الخديعة

148 3 0
                                    

فصل الخامس





جلست قرفصاء أمامه و تفحصت قدمه، كان كاحله قد التوي و ابتسمت برقة " لما لا تنادي الآخرون؟ صوتك يصل إليهم بسهولة "
أشار جيمس بعيناه إلى الرجل الصلب أمام بركة السباحة و قال " انه سريع الغضب ، سيعاتبني بشدة ان عرف "
" سنضع عليها بعض الثلج، لا بأس "
قالت سامنثا مبتسمة ك العادة و مدت له يد العون، كان يعرج قليلا و لكنه قادر على السير، جلسته سامنثا على الأريكة و اتت بكمادات باردة لتخفف من الالم و الورم على قدمه، قعدت سامنثا قربه و مدت له الكمادة ف أخذها دون تردد و وضعها على قدمه " كيف تجرأتي على قول تلك الكلمات يا سام ؟"
قطبت سامنثا حاجبيها " أية كلمات ؟"
" في الصباح تجرأتي و صرختي في وجه عمي، كان هذا غاية في الشجاعة "
تذكرت سامنثا كلامها و تغلغل الدم إلى وجهها احراجا " كنت غاضبة فقط "
" في العادة يغضب مننا عمي سيمون عندما نخاطبه ب نبرة لا تعجبه، و يصيح ك الكلاب المسعورة، كما عيناه توشك على الخروج من مكانها و يشتعل ك النيران، انه مخيف إذا غضب، كنتي محظوظة لأنه بقي ساكتا، يمكن لأنك مجرد ضيفة و إلا لكنتي حصلتي على صفعة لن تكوني لتنسي مذاقها طالما حييت "
كان غاية في السخاء ب سكوته، فكرت سامنثا و إلا لكانت اثارت المتاعب مرة أخري، في ركن من قلبها شعرت ب الذنب لأنها خاطبته بنبرة مهينة، و أحسست انها بحاجة إلى الاعتذار منه و لكنها صمدت أمام احساسها و دخلت إلى غرفتة جيمس، كانت غرفته متناقضة عن غرفة سام، لون دهان بني قاتم و السرير كبير في الزاوية تعطي انطباعا كئيبا عنه، كانت الغرفة شاسعة و الستائر حول النافذة سوداء و شعرت انه أنه يعيش في كآبة رغم صفاته الشقاوة في شخصيته، و ألعابه كانت في بوفه أمام الشاشة الكبيرة في الزاوية و بعض وسادات متعددة الألوان على الأرضية النحاسية، و أجهزة ذكية للأطفال على فراشه البني، جلست سامنثا قربه التقطت يد التحكم ب اللعبة، كانت سامنثا تفضل سباق دراجات النارية على سباق السيارات و لكنها لم ترغب في تهديم حماسه، بعد اللعب لساعات طويلة و جولات كثيرة اذاق جيمس طعم فشل ذريع ثم أعطت الأولية لجيمس كي يحقق ظفرا، فيما وجدت من الممل ان تفوز دوما، كانت سامنثا محترفة في هذه الالعاب، فقد قضت معظم الوقت وحدها و كان من الممتع ممارسة الالعاب الالكترونية مع سيد ادامز، بعد أن تأكدت من سير جيمس على أقدامه، و انه بخير على مايرام، لجأت سامنثا الى غرفتها، و غفوت مرة أخري، لم تنام جيدا ليلة الماضية، و كان من السهل جدا النوم في وضح النهار، لقد سبق لها فعلها مرات عديدة، و لكن لم يسبق لها و ان عانت من إزعاج الخدم لها بهذا القدر، كان الخادم قد طرق مجددا و اعطاها خبرا في انتظار الجميع لها، هبطت سامنثا السلم و رأت الجميع حول المائدة، و منهم حبيبته الحسناء " مساء الخير جميعا "
قالت بخمول و رغبة اكمال نومها تجتاحها حتى النخاع، و صداع لا رحمة له حيق برأسها " مساء الخير آنسة ميلر "
" شام، شام!!!"
صوت صياح طفل الصغير و بسرور و بهجة بينما ينط على الأريكة دفعها إلى الضحك، و سرعان ما جري لها ب أقدامه الصغيرة و مسك أطراف ليشد انتباهها " ماذا هناك؟ أخبرني حبيبي "
خاطبته سامنثا بلهجة رقيقة ك الأطفال عندما وجدته يشدها إلى الأريكة و يشير إلى طبقه و يتمتم ب كلمات لم تفهمها، ف قالت الخادمة التي كانت تطعمه باسمة " اعتقد انه يريد منك إطعامه يا انستي "
لم تكن منتبهة إلى نظرات وتأملات سيمون الخاطفة بين الحين و الآخر، كانت هذه الطفلة مزيج من الدافئ و البرد، لم يعجب ب طريقة لبسها و سلوكياتها اولا كما انه كان مغتاظ جدا ليلة الماضية لأنها اثارت قلقه ب أبعادها المفاجئ عن البيت و لم يتمالك نفسه عندما وجدها بتلك الخدشات التي لاتزال ظاهرة للعين بعض الشيء و لكن ليست بتلك السوء، لكن لقلبها و عقليتها طريقة مختلفة في التفكير، هي لا تنصاع كما قالت و لها رأس من الصخور، و بسمة من الذهب و قلب من النار، و سألها الخادمة بشيء من القلق " انستي الن تتناولي الطعام؟ انتي لم تتناولي شيئ طيلة اليوم "
و أجابت بلهجة تمكن من رؤية الزيف فيها " ساطعمه اولا، ثم افكر في الأمر "
" لكن يا انستي !!"
لم تبالي ب الخادمة و راحت تضم سام إلى صدرها ف رأي سيمون السرور على وجه و هو يداعب السلسلة حول رقبتها ب أياديه الصغيرة " أنها لطيفة "
قاطع نظراته المختلسة صوت جيمس الشقي و أضاف سؤال لم يتوقعه " اعجبتك أيضا، أليس كذلك عمي سيمون ؟"
علق الكلام في حنجرته " أنها، انها ..."
أكمل عنه متفهم قصده " أنها فريدة من نوعها "
ابتسم له سيمون " صحيح، وصف جيد "
" أهي السبب في الابتسامة على وجهك؟"
سالت جيس ف التقت عيناهما، كانت جيس غيورة و حاقدة عليها، عرف سيمون بمجرد رؤية نظراتها تجاه سامنثا، و فجأة توقفت الخادمة نظراتها ب صب العصير على ثوبها الأبيض غير متعمدة فعلها و لمعت بقعة حمراء على كتف جيس عندما انتفضت من مكانها، عقدت سيمون حاجبيه و قد عرف ان البقعة نفسها رمز الحب، حيث تقول أنها عاشرت رجلا غيره و ارسل له الرسالة عبر جسمها، اعتذرت الخادمة عن صب العصير عليها و غضبت منها، احس ب الخديعة و لكن ليس ب الالم فيما لم يكن يحب جيس و ينتظر أبعادها عنه دون أن يسبب لها الالم و الإحراج، كما انه لم يتعب نفسه البحث عن اعذار، ف جيس طاغية و جشعة لدرجة فعل أية شيء لتلبية رغباته " أأنت عمياء ؟ "
قالت للخادمة و حولت كلامها لسيمون " أطردها يا سيمون! لقد لطخت ثوبي الجديد، قمت بشرائه هذا الصباح "
لم تعطيه أيما فرصة للرفض و قالت " سيدة جونر كانت صديقة والدتي المفضلة "
" والدتك لم تعد سيدة البيت، تفهمي هذا يا أيما "
خصام آخر افقده شهيته و آثار غضبه " والدتي لم تعد موجودة و لكني موجودة، لن تذهب كريستين إلى مكان "
وقفت أيما في وجه جيس و صاحت جيس " ستخرج من هذا البيت، مهما حدث يا أيما، لن اغفر لها فعلتها هذه "
" لما لا تخرجي انتي إلى الخارج ايتها المنبوذة؟ هذا ليس بيتك، انه بيتنا نحن بيت والدي و والدتي "
تلقت أيما صفعة حارة من يد جيس و صاح سيمون ب انفعال شديد " جيسيكا !!"
كاد سيمون ان يطرحها ارضا و لكان فعلها دون تردد لو انها لم تكن أنثى و صاح بها غضبا " اخرجي تخرجي من هنا "
" سيمون حبيبي اتتحدث إلى بهذه النبرة بسببها ؟ ماذا جرى لك يا حبيبي ؟"
وقف سيمون أمام و ضرب قبضته القوية ب الطاولة ف شهقت جيس ذعرا " ان تجرأتي رفع يديك على أطفالي مرة أخري، تكون نهايتك على يدي "
" سيمون حبيبي!!"
" اغربي عن وجهي!! "
همس سيمون بين أسنانه محاول كبت غضبه " كل هذا بسبب هذه اليتيمة العاهرة، ساريها الان "
و رفعت جيس يدها لتصفع أيما صفعة ثانية و لكن صفعة من ايادي سامنثا على وجهها بينما مسك سيمون يدها من الخلف جعلها تقف في حالة ذهول، كان سيمون شاكرا لسامنثا ف هو لا يرفع يده على الإناث، و قالت سامنثا مبتسمة " هذه لأنك نعيتيها ب اليتيمة، و هذه "
و تلقت جيس صفعة أخري " لأنك صفعتيها مع علم أنها على حق "
ثم و الصفعة الثالثة جعل سيمون يعيد النظر إليها " هذا لأن امرأة خسيسة مثلك قامت ب خيانة حبيبها عظيم الشأن "
" " لئيمة "
همست جيس ب غضب و التفتت لسيمون " حبيبي أنها مكيدة فقط، لجعلك ..."
قاطعها صوت سامنثا " انظر بنفسك"
عقد حاجبيه متأمل آلة الكاميرا بين مخابلها و ها هو ياخذ الآلة و يندى إلى حبيبته تقبل رجل آخر، وضع سيمون الآلة على المنضدة و همس في وجه جيس " لا تريني وجهك مرة أخري "
و خرج سيمون إلى هواء الطلق ليبعد عنه الصداع، تبعت سامنثا أثر أقدامه الكبيرة بحدقيها ، كان هذا الرجل منهك، لديه حياة شاقة، ثلاثة أطفال و حبيبة خسيسة و الأسواء أنها تشاهده غالبا يمسك حاسوب بين يديه و يعمل إلى أوقات متأخرة من اليل، و مضت اسبوع تحاول عدم إثارة المتاعب، كانت تراقب الأطفال و تمد لهم يد العون في الكثير من الاحيان، كنت معزة لهذا المكان، ف لم يسبق أن اهوي شخصا رؤيتها كما يفعل سام الصغير و لم يهوي شخص مشاطرتها أفكاره مثل جيمس كما أيما كانت قد تخلت عن أرماقها بنظرات مضطغنة، صحيح أنها لم تكن منشرحة جدا بوجودها و لم تبادلها أطراف الحديث و لكنها على الأقل عرفت تظهر الامتنان و المودة في نبرتها عندما وجدتها جالسة سريرها " شكرا لك، اقصد جيمس، جيمس اخبرني انك لم تخبري سيد ويلسون ب أمر سقوطه من أعلى الشجرة، كما انك دافعت عني أمام جيسيكا، ساقدر هذا حق القدر "
ابتسمت سامنثا في دورها و مدت يدها " كوني صديقتي إذن، هكذا امد لك يد العون دوما "
لأول مرة وجدتها أثر التبسم على شفاها و بدت جميلة و حلوة " حسنا، أصدقاء "
منذ تلك اليلة و كان يعود سيمون إلى البيت منهك من العمل فقد نتجت سامنثا عن غيابه انه حافل، و كان نادرا ما تراه أثناء اليل، لكنها لم تهتم له كثيرا، كانت تفكر غالبا في بول و كيفية التحدث اليه و مدى اشتياقها إليه، رغبت في الاتصال و ردعها كبريائها، ف بول لا يسأل عنها و ان اتصلت ف هو على الاغلب لن يرد على مكالماتها لأنه حافل و عليه العمل ب استمرار، اهلكها التفكير و في إحدى اليالي خطر لها ان تخفي توقها تحت مياه الباردة في البركة، محاولة استئصال هذه الخيبة في أعماقها، لم تبذل مجهودا في البحث عن مايوه و اول مايوه التقطته يديها كان بلون صفار البيض مع بعض خطوط السوداء على منطقة الصدر، و بما أن الجميع قد غرق في النوم لم تكن بحاجة إلى ارتداء شيء آخر سوي صندل اسود دون كعب عالي، خرجت إلى مناخ المنعش و نسمات رياح تستقبلها مداعبا شعرها ب رقتها، تأكدت من برودة المياه ب وضع رؤس أقدامها في الداخل ف كان باردا أكثر مما ظننت و فكرت ان كانت ستغوص حقا في هذه المياه الباردة ؟ و لكن قبل و ان تتمكن من التفكير جيدا ايادي قوية قد دفعتها من الخلف، شهقت سامنثا و جرت قشعريرة باردة تحت جلدها، غطست قليلا قبل ان تعاود خروج رأسها و تتنفس صعداء " اهو جيد؟"
نظرت إلى مصدر الصوت و كان نفسه صاحب ملامح صلبة ينظر لها بسمة ساخرة " ايه المسن اللعين، هذا بارد "
" كنت مترددة أمام تفكيرك، لذا فكرت في اغاثتك"
" شكرا جزيلا ايه المسن "
قالت ب غضب و سارعت إلى الخروج، اهتزاز جسمها و شفتيها كان ناتج عن برودة المياه، و شعرت ب الضيق لتعليقه " تبدين ك سمكة خارج المياه "
وقفت أمامه و الغضب في عيناها الفسيحة تشير إلى عدم السرور، لكنه دفع قلبها إلى الارتجاج و التذبذب ب مجرد نظرة متألقة ك الشهب، و اللهيب الذي اشعله في نفسها ب ضمة من ذراعيه لم تكن تقل تألقا و سطوعا من الشهب، خفق قلبها و دفئ قميصه الأبيض يغمرها، شعرت ب عضلاته القوية تمس صدرها و نصف جسمه الدافئ يغمرها بشدة، بشدة جعلتها تستلم لقبلته على جبهتها و أصابعه الناضبة تبعد خصلات شعرها المرطبة عن أكتافها، لم تتمكن سامنثا التحكم ب انفعالاتها تحت تأثير قبلته الخفيفة على كتفها و مررت ذراعيها حول وسطه و ضمها بشدة عمدا كي يشعرها ب الدفئ، فقط لو عرف مدي لين قلبها أمامه، و كم تتلهف لأبعاد أنفاسها عن صدره و مزجها مع أنفاسه، و نظرت له ببراءة أطفال عندما خفض رأسه و تفوه بكلماته بصوت كاد يكون هامسا " شفتاك ترتجفان بردا "
لم تتمكن سامنثا التفكير في شيء في تلك اللحظة و قالت اول كلمات طرأت إلى ذهنها " ادفئهم إذن "
و تامل وجهها ب نظرة غامضة قبل ان يدفئهما ب شفاه، و ابعد شفاه قبل ان يعمق قبلته، كانت قبلة خفيفة اشعلت بها النار و بدأ يتلذذ ب رؤية عيناها المغمضة و ارتجاف جسمها الصغير بين ذراعيه، فقدت سامنثا الاحساس ب حواسها، و التفكير بات شيء صعب في تلك اللحظة، لمس ابهمه على خدها بنعومة و معاودة لعق شفاها مستلذا ب طعمهم، كاد قلبها ان يجن خفقانا، هذه المرأة ك سم فتاك، فكر سيمون لوهلة و قالت بصوت خافت " دعني اذهب!"
لم يرغب في تركها، أراد ايقافها و ممارسة ما اراده معها كما مارسه معها في خياله قبل قليل، لكنها لم تعطيه فرصة التقدم و تراجعت ب اقدام مرتجفة، نظر لها سيمون في حيرة، الشعور ب دقات قلبها قبل ثوان الثورة في ارجاء جسمها الضعيف بين أياديه كانت تبوح بشيء متناقض عن ما تفعله، فكر أنها تريده و اصبحت تائهة أمامه و لكنها تردع نفسها بنفسها و هذا شيء لم يتوقعه منها، توقع منها الاستسلام له بسهولة و إعطائه ما يريد و لكنها تركته خلفها و لجأت إلى غرفتها، ارتمت سامنثا على سريرها و نزعت تلك القطع المخضلة عن نفسها و راحت تغتسل تحت المياه الفاترة على امل ان يهدأ قلبها و تقهر رغباتها، فكرت سامنثا أنها مستحيل ان تتقبل هذه الحركات من نفسها، هي ستغادر هذا البيت بعد اسبوع من الان و ان فكرت فيه و جاذبيتها الطاغية و حتى لمساته الخفيفة قبل لحظات قد تقيدها احساسها و تقع في شباكه، قررت سامنثا عدم الاستسلام مهما حرى، و عليا التحكم في نفسها ان حصل موقف آخر مشابه لهذا، و أقنعت نفسها ب أنها مغادرة بعد سبعة أيام من الان و لا يجدر بها نسيان انه رجل أعمال مثل بول و سيدفنها في الظلام مثله و لن يكون هناك فرار منه، و عليها ان تذكر نفسها ب طريقة نشأتها بين ايادي الخدم دون حب او حنان، و ما تريده هي ان تكون محبوبة و مرغوبة من قيبل الرجل الذي تخطت مشاطرة ما تبق من حياتها معه، ارتدت شورت اسود خفيف و ناعم كانت ترتديه لتحظى بنوم هنيئ و مريح، و مررت ذراعها في كنزتها القصيرة ذو كتف واحد تفكر فيما حصل، فضلت النوم في الحال كي لا تعاود تشغيل شريط أفكارها، غفوت سامنثا بين برأسها الدافئ و نهضت على سطوع أشعة الشمس على وجهها، كان المناخ حار و الثناء صافي نخلة تخلو من الغيوم و بسمة الفتى ذو عيون سماوية لها قرب الستائر تبعث ب البهجة في داخلها، كانت سامنثا مسرورة ب جيمس و تحب محادثته و تشعر ب الفخر قدرتها على التواصل معه دون متاعب " صباح الخير أية البطل "
خاطبها ب لهجة تعبر عن غضبه " سام يبكي منذ الصباح، و عمي لم يسمح لسيد كارلوس ان يوقظوك، ارجوكي كفاكي نوما ألساعة تجاوزت الواحدة ظهرا "
شهقت سامنثا غير مصدقة و اتسعت عيناها بينما تتحمل في المنبه على شكل طائر اخضر جميل و كانت تشير الى الواحدة و نصف ظهرا و انتفضت من مكانها " كان عليك ايقاظي يا جيمس من المخجل النوم إلى هذا الوقت "
و قبل تتمكن من تنظيم شعرها المنكوش طرق باب غرفتها ف أجابت و هي تخلع كنزتها القصيرة و كشفت عن صدرية حمراء تكاد تكون شفافة " ادخل "
و فتح الطارق الباب، نظر سيمون إلى الفتاة النصف عارية أمام تجري إلى دولاب الثياب دون خجل و أياديها تسارع البحث ب فوضي عارمة،كاد أن يمشي سبب مجيئه إليها عند رؤيتها تضع كنزة بيضاء قصيرة تكشف بطنها " المسن !!"
و التفتت له، حضورع إلى غرفتها كانت مباغتة لم ترتقبها و خطفت أنفاسه ب خلع شورتها القصير و بقت انتباهه جمال لون الأحمر على جلدها القمحي " كنت هنا لكي اطلب منك معروفا يا آنسة ميلر"
" هات ما لديك!! ؟"
سارعت سيقانها المرور في ثقب شورت كركمي اللون و لم تفارق عيناه يدها إلى أن وضعت الشورت على ملابسها الداخلية التي بدت من خامات ناعمة ، حاول أبعاد عيناه عن جسمها الناضج و ركز عيناه على البسمة على وجهها ف تذكر ما فعل معها ليلة الماضية و تسارعت دقات قلبه لثوان قليلة، و قال بصوت ثابت دون ان تلاحظ تسارع أنفاسه ب مجرد رؤيتها في هذه الحالة " عليا استضافة بعض عملاء من فالنسيا و برلين، سأكون شاكر لك ان اهتممت ب سام لبضع الوقت "
كاد سيمون لعن نفسه على حدقيه التي تنظر إلى اماكن ليس من المسموح به النظر إليها، لكنه لم يتمالك نفسه عندما انخفضت ب نصف جسمها لتقيد خلخال ناعم حول قدمها الأيمن و لمع خط بين اثداءها الناضجة تحت كنزتها و شعرها الطويل الغير منظمة تتدلى على أكتافها النصف عارية " متي يأتون ؟"
" غدا في التاسعة مساء ، سنتعشى في الحديقة، لذا يكفي ان تردعتي صوت بكائه للوصول إلى هناك "
" حسنا، سافعل "
" شكرا جزيلا آنسة ميلر، اعلم انك ضيفة هنا و لا يجب علي ان اطلب منك النظر خلف الأطفال و لكنك تعرفين سام، لا يرضى السكوت الا معك، ارجو منك تفهم هذا "
قال آخر كلماته في وجهها عند وقوفها في وجه و ارتسمت على شفاها بسمة ساخرة " هيا يا رجل ما بال كل هذه الرسمية؟ الأطفال لا يعاملونني ك ضيفة اسألهم بنفسك أن كنت لا تصدقني"
و اشارت بيدها إلى جيمس الواقف أسفل سريرها قرب النافذة ، كاد سيمون الضحك على نبرتها و تمتم بين شفاه " كلا، أصدق كلامك آنسة ميلر "
" سام "
صححت ب مرح " حسنا يا سام، عليا الذهاب، بدي أعمال مهمة جدا "
سارعت إلى الخارج حافية القدمين و جرت في الزقاق مجددا " لدي أعمالي ايضا ايه المسن، أراك في المساء "
قالت سامنثا و بهجتها تملؤ البيت و يبتسم كل من يخرج في طريقها ابتدا من الخادمة التي كانت تضم سام بين ذراعيها في الصالة إلى سيد ماركوس الحنون الذي خرج من المطبخ بوجه بشوش و جيمس الذي هبط السلالم خلفها،
" سأذهب الان انستي "
قال سيد كارلوس باسما " إلى أين؟ "
سالت سامنثا: " اخذت اجازة اليوم يا انستي، ابني سيعود من ماريليبون اليوم "
" اتمني لك وقت طيب مع ابنك يا سيد كارلوس
" شكرا يا انستي، اتمني لك التوفيق مع سام أيضا " قال بلهجة ممازحة و قهقهت سام ثم غادر سيد كارلوس الصالة " تعال إلى سام يا ابن سام الصغير "
قالت سامنثا بصوت طفولي مخاطبة الصغير الذي ارتمي إلى صدرها و أصوات بكائه تعلا في البيت، ضلت سامنثا تبذل جهدها في اسكاته و لكنه لا يسكت، لم تكن هذه عادة سام ف هو ب العادة يسكت فور رؤيتها، رفعت سامنثا يده إلى جبهته و شهقت لأنه كان محموم و يشهق تعبا، كانت جبهته حارة و أثار ذلك قلقها، و تضايقت بشدة لان لا أحد انتبه لذلك " يا رباه!! انه محموم جدا، عليا اخذه إلى المستشفي "
" سأخبر سيد كارلوس كي يرافقك يا انستي "
" لما سيد كارلوس ؟"
كان سيد كارلوس قد اخذ اجازة اليوم و سالت سامنثا ب استعجاب و أجابت " سيد كارلوس هو من يصطحب الأطفال إلى المستشفي يا انستي "
ها هي حقيقة أخري تثير غضبها و تسطو على تصرفاتها " اخبري المسن ان يرافقني "
" المسن؟ "
سالت الخادمة ي مستغربة و اتي صوت رجولي خلفها " ما الخطب؟ "
التفتت سامنثا ب حدقيها المخضلتين و قالت بصوت قلق " سام مريض، انه محموم بشدة و يبكي ب استمرار، علينا اصطحابه إلى المستشفي "
قال ب أهمال " جدول اعمالي حافل جدا اليوم، اتصلي ب سيد كارلوس!! سيهتم هو ب الأمر"
قالت سامنثا ببراءة أطفال و عاطفتها قد سيطرت عليها " سيد كارلوس ذاهب الى ملاقاة ابنه، ان إن لم تأتي ف سوف اخذه بنفسي "
" لا تتهوري يا آنسة ميلر، سأتحدث إليه بنفسي "
قالت سامنثا للخادمة " احضري لي كرسي السيارة الخاص ب سام يا كريستين!! "
و غضبت لعدم اكتراثه، اتجهت الى الباب عندما وجدته يخرج هاتفه ليتصل ب سيد كارلوس، فتحت الباب غاضبة و هي تأرجح سام الصغير بين ذراعيها كي يهدأ و لكنها تعرف انه لن يفعل، لا سيما انه متألم جدا، حصلت سامنثا على رخصة القيادة قبل ثلاثة أشهر و لم يسبق لها قيادة السيارة على الشارع، لكنها بكل تأكيد تستطيع أصطحاب سام إلى المستشفي حتى و لو تطلب الأمر بعض الجزع و العناء، ركبت كريستين الكرسي في المقعد الخلفي و قبل ان قبلت سامنثا جبهة سام و إنحنت لتقيده في مقعده، ايادي شديدة القوة و الخشونة اوقفها و رفعت رأسها لملاقاة عيناه الضيقة و العبوس بين حاجبيه المعقدة " آنسة ميلر أرجوكي، سيد كارلوس سوف ..."
قطعته ب تجاهلها لكلامه و كادت تجلس سام لولا سماع صوته العميق يصرخ بها " لما لا تنصتين بحق السماء؟"
ذرفت سامنثا دمعة لم تتمكن من كتمانها و همست بغضب مكتوم " لأنك لا تقول شيئا يستوجب على الإنصات، لأنك رجل عديم الاحساس و قاس، متحجر القلب، طفل صغير يبكي امامك ألما و لا تتحمل عناء اصطحابه إلى المستشفى، أعمال، أعمال، اعمال "
فجأة رفعت صوتها باكية " اللعنة عليكم و على أعمالكم، ما الفائدة منكم ان لم تملكوا قلوبا؟ تعتقد أن اعمالك مهمة؟ اسمع يا سيد ويلسون!!"
اشارت الى الطفل الباكي بين أياديها و دموعها ب الكاد تعطيها مجال للتنفس " هذا الطفل مسؤليتك، ان كنت تعتقد جني النقود و وضعه في الرفاهية دون اهتمام مسؤليتك الوحيدة ف يؤسفني القول انك تفتقر حس بالمسؤلية، لأن هناك مسؤوليات أكثر أهمية من النقود و العمل "
" كفى بكاء!! رجائا آنسة ميلر "
اصبح صوته أكثر ليونة و نظراته أكثر رقة تجاه دموعها، و وضع رأسها على صدره، لوهلة شعرت سامنثا انه يشجعها على البكاء بهذه الحركة و همست بصوت ب الكاد يسمعه " النقود ليست كل شيء، هناك أطفال في الداخل يريدون الحب، يريدون الاهتمام و حنان الوالدين، إنهم بحاجة إلى شخص يشعرهم ب محبته، شخص موجود دائما، لا يريدون خدما للاعتناء بهم، ان واصلت بهذا الأهمال صدقني يا سيمون، سوف يصبح الخادم أكثر قيمة منك، و احترامهم له سيفوق احترامهم لك "
لأول مرة يشعره شخصا ب مدى أهماله تجاه مسؤولياته، و لم يغضب سيمون منها، لانها افصحت له عن مشاعرها الحقيقة و كانت صادقة معه فيما تفكر، ربت على ظهرها و قبلها على جبهتها لبعبر لها مدى اسفه لعدم قدرته على فهمها سابقا " هيا!! ساقود السيارة، ابقي انتي قرب سام "
سررت سامنثا لأنه تفهمها أخيرا، و جلست في المقعد الامامي بينما تضع سام في حضنها و خاطبها فيما حشر نفسه إلى السيارة " الا تعتقدين من الأفضل وضعه في كرسيه ؟"
" لا اعتقد هذا، سيكون أفضل ان بقي معي، لقد بدأ يهدئ ب الفعل و سيصدر ضجيجا عارما ان تخليت عنه "
كان سام سيمون يراه قلقها و الغم في عيناها تجاه الطفل، حاق به إحساسا ب الغيرة من هذا الطفل، كان يراها تعمل جاهدة للاهتمام ب الجميع فقد رآها مرات عدة تلعب مع جيمس و تلاعب سام إلى أن يغفو في حضنها أما علاقتها مع أيما فلم تكن ودية جدا، لكن على الاقل ليست عدوانية، و كان ذلك لان أيما منعزلة ب نفسها و لا ترضى مشاطرة ا اسرارها مع احد ،
وقفا في غرفة العيادة ينظران إلى الطبيب الهرم يضع السماعات على صدره، كان سام قد هدأ و يتنفس بصعوبة، لم تتمكن سامنثا من مسح دموعها و التنفس ب ارتياح و هي تراه عيناه سام تنقلب رويدا رويدا، كان مرهق من البكاء و تغيرت لون بياض عيناه الى الأحمر و خده كان مرطب من الدموع، اطمئنهم الطبيب ب انه لا شيء خطير و أنها مجرد حمية ستزول عما قريب، كما ابقاء سام في المستشفى اليلة سيكون لصالحه، بعد انصراف الطبيب نقلوا سام الى غرفة مريحة و ركبوا له كيس سيروم ، لاحظت سامنثا أنها تتكئ برأسها على صدر سيمون منذ ان وصلا إلى هنا و كفه لم يكف عن الربت على ذراعها و مداعبة خصلات شعرها، و خشيت ان تتخدر ذراعه، كما انه ليس من الإنصاف عدم الاعتذار بعد وجه كل تلك الأوصاف القاسية إليه، ذكرت كل ما هو سلبي في شخصيته و ذلك نوعا ما إذلال لرجل مثله " تنظر ايه المسن !!"
نادته عندما مشي امامها خلف الباب و التفت لها بنظرة تكاد تكون حادة " انني اسفة على ما بدر مني، لقد سببت لك الإزعاج و ...."
" لأول مرة يتجرأ شخص وصفي كما اوصفتيني "
قال بصوت عميق و القليل من الخمول قد سيطر عليه، لاحظت سامنثا ان الشمس على وشك الغروب و انتظرا كثيرا حتى نقبول سام، لابد و أنه مرهق مثلها جراء ما حدث " انني اسفة، كنت مستاءة فحسب "
" لما انتي رؤوفة هكذا ؟ لما كل هذه الحساسية تجاه هذه المواقف ؟ "
سأل و رسخ أمامها، كانت تراه للمرة الأولي في بنطال جينز اسو و قميص مائي اللون مشدود على صدره العريض، انقبضت احشائها للمرة المئة امامه و عجل قلبها الضرب ب ضلعها، هل عليها اخباره ب انها نشأت بين ايادي الخدم و تتوق للمحبة و الرحمة مثل هؤلاء الأطفال؟ لم تخبره سامنثا الحقيقة خشية ان يشفق عليها ك غيره و قالت بوجه هش " فكرت انه شيء الصحيح فقط "
" كان ب امكانك قول ذلك دون التسبب ب عجيج، كنت سأستمع اليك "
" سأتأكد ب الا اسبب الإزعاج مرة القادمة "
لم تتكهن سامنثا ب نواياه عند لمسه لوجهها ب ابهامه قال بنبرة أكثر نعومة " يعجبني حين تقومين ب ازعاجي "
أصبحت سامنثا هالكة أمام نظراته و رائحة عطره الرجولية التي ملئت منخورها أثناء ضمه إليها برقة، شيئا ما كان يحصل بينهما، شيء ما في هذا الرجل كان يكملها، لم تكن تشعر ب أنها وحيدة او تتوق لحنان و اهتمام احد، حتى الأمان بين ذراعيه كان له طعم آخر،
كان في صوته دفئ و في لمساته لذة و يغمرها ب الرحمة في عيناه رغم غضبه،
ارتابت من أمرها و ابتعدت كي لا تهيم به عشقا، ف قلبها لا يعطيها مجالا للتفكير السليم،
كانت هائمة امامه، لم تعرف كيف تفكر به، رحيم و بنفس الوقت متحجر القلب، يرسخ أمام الأعمال و المصائب، في الوقت ذاته يصهر أمام دمعة ك انصهار الجليد على النيران، ترصد شرودها أثناء جلوسها على الكرسي أمام سام و سأل فيما مد لها كوب القهوة " فيما تفكرين؟"
" اشياء عدة "
التقطت الكوب و تذوقت طعم القهوة المرة "مثل ماذا ؟"
وقفت سامنثا و اتجهت الى النافذة ف لم يتقبلها شيء سوي انعكاس صورتها في النافذة و الظلام قد احتل " افكر فيما يفعله بول الان؟ و مثي سينهض سام ؟ اشياء من هذا القبيل "
تذوق من القهوة و نظر إلى سام نظرة غامضة " تحبينه كثيرا، صحيح ؟"
أعادت حسها الفكاهي و غمزت له عندما نظر لها " تشعر ب الغيرة ؟"
ابتسم سيمون غصب عنه، كانت هناك بقعة من الحقيقة في ثوب مزاحها الأبيض " حجزت لنا طاولة في مطعم قريب من هنا، سنتعشى هناك و نعود قبل ان ينهض سام "
وسواس غريب تسلل إلى داخلها " هل انت متاكد من انه لن ينهض قبل مجيئنا؟"
اجاب بوجه يخلو من التعابير " لست متأكدا، توقعت هذا السؤال لذا نبهت الممرضة، لا تخافي! ستراقبه الممرضة ريثما نعود "
لم تجد سام سببا للاعتراض و بعد نصف ساعة من الصمت و التعب جلسا في مطعم فاخر، كان المطعم هادئ جدا و فارغ و ألوانه الدافئة ك البيج على الجدران و احمر القاتم لجميع الطاولات و المقاعد المريحة، سحب لها المقعد و كان غاية في النبل تلك اللحظة، ابتسمت سامنثا في نفسها، ف ثيابها الفاضحة و الاقراط على عظمة اذنها و في شفاها السفلية و حتى في السرة لم تتناسب مع المكان، لم تطلق سامنثا نفسها سابقا ب زيارة مثل هذه الأماكن و كان يكفيها الجلوس في البيت و الطهي بنفسها، جلست و لكنها لم تشعر ب الطمأنينة، و كيف لها فعلها و عيناه ك عيون أفهد مفترسة تعاينها؟ شكرت النادلة الصهباء ب بسمة خفيفة و ملزمة، لم تشاء ان تبدو ك بلهاء أمام نظراته المثابرة، و أعادت تركيزها إلى عيناه الزيتونية تتفحص النظرة، البسمة الملغزة حول شفاه دفعاها دفعتها الى التساؤل " ما بال هذا التأمل؟ أسحرك جمالي؟ "
للمرة الثانية ابتسم خصب عنه و قال بلهجة لبقة " كنت افكر في مدى جمال حظ الذي سيحظى بك "
قهقهت بتعب شديد و قالت بلهجة مبهجة " يا لتعاسة حظك"
" تخطتين الزواج منه ؟"
عقدت جبينها " من؟"

الهيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن