كانت هذه الكلمات كالكابوس ، سقطت على رأسه .. ماذا يحدث ، يبدو أنها تمزح معه ، صرخ قائلا : ايلينا حبيبتي ، تمزحين أليس كذلك ..
نظرت نحوه بحيرة بالغة ، مما أعطاه اجابة صريحة بأنها فعلا لا تتذكره !!!
بعد مرور عام كامل ..
كانت ايلينا تلعب مع قطتها بين الزهور البيضاء ، ببطنها الممتليء ، وجاك يتأملها من بعيد ، ابتسم ابتسامة عفوية وهو يتذكر كلام جده قبل سنة ...
فلاش بااك ..
كان جاك يبكي بين يدي جده ، انها وردته البيضاء ، كيف تنساه ، كيف سيعيش بدونها ، ولكن جده مسح دموعه قائلا : حفيدي جاك ، إن الله يحبك لأنها فقدت ذاكرتها ، هل تخبرني كيف كنت ستتعايش معها وانت قاتل اباها ، كيف ستنظر في عيناها ، لقد منحك الله فرصة ذهبية ، استغلها جيدا وابقى مع وردتك البيضاء ، عش حياة جديدة نظيفة واطلب الرحمة من الله ، تزوجها وعش لأجلها ولأجلك فقط ..
بااك ..
كانت كلمات جده كالثلج الذي أطفأ ناره المشتعلة ، وبالفعل مسح دموعه وبدأ من جديد ، أدار شركة كارلا من جديد بمساعدة يده اليمنى كايل ،وصديقتها ايما ، أصبحت أحواله بخير وهو يزورها كل يوم في بيتها ، يخبرها أنه يحبها ، قاسي الكثير لأجلها ، وبعد وفاة جده تزوجها وبنى لها منزل بسيط بناءا على رغبتها ، محاط بحديقة كبيرة من الزهور البيضاء ، أحبها وهي أحبته من جديد ، والآن تحمل في أحشائها ثمرة حبهما ، طفلة ستمحو كل السواد في القلوب ليحل محلها البياض الناصع والمشاعر النقية ..
نزعه من شلال افكاره ، رنات هاتفها ، وبالطبع من غير فتاة القهوة سيتصل بها ..
دخل جاك لاحضار الحلوى التي تحبها وردته البيضاء ..
ايلينا : ماذا تريدين يا ايما ؟
ايما : إلى متى ستمثلين أنكي فاقدة للذاكرة ؟!
ايلينا : أنا فقدت ذاكرة الماضي السوداء ، لا أريد تذكر شيء ، لقد عاقبته بما فيه الكفاية ، والآن نعيش بسرور وهناء ، بنينا ذكريات جديدة على رماد حريق الماضي ، والآن تنبت في أحشائي زهرتي الصغيرة ..
ايما باستسلام : حسنا حبيبتي ..كايل بصوت مرتفع : أين الملفات يافتاة القهوة ، تعالي الى مكتبي بسرعة ..
ضحكت ايلينا وهي تسمع ايما تلعنه بأبشع الألفاظ وذهبت مسرعة ..أغلقت ايلينا هاتفها ووضعت يدها على بطنها ، لا تنكر أن والدها يستحق ، وجاك ايضا تعذب كثيرا ، تحبه جدا ، وقد غفرت له منذ زمن ..
أحاطها جاك بذراعيه قائلا : وردتي البيضاء ، بماذا تفكر ؟!
ابتسمت ايلينا ووضعت يداها على يديه قائلة : ماذا سنسمي صغيرتنا ؟!
جاك : فتاة القرود ..ركلته ايلينا بقدمها ، فضحك بشدة وقبلها من كتفها متمنيا دوام نعمته الوحيدة .. وردته البيضاء ..
😊 تمت بحمد الله 😊
أنت تقرأ
وردتي البيضاء
Mystery / Thrillerأخطاء الكبار يدفعها الصغار دائمآ .. ماذا إن تحول ذاك الصغير إلى وحش كاسر ، هل سينتقم ، أم سينسى .. وهل هناك بصيص أمل سيغير مجرى حياته .. !!