بعد أن أنهيت أشغالي في الجامعة و بعد الدوام بعت بعض النسخ و أهديت أخرى لكاتب معروف هو دكتور هناك ثم توجهت إلى مكتب صحيفة الجامعة , قرعت الباب فتحت لي آخر شخص كن أتوقع أن أجده هناك , إنها فتاة الحافلة , ويبدو أنها تعمل في المكتب , بصراحة دهشت وتبعثرت الحروف في عقلي و لم استطع صياغة جملة مفيدة , إبتسمت و عرفتُ أن إبتسامتها أصبحت نقطة ضعفي الآن للأسف , عرفت في الحال أن سأفسد الأمر إن تفوهت بأي كلمة ...
*لم أقل لها في أول لقاء أن تلك روايتي و هي أيضا لم تتفوه بكلمة تسأل عنها...بما أني أرسلت لهم مقتطفات من روايتي على صفحتهم على الفايسبوك فقبلوا أن يطالعوا الرواية و يكتبو عنها في مقال و قبلوا إجراء مقابلة معي الأسبوع القادم ...قاطعتني في تلك اللحظة قائلة :
-آسفة ذلك فأتا في الحقيقة عرفت أنك كاتبها فأنت أرسلت الرسالة و إلينا و قد سمحت لنفسي أن أزور صفحتك الخاصة و رأيت صورك هناك
-قلت بإبتسامة عريضة : لا بل إعذريني... فأنا لم أخبرك فقط لأني خفت أن أبدو كمن يفتخر بإنجاز لم ينجَز بعد ...فبعد التفكيرحتى كتابة رواية غير مفيدة للبشرية كهذه, ليس امرا يستحق أن
قاطعتني قائلة :
-لا تحتقر نفسك فصدقي إنها رائعة رغم بعض النقائص لكنها خطفت قلبي .
-قلت لها بجمود بعد أن مسحت الإبتسامة : و أنا أفكر في قولها *خطفت قلبي * بل إنك من خطفه
-أنا لا أحتقر نفسي يا آنسة و إنما ليست بالشيء بالعظيم فقد حاولت أن أكتب كتاب مفيدا لكن
لم أستطع فكتبت رواية , قد لا تفهمينني الآن لكنه فقط شعور ..
-حسنا حسنا *بشيء من الحلاوة تسيل منها وجهها البشوش *, لقد كتبت المقالة البارحة و سننشرها في الصحيفة الأسبوعية و بعد أسبوعين و أيضا سننقل المقابلة في مجلتنا الشهرية
-لا يمكنني أن أكون أكثر إمتنانا يا آنسة *في الحقيقة كيف تسرقين قلبي و أكون ممتنا *
-لا أدري فأنا ايضا ممتنة *تلك الجملة أغرقتني في معانيها و ما قصدها بها *لكني قلت :
-حسنا شكرا لك حقا علي الذهاب الآن* فقد أفقد زمام الأمور مجددا*
-مع السلامة *يبدو أن قطع الروابط معها الآن شيء صعب *
و إستدرت و غادرت إلى مقهى الجامعة أين صادفت بعض الزملاء فدردشنا قليلا , ثم ذهبت رويدا إلى المحطة في الوقت المعتاد , ركبت و إنتظرت الحافة أن تمتلئ يحين وقت الإنطلاق سحبت كتابا من محفظتي و بدأت أقرأ , بعد بضع دقائق قالت لي هل ذا المقعد محجوز؟
-لا ليس محجوزا و ثالثة أو رابعة إنها فتاة الحافلة إبتسَمتُ و إستسلمتُ للأمر مغلقا الكتاب قائلا:
- أنت مجددا ههه لم تعودي للأسف تذهلينني بعد الآن ...يتبع
أنت تقرأ
The Bus Girl // مكتملة
Romanceحقا غريب أمر تلك الفتاة , كم من مرّة أعدت كلمة غريب منذ أن إلتقيتها ؟ فتاة غريبة و شعور غريب .تصرفات غريبة , قدر غريب , و آخرتها ليلة غريبة , بضع ساعات فقط كانت كفيلة بأن تسحبني إلى عالم آخر ..هكذا إذن ! فأنا لم أخطئ حين دعوتها بالمشعوذة , فأي لعنة...