قبلة للمرة المليون

279 7 3
                                    



فصل العاشر و( الاخير )

لم تنتظر سامنثا يوم آخر في ذلك البيت و وضبت امتعتها  في  صباح ذلك اليوم، لم يسعها النوم تلك اليلة و فكرة أنها  مارست الحب مع رجل أعمال حافل و قاس لم تفارق ذهنها، انتشر الالم في قلبها و هي تهبط السلم ب امتعتها السوداء  ، كانت تحتوي حقيبتها على شورتها و بلوزات قصيرة فاضحة، و  بعض الثياي الأخري احضرتع معها احطياطا،  كانوا الأطفال في المدرسة و كريستين ذهبت لشراء حاجيات البيت و سيد كارلوس جالس في الحديقة الخلفية و الشخص الوحيد الموجود في البيت  كان سيمون الموجود تحت الدش،   رفعت سامنثا السماعة و اتصلت ب سيارة أجرة لتسطحبها إلى بيتها، فور دخولها الى بيتها نقلت حدقيها على المنظر المرتب و استحنت إلى البيت التي قضت فيه اسبوعين،  كان منزل تملؤه البهجة و الدافئ رغم كثر الصراع و المصائب الكثيرة التي وقعت، كان مستحبا لها و ها هي تسترد الذكريات القيمة برفقتهم، بكاء  سام و شقاوة جيمس و عزلة  أيما،  و كلامها المر في بعض الأحيان،  على عكس هذا البيت الذي يبدو مستهجنا لها و يشعرها ب الكآبة و البرودة،   بلدت سامنثا و  ذرفت دمعة حارة،  سارت على السلالم بخطي بطيئة و هي تتذكر عدم مقاومتها لرغباتها أمامه، سلمت له نفسها مع أنها انها عرفت انه يعاشرها بسبب سخطه لا أكثر، و عدم إظهاره لأية مشاعر او عدم همسه لها ب كلمات الحب كان اثباتا لها،  أدارت المقبض و فتحت الباب على مصراعيه و شعور صرد و مؤلم   يندلع في اعماقها،  لما لا تفارق تلك الذكرى ذهنها؟ لما يتهيأ لها رؤية نفسها بين ذراعيه و هو يراقصها في منتصف تلك الغرفة؟ تذكرت كم كانت معجبة به،  كم كان بدق قلبها أمامه و كم كانت متيمة ب النظر إلى عيناه بتلك النظرة الحادة و هو يطوق خصرها بذراعه، كان مديد القامة الى حد ابتسمت شاعرة نفسها أنثى صغيرة و جميلة بين ايادي رجل عملاق، رجل من قصص خيالاتها، رجل قوي و وسيم و ذو نظرة استثنائية و صعب المراس يرغمها الى جعل نفسها عقدة أمامه،  ارتمت إلى سريرها   تحضن نفسها متذكرة ضعفها ليلة الماضية و لمساته على جسمها،   غمضت عيناها و  سقطت نائمة بين  أفكارها و تخيلاتها،   و الصوت الذي اوقظها كان صوت ضرب الباب بعنف شديد و صوت رجل عميق تعرفت عليه سامنثا و  خفقات قلبها تتسارع و وهج وجهها الشاحب خوفا، ماذا ستقول له الان؟ كان سؤال لم يرد عليه عقلها الا بعد ثوان من الاستيعاب و هبطت السلالم، فور قتحها الباب ببسمة مضطرة و هي تحدق فيه " ماذا دهاك ايه المسن؟   اتخطت تحطيم الباب ؟"
قالت بنبرة مرحة و هي تخفي أثر الدموع خلف الوميض في عيناها، كان مغتاظ و أنفاسه تتسارع، أما صدره فقد اشعرها ب مدى ضيقه و حين وقعت انظاره على بسمتها المشعة، فقد لو القي نظرة على القلب في صدرها، بعرف كم هو ذابل أمام تلك البسمة " عرفت انتي ساعثر عليك هنا "
قال بمرارة و سحبها من يدها دون إعطائها فرصة لفهم شيء " مهلا!! مهلا سيمون!! "
حاولت اخرر رسغها حين جرها ورائه إلى الحديقة و  توقف عن التقدم قائلا بمرارة " لما عدتي إلى هنا؟ "
خفق قلبها غير قادرة على البوح بمشاعرها " لقد انتهت الصلاحية، اتفقنا على إمضاء أسبوعان في بيتك، اتتذكر ذلك؟ "
تطلق ضحكة خبيثة " أسبوعان؟  كلا يا انستي، لايزال هناك ثلاثة أيام متبقية، كما والدك ليس موجود و طلب مني المحافظة عليك ريثما ياتي، و هذا قد يستغرق أسبوعان إضافية، لايزال الوقت مبكرا على العودة "
نظرت له  سامنثا غير متفاجئة، و تبادلا النظرات لدقيقة كاملة، لم تتمكن الغوص في أعماقه، ماذا يريد منها ؟ لما لا يداها وشانها كي تنقذ قلبها المشتهى لضمه و رؤيته في أوقات عمله، لما لا يداعها تعيش في خلوتها مع نفسها، هل يراها تفجع  أمام اتهاماته الباطلة تلك التي باح بها في وجهها بوقاحة " ام انك تريدين البقاء كي يخلو بك السيد آدامز براحة؟ هل سيزعجه البقاء معنا؟ أم أنه يريد مننا ان نضيف سرير آخر  إلى غرفتك، ان كان يريد فلست أمانع. او مهلا ثانية،  قد تريق لك فكرة مشاطرته سريرك؟ حينها لن نضطر  إلى سرير إضافي في البيت "
عمقت سامنثا غمازتها و توهجت عيناها و الالم يعتصر قلبها  جراء نبرته المهينة " كلا! شكرا جزيلا على اهتمامك الزائد و لكن اعتقد ان بيت فارغ أفضل لنا، هناك أطفال في بيتك و اتعشم إنهم سيزعجوننا عند خلوتنا، لذا رجائا يا سيد ويلسون، اترك يدي و اذهب الى عملك، اعرف انك شخص حافل و اعمالك لا تنتهي"
سخط بشدة و طوق رأسها بكلتا أياديه ناظرا إلى اعماقها المحمرة " ستاتين معي الان، في الحال!!"
" كلا! لست ذاهبة الى مكان، هذا بيتي و استطيع الاعتناء بنفسي يا سيد ويلسون، رجائا لا تتعب نفسك بعد الان، لقد انتهت مهمتك و لا داع ان تزيد الطين بلة ب هذا الإلحاح "
قالت سامنثا في وجه تحمل ما تبقي من كبريائها في أقدامها و ابتعدت عنه واضعة حجر على قلبها،   فور دخولها البيت أغلقت الباب و اجهشت بالبكاء،   لقد فعلت شيء الصحيح فلما هي مستاءة؟ لما لا يرضى قلبها ب الابتعاد ؟لما عليه ان يقسو عليها إلى هذا الحد؟ يا لشناعة هذه المشاعر، جرت الكلمات في خاطر سامنثا و لملمت نفسها تنظر إلى الرجل المبتعد عبر النافذة و خفق قلبها شوقا له، أرادت ضمه، ارادت الجري ورائه و طلب الاهتمام منه، و لكن للاسف ف الاهتمام ليس بشيء تطلبه، بل ترغب به منه، تريده ان يهتم بها و يكون أكثر حنانا تجاهها ف الخشونة تؤدي إلي النفور منه، لم تتمكن سامنثا نسيان ملامحه و غضبه و راحت تشرب أربعة  أوعية الجعة و  ترفع صوت الموسيقي لشعورها ب الخوف من الوحدة، كان الصمت مرعبا و صوت الموسيقي يملؤ المكان و يعطيها فرصة تقفز على فراشها ك المجانين و تستمتع ب حفلة توديع الحب و المشاعر الغير مرغوبة تلك، لكن ذلك لم يحصل فقد قاطعها مجددا ب اطفائه الموسيقي و اتجه لها ب قوامه، من أين دخل البيت؟ هي لم تفتح الباب البتة، سالت عند رؤيته يبتسم لها بسمة غامضة و عيناه تشعان وميض لم تفهمه،  مد لها يده و قال " اتريدين الرقص؟"
تذكرت سامنثا رفضه لها اول مرة و  رفعت رموشها لبتسابق قلبها مع أنفاسها " لست راقصة جيدة "
ابتسم عبثا و تسللت أصابعه إلى خصرها و شدها إليه مستمتعا ب بسمتها تلك و عمق غمازتها فيما تحاول إخفاء دقات قلبها و البريق في عيناها " لم اتوقع الكثير من طفلة مثلك "
أطلقت ضحكة متذكرة كلماتها و لاحظت انها ثملة جدا،  وضعت رأسها على صدره تتمايل بين ذراعيه مستمتعة ب شذى عطره،  كل حركة من أصابعه على خصلات شعرها كانت تزيدها حرارة و خفق قلبها بعاطفة شديدة. و حدث هيجانا  بين مشاعرها " لما أتيت؟ "
" أريدك أن تأتي معي "
قال بصوت واهن و ضغط على عنقها ب ذراعه مانع اياها من الابتعاد و أضاف " أريدك أن تعودي إلى البيت، سام يبكي بشدة، و جيمس لم يرضى الهبوط من أعلى الشجرة قائلا انه يريدك أن تعودي،  أما أيما ف هي لا تخرج حتى لتناول الطعام،  الأطفال بحاجة إليك، لقد وقعوا في غرامك،  لن تصدقي ان جيمس اخبرني انه يردك لأنك ستنقذينه ان غضبت منه"
لم تتمكن سامنثا من تأثير كلامه و ذرفت دمعة بينما ضحكت على كلامه " و انت؟  اشعرت إنهم محقين؟"
رفع رأسها إلى وجه و متل برأسه ليطبع قبلة على شفاها هامسا " أريدك، اريدك أن تعودي، ليس من أجلهم فقط بل من اجلي أيضا، أريدك لتصرخي في وجهي ان ارتكبت خطاء، و ان تريني غمازتك عندما تمازحينني، لقد اعتدت رؤيتها كل صباح و لا استطيع تخيل انني جئت كل هذا الطريق لأني أردت رؤيتها،
ضعفت سامنثا أمام كلامه و عيناه تحدق في عيناها بكل صدق، كان صادقا و واثق مما ينطق به و هو يبتسم بحنان،  قالت سامنثا ب براءة " اتعلم انني  حاولت جاهدا ان اخفي  شقاوتي كي لا تصبح في مكان المسكين  جيمس؟"
"" لم تكوني شقية جدا، لم اتوقع ان تتفاهمي مع الأطفال بهذا الشكل و ان يتواصلوا معك بهذه السرعة، لا يفعلون هذا في العادة "
" هذا لانني اعطيهم ما يريدون "
قبض عليها بحدة نظره " لاتم تعاملت معهم كما اردتي ان يتم معاملتك بها،  تقبلين سام بحنان دائما و تبتسمين له حتى يهدئ من روعة، تشاركين جيمس ألعابه فقط ليشعر ب اهتمامك و حبك لرؤية بهجته، كما انك تركت أيما وشانها  لأنك تعرفين أنها تحب الاحتفاظ ب أسرارها و ستأتي اليك ما ان تثق بك ب الكامل "
دق قلبها اكثر و سالت " كيف عرفت؟"
" اعرف ما تريدين يا سامنثا،  الحنان و الاهتمام، اعرف انك تريدينهم و حاولت جاهدا ان إريك جانبي الجيد،  لكنني و للاسف الشديد انصدمت ب فشل ذريع"
" أنت لم تفشل، لقد كنت رائعا "
قالت سامنثا في وجهه و همس بينما قرب فاه لتقبيلها  " عودي إلى البيت سامنثا! ارجوكي، عودي إلى البيت،  البقاء في البيت لا يطاق دونك "
تراجعت سامنثا بتوتر شديد و قلبها يخفق " اللعنة عليك، انك تتفوه  ب التفاهات مجددا،  يا رباه، عد إلى بيتك، بدأت تهذي "
قال سيمون متوسلا " ارجوكي سامنثا، لا يمكنني تركك بمفردك  في هذا البيت، إلا ترين انني  قلق عليك؟  "
تجمعت الدموع في عيناه سامنثا قائلة بغضب " لست أثق بكلامك، انك رجل أعمال مثل بول و حافل دائما، ما الذي يضمن لي انني سأكون سعيدة ب العيش معك تحت سقف واحد؟  سأتالم سيمون، ارجوك افهمني!! من المؤلم ان يهملوني أشخاص احبهم، انت أنت لا تتخيل عدد الأشياء التي أريدت ان تفعلها مع بول و معك، رغم انني غضبت و صحت في وجه الا انه لم يكلف نفسه في كلمات صغيرة أردت سماعها، كلمتين فقط يا سيمون "
اكتفى سيمون ب التحديق فيها بحزن و قد تحطم كل شيء في داخله بسبب هطول دموعها على وجنتيها، شعر ب العصا في صوتها و ذقنها  يرتعش  " عودي معي"
قالت سامنثا باكية  " أردت سماعه يقول لي عودي معي يا سامنثا،  لكنه لم يفعل "
راحت تضحك ساخرة و دنوعها ترقص على وجهها " أخبرني انه اسف و يريد مني الانتظار، يريد مني الانتظار حتى ت
ينهي أعماله"
و اخيرا تمكنت من الصياح بكلمات لم تقلها لشخص سواه "  انتظرت عشرة أعوام،  عشرة اعوام أجلس  خلف شاشة التلفاز  يائسة، عشرة أعوام اسمع عن نجاحه و لكنه لم يكلف نفسه في اخباري عن،  تألمت و افتقدته، لأنه الشخص الوحيد الذي تبقى من أسرتي، يمكن لو امي موجودة لكان  الوضع مختلف، يمكن لكانت غمرتني ب دفئها  و اخبرتني اننا عليا زيارته بعض الأحيان و يمكن الاتصال  به أو يمكن  ...... "
لم تتمكن سامنثا من  اكمال حملتها و شهقت باكية لا تعلم ما يحصل معها، ضاق صدرها و صعب عليها التنفس،  هرعت سامنثا  للبخاخ على المنضدة و قالت ب استنشاق ثلاثو رجات لتعيد لنفسها الأكسجين، و قبل ان تتمكن من الالتفاف شعرت ب خطواته خلفها و  طوق خصرها بذراعيه،خفق قلبها لصوته العميق و هو يقول "تزوجيني، تزوجيني سامنثا "
غمضت سامنثا عيناها و قلبها يخفق لعرضه، تريد أن توافق، تريد المزيد من اليالي  معه و لكن هذا لا يعني أنه يستطيع تعويضها او إعطائها ما تريد، قد يعليها و لكن فقط لانه لا يريد خسارتها ليس لأنه نتبع نابع من القلب، ارتسمت بسمة مؤلمة على وجهها و التفتت بي ذراعيه ترفع رأسها لتبحث في عيناه عما تريد رؤيته و كانت قد رأت ب الفعل، لقد رأت الحب في عيناه، بريق دافئ في عيناه و يده تداعب شعرها ثم راح يقبلها قبلة حارة و قال  " قولي نعم!!"
" اسفة "
انهمرت دموعها و قالت بصوت منخفض راح يقبلها  بحرارة و همس"
" ارجوكي سامنثا لا تفعلي هذا!  انا احبك، لقد همت بك عشقا رغما عني، لا أريد خسارتك، أريدك بجانبي، اريدك، أريدك سامنثا، اريدك أكثر من أية شيء آخر "
ارتجفت سامنثا و كادت فقدان توازنها ضعفا أمامه و صاحت عندما  أوشكت على الاستسلام " توقف سيمون !!"
و حررت نفسها من بين ذراعيه و صاحت بينما تمرر أياديها على شعرها و جسمها يرتجف أمامه " تبا لك، انني في حيرة الان،  انك  حقا شيء آخر ايه المسن اللعين "
" هل انتي موافقة؟ "
صاحت سامنثا " كلا!!"
و عندما رأت النظرة المبهمة في عيناه خفضت صوتها " سافكر في الأمر "
تنهد براحة و ارتسمت بسمة سرور على شفاه، 
بعد اشتباك النظرات لمدة قصيرة تقرب منها مجددا و قبلها بحرارة،لم تمانع سامنثا هذه المرة و أجفانها لا ترضى الرفع استمتاعا بتلك المشاعر، كان أكثر رقة هذه المرة و ظهرت مشاعر الحنان عنده،  و لم يحررها حتى الصباح،   أحبت سامنثا صوته و هو يعبر لها عن حبه و كلام ملغز بعض الشيء صحيح انه لم يكن مباشرا ب قول معاني تلك الكلمات و لكنه كان جيد في التعبير عنها ب الألغاز، ثم انه لم يتوقف عن تقبيلها و غمرها ب دفئه طوال اليل،  في الصباح نهضت تشعر ب الحماس و الحرارة، كانت أشعة  الشمس دافئة،  اغتسلت سامنثا و أرتدت ثوبا حليبيا قصيرا  قامت أيما بشرائه لها قبل  عدة أيام و ما ان سمعت صوت الباب حتى انتفضت بحماس، و جرت حافية القدمين، كانت تعلم انه سيد آدامز و عندما سأل سيمون و هو يخرج من المطبخ إجابته باسمة بحماس " انه سيد آدامز "
و تجاوزت قليلا " توقفي سامنثا!!"
صوته الجاف جعلها تثبت في مكانها و التفتت سامنثا شاعرة ب غيرته و غضبه،كان لايزال في بدلته السوداء و عندما اقتربت لتطبع قبلة على خده تراجع غضبا " بما انك أظهرتي  كل هذا الحماس من أجل سيد آدامز، فلما لا تطلبين منه تقبيلك؟ "
ضحكت سامنثا مع انه كلامه لاذع و لكنها تفهمت موقفه و قالت كي تغيظه آكثر قبل ان تفضح نفسها "بكل تأكيد "
و كادت أن تستفسر لولا محاصرته لها بين ذراعيه و تقبيله لها بعنف " لا تتجرأي على فعلها!! كما انني ساطرده الان "
" كلا!!"
صاحت سامنثا و أوشكت على الانفجار ضاحكة حين رأت ملامح سيمون و هو يراه أمامه رجل عجوز أبيض الشعر عليه بدلته رسمية سوداء، كان لدينا و قصيرا  ذو عيناه سماوية و بشرة بيضاء، تخيل سيمون رؤية شاب في الثامنة عشرة أمامه، لكن لابد و انه رجل آخر، " هل الآنسة سامنثا ميلر موجودة ؟
و سال سيمون بصوت عميق " أجل!!"
كان يعرف سامنثا و لابد انه شخص تعرفه،  سارعت سامنثا إلى ضمه و صاحت حماسا "سيد ادامز افتقدتك للغاية "
اتسعت عيناه سيمون غضبا،سيد آدامز؟  هذا الرجل البدين ؟  يا لها من عفريتة،   
   انتشل الغضب سريعا و تنهد براحة لأنه رجل عجوز و سار خلفها إلى الصالة، بدت سامنثا تحبه كثيرا و تكن له احتراما في قلبها، كما اسلوبها كان رقيق جدا و حنون مع سيد ادامز، لم تكن سامنثا مدلعة ما فكر فقد اشتقت من طبق الالم و لم تكن سهلة الانقياد فقد جعله يجري وراءها طوال الوقت، لم تكن رثة بل غاية في الذكاء، و اعجب بها سيمون أكثر حين وجدها تبتسم لسيد آدامز و تتبادل معه أطراف الحديث، و فجأة حول نظره لسيمون و تسأل " اظنك يا سيد ويلسون طلبت رقم فيلا ادريانا قبل عدة أشهر؟"
" نعم يا سيد آدامز، لقد فعلت "
وقف سيد آدامز معتذرا  " انني اتأسف جدا بشأن خطاء الخادمة، فقد اعطتك رقم الآنسة ميلر ظنت منها انه رقم الفيلا، للاسف الشديد كانت هناك بعض الأخطاء في دفتر الأرقام  يومها"
فهم سيمون اخيرا من أية له رقمها و لكن عليه أن يعبر لها عن شكره بدل امتعاضه " لا بأس سيدي، ساتاكد من الحصول على الرقم الصحيح للفيلا "
ابتسم و  انسحب سيد آدامز قائلا ب انه هناك ما عليه انهاؤه، و اخيرا بقيت بمفردهما،  كان ينظر لها وتوتر و أياديها ترتجف، يمكن ظنت انه يغضب منها لأنها خدعته  او سيصرخ في وجهها و في الاخير قرر التمثيل " لقد حييت ظني يا  سامنثا، سأذهب الان "
" توقف سيمون !!"
قالت بفزع و قالت قبل ان ترتب أفكارها " انني اسفة جدا،  انه عجوز لقد رأيته، انه رئيس الخدم و بمثابة والد لي،  للاسف لم تكن شعبية بين الشباب كما كنت بين الحسان لذا ...."
" كذبتي علي؟"
قالت دون التقاط أنفاسها مما آثار متعة المشهد " لم يكن لي حبيب سابقا،  بدي ستوديو تصوير صغير تقضي فيه معظم اوقاتي،  كنت تحاول الاعتماد على نفسي، اردت ان اجني بعض المال بعرق جبيني، لذا لم املك وقتا للرجال ، كان هناك واحد و اعجبت  به و لكنه أعجب بغيري و رأيت النتائج بنفسك، أقصد اختبار الحمل، لقد كان لحبيبته،  كما انني تخرج في اليالي كي التقط الصور و اشرب بمفردي، اقسم لك انني لا اذهب الى الحانات، ارجوك سيمون،  اعترف انني شقية، لكن الا يمكنك تحمل ذلك؟  لقد قلت انك تحبني و  تريد الزواج مني"
ابتسم سيمون بمرارة " كيف اتزوج من كاذبة ؟"
ابتسمت ب إحباط و حاولت إخفاء خيبتها " أوه، إذن ليس هناك فرصة أخري، حسنا،  سأتصل ب سيد آدامز و اغير رأيي بشأن إلغاء تذكرة السفر إلى ماريليبون، كنت قد وهبت نفسي لاعطبك موافقتي  على عرضك "
و استدارت سامنثا بينما غرقا عيناها في الدموع  و قد فوجئت به يعانقها  من الخلف و يقبل رقبتها بشهوة، كان قد ايقظها للتوه من حلم بشع و استسلمت سامنثا لقبلاته و استدارت بين أحضانه ، رأت النظرة المبهمة في عيناه و حدث بها طوفانا من المشاعر " أحبك ايتها الشقية، لازلت أحبك، كنت امازحك فقط "
ذرفت دمعة و غمرت نفسها في حضنه " مزحك ثقيل ايه المسن اللعين "
و عندما قبلها قبلة حارة اعترفت سامنثا بصوت متقطع " أحبك "
و قد خالجها شعورا ب الخجل لنطقها " دعنا نعود إلى البيت سامنثا "
" اعتقد انني بحاجة الى الكلام مع بول، سأخبره الأنباء  السارة"
قبل ظهر يدها بحنان هامسا " اوعدك  يا سامنثا، لن أعطيك فرصة للشكوي"
عمقت غمازتها و غمزت ساخرة " لا داع للشفقة سيمون، لعلك انك تفعل هذا لأنك تعتقد انني تنظر منك فعلها "
قاطعها " كلا!"
مرر قبضته على مؤخرة رأسها و عاود تقبيلها "تفعل هذا لانني أحبك، لأنني أريد ان تكوني اول من يحصل على كل اهتمامي و كل حبي يا سامنثا، لأنني أريدك سعيدة بجانبي، لأنني اشعر ب السلام معك، ظننت اني ساودع السلام ان اصطحبتك إلى بيتنا و لكنك جلبت معك السلام، جلبت معك الحنان و الحب و الدفئ  حبيبتي  "
آخر كلمة نطق بها جعلها ترتجف و غرقا عيناها في الدموع عندما قال بصوت منخفض " سافعل كل شيء يا سام كي اراه  هذه "
و وضع رأسه إصبعه الشبابي في غمازتها و عرضت ابتسامتها " أية شيء يا حبي ؟"
قبلها للمرة المليون و همس " أية شيء يا حبي "



النهاية

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 20, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الهيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن