تجاهها، و أطوي شفاه قائلا " هذا أفضل "
خرير الماء جراء أبعادها لنفسها من قبضته سطو على الموقف مؤقتا، سبحا قليلا و اعتاد جسمها على برودة المياه تماما كما قال و عندما وقفت قرب الحافة تنبعد الماء على وجهها سأل بلهجة منخفضة " متى تعلمت الطهي؟"
فوجئت سامنثا و نظرت له و هو يقف قربها يمرر أصابعه بين شعره الحريري " منذ ان كنت في العاشرة "
" عجبا! تعلمتيه من شخص ما ؟"
" تعلم بضهل منها من سيد آدامز ثم كنت اطهي وحدي معظم الأوقات، احاول تعلم الوصفات في الانترنيت أوقات فراغي، كانت مجرد هواية أحببتها "
تجهم وجه و بات أكثر عمقا في نبرته " سيد آدامز ذاك، كيف تعرفتي عليه؟ "
" منذ أول نفس اتخذته، لقد كان موجود منذ ان فتحت عيناي لاري العالم "
" صديق طفولة إذن،؟"
" نعم، يمكنك قول هذا "
" تثقين به؟"
" نعم، أكثر مما تتخيل "
" إتوافقين ان عرض عليك الزواج ؟"
انكمشت احشائها و تصلب بطنها أمام رؤس أصابعه المتغلغلة على خصرها تحت المياه و خفضت رموشها لثوان محاولة السيطرة على نفسها و تمتمت بين شفاها " ب التأكيد، ان فعل عرض علي بطريقة جميلة "
" طريقة جميلة ؟"
رفع ذقنها ب أصابعه الشبابية و حملق في عيناها، ب عيناه متألقة و بهت وجهها تحت تأثيره، لم تهيئ نفسها لمثل هذه النظرات و الجاذبية، هذا الرجل مغناطيسي يجذبها ق قطعة حديد خفيفة " لابد و انك رأيت في الافلام، الجثو على الركبة بينما تتساقط حبيبات الثلج على وجه الفتاة، و يرتجف الرجل من البرد منتظرا موافقة الفتاة، أو الجثو على الركبة تحت المطر و تبادل قبلات، أنها طريقة رأجة بين المحبين، هناك ما يدعو العشاء على ضوء الشموع، أنها طريقة جميلة لعرض الزواج على فتاة "
لم يتخيل سيمون نفسه شيء كهذا، الجثو على الركبة تحت المطر او الثلج او العشية الرومانسية تحت ضوء الشموع، لم يكن هذا شيء يفعله سيمون " ماذا لو عرض عليك بطريقة عادية؟ طريقة عادية تخلو من كل هذه الأفكار و الخيالات، إتوافقين حينها؟"
" لن أتزوج شخص مهمل لا يستطيع فعل شيء صغير كهذا "
تمتمت بين شفاها و شدها إليه بقوة جعلتها تشهق تحت تأثيره، لم تمس أقدامها الأرض و نصف جسمها قد ارتفع، ها هي تضيع نفسها بين ذراعيه و تكاد تقبيله " حتى و ان هام بك عشقا؟"
قال بصوت خافت أعاد لها الاحاسيس نفسها التي اختبرتهم قبل يومان، لما يصعب عليها مقاومته في حين أنها تريد ذلك و بشدة؟ لما تصبح تائهة أمامه و تريده بكل كيانها؟ " العشق وحده لا يكفي "
تفحصت وجه ب بصرها و رموشها تارا تعلو و تارا تنخفض، لم تتمكن من قراءة شيء سوي تلك النظرة الهائمة في عيناه " عليا الذهاب، لقد تأخر الوقت "
كان عذر غير مقنع له و سرق قبلة من شفاها ب مزيج من القوة و النعومة جعلتها تغمض عيناها لا إرادية " ماذا يهم اذن؟ ؟"
اعترفت سامنثا بين دقات قلبها " الاهتمام، و الحنان "
اجفلت تحت تأثير فمه و كادت أن تشهق و تصرخ كي تحرر نفسها من كل تلك الأحاسيس، كان يضغط عليها ب تلك الأحاسيس و يحطم كل حاجز قامت ببنائه في عقلها، خشيت أنها تستسلم دون مقاومة و تبادله القبلة لتشاطره الأحاسيس " سيمون "
همست ب اسمه و هي تحاول التقاط أنفاسها و تقاطع قبلته المثيرة للمشاعر، ثم حررت نفسها و غطست إلى القعر محاولة تجليد احساسها تحت المياه، و جلست على الحافة مبتعدة عنه، كان واقف في مكانه و نظرة غامضة تعلو وجهه، هرعت سامنثا إلى الداخل و هي تفكر في ان خطئه الوحيد انه رجل أعمال،أو لم يكن رجل أعمال لما ردعت قلبها من النبض له و لما قاومت حرارة جسمه و الأحاسيس الذي ينقله عبر قبلاته اللذيذة، و التي كانت تعبر عما في داخله من الرغبة و الأحاسيس تجاهها، هبطت السلالم و كان الجميع في انتظارها لتناول الإفطار، كما كان مترقب من المناخ ف لم يكف عن ابهارها ب جماله و لم تكف الإبتسامات على وجوه الأطفال من بعث السرور إلى قلبها مثل سطوع أشعة الشمس الدافئة و هي تخترق النافذة التي شكلت نصف جدار و باب كبير، تعمدت سامنثا عدم النظر إلى الرجل الذي كان يقراء صحيفة بين أياديه أثناء احتسائه الشاي في القدح، ليس و لأنها أرادت اكتساب اهتمامه بل و لأنها رغبت في إنقاذ قلبها من النبض في كل مرة تشاهده بها او يرميها بنظرة خلسة بمؤخرة عيناه ظنت ظنا منه أنها لا تنتبه إلى مراقبته المستمرة لتحركاتها و لا يمضت إلى كل كلمة تقولها، و التزمت الصمت كي يكف عن التسبب في ترفرف قلبها و كادت أن تتذوق من البان كيك الموجود في طبقها " هناك بيض موجود فيها "
رفعت نظرها إليه و هو يطوي الصحيفة على بعضها و كرر كلامه عندما لاحظ دهشتها " البان كيك، هناك بيض في الداخل "
إذن هو لايزال يتذكر انها تشكو من الحساسية ضد البيض " ليس الأمر ب مشكلة، ليس على كريستين إعادة طهي شيء بسببي "
و ابتسمت بسمتها المعتادة و فوجئت به يتسلل ب أصابعه إلى الطبق و سرق القطعة الموجودة فيها " انني حقا افكر، انه ليس عليك ان تعاندي دائما، هناك أوقات يكون من الأفضل الانصياع " ثم وجه كلامه إلى أيما " اخبري كريستين ان الآنسة ميلر بحاجة إلى شيء لا يحتوي على البيض "
كانت أيما في حالة ذهول و مدت سامنثا يدها إلى قطعة أخري من البان كيك الموجوين في الطبق الطويل و اذا به يسرق الطبق و يضعه قربه، لكانت تقبلت الأمر لو انه قام بذلك فقط بل و صب عليهم ما تبقي من الشاي في قدحه و هو يبادلها نظرة انتصار و سخرية في نفس الوقت، كادت سامنثا ان تنفجر غضبا و لكنها لعبت اللعبة حسب قواعدها و كبحت جماح غضبها " تنسي الأمر حبي، لن تتذوقيه مجددا "
خاطبها بنبرة جعلتها تتمني شدخ وجه ب مخابلها و سلب بسمة الاستهزاء على طرف شفاه " سأذهب للتهاتف مع سيد آدامز بينما تعد لي كريستين شيئا للإفطار "
قالت سامنثا ب تعابير مشابهة له رافضة فكرة التلذذ بطعم الانتصار وحده و كانت قد نجحت في انتزاع تلك النظرة في عيناه و استبدالها ب نظرة سخط، اعترته السخط و فقد لونه في لحظة " من فضلك احضري لي سلطة الخضار يا كريستين " و التفتت سامنثا ذاهبة إلى غرفتها، و لم تهبط السلم مجددا إلا بعد ذهابه إلى مكتبه، بعد تناول السلطة اللذيذة وقفت سامنثا و فكرت في فتح موضوع بول مع سيمون، و لكنه غاضب و عليها الانتظار ريثما يخمد النار في داخله، و تطلب ذلك منها الانتظار و مناقشته بعد تناول طعام الغداء في الحديقة، و راحت تقرع الباب منتظرة إجابته، لكنه لم يجب و أدارت المقبض، خشيت انه ذهب إلى المؤسسة و التهى ب أعماله مجددا، لكنها كانت مخطئة حينما شهدت الرجل أمامها مستلقي على الأريكة و غارق في أحلامه، و سدت الستائر كي لا يزعجه سطوع الشمس " ليس عليك فعل ذلك، لست نائما"
التفتت بشيء من الذعر و تركت ما بيدها " اوه،ظننتك نائم"
بسمة حمقاء على شفاها افضح نواياها " ماذا تريدين ؟ "
" أريد منك معروفا، اكره قولها بهذه الطريقة و لكنني بحاجة إليك "
أشار لها ب ان تجلس قربه و لكنها فضلت عدم التقرب منه كي لا يرفرف قلبها في سبيله، كما بسمته المبهمة و البريق في عيناه كانتا موضع الشك، جلست على الأريكة الأخري ، تصرف كما يقول المثل ، ان إن لم تاتي اليا يا جبل ف انا آتي اليك، حاضرها في زاوية لم تتمكن الحراك فيها او التراجع أكثر، و طوق أكتافها بين ذراعه، انقبض بطنها العاري تحت تأثير يده و وجه الذي أصبح اقرب من ان تتخيله " معروف ؟ لما لا تطلبيه من سيد آدامز؟ انني متأكد انه سيلبي لك جميع طلباتك"
" ليس هذا الطلب "
قالت بصوت شبه هامس و أنفاسها تتسارع أمام قوة نظراته و صلابة وجهه و صدره المائل تجاهها " دعنا نرى ما هو الذي لا يستطيع سيد آدامز تقديمه اليك "
كادت صفعه على وجه و لكنها تمالكت نفسها و تحملت اذلاله لها لبعض الوقت " أريد التحدث إلى بول، احتاجك لتساعدني في هذا الموضوع "
نظرة غير طبيعية قد ظهرت في عيناه " عجبا! انه والدك و تستطيعين التحدث إليه متى شئتي، ليس هناك شيء منوط بي في هذه القصة "
بلعت سامنثا رقها و همست " لم أتحدث إليه منذ شهران، و ان اتصلت به ف هو على الاغلب لن يرد علي "
" لما لا ؟"
بدأ الموضوع قد آثار اهتمامه و عيناه تزداد ضيقا " لا أستطيع اخبارك بهذا "
" إذن، انا لم اسمع شيئا "
و كاد أبعاد ذراعه قبل ان تتعجل سامنثا المسك بقبضته و شده إلى حيث كان " سأخبرك "
وضع ساقه الأيسر على الأيمن و مال بجسمه نحوها، أصبح للنبضات مذاق آخر امامه، و الكلام نبرة أخري و للانف مسار آخر، حملق بها منتظرا نطقها بكلمة و هي تنظر له و تكاد القسم ب انه على وشك ضمها من تقربه الشديد " علاقتي مع بول ليست ودية جدا، نتحدث نادرا جدا، لأن جدول أعماله حافل و ليس لديه وقت لمحادثتي "
ضرب ابهامه ب فكها بنعومة و داعب خصلات شعرها " تشعرين ب الوحدة ؟"
رأي سيمون ذلك البريق مجددا، بريق يشيئ إلى تحمل الالم خلف ابتسامة ملزمة و عيناه متلالاة ك شهب حزينة، كانت هناك فجوة في أعماقها استطاع سيمون رؤيتها منذ ان رفعت جفنها ذلك اليوم بين ذراعيه " كلا، عتدت على الأمر، لقد مضت عشرة أعوام ب الفعل "
" كنتما هكذا منذ عشرة أعوام؟ "
" نعم "
" امن سبب وجيه وراء هذا ؟"
" أعماله "
أجابت سامنثا بلهجة واثقة و عيناها الفسيحة تبادلانه النظرات، كان قريبا إلى درجة ظنت انه سيسمع دقات قلبها، وقف و انتجه إلى مكتبه ثم التقط هاتفه في حركة خاطفة و اتصل بعد الضغط على بعض الازرار، خفق قلبها توترا و هي تفكر أنها اخيرا ستحادث بول، " يا إلهي كم تشعر ب الحنين له " هتف قلبها اشتياقا و أوشكت اقدامها على عدم تحمل قواها و تقرب ت منه ببطئ " سيمون ويلسون يتحدث، هلا حولت المكالمة إلى سيد ميلر ؟"
و بهت وجه لثوان، و بغتة راودها إحساسا سلبيا لا أستطيع وصفه، هو لم يقل انه ليس موجود او مشغول لا يستطيع التحدث فلما تشعر و كأنه سيقول شيء من هذا القبيل ؟ هل ذلك لأنه مس أصابعها ب رؤس أصابعه بشيء من الشفقة ؟ هل شفق عليها أيضا مثل الآخرون؟ بهتت عيناها و فقدت لونها عند سماعها لها ب انه سيعاود الاتصال به لاحقا، تمالكت سامنثا نفسها و هيأت نفسها لسماع الأسواء، و قال ب خيبة لم تشأ سامنثا رؤيتها في عيناه " بول مشغول ب إجراء مقابلة حاليا "
قال بسرعة عند رؤية اللهيب المطفأه في عيناها " لكن هذه ليست مشكلة، سبق و حدث هذا كثيرا جدا، سأتصل به لاحقا، اوعدك بهذا يا سامنثا "
حاولت سامنثا جاهدا ان تخفي الخيبة في صوتها و حاولت إسترداد بشاشة وجهها و لكن لم تتمكن من تقديم شيء له سوي ابتسامة متألمة " كان علي تخمين ذلك، على كل حال شكرا جزيلا يا سيمون "
همهمت ب اسمه بغرابة، كان من الصعب التلفظ به طبيعيا، و طبع قبلة على ظهر يدها بمودة قائلا " لن اخلف بوعدي لك، انتظري قليلا و سافعل المستحيل للقبض عليه في تلك الزاوية "
أجبرت نفسها على الابتسامة و هي تحاول اليقين به، سيمون ليس برجل يقول فقط بل و يفعل، و كان هذا شيء وجدته سامنثا جذابا في شخصيته " لا تكن جديا هكذا، لم تطلب اطلب منك كل هذا الاكتراث "
لهث قلبها لصوته الهجس " أريد الاكتراث "
خيل لها طوق خصرها ب ذراعيها و روي عطشها ب دفئه، رفرف قلبها لنظرات المودة و الحنية في حدقيه، لكنها تمالكت نفسها و حافظت على بسمتها " أراك لاحقا "
و سارت سامنثا ب خطوات غير ثابتة نحو الباب، كان سيمون قد لاحظ خيبة الظن في عيناها، و شعر ب الضيق لأنها انصرفت خائبة الامل، بعد فقدان لمعة الشوق في عيناها. أحضرت له كريستين كوبا من القهوة، و لاحظ آثار الحروق على قدمها، قطب جبينه و سأل " الم تضعي عليه مرهما يا كريستين ؟"
كانت كريستين حسناء، لها شعر اشقر مجعد و جسم ممتلئ بعض الشيء و نقية ك اللبن، وضعت الكوب على المنضدة قربه و ضمت الصينية إلى بطنها " فعلت، لكنه بحاجة إلى القليل من الوقت ليعود كما كان،لحسن حظي كانت سام موجودة، و اهتمت بكل شيء "
" أين سامنثا ؟ خرجت؟"
" تبدو لي انفرادية يا سيد ويلسون، لم اراها برفقة احد سابقا، و تمضي معظم وقتها مع سام و تلتقط له صورا، تنظر خلفك و ستفهم قصدي يا سيدي "
التفت سيمون حيث تشير عيناه كريستين، كانت سامنثا تجري في الحديقة و سام الصغير يجري أمامها، كيف لها التصرف بهذه السعادة و الحزن كاد يتناولها قبل قليل؟ تعجب سيمون من قدرتها على إخفاء مشاعرها، و الوجوه المتعددة التي تملكها، لم يلاحظ انصراف كريستين المكتب و راح يتلذذ بطعم القهوة المرة أثناء نظره إلى الفتاة ذو شعر بني مائل إلى الذهبي تستلقي على النجيل الأخضر و أشعة الشمس تداعب جسمها، عشق سيمون غمازتها و كان ليحضر لها العالم ب اكمله ليراها تغمز له بعيناها و غمازتها تتعمق في خدها بينما تعض على شفاها السفلية كما فعلت مع كريستين في الحديقة، و تمني لو ب إمكانه رؤية توهج عيناها أثناء قيامها بهذه الحركة، كانت تتراجع برأسها الى الوراء غالبا أثناء حديثها و تجهل أنها حركة مرتجلة تلفت نظره إلى رقبتها اللامعة تحت سطوع الشمس، تذكر نفسه يقبلها و يتخيلها في صورة لا يستطيع الافصاح عنها حتى أمام نفسه، لقد قبلها في لحظة ضعف، قرر الا يقترب منها لأنها مسؤليته و عليه الحفاظ عليها كما وعد بول، لكن قلبه رغب أكثر من مجرد مسؤلية، لم يتمكن من محاربة شعوره ب الضيق عند حديثها عن سيد ادامز و لهيب غريب لفح جميع محاولاته في الابتعاد، أراد بقت انتباهها، أراد أن ينسيها ذلك الرجل ب محاصرتها بين ذراعيه،
لكنها قرأ هاربة مرة أخري، و لكن أين هربت بعد أن سلمت سام الى كريستين؟ استجمع شتات أفكاره و ترقبها ب عيناه حادة، كانت تلتقط حقيبتها ذو كتف واحد و سترة قاتمة خفيفة تغطي أكتافها العارية، و اختفي شبحها خلف الجدار، رشف سيمون من كوب القهوة الأبيض في يده، قبل ان تتيح له فرصة التفكير رن هاتفه على المنضدة، خطف نظرة نحو الاسم و اذا ب اسم كايتلين على الشاشة، سحب زر الاخضر و رد بصوته العميق " نعم كايت"
آتى صوتها على جهة الأخري "سيد ويلسون، لقد استلمت دعوة إلى حفل سبيد سيد سلفاردو مانريكي بمناسبة عيد زواجه"
ارسلي لي المكان و الزمان عبر البريد الالكتروني "
" حاضر سيد ويلسون "
و اغلق سماعة الهاتف، ذهنه التفكير في سامنثا عن سؤال كايت ان كان سيد ميلر سيحضر الحفل، و بعد التأكيد من مجيئه فكر أنها أفضل مباغتة لسامتثا، قد لا يسر بول معرفة سامنثا بوجوده في هاواي و لكنه يستقبل الأمر في نهاية المطاف، و تطلب الأمر فكرة ذكية ليوقع بها، و لكي يطبق الفكرة هو بحاجة إلى مجيئها، لكنها لم تأتي، ظل سيمون جالس في انتظارها، تجاوزت الساعة الثامنة و انتظرا نصف ساعة لكنها لم تاتي، باشر سيمون ب تناول الطعام و لكنه لم يتمكن من إنهاء ما في طبقه انزعاجا، ثم تصاعد لهيب غضبه إلى عيناه، ذهبا الأطفال إلى النوم و أصوات اصوات بكاء سام شدت جميع احتمالات المكوث في البيت لحظة واحدة، راح سيمون يبحث عنها في الحانات معتقدا أنها ذاهبة لشرب الخمر ك العادة، لكنه لم يجد لها أثر، لم يبقي مطعم و لم يزوره لكن تعبه لم يجدي نفعا، بحث في كل زاوية اعتقد انه قد يعثر عليها فيه و لكن لا طائل من محاولاته، عاد إلى البيت على امل ان يجدها لكن العتمة وحدها استقبلته، بعد لحظ دقيق لشبح سامنثا في الظلام، و هي تتبختر في سيرها و البسمة تعلو وجهها، سارع سيمون إلى فتح الباب، دخلت بعد ثواني من الانتظار و رائحة الخمر تفوح منها، استنشق سيمون الرائحة بقوة و كأنه مصاص دماء يخفي فمه في رقبتها ليمتص الدماء، اغتاظ منها سيمون إلى الهلاك، و لقد انذرها سابقا من الخروج إلى أوقات متأخرة، و تفحص عقارب الساعة التي تشير إلى الثالثة و أربعون دقيقة، ساد الصمت الاجواء، تفحصها سيمون من أحمص قدميها إلى قمة رأسها المائل و رقبتها اللامعة تحت الأضواء، كتم سيمون رغبته في صفعها، و قبل أن يتمكن من فتح فاه فاجئته ب طوق ذراعيها حول خصره، اوشك سيمون على قول ان هذه الأفعال لا تجدي نفعا معه بل تضاعف امتعاضه، لكنه كانت قد أغلقت فاه بقبلة خاطفة جعل احشائه تتقلص امامها، و زاد غضبه هامسا " ماذا تظنين نفسك فاعلة؟"
كان يزيدها طوال عدة بوصات و ب الكاد تصل إلى أكتافه، و لمح سيمون وقوفها على رؤس أقدامها و غمازتها تتعمق، غمزت له قائلة و لسانها يداعب القرط في شفاها بينما تتوهج عيناها ب بريق مبهم" نظرتك تقول انك تريدها "
و اخفت رأسها في صدره مجددا، ضغط سيمون على ذراعيها لكل ما جعبته من الغضب و حدث في عيناها هامسا بين أسنانه " ان اردت، ساحصل عليك بنفسي، هنا و الان، فهمت ايتها المدلعة؟ لست بحاجة إلى موافقة احد لفعل شيء، حتى و ان كنتي انتي من تدفعين الثمن، لن اتردد في ذلك "
بهتت نظراتها و خضلت حدقيها ب الدموع " اسلبني من نفسي!! فقد سئمت التظاهر، سئمت من نفسي المهملة، سئمت من قلب باغي يؤلمني حتى الموت، أريد أن أشعر انني مرغوبة، أريد الشعور ب انني محبوبة، سئمت الأهمال، سئمت من ابتسامات مغشوشة، سئمت التخفي وراء سعادة متصنعة "
اعتراه السخط قائلا " هذا ليس مبررا لاسلب منك شيء لا تريدين اعطائي اياه، الان ارجو منك الصعود إلى غرفتك بهدوء و عدم إثارة الضجيج، سام ب الكاد سكت قليلا "
و قبل ان تمضي قدما لحظ سيمون جرح يبدو عميق على رسغها، و على صدغها كدمة ناتجة عن العنف، اوقفها ب مسك يدها و عيناه تراقب شدخات ناتجة عن شيء مبهم لم يفهمه و على بطنها " ما هذا؟"
لاحظت نظراته الحادة على بطنها و قالت " لا شيء، مجرد جروح سطحية "
" لا أريد إعادة سؤالي "
و شد على كتفيها بقوة، ابتسمت ساخرة " كنت أستمتع في الحقول فحسب "
اغتاظ سيمون لكذبها ف الجرح على رسغها ناتجة عن شيء حاد كما الحكمة ناتجة عن ضرب شيء قاس في رأسها " من فعل بك هذا ؟"
تنهدت فاقدة الامل أمام إصراره و حررت كتفيها، متبخرة ب مشيها إلى الأريكة بعد إشعال الأضواء و انقبضت معدته لرؤية عدد الخدوش على بطنها و و قطرات دماء متناثرة على ثيابها " سامنثا انني أستمع "
قال يضجر و احتل القلق عيناه و الصرامة نبرة صوته، استدارت له في حيرة و ذعر، لم تشأ اخباره و لكنها مجبرة نوعا ما أمام الحاحه " كنت في مطعم قريب من هنا، كان المطعم صاحبا جدا و لمحت رجلا يراقبني، كنت ثملة، و لم اكترث له، ظننت انه مجرد متسكع لا يستحق الخوف منه، و لكنه ارهبني ب تعقبه لي ..."
اخذت شهيق طويل و زفرت بذعر متذكرة الموقف، شهد سيمون ارتعاش يديها و تسارع أنفاسها المذعورة، لقد كانت تمثل قبل ثواني و تظهر له انه لا شيء و ها هي تروي له رواية ب الكاد تمالك نفسه عند سماعها و دمعة تنحدر على خدها " ثم حاول الوقوف في طريقي و صرخت لكن لا جدوى، لم يكن هناك شخص لاغاثتي، ارتعبت، و تزحلق رجلي، ف سقطت من أعلى التلة، اقترب مني، كان ثملا ايضا، ثم حطمت وعاء الجعة و هددته بقتله ان ان اقترب، لكنه لم يخشاني، حينها..."
" قطعت رسغك، صحيح؟"
سأل ببرودة و سيطر عليه الغضب " خشيت أن يعتدي علي، لكنه لحسن حظي ابتعد حين رؤيته لي تفعل ذلك، لابد و أنه لم يرغب في ارتكاب جريمة قتل "
" هيا بنا إلى المستشفي "
" أريد النوم "
و راحت تستلقي على الصوفا، وصدع سيمون جراء غضبه و ضاق نفسه، لكنه لم يبح بكلمة،
و التقطت صندوق اسعافات الأولية في رف الطويل بلون رمادي، كانت مذعورة و فاقدة اللون، تمكن من سماع نبضات قلبها حين جلس قرب قرفصاء قرب رأسها و حملق في وجهها الباهت، لابد و أنها تلقت درسا بعد كل هذه الرهبة، و ان ظنت انه سيتهاون معها ك بول ف هي لا تحلم سوي احلام بعيدة المنال، طيشها و تهورها لا حدود لهما و ان كانت شخصا آخر لكان صرخ في وجه حتى الموت و مارس أساليب شديدة القساوة معه، لكنه يهنئها على جسارتها، فلابد و قطع لحمها بهذه الطريقة تطلب الكثير من الجسارة، قام ب تضميد الجرح و طهر الدماء المتناثرة على بطنها و ذراعيها، يا لها من تعيسة، فكر سيمون حين رفعها إلى صدره و صعد السلالم، أية شخص قد يفكر أنها متنعمة و تحظى بكل ما ترغب و لكنها تفاقد أكثر ما تحتاجه، اتظن انه لا يعرف مدى تعاستها خلف قناع بشوش على وجهها؟ لقد عرف ذلك منذ زمن طويل، منذ أول نظرة حظى به من عيناها الخضراوين، البريق العذب و بسمتها المتألمة لا يمكنها خداعه بها، و اعترافاتها قبل ثوان لم تكن سوي اعترافات لنفسها، وضعها سيمون على سريرها و لاحظ ضوء القمر ينير المكان دون الحاجة إلى إنارة الأضواء " لا تذهب!!"
اوقفه صوتها و هي تعانقه بحرارة، كانت ثملة و تبح بما في داخلها بصدق شديد " اذهبي إلى النوم "
فقط لو عرفت ما نتجت عن ذلك العناق من الأفكار لما تجرأت على فعلها " انني خائفة، ابقي بجانبي اليلة!! اليلة فقط!!"
لبي سيمون رغبتها و استلقي بجانبها، و أراد أبعاد نفسه عند طوقها له بذراعيها و تبادله نظرة دمثة و اظهرت غمازتها الحلوة، السيطرة على غرائزه الرجولية أمام حسناء يرف لها قلبه غاية في الصعوبة، لكن حاجتها إلى الأمان بات عائقا في طريقه، اكتفى ب مرور أصابعه على ذراعها غير راغب في تلبية رغبته فيها، كان سيفعل بكل تأكيد، كان سيفعل بها ما لم تضعه في الحسبان لو انها في كامل وعيها و لكنه كتم رغباته و تسللت يداه إلى مؤخرة رأسها عند وضعه على صدره، غمض عيناه محاولة النوم و التمتع ب القليل من الراحة بعد يوم شاق،
أنت تقرأ
الهيام
Romanceمدلعة، فكر سيمون ب الأمريكية الحسناء عندما وجدها ترقص ك المجانين في غرفة، كانت فريدة من نوعها لها نظرية مختلفة عنه و طريقة مخاطبة تحتاج إلى الأدب، و لابد أن الدها المليادير يتهاون معها كثيرا، و فضل عدم التقرب منها لانها ليست نمطه المفضل من الاناث...