الفصل السادس ( لقاء من نوع آخر )

3.6K 115 0
                                    

توقفت السيارة ونزلت الينا بعد أن اختفى كلاهما داخل ذاك الممر ..

تسللت نحو البيت وخطت بخطى حذرة ذاك الممر الموحش ، وهي تنظر نحو تلك الأشواك ومازادها رعبا هو تلك الكلاب الضارية ، التي تستطيع تمزيقها في طرفة عين ، ابتلعت ريقها بخوف ، ودخلت الى البيت بحذر ، كانت غرفة جاك بعيدة عن العين ، لذا ظنت الينا أن الغرفة في الطابق العلوى ، صعدت بحذر وهي تتأمل ذاك البيت الداكن ، وصلت إلى غرفة شبه مفتوحة ، تنبعث منها موسيقى هادئة ، نظرت نحو ذلك الرجل الجالس بوقار ومغمض العينين ، كادت تغلق الباب لولا صوته الذي استوقفها قائلآ : من هناك !!
استغربت الينا وردت بصوت منخفض : لا يوجد أحد هنا ..
ضحك الجد وأردف قائلا : اقتربي يا ابنتي .
اقتربت الينا وهي تبتلع ريقها ، وجلست عند قدميه قائلة : مرحبا جدي أنا ايلينا ، آسفة للقدوم فجأة والتسلل ولكن لم أعلم أن هناك أحد .
الجد : لا عليك يا ابنتي ، هيا قولي ما الذي جاء بك إلى هنا .
بدأت الينا تقص الحكاية ، وهي تحكي له عن تعارفها مع جاك ، وتارة عن طفولتها المجنونة وعن أفعالها المشاكسة وعن تمزيقها لشعر كايل في المقهى ، وضحكات الجد تتعالى في أنحاء البيت ..

خرج جاك مودعا كايل ، على أمل لقاء قريب لإكمال المهمة ، ثم مالبث أن سمع ضحكات جده ، ظن أنه يتخيل ، منذ سنوات لم يسمع تلك الضحكات ..
اقترب رويدا من الغرفة وفتحتها ليفاجئ بالمنظر أمامه !!
كانت ايلينا تجلس عند قدمي جده وهي تطعمه بضع قطع من البسكويت وتتحدث بعفوية وضحكاتها تختلط بضحكات جده ، ابتسم لوهلة ولكن سرعان ما عاد وحشه إلى الظهور ..

جاك : ماذا تفعلين هنا ؟!!

وكأن هناك دلو ماء بارد سقط على رأسها ، وقفت ايلينا ومازالت عيناها معلقة بالأرض ، وكادت أن تعتذر ولكن أسرع جاك وأمسكها من يدها بقوة كادت أن تقتلعها ، تأوهت ايلينا بألم ونزلت دمعة ساخنة على وجنتيها ..
الجد : اتركها ياجاك ، هيا اتركها ..
جاك : ليس لك شأن بها ياجدي ، وسحبها نحو الخارج ..
ثم أردف قائلآ : أنتي فتاة غبية ، كيف تقتحمين بيتي بهذا الشكل .. !!
الينا : أنا آسفة لم أقصد ذلك .. سأغادر ..
ولكن ما ان استدارت حتى رأت بضع كلاب تتقدم نحوها ولعابها يسيل بشراهة ، فتحت ايلينا عيناها بصدمة وهي تراهن أنها آخر لحظات حياتها ..

استند جاك إلى الحائط وهو يستمتع بالمنظر ، سيترك الكلاب تنهش لحمها ولسانها السليط .. اقتربت الكلاب أكثر ، بدون وعي هربت ايلينا خلف جاك وتمسكت بظهره بقوة ودموعها تبلل قميصه بخوف بالغ ..

سرت رعشة غريبة في جسد جاك ، لم يعتقد أن هذا سيحدث ، أشار للكلاب بالتراجع ، فتراجعت فورا .. استدار جاك ولكن ايلينا مازالت متشبثة بظهره ، ثم مالبثت أن سقطت فاقدة للوعي ..

كايل : سيد جمال ، أين أضع هذه الأوراق ..
جمال : اتركها هنا وراجع تلك الملفات .
كايل : سيد جمال هل أنت متزوج ؟
جمال باستغراب : نعم ، لماذا ؟
كايل بمكر : لا شيء ، لا شيء ، فقط ظننت أن هناك شيء يربطك بالسيدة كارلا .
جمال بتوتر : لا شيء سوى العمل ، العمل فقط ..
كايل : وهل اعتدت ان تبيت خارج البيت ؟
جمال بتوتر بالغ : أحيانا اضطر للسهر كثيرا وأنام في المكتب ..
أومأ كايل بابتسامة وتابع عمله ..

فتحت ايلينا عيناها لتجد نفسها في سواد معتم ، فركت عيناها لتجد جاك مستدير الظهر وهو يبدل قميصه ، لقد كان عاري الصدر ، بعضلاته المفتولة ، ولكن ماهذه العلامات ، يبدو عليها القدم ، انها مخيفة حقآ ..!!

أغمضت عيناها بقوة تدعي النوم ، ولكن جاك اخفى ابتسامته قائلا : هيا الحقي بي ..
فتحت الينا عيناها باستسلام وقفزت عن السرير ، قائلة : ماذا فعلت بي أيها الحقير ، أنجدوني ، انه يختطفني ، النجدة ..
جاك : هل اشتقتي لكلابي ؟
الينا بخوف : لا لا ، حسنا سأغادر على الفور ..
غادرت الينا مسرعة خارج البيت ، ومازال جاك يتابع طيفها حتى اختفى ، عاد إلى جده وهو يعلم ماينتظره ..

جاك : آسف ياجدي ..
الجد : لما تفعل ذلك ، لما تستسلم لذاك الوحش بداخلك ، لم تكن بهذا الضعف !!
جاك : سأنتقم ياجدي وبعدها سأعود كما كنت ، أنا أعدك ..
الجد بألم : أتمنى ذلك بني ..

وضب جمال أغراضه وحمل حقيبته متوجهآ إلى بيته ، لم يكن يعلم أن هناك من يراقبه ، ست عيون تحيط به ، ترجل من سيارته حتى احاطه ثلاث رجال ، بل وحوش لضخامة أجسادهم ، وكاد أن يتكلم ، لكن اللكمات كانت اسرع وتم اخذه في تلك السيارة السوداء نحو الجحيم !!

وردتي البيضاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن