10

4.6K 37 1
                                    

........................................الفصل العاشر .............................توقفت السيارات في المساحة الواسعة قبل منزل الجد ولكنهم لم يدخلوا مباشرة فبينما تنحت الفتاتان جانبا اضطر الرجال للتوقف عدة مرات للسلام على المتواجدين والمهنئين الذين يعرفون بعضهم ولا يعرفون اكثرهم ..........في النهاية توجهوا الى الداخل حيث يجلس جدهم اخر اليوم في المضيفة التي لا تكاد تخلو من الزوار ، وجدوا هناك الحاج محمود زوج عمتهم وخالد وفارس ابنائه ، كما كان يوجد أبناء عم والدهم وبعض كبار البلد . الذين استأذنوا بعد السلام بسبب وجود الفتيات ، أمسك الجد يد سارة وأجلسها بجواره فدائما كانت هي المفضلة لديه قال لها بلهجة حنونة : لا تطيلي الغياب يا بنيتي فانت تعلمين أن رؤيتك ترد الي روحي فأنت تشبهينها كثيرا ..................بدا وكأنه يتطلع الى شئ بعيد ولكن بعده كان زمنيا ..............لقد كان والدهم أيضا يقول عنها أنها شبيهة جدتها بشعرها الكستنائي وعيونها العسلية وحتى هدوئها مع بعد التقلب أحيانا ...........لذا كانت دائما هي حفيدة الحاج سيف المفضلة فهي تذكره بحبيبته الراحلة ان الامر قد يبدو غريبا فالحاج سيف بكل هذه الهيبة والتسلط أحيانا كان عاشقا بكل معنى الكلمة ولم يكن هذا مجرد كلام ولكن أثبته مرات فالجدة بعد انجاب والدهم ظلت خمس عشرة سنة حتى انجاب عمتهم وقد كان الجميع يلحون عليه ليتزوج بأخرى ليحظى بمزيد من الابناء يكونون له عزوة ولكنه رفض الأمر تماما وحتى بعد وفاتها وكان هو لا يزال يتمتع بصحة جيدة رفض الزواج بأخرى ................تكلم وهو لا يزال شاردا ببصره : كانت تجمع شعرها في ضفيرتين وعندما تسير في الشمس كان يبرق مثل سبائك الذهب .............قطع تأملاته صوت ريهام التي استغلت الفرصة لتقول : اذا فجدتي كانت تخرج بشعرها يبدو أني أشبهها في هذا ................ضربها جدها فوق رأسها بخفة ليقول :كانت في الثانية عشرة وليست امرأة أصبح ابنها ورائها ، ولكنها منذ دخلت بيتي لم ير أحدا ظفرها .........قال ذلك وهو ينظر الى حازم في حدة .........أحمر وحه ريهام بشدة فهي من جلبت ذلك لنفسها فجدها لا يفوت فرصة كما أنه يتسم بحدة الكلام ............قال معتز في مزاح لتغيير الموضوع : يبدو أنها كانت قصة حب كبيرة .........لقد حاول أن يخفف عن ريهام ليتلقى هو التقريع فيبدو أن جده كان منتظرا مغادرة الناس ليعطيه نصيبه ........قال الجد : أين كنت طوال هذه المدة ، أليس لك أهل ما الذي يجعلك تختفي مثل المتشردين ؟ قال بخفوت محاولا انهاء الموضوع : كنت موجودا وها قد أتيت .........واقترب منه مقبلا رأسه قائلا : سامحني على غيبتي الطويلة ..............أشارت ريهام لسارة لتنهض معها للسلام على عمتهم الموجودة بالداخل ، وقالت : بعد اذنك ياجدي سنذهب للسلام على عمتي ..........أومأ موافقا وقال لها : اطلبي منهم اعداد العشاء ................دخلت الفتاتان لتقابلهم عمتهم وصفاء ابنتها وبعض قريباتهن بالعناق والمباركة على زواج شقيقهن احتضنت سارة صفاء بشدة فهما في نفس السن ولطالما كانتا صديقتين مقربتين ........عانقتها ريهام وقالت أنها ستدخل عمر الى حجرة النوم فقد نام منذ وجودهم في السيارة .........قالت سارة : اشتقت اليك صافي ...........كانت صفاء تشعر بالابتهاج الحقيقي لرؤية بنات خالها -انها كانت تدرك أفكار أمها وانها كانت تريد تزويجها لأحمد ولكنها لم تكن تكن له مشاعر خاصة ، كان دائما هو ويوسف بالنسبة لها شخصيات غير حقيقية يوسف بهيبته وشخصيته القريبة من جدها وأحمد بهدوئه وكلامه القليل _كانا مثل المشاهير الذين تعجب بهم ولكن من بعيد ، أما معتز بمرحه فكان كشقيق ثالث لها ..............ردت على سارة بابتسامة هادئة : أنا بخير واشتقت اليك جدا ...........ردت سارة : لا يبدو ذلك لقد وعدتني أن تأتي لزيارتي مع العم محمود حينما يكون في القاهرة ........قالت صفاء باحراج : لقد رفضت أمي وقالت لا يصح أن أبقى مدة طويلة في وجود أشقائك .........قالت لعمتها معاتبة : اننا نعيش حاليا في شقة أحمد وهو غير متواجد في أغلب الأحيان ..........قالت عمتها : لا تحزني يا حبيبتي سنأتي لزيارتكم جميعا في القريب بأذن الله ، لاننا سنزل الى القاهرة لشراء جهاز صفاء . باركي لها فقد خطبت والعقبى لك قريبا ...........تهلل وجه سارة فرحا وهتفت : وحتى لم تكلفي نفسك ابلاغي هيا من يكون ؟ ما اسمه ؟ ما عمله ؟............. كانت ريهام قد عادت لتقاطعها ضاحكة : اهدئي قليلا وامنحيها فرصة للاجابة ........ردت صفاء في خجل : ان اسمه سامح وهو ضابط برتبة رائد وأبوه هو الحاج فاروق المنشاوي ..........قالت ريهام بتمثيل : يجب أن نحذر منك يا فتاة خطيبك ضابط وأخوك وكيل نيابة انك بالتأكيد خطيرة ........فكرت سارة : رغم انها كانت تتمنى أن يتزوج أحمد من صفاء الا أن القدر كان له رأي اخر فكل منهما قد وجد الشخص المناسب له .................................................. ............................في المضيفة كان الجد يشعر بالسعادة البالغة كانوا قد تناولوا العشاء والتف حوله أحفاده الخمسه الذين ورثوا طوله ...........لقد كانت سلمى ستسعد بهذا المشهد لقد كانت تطالبه ان يتزوج مرة أخرى حتى ينجب عدة أبناء يكونون عزوة له وها هو قد حصل على العزوة ولكن بعد رحيلها .......انهم يملئون العين وسادسهم حازم زوج حفيدته ، الذي رغم أنه لا ينتمي للعائلة أو حتى للبلدة كما تمنى ان تتزوج حفيدته تنفيذا للتقاليد ولكنه رجل بحق فهو لم ينس وقوفه الى جوارهم في شدتهم ...............اخرج من جيبه ظرف كبير به نقود وقال : اقترب يا دكتور أحمد لتأخذ نقوطك ..........أخذها أحمد منه وهو يشعر بالسعادة فرغم عدم احتياجه للنقود الا ان القيمة المعنوية أكبر بالنسبة له ..........قال يوسف مستغلا الفرصة : وأين نقوطي أنا يا جدي ؟ .........قال الجد مضيقا عينيه فقد كان يعلم ما الذي يريده بالضبط : وعلى ماذا ستأخذ النقود هل ستخبرني بحمل زوجتك ، أم ستبشرني بزواجك من أخرى؟.........................لقد فتح الباب على نفسه ولكنه لن يستسلم فما يريده مهما جدا بالنسبه اليه لقد ورث من جده عشق الخيول وكان جده يملك منذ زمن طويل مجموعة من الخيول العربية الاصيلة النادرة و كان يتطلع لليوم الذي ستلد فيه الفرسة أميرة من الحصان سلطان وهاهي قد أنجبت مهرة ذهبية رائعة .............وهو بالتأكيد سيحصل عليها لقد عرض على جده المبلغ الذي يريده ولكنه رفض بشدة وقال انها هدية ولن يأخذها الا صاحبها .............قال :.أنت تعرف ماذا أريد وهو بالتأكيد ليس النقود ..............رد الجد : لقد أخبرتك أن لها مالك سأهديها اليه ..............قال يوسف باستنكار :وهل هو أهم عندك مني؟...............رد الجد بخبث : بالتأكيد.............رد بنفاذ صبر : اخبرني اذا من يكون ؟...............قال الجد في تصميم : انه سيف الصغير .المهرة ستكون لابنك يا يوسف ، انت تريدها وأنا أريده والعدل هو اعطني ما أريد أعطيك ما تريد ..............شعر بطعنة في قلبه وكأنه هو من يرفض قدوم هذا السيف !!!!!!!. وهل سيهتم اذا حصل عليه بامتلاك المهرة . ربما سيتخلص عندها من هوسه بالخيول ...............قال معتز بمشاغبة محاولا التخفيف من ثقل الموقف : ومن أخبرك يا جدي أن يوسف سيسمي ابنه على اسمك لقد أضعت فرصتك ، أنت كنت كلما ولد أحدنا ترفض أن تسميه باسمك أو اسم جدتي .......وغمز بعينه مضيفا : هل كنت تخشى اذا وجد سمي لكما ان يرحل الاكبر .............امسك الجد عصاه وضرب معتز الذي لم يهرب في الوقت المناسب ليقول متأوها : هل تغضب من الحق ؟ ...........رفع الجد عصاه ليضربه مرة أخرى ولكنه استطاع الهرب في الوقت المناسب ..........قال الجد : اصمت يا ولد لقد كنا مرتاحين من مشاغبتك في الفترة الماضية اطلق الجالسون ضحكات مستمتعة فلقد افتقدوا وجود معتز الصاخب منذ مدة طويلة
.....................................×××××××××××××××عادت من سهرتها في وقت متأخر مستغلة عدم وجود زوجها في المنزل ، كانت خائفة من أن يصر على ذهابها معهم فهي لا ترتاح في هذا الجو .........لا تطيق الجد بتسلطة ومعاملته السيئة لها وكراهيته التي لا يحاول حتى اخفائها ..........كما انها لا تجد ما يجمعها بهؤلاء الناس فاهتمامتها تختلف عنهم تماما فهم رغم الثراء الشديد الا انهم في النهاية مجرد فلاحين ، انها تتذكر حين كانت هناك تلك السيدة العجوز التي لا تعرف وضعها في المنزل والتي أصرت على أن تعلمها كيف تصنع الخبز ، بالاضافة الى الحشرات وأصوات الحيوانات بالتأكيد لم تكن ستتحمل ..............انها تشعر بالراحة في غياب يوسف فوجوده يوترها خاصة بعد فتح نشوى للموضوع القديم لقد ظنت أن الامر قد انتهى للأبد لتفاجئ بتلك المحتالة تعيده من جديد مما جعلها تشعر أن أعصابها على حافة الهاوية ..........................ان موضوع الحمل والانجاب لم يكن يهمها بل على العكس كان يشعرها بالنفور .................فهي غير مستعدة لتخريب جسمها وهي لن تحتمل طفل يلتصق بها لطالما كانت تشعر بالخوف من هذه الكائنات الصغيرة ..........لكنها فوجئت بيوسف منذ بداية زواجهم يطلب منها أن تحمل ، واضطرت للموافقة حتى لا تخسر كل شئ ، وعند توقفها عن اخذ المانع وتأخر الحمل ذهبت وأجرت الفحوصات دون أن تخبره لتجد أن لديها عيبا خلقيا في تكوين الرحم يجعلها عاجزة عن الانجاب ، ولانها متأكدة أن قلبه لا يحمل لها مشاعر وسيلقي بها بعيدا اذا علم وهي لن تقبل بذلك كان عليها أن تجد حلا . وتوصلت الى ان الحل الوحيد هو أن يقتنع أن المشكلة من عنده راودتها عندها فكرة وهي أن تجعل المعمل يغير النتائج أو تدفع للطبيب ولكن هذا لم يكن سينجح فهو قد يجري التحاليل في مكان أخر والطبيب كان طبيب العائلة ولم يكن سيوافق وكان سيخبره ...............كانت واثقة أن جميع تعاملته كان يتم ارسالها الى الشركة لذا كان الحل هو استبدال النتائج كل مرة ..........كان الامر سهل فهي كانت تذهب وتحلل في نفس المعمل فيعطونها الورقة وفوقها كود المعمل وتستعين بعد ذلك بشخص خبير في التزوير ليقوم بعمل نسخة من ورقة النتائج ويزور الكود ولكن مع استبدال النتائج وكتابة أرقام تدل على أنه عاجز بلا أمل .........وكانت تعطي الظرف لنشوى التي تقوم بتبديله بالظرف الاخر ...........حتى عند سفره للقيام بالفحوصات في الخارج حصلت على عينة من أوراق المعمل وكان سينتظر ليستلم النتائج بنفسه ولكنها توسلت أمها أن تتظاهر بالمرض ويتم حجزها بالمستشفى ليضطروا للرجوع ويتم ارسال النتائج الى الشركة وقد نجح الامر معها تماما حتى أصبح متأكد من عجزه لذا هي لن تسمح لتلك الحشرة بالوقوف أمامها ..............

ولا يزال لها فصولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن