مشاعر مختلطة

88 10 0
                                    


-هل هذا رأس الذي تملكينه أم طوبة ؟ هذا ما قلته لها فإنفجرت ضاحكة هي و من حولنا وحتى أنا , بعد أن هدأنا سألتها هل أعجبك الكتاب ؟ أو بالأحرى الرواية ...رواية القلب الاسود و الابيض

بدت جدية فجأة و قالت :

-إنها تبدو رائعة كما أن فيها سحر البساطة و أحس بالحبكة و المشاعر الجياشة و الطفولية فيها ...

-أعرفت كل هذا في أٌقل من دقيقتين ؟

-في الحقيقة كنت متلهفة فقد سرقت إنباهي من الغلاف و من الصفحات الاولى .

-ماهذا هل أنت وحش أم ماذا , كم قرأت من صفحة ؟

-خمس

-*يبدو أنني لم أحس بالوقت أثناء تأملي لها , غريب , حقا غريب.. تبا كنت اوّد بيع النسخة الاخيرة لكن يبدو أن علي التخلي عن الفكرة*إن اليوم يوم حظّك سيدتي يمكنك أخذها فأنا أنهيتها منذ مدة . تقبليها كهدية إعتذار مني

حقا ؟ حقا ؟؟ شكرا شكرا !! قالتها و في وجهها لهفة أكثر مني عند الدقائق الأخيرة قبل آذان المغرب في رمضان *فيبدو أني حكمت عليها بسوء و أنا أشعر بالسوء لأني أمقت أن أحكم على الناس من مظاهرهم *

فجاة لمسني شخص من كتفي فالتفت بسرعة

-ما هذا إنه أنت ؟ هههه أفزعتني

إبتسم و إعتذر... إنه بائع التذاكر الخاص بالحافلة أعطاني تذكرتين, لها و لي .و فجأة

*تبا تبا أي ورطة هي هذه... إني بالكاد أحمل معي ما يكفيني من البقشيش للوصول الى المنزل و الآن علي أن أدفع ثمن تذكرتها هي أيضا ....خسرت الان النسخة الاخيرة و سأخ.. *

و أنا غارق في بحر التفكير أو المحيط لانها حقا ورطة ...كل هذا و أنا احول سحب المال من قلبي ههه أقصد جيبي .

تقدمت هي وأعتطته ثمن التذاكر و كان علي أن أمثل دور الذي لا يقبل و في الحقيقة ,أن تدفع ثمن تذكرتي إمراة لا أعرفها لهو ذل و لكننا ألفنا الذل في بلدنا و ألفنا قول ربي يخلف .*لكن ما هوّد من فخري هو قولها ببشاشة ؟

-إعتبرها ثمن الرواية .

لم يكن لدي خيار إلا أن أقبل العرض و أقبل الان أن لدي من البقشيش ما يكفي للوصول الى المنزل و شراء علبة عصير لإني حقا عطشان هه*

فور ذلك جلست أنا و جلست هي بجواري *مالذي تريدها يحق الجحيم . ألا تكفي كل هذه المواقف المحرجة , قلبي الصغير لا يتحمل أن أكون محط الأنظار أو أحب فلول ذلك ما..آآه تبا !!

و للتهرب من أي محادثة و تبادل أي نظرات قمت بوضع السماعات و تشغيل موسيقى ملحمية .

و محاولة تفحص الأوراق التي كرهتها فهي مجرد مسودة بحث أليقيته اليوم في الجامعة .

إستمر ذلك حتى ذلك وصلنا إلى المحطة فأنا غارس عيني في الاوراق و هي في الرواية ألتفت بشق عين ارة لأخرى لكن ,

من الممتع حقا أن تجلس أمام شخص يقٍرأ روايتك و أنت تحاول أن تتكهن برأيه .

The Bus Girl // مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن