لأعمال و الاهمال

164 5 0
                                    

فصل الثامن

رفعت سامنثا جفنها وجدت  نفسها مكتنفة ب احكام بين ذراعين قويتين،  و أشعة الشمس تخترق زجاج نافذة غرفتها ب دفئه و نظرت إلى وجه بذعر شاعرة ب إرهاب من تفكيرها، فقد لو علمت الرجل الوسيم هو من يضمها إلى صدره بكل ما أوتيه من القوة بدل عن الوحش الذي حاول الاعتداء  عليها ليلة البارحة لما  انقبض  قلبها و تسارعت أنفاسها خوفا، شعورا ب الأمان أحتاجها في تلك الأثناء و هي تراقب وسادة زهرية بين الجدار و ظهره المستند عليه،  أجفانه المغمضة لا تتذبذب و انفاسه الحارقة تصل الى فمه القاسي و حافة أنفها القصير و هي تختلس النظر،  جرت صورة لما فعلته به ليلة الماضية و اهتمامه بها ظنه منه أنها نائمة،جاهل تماما أنها كانت تراقبه ب بصرها دون توقف و  ابتسمت لنفسها و  استهزأت  من تفكيرها بينما راح قلبها يرقص له،   قلقه عليها اسعدها و حركة أجفانه قبل تامل غمازتها اثارت اعجابها، عمقت غمازتها على وجنتها  و توجن له فؤادها،  بدأ أكثر رجولة ب ملامحه الصلبة و أياديه رفعاها إلى حضنه،  و مزج أنفاسه مع أنفاسها فيما راح شعرها يغطي وجه قرب وجهها و تأملاته تزينها ب ثوب الخجل،  و قال بصوت جعل رموشها تهبط من عيناه الى فمه " لا تنظري لي بهذه!! "
و اشار بعينه إلى غمازتها ف عمقتها أكثر جراء ابتسامتها التي لم تتمكن من اخفاؤها " تحبها؟"
و غمزت له تعض على شفتيها و تبللها ب لسانها و مداعبة القرط الأسود، ففطن لها انه يتعقب كل حركة من وجهها ب حدقيه المشعة ب تلألئ دافئ مشتهى التلذذ بطعم  شفاها لكنها تراجعت برأسها بخفة  تتمتع ب مطاردة شفاه لشفاها و تعيد الحركة حتى ارتفع صدره عن الوسادة و  في آخر محاولة حذق أكثر في محاولته ب تسلل يده إلى مؤخرة رأسها و ايقافها عن التراجع و قبض على شفاها بكل لهفة  و كأنه يخفي بركانا من الشهوة في أنفاسه المتسارعة و اجفلها قصدا تحت تأثير يداه المداعبة لظهرها و تسلل إلى ذراعيها، كان في آخر ذروة شهوته و لمساته التي ازدادت مع سحبه للاخاسيس عبر فمها و في الاخير طاف بها الى الجهة الأخري و تلذذ بصوت أنفاسها تحته، فوجئت سامنثا أنها تستسلم لشهوتها و لا تمانع لمسة يده على وركها حتى إلى قرب صدرها و ابعدته ب هول  في لحظة استعادة قواها العقلية و تذكرها سبب رفضها لمشاعره،  فقط لو سمحت له ب لمسها افقده حواسها تحت تأثيره و لحسن حظها استعادت تفكيرها قبل ان يسطو عليها ب جاذبية لمساته و طعم فمه التي أصبحت تتذوقه كثيرا في الآونة الأخيرة و  تبتغى المزيد، تذكرت أنها تقبله للمرة الرابعة منذ يومين و شهقت تقول بينما ترف ب رموشها الطويلة " علينا التوقف "
" التوقف عن ماذا؟"
سأل بصوت جاف و كأنه لم يعجبه فراقها من قبضته " لا تقبلني مرة أخري "
" لم تكوني معترضة "
" هذا لانني..."
قاطعها بمرور حدقيه الساخرة على جسمها الصغير و أياديها المرتجفين تحت تأثيره و قال بصوت دافئ " ارتدي ثوبا يليق ب حفلة فاخرة، و اجهزي نفسك للحفلة في الثامنة، سوف اسطحبك ب السيارة "
و قبل ان تتمكن من استيعاب كلامه سارعت إلى القول " لا أرتدي الأثواب،  كما انتي لا املك ثوبا واحدا "
" عليك فعلها،  لا تنسي اليلة في الثامنة، من المستحسن لك ان تكوني  في كامل أناقتك، ايتها الطفلة "
و التفت لها على عتبة الباب و غمز لها باسما بسمة متغطرسة جعلها في حالة ارتياب " انقلب السحر على الساحر " جرت الكلمات في ذهنها حين رؤية تقليده لغمزته،
ما الذي يجري في ذهنه؟ تساءلت و هي تنظر إلى صندوق كرتوني بلون النيلي الفاتح  على سريرها، في زهرة ذلك اليوم، و راحت تبعد الفضول في نفسها، ما ان رفعت الغطاء حتى لمح قطعة سوداء مطوية بشكل منتظم  و رفعت القطعة لتجد أمامها ثوبا اسودا من خامات الناعمة ذو كمي يغطيات ذراعيها و مفتوح الأكتاف، كان طويل من الخلف و قصير الجبهة  ذو خصر رفيع، كان القول غاية في الجمال و وقعت في غرامه و في غرام ذلك الرجل في انتظارها أمام باب السيترى تلك الأمسية و عيناه تبرق بريق مبهم، و راح يعبر حدقيه على كعبها العالي ذو زخرفة و أظافر أقدامها المطلة ب طلاء احمر يليق بلون شفاها المطفأه و رموشها الطويلة السوداء تتناسب مع ثوبها على قوامها القصير،  طرق قلبها في ضلعها و عيناه تتأهب لملاقاة عيناها قبل رمق شعرها المجتمع على مؤخرة رأسها  على شكل كعكة و خصلاته على شكل أمواج البحر تضرب غمازتها العميقة و رقبتها العارية،  لمعت عيناها منتظرة تعليق على مظهرها و قد فعل " فاتنة"
غمغم بين شفاه سائح في جمالها و اقترب سامنثا تتأمل اناقته في بلة رسمة فحمية اللون و قميصه الأخضر المائل الى اللون السماوي يعكسان لونا مشابها بلون عيناه و ربطة عنق فحمية مرتبة حول رقبته، ضغطت على حقيبة يدها شاغرة ب توتر حتى الهلاك و جسمها يضعف أمام لمسته يده الرجز أية حول خصرها و هو يفتح لها باب السيارة لتجلس، استجمعت بشاشة وجهها و بريق فضولها في عيناها متسائلة " إلى أين نحن متجهون؟"
" مباغتة "
" ما المناسبة ؟!!"
و ضرب أنفاسه ب رقبتها حين طوقه ا ب حزام الامان و تمكنت من شم رائحة عطره وضعه ما بعد الحلاقة و كان يتهيأ لها  لمس وجه لتتحقق من مدى نعومته بعد الحلاقة،  ف لمس خده بفكها و هو  يوشوش في أذنها اشعرها برغبة شديدة في فعلها "  ستعرفين حينما نصل"
جلس في سكون بينما قلبها يرفرف حماسا لمعرفة  ما يخفي هذا الرجل في جعبته،   و قاد ب السيارة  في شوارع ثانوية و  الأضواء تشع شعاع شبه لون غروب الشمس و لون وجه
البرونزي يتوهج و هو يرمقها ب نظرة  ملغزة ، اكتفت ب ابتسامة متألقة و التفتت بنظرها تحاشيا ملاقاة  حدقيهما اكثر، ركن السيارة في كراجا مفتوحا بين سيارات أخري و انتجل من السيارة، انتجلت سامنثا في دورها و مد لها ذراعه، و عندئذ  اشتبكت  ذراعها بذراعه و عمقا غمازتها، بعد السير لمسافة دقيقتين  وقف أمام حديقة كبيرة  تضيئها أضواء ملونة ك النيلي و بدرجاته و طاولات طعام  مكتسحة ب غطاء أبيض و  مزهريات زهزر حمراء و بيضاء في المنتصف و بعض الزينة الملونة تلوث لون غطاء الأبيض و بالونات  حمراء على شكل القلوب رمزا للحب، ظنت انه احتفال ب عيد الحب و لكن اليوم ليس رابعة عشرة من  الشباط " اعتقد اننا وصلنا في الوقت المناسب "
قال لها و عيناه تراقب حركات عيناها المتوترة " ماذا يجري؟"
قالت بنفاذ الصبر و سار نحو طاولة   ما في المنتصف، حينذاك لمحت شخصا جعل قلبها يرفرف، استبطأت خطواتها و وقفت بضغطها على ذراعه و فقدت لونها،  نظرت له نظرة امتنان بحدقيها المخضلتين و كان الأرض ترتج تحت أقدامها،  ابتسمت له شاعرة  ب السرور في نظرته و فرك ابهمه على ظهر يدها بكل حنان،  كانت تريد أن أشكره و تضمه في تلك اللحظة لتغير له عن امتنانها و لكنها حولت نظرها إلى الرجل العجوز الذي وقف في استقبالها و ملامحه لا تختلف عن نظرتها، فقد بول القليل من الوزن منذ آخر ملاقاة بينهم قبل ثلاثة أعوام و  خصلات بلون فضي تتخل شعره الرمادي و فمه المحيط ب التجاعيد ابتسم بحنان و عيناه السماوية تملؤها وميض حنان و دفئ توقت سامنثا  لغمر نفسها بين ذراعيه و  مناداته ب والدي لكنها تذكرت أنها لم تعد تناديه ب والدي بل بول، لقد صعب عليها الأمر ي ابعاده عنها طوال هذه الأعوام و تتذكر سامنثا أنها التقت به أربعة مرات فقط و اطول مدة بقى عندها كانت يومين،   و آخر مرة التقت به لم تمضي معه أكثر من خمسة دقائق بسبب الإرهاق و الالم في جسمها جراء هجوم متسكعون الشرس،   و ما ان اقتربت حتى وجدت رجلا عجوزا، سمر البشرة و عيناه بنيتان ليست بتلك القوة و لكن الحيوية و الحب تشعان منهم و على فمه بسمة سرور، تعرفت عليه سامنثا، لقد كان المدعى سلفاردو مانريكي الإسباني صاحب العقارات  و له مؤسسة خيرية تمد يد العون لاطفال اليتامى، و زوجته البرازيلية  تجلس قربه، تعرف عليها أيضا رغم أن ليس هناك أية رابطة بينهن، كانت حسنة المظهر رغم تقدم سنها، لها  دم برازيلي حلو و بشرة بنية تميل الى البرونزي ، كانت تتشمس كثيرا حسب معرفة سامنثا ف هي تقطن في مدينة فالنسيا  حيث تكون الشمس ساطعة معظم الأوقات كما هناك عدد كبير من الشواطئ التي تسمح لها التشمس تحت الشمس براحة،   أعادت نظرها  إلى الرجل امامها،انقبضت احشائها و سار الم غريب في معدتها مؤقتا " اوه سيد ويلسون، أهلا بك، لقد سررت ب مجيئك"
كانت لكنته الإنجليزية  غير صحيحة ب الكامل و لكن جيدة " اتأسف  على التأخير،كان البيت بعيدة جدا و استغرقت في القيادة "
برر سيمون موقفه ب نبرة رسمية و مؤدبة و قال " أتمنى لكما عيد زواج سعيد"
،  و نطق زوجته التي وجهت كلامها إلى سيمون و هي تمد له يدها بعد زوجها كان أفضل من الرجل الحنون قربها " شكرا جزيلا سيد ويلسون، الم تعرفنا على الحسناء ؟"
ابتسم سيمون حين راءه سامنثا و هي تقف امام والدها تاركة الاخرون خلفها، لم يتوقع ان تكون صلبة إلى هذا الحد و هي  تعانقه عناق ب الكاد مست اياديها اكتافه،لوهلة فكر أنها ستلقي بنفسها في حضنه و تبكي فرحا او يمكن تزيد التألق في عيناها لكن الأمر انقلب، كانت باهتة النظر و صامتة ب الكاد تنطق ب كلماتها " كيف حالك؟"
" أصبحت افضل بعد رؤيتك، لقد كنت مشتاق اليك يا صغيرتي "
اكتفت سامنثا ب الابتسامة و شعورا غريبا يشير الانقباض في قلبها، لم تكن هذه الطريقة التي أرادت أن تحييه فيها بول، بل ضمه إليها بقوة و البكاء و معاتبته على اهماله، و لكنها نسيت كل شيء في لحظة و أعادت نظرها إلى سيمون الذي ناداها " سامنثا "
عمقت سامنثا غمازتها و للحظة شعرت ان سيمون اقرب لها من والدها، ف هي رأت سيمون أكثر من بول و شاركها الحديث أكثر مما مضت عليهم مواقف زادت من علاقتهم اقوي و مناداته لها بهذه اللهجة المريحة لابد و أنه يشعر بنفس الشي "  هذه سامنثا ميلر، ابنة سيد ميلر الوحيدة "
تلفظ سيمون و نظره يتجه الى والدها الذي ابتسم "أتت من ماريليبون مؤخرا لذا لا يعرفها شخصا هنا "

الهيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن