتقطع من الغيظ...................************************** *كان يسير في رواق الجامعة ببرلين ليستوقفه صوت يأتي من خلفه مناديا : محمد...................ليلتفت خلفه فيجد فهد صديقه السعودي يقترب منه ، فعند الغربة يكون الاشتراك في اللغة والدين هو أساس جيد للصداقة ....................توقف أمامه ليصافخه في مودة وهو يبتسم له قائلا : أين كنت يا رجل أنا لم أرك منذ عدة أيام ........هل كانت حقا مجرد أيام !!!!!!!!!!!!!!انه يشعر كأن دهرا مضى منذ اخر مرة كان هنا لقد كانت المواجهة صعبة يشعر أنها قد استنزفته كان يشعر بأنه يحمل اثقال فوق استطاعته لقد ظلت انجي في غرفتها ورفضت أن تغادرها لذا اضطر ان يرحل لقد أصبحت طفلته امرأة جميلة ولكنه رأى خلف العينين الجامحتين طفله حزينة خائفة لقد أراد أن يأخذها بين أحضانه ويزيل عنها الحزن والخوف .......................لقد تعرضت الى ما يفوق عمرها بكثير ، انه متأكد أنها لن تشفى الا اذا شعرت بانها أخذت حقها لقد كانت هكذا منذ الطفولة اذا تعرض لها أحد أو ضربها لابد أن تأخذ حقها حتى لو كان الطرف الاخر ضعف عمرها وحجمها .................ولكن المشكلة أن الدين أصبح مزدوج _ كلا الطرفين أصبح جانيا ومجنيا عليه _كما أن الخصم ليس سهلا أبدا ..............نفض رأسه ليحاول التركيز على ما يقوله فهد .............انه يسأله عن شيئا يتعلق بالدراسة فبينما كان هو في مرحلة الدكتوراة فان فهد يحضر الماجستير ..............مشيا سويا لتستوقفهما هيلين الفتاة الالمانية قائلة : محمد -فهد كيف حالكما ؟ رد عليها مبتسما : بخير وأنت ؟ ان الطلاب قد اختفوا منذ اجازة منتصف العام ، يبدو ان الجميع قد هرب من البرودة ، لماذا لم تسافري؟..............ردت عليه في خبث : ربما لان من أريده أن يصطحبني قد ظل هنا ..........ما رأيك أن تصطحبني الى مصر ان بها آثار مذهلة لابد وستفيدني رؤيتها في الدراسة ، ومن الافضل أن أراها بعيون خبير................رد عليها ضاحكا : يبدو أنني لن أذهب قريبا وعليك أن تكتفي بالحجز مع مكتب للسفر...........مطت شفتيها قائلة : يبدو أن حظي سئ................ يبدو أن هذه الشقراء معجبة به انها تحاول منذ مدة طويلة التقرب اليه وهو بالتأكيد لن يقوم بعلاقة غير شرعية معها ، كما أنه من ناحية أخرى لن يقع في الحب مثلما فعل والده ، ان ولائه الكامل ومشاعره لشخص واحد هو طفلته التي ارتبط بها منذ سنوات ونقشت حبها فوق قلبه ، انه يعلم انه أجرم في حقها وهو سيفعل المستحيل لتعفو عنه ..............ولكن ان فشل في الحصول على صفحها فسيعاقب نفسه بالحرمان طول عمره ، انه يذكرها عندما يرى الفراشات ذهبية اللون فحبيبته مثلها في ألوانها وفي رقتها .............منذ كانت طفلة كانت النقيض لهم في كل شئ رقتها عكس جموحهم . هدوئها عكس صخبهم .................فكر في سخرية انه بالتأكيد كارثة تهدد كل من يقترب منه .............لقد تسبب في أذى أحب الناس اليه ...............توجه الى الخارج مع فهد ليتناولا الغذاء

ولا يزال لها فصولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن