أوثق كايل رباط كارلا ، وجلس جاك أمامها وعيناه محمرتان من الغضب ..
جاك بصوت مميت : تحدثي هيا ..
كارلا : لا شيء أتفوه به سوى أنك مسخ مختل وأنا أكرهك بشدة .
لطمها جاك على وجهها بقوة مما أدى إلى نزيف شفتيها ..
ثم اقترب من كايل قائلا : اخرج وابقى إلى جانب ايلينا في المشفى ريثما أنتهي ..
أومأ كايل موافقا .. وانسحب خارجا ..جاك : لقد اخبرني جمال أنك كنت إلى جانبه دومآ ، ولكنه لم يخبرني كامل الحقيقة ، ومن تكونين ، ولماذا ، ماذا فعلت لكي ؟!
لم ترد كارلا بشيء ، بل زادت نظراتها له كرهآ وازدرائآ ، أمسك جاك المسدس قائلا : لا يهمني ماذا فعلتي ، المهم انك احدى اسباب عذابي وستلحقين بجمال ..
صوب فوهة المسدس على رأسها و كاد أن يطلق الرصاصة لولا صوت جده الذي صدح بالمكان ..جااك ، اياك أن تقتلها ، إنها والدتك .. !!
فتح جاك عيناه على وسعهما ، هل حقا والدته ، والدة من ، هههه يبدو انه قد كبر واضاع عقله ، ماهذا الهراء ، والدتي ماتت منذ زمن ، اخرجه من شروده صوتها قائلا : أنت مسخ لعين ، أتيت إلى هذه الدنيا بغير حق ، والدك كان عدوي اللدود ، قاسيت معه أشد أنواع العذاب ، أحببته كثيرا ولكنه كان يشك بي دوما ، كان يضربني باستمرار وعندما حملت بك ، حبسني وربطني بالسرير ، كنت أتمنى النوم ولا أجده ، كان يضربني بشدة وهو يشرب كؤوس النبيذ ، وكأنني لعبته الخاصة ، كان يحضر العاهرات ليضاجعهن أمامي ، كرهت نفسي وكرهتك لأنك تحمل جيناته ، ولكن منذ دخول جمال إلى القصر ، قررت الانتقام ، جمال أحبني بشدة وأنا استغليت هذا الحب لصالحي ، كان كالخاتم في يدي ، حررني من قبضة أباك ،ثم أوقعنا بوالدك في لحظة سكر شديد ، قتلته بيداي ودفنه جمال ، وعندما أحضرتك إلى هذه الدنيا حاولت قتلك ، ولكنك وحش وتفلت كل مرة .. حتى اقترح عليا جمال تسليمك إلى اعداء زوجي ، وفعلا بعناك لهم مقابل النقود ، كانو وحوشا اغبياء ، يعطون المال مقابل تعذيبك ..
ثم نظرت نحو الجد بكره بالغ وأكملت قائلة : ولكن جدك كان بالمرصاد ، لذلك قررنا فقأ عيناه ليبتعد عنا ، وفعلا ابعدناه عنا ، وعندما أحسست أنني سأكشف ، قررت القيام بدور الضحية ، لأن الضعيفة المنكسرة يجب أن تموت وتحل مكانها كارلا ، اخذني جمال لمكان بعيد بعد ان قتل احدى الخادمات ، واكتمل المشهد والجميع صدق ذلك ، عدا ذاك العجوز الغبي ، إنه أذكى مما ظننت ، ولكن لا خوف منه ، لأنه يحبك كثيرآ .. جمعنا النقود وبنينا الشركة وغيرت اسمي وأصبحت السيدة كارلا ، سيدة الأعمال الأولى ..كانت دموع جاك تنزل كالشلال ، سحقا هل لديها قلب !! هل هي أم ، هل تركت طفلها بلا ذنب منه بين براثن الوحوش ، إن كان هناك وحش فهي ذاك الوحش ، ويجب أن تموت ..
صوب جاك المسدس ، وأغمض عينيه بألم ، ليطلق رصاصة وتستقر بين عيناها وتتطاير دمائها العفنة في كل مكان ..
أخذ جاك جده وانطلق به إلى المشفى للاطمئنان على ايلينا ..
كانت ايلينا مغمضة العينين ، لا تزال فاقدة للوعي ، أمها بجانبها تبكي ولا تدري ماذا حصل ، دخل جاك وكأن ظلام الدنيا بعينيه ، كيف سينظر في عيون حبيبته بعد أن قتل أباها ، كيف سيبرر كل شيء ، قلبه فاض بالآلام ، لم يعد بحاجة شيء سواها ، وردته البيضاء ، التي نبتت من فرع أسود مظلم ..
خرج الطبيب واغلق الباب ، ثم نظر نحوهم قائلا : أريد ولي أمرها ..
جاك : أنا خطيبها ، ماذا هناك .؟
الطبيب : تفضل إلى غرفتي لو سمحت ..بعد جلوسهما معا ..
الطبيب : أخشى أن الانسة ايلينا تعاني من انهيار عصبي حاد ، اثر صدمة مهولة تعرضت لها ..
صر جاك اسنانه والألم يعتصر قلبه ، ليكمل الطبيب قائلا : لا أحد يعلم متى ستستيقظ ، لقد اعطينها دواء مفيد ونأمل أن تتحسن قريبا ..
خرج جاك والألم يعتصر قلبه ، هو السبب في كل شي ، لقد ذبلت وردته البيضاء ، لقد عرفت مدى وحشيته ، ولكنه وعدها أن يعود ، وعدها أن يترك كل شيء ، كان يجب أن يأخذ انتقامه ، جلس بجوارها وأمسك يداها : حبيبتي هيا استيقظي ، أرجوكي ياوردتي البيضاء ، احتاجك بجانبي ، ارجوكي ..
توالت الأيام وهي على نفس الحال .. جاك بجانبها كل يوم وكل ليلة على أمل أن تستيقظ ..
وبعد مرور شهران ..
كان جاك نائما بجانب ايلينا ويده لازالت ممسكة بيدها .. أحس بحركة بجانبه ، نظر نحوها وقد بدأ انبعاث العسل من عيناها .. صرخ بقوة ودموع الفرح في عيناه : حبيبتي ، لقد استيقظتي اخيرا ، انظري الي ، انا آسف ياوردتي البيضاء ..
فتحت الينا عيناها وهي تنظر نحوه .. فتحت شفتاها لتنطق ، ومازالت عيناه متعلقة بها ..ايلينا : من أنت ؟!!
أنت تقرأ
وردتي البيضاء
Mystère / Thrillerأخطاء الكبار يدفعها الصغار دائمآ .. ماذا إن تحول ذاك الصغير إلى وحش كاسر ، هل سينتقم ، أم سينسى .. وهل هناك بصيص أمل سيغير مجرى حياته .. !!