فتح جمال عيناه بصدمة اثر سقوط الماء عليه ، شهق بقوة وهو يردد .. من هناك ، من أنت !!
لم يسمع ردآ ، فجال بعينيه في أنحاء المكان ، إلى أن وقعت عيناه على جاك ..
تمعن جمال في جاك ولكنه لم يعرفه ، تمعن فيه اكثر وقد بدت ملامحه مألوفة لديه .. صرخ قائلا : جااك !! هذا مستحيل !! ولكن كيف !!
ابتسم جاك قائلا : سأخبرك كيف ..فلاش باك ...
جمال : ماذا أفعل به ؟!
المرأة : لا أعلم ، هذا المسخ ابن ذاك اللعين ينبغي أن تقتله ..
جمال : منذ متى وقلبك بهذه القسوة ..
انفجرت ضاحكة قائلة : من يتحدث عن القسوة هنا ، هيا ياجمال ينبغي أن نبدأ من جديد .. ذاك الماضي لا أريد تذكره أبدآ ..
جمال : حسنا ..أنزل جمال ذاك الطفل وهو غائب عن الوعي كالعادة ، اخفاه في حقيبة السيارة وانطلق نحو منطقة معزولة ، ركن السيارة وأخذ يحفر حفرة عميقة ووضع فيها جاك ، ثم صوب المسدس نحوه وأردف قائلا : الوداع ياصغيري ..
انطلقت رصاصة غادرة ، استقرت في صدر جاك ، وأردم جمال التراب عليه .. ثم ابتعد عن المكان ..
ما إن خطى بسيارته بعيدآ عن المكان ، حتى سارع أحدهم إلى فتح الحفرة واخراج جاك منها ، قام بحمله بصعوبة وأخذه نحو حصانه الصغير ، أركبه عليه وانطلق به نحو المشفى ..
بااك ..
جمال : من ، من الذي فعل ذلك .؟
جاك : إنه صديقي كايل ، فتحت عيناي بالمشفى ووجدته أمامي ، أخبرني كل شي وأخبرته بكامل قصتي وتعاهدنا على الأخذ بالثأر ، ولذا نحن هنا معا يا سيد جمال ..
فتح جمال عيناه من الصدمة قائلا : أتقصد أن كايل هو نفسه كايل بالشركة وهو ...
أومأ جاك بابتسامة ماكرة ، وتناول السوط المعلق على الحائط وشمر عن ساعديه ..
جمال بخوف : ماذا تريد أن تفعل ؟!
جاك : الآن سترى ..
وانطلقت صرخات جمال مدوية بالمكان بأسره ..كارلا : أين جمال ؟!
كايل : لا أعلم ياسيدتي ، تركني البارحة وقال انه سيذهب للبيت ..
كارلا : اللعنة ، اللعنة ..
كايل : ماذا هناك ؟!
كارلا بتوتر : هناك صفقة مهمة ، حسنا لا بأس انصرف انت ..
أومأ كايل موافقآ ، وبعد أن أغلق الباب ، همس لنفسه : أراهن أن تلك السيدة لها علاقة بالأمر ، وسنكتشف ذلك ..استلقت ايلينا على سريرها ، وهي تفكر بماحدث ، اووه سحقا انه وحش لعين منحرف ، تحسست شفتيها وهي تبتسم ، وقلبها ينبض بقوة ، ترى ماذا يحدث ، وكيف اقتحم حياتها ، ثم غطت في نوم عميق ..
في صباح اليوم التالي ، ذهبت ايلينا إلى بيت جاك لتطمئن على الجد ، سمعت بضع أصوات تخرج من غرفة جاك ، أصوات أقرب إلى أنين ، استغربت الأمر .. اقتربت أكثر ودخلت الغرفة بهدوء ، جالت بعيناها بالغرفة ولم تجد أحد ، ولكنها وجدت الخزانة مزاحة وهناك ضوء خافت ينبعث منها ، نزلت بحذر وقلبها يكاد أن يتوقف ، سحقا ايلينا ، سيقتلك فضولك يوما ما ..
كارلا تدور في الغرفة وهي تلعن حظها .. اللعنة أين أنت ياجمال ، ماذا أفعل ، ينبغي أن أختفي هذه الفترة حتى أتأكد من هدوء الوضع ، عزمت الأمر وحزمت حقائبها ..
مسكينة تظن أنها ستهرب ، كيف ستهرب وتلك العينان تراقبانها في كل مكان ..نزلت ايلينا حتى وصلت الى تلك الغرفة المشؤومة .. وقعت على الأرض من هول المنظر ، كان هناك رجل معلق بالسقف ، الدماء تتناثر في كل مكان ، وتغطي وجهه الجروح والتشوهات ، لدرجة أنها أخفت ملامحه بقسوة ، ثيابه ممزقة وجسده مليء بالكدمات ، جالت بنظرها في تلك الغرفة ، جميع أدوات التعذيب الوحشية ، والدماء في كل مكان ، ماهذه الحفرة ، نظرت نحوها لتجد العديد من الجثث المتراكمة ، لم تكمل جولتها لأنها فقدت الوعي ..
جاك : ماذا تقول ياكايل ، ربما ليس لها علاقة بي .
كايل : لا ياجاك أنا متأكد أن لها يد في حياتك ، حدسي لا يخطئ ..
جاك : حسنا مؤقتا لا تدعها تسافر ريثما انتهي من جمال ..
كايل : حسنا ، كما تريد ..أغلق جاك الهاتف ووضعه جانبا ونظر نحو الوردة البيضاء ، برائتها ، جمالها ، نقائها يذكره بتلك الفتاة ، فتاة نقية كالأطفال ، فعلآ هي وردته البيضاء ، عزم على قطفها ما إن ينهي انتقامه ، سيعيش معها ، وحدها القادرة على اعادة البياض إلى حياته السوداء ، ابتسم بحب وقرر أخذ جولة جديدة من التعذيب مع جمال ..
أنت تقرأ
وردتي البيضاء
Misterio / Suspensoأخطاء الكبار يدفعها الصغار دائمآ .. ماذا إن تحول ذاك الصغير إلى وحش كاسر ، هل سينتقم ، أم سينسى .. وهل هناك بصيص أمل سيغير مجرى حياته .. !!