بجانبها ثانية

50 11 0
                                    

*الحمد لله الآن يمكنني أن أتخلص منها *

إنتظرت الجميع حتى نزلوا لاتفادى الازدحام و أنزل من الحافلة دون معوّقات كل هذا متفاديا الباب الذي خرجت منه ...

فور نزولي من باب المقدمة كنت قد حددت وجهتي , العصير أولا ثم الحافلة التالية , فرقعة أصابع و عنق بينما أمشي متنهدا الى الكشك .

إبتعت العصير , فتحته و أكملت مسيري أشربه , كانت الشمس مازالت لافحة, طبعا فهذا طبيعي لاني لم أظل في الحافلة سوي 30 دقيقة تقريبا و كانت أشبه بساعات ......حقا غريب .

يبدو أن هذه حافلتي , بسم الله و السلام عليكم و تبا !! ما هذا بحق العصير !!

فتاة الحافلة جالسة في المؤخرة و يبدو أنها تريدني بجانبها حسب ما أرى كنت أتمنى أن تكون ضربة شمس سبب هلوستي لكن في أحلامك يا حبيبي .

لوّحت بيدها مبتسمة ورددت الابتسامة بنصفها ثم أشحت بنظري, و جلست في المقاعد الأمامية فورا و بسرعة خاطفة *الآن يجدر بها أن تكون فهمت الرسالة *

و أنا مستغرق أسبح في أنغام الروك مدونا بعض الأفكار في كناشي .

كلمني رجل قائلا :

يا بني هل تعذرني لاجلس مع زوجتي هنا ؟ يوجد مقعد شاغر في المؤخرة لانك على ما أظن وحيد .

*نعم الوحدة رفيقتي * قلت له :

لابأس.. مع إبتسامة تافهة لأني أدركت و أنا أبصر إلى مقاعد المؤخرة الاربعة كان المقعد الوحيد الشاغر هو بجانب فتاة الحافلة فهي كانت تضع حقيبتها على المقعد تجنباً لان يجلس معها أي من الشبان الجالسان في المقعدين يسارها . كانا يرمقانها بنظرات ثعلبيّة, للأسف حال شباب اليوم محزن و فات الأوان على التراجع .

وانا أقترب و أرمي بنظرات إشمئزاز إلى الشابين ... بدا وجهها مليئا بمقادير من الغضب و ملعقة صغيرة من السعادة ..كل هذا واضح ! لكنها إلتفتت الى النافذة كأنها تستطيع أن تحاسبني على فعلي *تسالني بالعامية لم أجد التعبير* حملت حقيبتها و جلست و قمت بالمثل في الجهة الاخرى منتشيا بالتفكير في كل شيء .

سحبت هي هاتفها و نزعت قفل الشاشة فمن خلفية للأنمي الى صورة معبرة الى مشغل الفيديوهات فتحت المقطع و بدأت تشاهد و أنا طبعا أشاهد معها أنمي دموي هييه كان ممتعا فناولتني سماعة أذن و عرفت أني أعرف هذه الاشياء من تعابيري......

لم يكن اللقاء الأول غَزِيرا بالمحادثات , لكني و إن لم ألمحها من قبل كانت دائما هناك في الحافلتين وقتما كنت عائدا إلى المنزل , لان زمن عودتي كان متزامنا مع عودتها و كانت هي تقطن أيضا في نفس مدينتي و على بعد شارعين من منزلي أين إفترقنا ذلك اليوم وفي كل يوم.

The Bus Girl // مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن