البارت السادس

9.5K 197 1
                                    

ليرحل من امامها لتنظر لطيفه بصدمة هل يعقل انه يتحدث عنها حقاً ام يقصد غيرها
لتنفض تلك الافكار عن رأسها وتدخل الي غرفة الطعام فتجد نفسها جالسة في مواجهته ليتحدث كرم
كرم: يااااه.. يا عمر اخيرا افتكرتنا
عمر: ومين قالك اني نسيتكم
كرم: امال مكنتش بتسال ليه
عمر:  كان عندي مشاكل كتييرة اووي في الشركة
مصطفى: مشاكل ايه بس يا بني
عمر: الاسبوع اللي قعدناه هنا كلفني اربع سنين شغل متواصل ياعمي
كرم: ازاي
عمر: لما جينا هنا واحد من المنافسين لينا حب يخسرنا كل حاجة عشان كسبنا منه صفقة ضخمة راح دفع فلوس للمحاسب بتاع الشركة وخلاه يلعب في الحسابات والضرايب وطبعاً الحكومة شافت ان شركتنا كدة بتتهرب من الضرايب وكانو هياخدو الشركة ويبيعوها في مزاد علني تبع البنك عشان نسدد قيمة الضرايب فاضطريت اني اعمل اتفاق مع البنك اني هسدد كل الفلوس اللي على الشركة بس علي دفعات والبنك وافق بعد الحاح طويل ورجعت اشغل الشركة التاني وسددت الفلوس وعند اخر دفعة من المبلغ المحاسب دا اعترف لنا المنافس بتاعنا رفض يديله باقي فلوسه والبوليس قبض عليهم هما الاتنين ولما البنك اتاكد من الموضوع ده وعرفو ان الشركة تمام رجعولي الضرايب اللي دفعتها كلها بس بعد اربع سنين شغل اربعة وعشرين ساعة وسفر من مكان لمكان لما تعبنا كلنا بجد بس الحمد لله الشركة كبرت دلوقتي وبقي ليها راس مال كويس الحمد لله
مصطفي: يااااه.... ربك كريم اوووي ومش بيسيب حد مظلوم
كرم: طب ليه مقولتليش كنا ساعدناك بدل ما كنت لوحدك
عمر: ماحبتش اقلقك معايا وكمان انا كان كل همي وقتها ان الشركة ماتتبعش
كرم: الحمد لله
لتحدث فريدة نفسها بصدمة هل كل هذا حدث معه وتحمل وهي التي ظنت انه قد نسيها حقاً وتركها والحقيقة انه كان يصارع وحده.  لتنظر له بالم وحزن لتفيق علي صوت امها
رقية: يلا بقي كلو وبطلو كلام..... مالك يا فريدة ساكتة يعني اوعي تكوني متخانقة مع ايمن
ليبتلع ريقه بصعوبة ما ان انهت جملتها ويغمض عينيه بالم حتي يسمع صوتها
فريدة: لا ابدا يا ماما مش متخانقين... انا بس مصدعة شوية وعايزة انام
رقية: الف سلامة عليكي يا حبيبتي..
مصطفي :اخبار ايمن ايه يا فريدة
فريدة وهي تبتلع ريقها: كويس يا بابا
مصطفى: طب ابقي اعزميه بكرا عالغدا عشان نعرفه علي عمر.....ولا انت رأيك ايه يا عمر
ليرد عمر بصعوبة: اكيد طبعا يا عمي..... ي
رقية: وانت يا عمر اخبارك ايه خطبت ولا لسه
لتنظر له فريدة وهي منتظرة رده وتدعو الله بداخلها الا يكون ارتبط
ليرد عمر: لا لسه........ مش لاقي الانسانة المناسبة
رقية: ليه بس يا حبيبي.... طب بعد الغدا ان شاء الله اقولك علي كام عروسة يمكن تعجبك واحدة منهم....
لييتسم لها عمر ولا يرد ثم يعود بنظره اليها فيجدها مصدومة ويلاحظ دمعة شاردة فرت من عينيها كحبة لؤلؤ من عقد مكسور لتمسحها سريعاً وتستاذن لتدخل غرفتها وتغلق الباب على نفسها وتنتحب في صمت وتكتم صوت شهقاتها بيدها لتنهر نفسها علي تفكيرها فيه وانها لم تنتظره كما طلب
هل اصبحت هي المدانة الان؟ هل هي من اخطأ، هي من خان العهد، وهو...هو الضحية،هو من حمل علي عاتقه الكثير وهي لم تسانده
...........
يصل باسم الي العمارة التي تسكن فيها اخته وايضاً حبيبته التي سلبت لبه ذات يوم فهو ظا زال يتذكر اول لقاء بينهما او بالاصح اول شجار بينهما ويذكر ايضا تعابير وجهها عندما علمت من اخته انه اخيها العائد من سفره وكيف تفاجئت عندما رأته. امامها وهربت بسرعة من امامه ظنا منها انه سينتقم من لسانها ومن اتهاماتها له لتخجل منه وتسرع بالهرب من امامه كطفلة صغيرة اخطات في شخص اكبر منها وهربت
