الكابينة +130+

912 203 308
                                    

بدايه النهاية

الساعة الحادية عشر وخمسة واربعون دقيقة قبل منتصف ليله رأس السنة

الساعة 00-45-11

"تسرب ضوء القمر الخافت من خلف خط الأفق البعيد أشعته النيونية الباهتة تتراقص على صفحات المياة في ليلة بهماء حالكة السواد، احتضنت الأمواج اشعة القمر المتلألئة برقة وحب، ترنحت مختالة على انغام موسيقى لحنها القمر وعزفتها مياة البحر وامواجه ،كي تغرق الدنيا والسماء بأنغام ساحرة تستقبلها القلوب الشاعرة وتحلم بها" ..

وهناك على الأرض وبجوار أمواج البحر التي لامست رمال الشاطئ في حنان عز على البشر وكأنه جوهرة نادرة الأحجار، مدفونة في جوف الرمال التي دهسها السفروت ومن معه بأقدامهم الملوثة بنار الحقد ولهيب الأنتقام، شهد عليهم قمراً أرسل اشعته، كي يُضيء  الدنيا ويفضح نوياهم الخبيثة التي سممت الحان القمر وازعجت عزف أمواج البحر.

تلفت السفروت يمينا ويسارا حتى لاح له خلو الشاطئ، اطمأن لذلك ولكنه لايعلم أن السماء تشهد، وقبل ان يفض قفل الكابينة لم ينسى هو ومن معه أن يتهامسوا ويضحكوا ضحكات مكبوتة، مستترة، مع نظرات تفوح منها رائحة الخبث والشر عيونهم ترصد الذبذبات التي يرسلها جسد  "دوتشي" خوفاً من رد فعل غير متوقع منه، وهو الذي كان فى حالة يرثى لها،

وبالرغم من صوت الرعد المزلزل والرياح العاصفة وصوت هدير المياة والأمواج تسربت إلى نفسه أنغام معزوفة القمر على اوتار مياه الأمواج ،ولكن أذنيه التقطت اشارات أخرى اقترب من باب الكابينة 130، ثم أرهف السمع مرت الهوينة، سمع صوتٍ اشبه للأنين يتسرب من داخل الكابينة المغلقة، صوت فتاة تأن وتصرخ بجنون وكأن الرعب يتلاعب بصوتها البريئ.

تقدم السفروت ببطء الشيطان، اولج المفتاح في فَمْ القفل، ثم خلعه، فتح باب الكابينة ببطء، كانت مظلمه حالكه السواد كسواد الليل فى ليلة بهماء، كحلاء.

خطى بتمهل يتحسس موطئ لقدمه وسط عتمه الظلام الحالك و مع صوت انين خافت للفتاه وصراخ مكتوم، بحث السفروت الخبيث عن شمعة، وجدها ملقاه بأهمل على  منضدة صغيرة، كانت تقف بمحاذاه الحائط.

دس يده فى جيب بنطاله وأخرج علبة ثقاب امان(كبريت) ثم اشعل الشمعة، ترنح لهيبها بشدة بفعل رياح اخترقت باب الكابينة المفتوحة، صاح مهللاً

--ادخلو جوة الكابينة... يابهايم الشمعة حاتطفى يا بقر --
استطرد قائلاً، وهو ينظر إلى عماد الدين (دوتشي):

-- إيه يادوتشي... اصحى شويه ادخل واقفل الباب عشان تشوف المفاجأة --

أنتبة عماد على صوت صديقه المنبوذ ولكنه لم يحدد نبرة الشماتة والحقد التي فاحت من ثغر السفروت.

اردف دوتشىي محذراً بلهجة صارمة:
-- اتلم ياسفروت... ماتخلنيش ازعلك انت نسيت الهدية اللي على وشك تحب وحدة تانية؟! اصبر حاقفل الكابينة_اغلق الباب واستطرد_: دا انتوا الشر بعينه يا ابالسه ربنا يخرب بيوتكم ياغجر... ما انا كنت قاعد في حالي منكم لله --

  قصّة قَصِيرة..©. الگابينة رقم 130™...بقلم: إِسْلَّامْ عبد القادر™..®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن