عد ليلة من التفكير قررت أن أدفن و أتجاهل عائدات ما حدث في الأمس , أولا ما إسمها ؟ ما هدفها ؟ أوليست كل هذه الأحداث سريعة كأنها فلم أو رواية خيالية و كذلك , ما كل تلك التصرفات ؟ فما أغباني ,كان علي أن أنزل من الحافلة الثانية عندما لمحتها و أنتظر التالية , أن أتجاهل وجودها كما تجاهلت وجودهن , كل هذا محاولا طمث فضولي ..فضول لم يعتريني لحواء من قبل , لا بأس سألتقي بها مجددا و عندها سأقطع أي خيط قد ربطني بها البارحة .
إنها الساعة السابعة صباح الاحد, فبعد أن ركضت لمدة 40 دقيقة في الملعب القريب من شارعنا و دخلت المنزل لاستحم , إتصل بي أصداقي ليسألوني مكاني , فنحن خططنا أن نصور فيديو كالعادة , أنا لا أركض في الصباح يوميا في العادة و لا أستيقض مبكرا و إنما فقط عندما يكون لدي عمل أو عندما أريد أن أصور, و خاصة أن اليوم لم أنم سوى ساعتين ,فحين تنام هذا القدر فإن وجهك ينتفخ و يظّل كحبة بطاطا طوال اليوم و أفضل حل لإستعاد النشاط هو حمام من العرق و حمام من الماء البارد فتتحول من بطاطا إلى إنسان من جديد هه....
تناولت فطوري و حملت ما أحتاج من كاميرا و مثبتها و ميكروفون و حقيبة ظهر بها طعام معلب و بعض الخضر التي سنشويها على النار في الغابة خرجت من المنزل الى البناية اين وجدت أصدقائي في السيارة يلوحون لي من نافذها فركبت و إنطلقنا .
إن ما نصور في العادة هي فيديوهات كوميدية تحكي عن واقع مجتمعنا و أحيانا جادة نحن فقط نسمتع بالانتاج ....نشتهي إحساس الانجاز و نحب طعم مشاهدة منتوج صنعته بيديك أنت و لو كان كتابا أو فيديو أو أي شيء حتى و إن كان ليس مفيدا للبشرية , إنما فقط كنا نريد تمضية الوقت في بلد كان الوقت فيه رخيصا .
فصحيح أني خجول بعض الشيء و أني كبير على هذه الصفة و هواياتي المتأخرة , أنا في الثالثة و العشرين من عمري كل شيء في حياتي حصل متأخرا و لا أزال أتذكر يوم تخليت عن نضوجتي في الهوايات التي قررت إحتواءها, كل هذا عندما عدت طفلا بعد أن أمضيت طفولتي راشدا , كنت في العشرين من عمري ككهل تائه دون عمل هوايته التفكير و مشاهدة ما ينتجه الآخرون , قررت أن أستسلم لسذاجتي و سخافتي و أفعل ما أريد , فبعد كل شيء أنا من يتحمّل نتائج أفعاله و ليس من قال لي أدرس و لا تهتم بأي شيء غير دراستك فعندما تنتهي ستعمل و تتزوج و تموت, رفضت تلك الفكرة متأخرا و لكن كما قيل في أغنية Change لفرقة Above Only
- لم يفت الاوان بعد
-لتغيير حياتك
-القصة لم تنته بعد
-المنتهى هو الصحيح
-كل ما يتطلبه الأمر، لمجرد أن أراك تبتسم
-أحتاج إلى بداية جديدة الآن
-أنا بحاجة لجعلها صائبة
-و تغيير حياتي .
لن ترضى حتى تسمعها بالإنجليزية طبعا لكني أتذكر جيدا كم عنت الكثير بالنسبة لي في ذلك الوقت .
فأنا الان قد تعرفت على الكثير من وقفوا معي في هذه الحياة, منذ أن قررت أن أقف مع نفسي و أرفع قدمي عن قلبي المعفس الذي سُرق مني في ظرف ليلة و ضحاها ....يتبع
أنت تقرأ
The Bus Girl // مكتملة
Romanceحقا غريب أمر تلك الفتاة , كم من مرّة أعدت كلمة غريب منذ أن إلتقيتها ؟ فتاة غريبة و شعور غريب .تصرفات غريبة , قدر غريب , و آخرتها ليلة غريبة , بضع ساعات فقط كانت كفيلة بأن تسحبني إلى عالم آخر ..هكذا إذن ! فأنا لم أخطئ حين دعوتها بالمشعوذة , فأي لعنة...