ليبتسم علي افعالها كم حقا اشتاق لها ولرؤيتها فصديقه ما ان طلب منه معرفة اخبار فريدة وهو ايضا يبحث عن اخبارها هي ويسال اخته عنها بإستمرار ليصعد درجات السلم ليتفاجئ بحوريته الصغيرة وهي تهبط بسرعة ثم تقف امامه بسرعة وتنظر له بدهشة
مريم: ااا.....ااانت
باسم بابتسامة: ازيك يا مريم
مريم بابتسامة خجولة: ااان.. انا كويسة.. وانت
باسم وقد ازدادت ابتسامته اتساعا: انا بخير........ وحشتيني يا مريم
لتنظر له بصدمة ثم تخفض نظرها بخجل واضح بعد ان احمرت وجنتيها من جملته فهي اقنعت نفسها بالانتظار بالرغم من فعلها العكس مع فريدة فهي دوما ما كانت تقنعها بنسيان عمر اما هي فلم تنساه يوماً ولم تنسي ابتسامته ابدا ولكنها سريعاً ما تداركت نفسها وهربت من امامه مسرعة ليضحك هو علي خجلها ثم يكمل صعود الدرج ليطرق باب اخته
سهام: مين اللي بيخبط
باسم: افتحي يا سوسو
لتفتح. سهام الباب بسرعة وتنظر له بدهشة
باسم بابتسامة: حبيب قلبي يا سوسو والله واحشاني
سهام بدموع: باسم اخيرا حنيت عليا وحشتني اووي يا حبيبي
باسم وهو يحتضنها ويربت علي كتفيها: انا اسف يا حبيبتي انا عارف اني مقصر في حقك... سامحيني يا سهام
سهام: بس متقولش كدة.... انت ابني مش بس اخويا نسيت ان انا اللي مربياك ولا ايه... المهم قولي اخبارك ايه
باسم: انا تمام الحمد لله
سهام: مش ناوي تستقر بقي وتتجوز وتريحني
باسم: وانا موافق يا ستي وعليكي تطلبيلي العروسة
سهام بفرحة: بجد ويا تري بقي حاطط عينك حد معين ولا اختار انا
باسم: بصراحة كدة هو في بس مش عارف هتوافق ولا لا
سهام: ومتوافقش ليه ان شاء الله....... وبعدين مين دي
باسم: مريم جارتك
سهام: مريم اللي في الشقة اللي قصادي
باسم: اه هي..... ايه رايك
سهام: انا موافقة طبعاً.. مريم بنت كويسة جدا ومحترمة ومؤدبة خلاص انا هفاتح امها في الموضوع وان شاء الله نروح انا وانت وخالد ونطلبها
باسم: ربنا يخليكي ليا يا احلي اخت في الدنيا
سهام: ويخليك ليا يلا روح ارتاح منهم عقبال ما الغدا يجهز ونتغدي مع بعض
ليومئ له ويدخل غرفته
............
في اليوم التالي تتقابل الصديقتان لتحكي كل منهما للاخري ما حدث معها  لتنصدم مريم من كلام فريدة اما فريدة فهي لا تكف عن البكاء مما جعل مريم ايضا تبكي على بكاء صديقتها وان كانت فريدة تظن انها المخطئة بحقه. فمريم ايضا اخطات معها عندما اقنعتها بنسيانه والبدء من جديد وهي تعلم ان صديقتها واقعة في غرامة حتي وان كانت قد عرفته لمدة قصيرة فالحب لا يقاس بالوقت ابدا
الان كلتاهما مذنب بحق من تحب لتمسح مريم دموعها وتقول.: هتعملي ايه دلوقتي يا فريدة
فريدة: مش عارفة........ مش عارفة
مريم: طب اهدي كدة وخلينا نفكر في حل مناسب
فريدة ببكاء : هجرح مين المرة دي..... هااا.. قوليلي كدة هجرح مين عمر اللي نظرته بتقولي كسرتيني... ولا ايمن اللي ملوش ذنب... وذنبه الوحيد انه جه في الوقت الغلط...او دا ذنبي انا.. اني مستنتوش زي ما قالي...قوليلي يا مريم هكسر مين
مريم:  طب اهدي بالله عليكي.. خلينا نفكر كويس
لتمسح دموعها بسرعة ما ان رأت ايمن يقترب منهما وتحاول رسم شبح ابتسامة
ايمن: السلام عليكم
فريدة/ مريم: وعليكم السلام
ايمن: هاا.. يا فريدة.جاهزة عشان نمشي....كرم قالي علي عزومة انهاردة
فريدة: ااه جاهزة خلينا نمشي......سلام يا مريم
مريم: سلام يا حبيبتي
لتذهب فريدة مع ايمن ويرحلا الي منزلها اما مريم فتبقي قليلا ثم تلملم اشيائها وتخرج لتجد باسم متكئا علي سيارته وينظر اليها ويبتسم ثم يذهب اليها

عشقتك منذ نعومة اظافرك (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن