عندما نزلنا من الحافلة و بينما انا أتفقّد أغراضي , قالت لي بصوت خافت
- أين تقطن ؟
قلت :
-في شارع كذا
- إتسمت و قالت أي قدَر هذا ؟ هذا قريب جدا من منزلي أنا في شارع كذا
- في الحقيقة لم أعد أتفاجأ منها بعد الآن, لكن طريقتها في الكلام و لهجتها الهادئة جعلتني أستريح و تلاشى كل ذلك التوتر الذي كان يطبِقُ على جسدي و لساني فقلت :
-إذن فالسيدات أولا
-هييه يبدو أنك تعرف بعض الحيل
- أي حيل يا مشعوذة ؟
-أنا مشعوذة حسنا! أسحب كلامي , ثم إستدارت غاضبة و بدأت تمشي بسرعة .
-إنطلقت أنا أيضا وراءها فبعد كل شيء وجهتنا تقريبا واحدة,
تباطئت هي و بسرعتي الثابتة لحقتها وسبقتها , لاكنها تسارعت مجددا ..طفولي أليس كذلك ؟ و كأني كنت مع إمرأة في الحافلة الأولى ثم فتاة في الحافلة الثانية ثم طفلة صغيرة لعوبة ...حقا غريب !!
أكملنا المسير دون أي محادثة أو كلمة حتى وصلنا إلى الشارع الذي أقطن فيه ...حاولت أن أنظر إليها و أخبرها بأن هنا غايتي فوجدت وجهها يشعُ بإبتسامة جعلتني أوشك على أن أضيع في تفاصيلها , فابتسَمتُ نتيجة ذلك رُغم سِني ففرحَت هي بشدة, لا أعلم , فقط أنه كان علي الإسراع قبل أن يحدث شيء آخر , إنطلقت فورا دون أن ألتفت ورائي إلى أن دخلت البناية ثم المنزل , ألقيت التحية على أمي و أخي الصغير الذي كان في غرفتي يحرّرُ إحدى الفيديوهات الخاصة به لينشرها على قناته في اليوتيوب , سألني فورها عن إحدى المؤثرات فقلت :
- ليس الآن, فأنا متعب , فقط أنقل ملفاتك إلى المحمول و أكمل عملك في غرفتك فأنا أريد الراحة ...
كانت ليلتها غريبة ...فكلما أغلقت عيني ٍرأيتها و رأيت الابتسامة الساحرة و كلما حاولت النوم لم أنم , فلم تكن لي رغبة في فعل أي شيء , و من عادتي عندما أصل إلى المنزل أن أكتب شيئا قد أكون دوّنت تلميحات عنه في مذكرتي في النهار أو أشعل الحاسوب و ألعب أو أصور فيديو أو أحرر آخر.. ربما أشاهد مسلسلا أو أقرأ كتاب, و خاصة في الايام الفارطة كنت أمضي الليل في الاشهار بروايتي في الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي , كل هذا و بجواري كومة من المأكولات الخفيفة للسهرة لكني نسيت أن أشتري أي شيء الليلة , و نسيت نفسي الغارقة في أحداث هذا اليوم , و نسيت أن ...و نسيت أن أسألها عن إسمها ....يتبع
أنت تقرأ
The Bus Girl // مكتملة
Romanceحقا غريب أمر تلك الفتاة , كم من مرّة أعدت كلمة غريب منذ أن إلتقيتها ؟ فتاة غريبة و شعور غريب .تصرفات غريبة , قدر غريب , و آخرتها ليلة غريبة , بضع ساعات فقط كانت كفيلة بأن تسحبني إلى عالم آخر ..هكذا إذن ! فأنا لم أخطئ حين دعوتها بالمشعوذة , فأي لعنة...