كايل : سيدة كارلا ، السيد جمال يريدك لأمر طارئ .
كارلا بلهفة : أين هو ؟ دعه يدخل ..
كايل : انه ليس هنا ، قال لي أن آخذك إلى مكان بعيد ، لأنه يريدك بأمر سري .
كارلا : وكيف أثق بك وأذهب معك ، هل تظنني غبية . كيف أتأكد من صدقك .؟!
كايل : لقد أعطاني السيد جمال هذه الرسالة لكي ..
فتحت كارلا الرسالة ولم تجد سوى بضع كلمات مكتوبة بخط واضح ..
ابتسم كايل بمكر قائلا : هل نذهب الآن ؟..
أومأت كارلا وأخذت حقيبتها وركبت إلى جانب كايل ..نزل جاك الى الغرفة وهو يفكر في طريقة تعذيب اليوم ، ولكن ما ان وقعت عيناه على وردته البيضاء ، حتى أسرع نحوها وضمها قائلا بخوف : ايلينا أرجوكي ، أرجوكي استيقظي ، ولكن لم ترد .. حملها مسرعا الي سريره ، سحقآ تلك الفتاة مجنونة ، ما الذي أتى بها هنا ، لم يكن ينبغى أن ترى كل شي ، لا ينبغي أن ترى جانبه المظلم ، لا ينبغي أن تكرهه ، إنه يحبها ، لقد اعترف لنفسه بحبها ، منذ اللحظة الأولى ، ولكن كيف ، كيف سيبرر كل تلك المناظر ، كيف سيبرر تلك الأدوات ، وهذا الكم من الجثث ، كيف !!!
توقفت سيارة كايل فجأة ، صرخت كارلا : أيها الغبي انتبه أمامك !!
ترجل كايل من السيارة وسحبها من شعرها بقوة لتتأوه بألم وهي تصرخ : أيها المجنون ماذا تفعل ، هيا اتركني ، أين جمال ، جماال النجدة ..
كايل : لا تصرخي أيتها العاهرة ، جمال وقع في قبضة الوحش الصغير ، ولن يفلت منه أبدا ..
ابتلعت كارلا ريقها بصدمة .. وهي تهذي : مستحيل ، كيف ، كيف !!
أوثق كايل قيدها وأغلق الغرفة باحكام وهي لا تزال تحت صدمتها ..فتحت ايلينا عيناها بصعوبة ، وما إن تذكرت تلك المناظر حتى صرخت وبكت بقوة ، اقترب جاك لاحتضانها ولكنها دفعته بقوة قائلة : ابتعد عني أيها الوحش ، ابتعد عني ..
صر جاك أسنانه بغضب ودفعها بقوة إليه محتضنا اياها رغما عنها ، وهي تبكي وتنتفض بين ذراعيه ، نزلت دمعة ساخنة من عيناه المسودتين على جبينها ، هدأت لفترة وسكنت بين ذراعيه ، أردف قائلا : ماذنب طفل في السادسة من عمره أن يدفع ثمن ديون والده من جسده الصغير ، ماذنبه أن يموت ألف مرة ويحرم من والديه ، ماذنبه أن يشهد فقأ عينا جده ، ماذنبه أن يدفن حيا ، انظري إلي ، انظري هل هذا من البشر ، لقد حولوني إلى وحش ، لقد كرهت نفسي .. انتقمت منهم ، لقد آذوني كثيرآ ، لقد قتلوا أمي ولم أرها سوى بضع مرات في حياتي ، لا تتركيني ، لقد أدخلت البياض إلى حياتي ، لقد أعدتي روحي المسلوبة إلى ، لن أتحمل تركك مرة أخرى !!
زادت شهقات ايلينا وحضنته بقوة ، لأول مرة يبكي بهذا الشكل ، بكى بكل مافي قلبه بين ذراعيها ، احتضنته كأنها أمه التي حرم منها .. أحست بآلامه .. وشاركته دموعه التي اختلطت بدموعها ، ليشكلا رباط عشق جديد ، بين الوردة البيضاء والوحش الكاسر ...كايل : جاك ، كارلا أصبحت بقبضتي ..
جاك : احضرها إلى هنا ، ريثما أنتهي من جمال .
كايل : لك هذا ..أغلق جاك الهاتف ونظر نحو ايلينا التي كانت تتابعه بقلق شديد ، امسك يداها وقبلها من رأسها قائلا : اذهبي لغرفة جدي ريثما أنتهي ..
خرجت ايلينا والقلق يعتريها ، تعلم أن ذاك الرجل يستحق هذا ، ولكن جاك لن يثنيه شيء عن فعلته ، بقيت بجانب باب غرفته ، بعد بضع دقائق ، سمعت اصوات كثيرة ، اعتدلت في وقفتها ، لتجد كايل يشد امرأة وهي تبكي بهستيرية !!كايل : فتاة القرود ، ما الذي جاء بك الى هنا !!
ايلينا : سيدة كارلا !!
كارلا : ايلينا !!
كايل : هل تعرفان بعضكما ؟!!فلاش بااك ..
كارلا : ادخل ياجمال ..
جمال : أنا آسف سيدة كارلا ، لكن انا مضطر فزوجتي في الخارج للعلاج ..
انحنت كارلا قائلة : حسنا لكن لا تدعها تعطلك عن عملك ..
ابتسم جمال وهو يحمل ابنته خارجا .بااك ..
كايل : هل هذا يعني أن ....
هرعت ايلينا للدخول بقلب وجل ، لتصدم بمنظر يدمي القلب ، جاك وهو يحمل الجثة .. جثة جمال ..
نظرت ودموعها على خديها ، لتصرخ بوجع : أبي !!وسقطت مغشيا عليها ..
أنت تقرأ
وردتي البيضاء
Mystery / Thrillerأخطاء الكبار يدفعها الصغار دائمآ .. ماذا إن تحول ذاك الصغير إلى وحش كاسر ، هل سينتقم ، أم سينسى .. وهل هناك بصيص أمل سيغير مجرى حياته .. !!