الفصل الثالث عشر

17.1K 747 47
                                    

أسبوعين ؟!

ماذا ؟
حتما يمزح..

نظرت ندى  إلى  حسام الذى بادلها النظرات  مدهوشا  ..

فهو أيضا لم يتوقع ما قيل  .

قال ببطء :" ماذا ؟"

كرر صهره :" جئت لتحديد موعد الزفاف .. وأرى  بعد أسبوعين مناسب للغاية ".

قالت :" بالطبع أنت تمزح يا أبى .."

قال الأب بجدية أكبر : " لا ..لست بمازحا ".

نظرت إلى حسام فى استنجاد صامت .

فاعترض موجها كلامه إلى الأب :" لكن ياعمى ".

لاحظ الأب النظرات المتبادلة بينهما ؛فقاطعه : " لكن ماذا؟  شقتك جاهزة ولا تحتاج إلى  أى  تجديد أو اضافة   ...ولديك عمل ناجح ..ولست فى  حاجه إلى  تكوين نفسك  أو ترتيب أمورك ".

اعترض حسام : " ولكن تمت خطبتنا من شهرين فقط ".

قاطعه الأب : " و؟..أنتما تعرفان بعضكما من حوالى سنتين وهى  فترة  كبيرة ...ولستما بحاجه إلى  المزيد من التعارف ..و أنت تعلم أنى  لا أحب أن تطول الخطبة ".

عاد ألى الإعتراض محاولا إقناع الأب :" ولكن ياعمى ..أنت فاجأتنا ..ولسنا مستعدين ".

ظهر الغضب فى ملامح والدها بينما يهتف :"لستما مستعدان!! يبدو أنك لا تريد هذه الزيجة ".

نفى حسام بسرعة :" لا لا ..بالعكس ".

قال الأب بتصميم : "  إما أن يتم الزفاف  بعد اسبوعين  من الآن ...أو نأتى  بالمأذون لننهى  ذلك الإرتباط ..لقد تركتها تقضي ليلتها هنا لكونى متأكد أنك تريدها ".

قال حسام مؤكدا : " أنا فعلا كذلك ".

أكد الأب بشكل صارم :" إذن قم بالترتيبات اللازمة ".

ثم التفت إلى  يوسف الصامت ليأمره بصرامة  :" ساعد زوج أختك فى  الترتيبات للزفاف ..وراعى  كونه مريضا  ".


****

كان بداخله شعوران متضادان ..فالأول هو فرح لأنه سيتزوجها أخيرا ..

فهو يعلم أنه لو انتظر أن تحدد هى  موعد زواجهما فأنهما لن يتزوجا قط ..

والشعور الأخر قلق ..

قلق من نظرتها له ...من أن تتزوجه دون رغبتها .. دون إقتناع كامل منها به ..

كما  شعر أنه خذلها عندما استنجدت به أن يقنع والدها بالتأجيل  .

ثم هو يخشي  إن عاند والدها فى التأجيل أن ينهى  الأب كل شيء ..كما أنه ربما  لو نجح فى  إقناع الأب ؛ لظل كما هو  إلى  ما لا نهاية ..مجرد خطيب ..

ربما لو تزوجها  ...

لو عاشت بمنزله ..
لو حدث تقارب ..
لأحبته ..

الطريق الى  قلبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن