الفصل الخامس عشر

16.9K 716 107
                                    

كانت تضبط المنبه لإيقاظها طوال الأيام التالية فهى لم يعجبها أن يشيح بوجهه عنها بينما هى تبتسم له برضا ..

فكانت تستيقظ وتستعد قبل أن يصحو ..بل وتعد الإفطار ..

كان الوضع يبدو كشريكى سكن أكثر من كونهما متزوجان..

وعجبها ذلك ..
فهو شريك مريح ..

لا يضيره عملها أو يكلفها بمسئوليات بحكم كونها أنثى ..ولا يتردد أن يعد الطعام إذا كان متفرغا..

********

زفر حانقا بينما ينظر الى الروزنامة ، فلقد مر شهران على زواجهما ..

أو على امتداد خطوبتهما..

وفجأه تحول من خطيب إلى أخ ..

أخ ترتدي أمامه ملابس البيت بلا تكلف وتكشف شعرها ..

تتحدث معه بتلقائية وتتقبل مزاحه...

ولم يعد حتى ذلك الخطيب الذى كانت تخجل منه ..

شعر باليأس ..

فقد آمل أن تتحول الخطوبه إلى زواج ولكن حدث العكس ..

ولا يرضيه ما حدث .

فهو لا يتحرك فى علاقته بها ..

بل أحيانا يتحول إلى صديقة ..

فهى تسأله عن رأيه فى الملابس والألوان ..

بل ومستحضرات التجميل وأى الألوان تليق بها و أيها لا تليق !!

وما زاد الطين بله هى الأسئلة .

الأسئلة السخيفة التى بدأت تظهر على السطح بعد مرور أكثر من شهرين على زواجهما ..

أسئلة ك :" ألن نسمع خبرا سعيدا قريبا ؟؟"
الناس تتميز بالفضول..
يعلم ذلك .

إن لم تتزوج يسألونك :"ألن نفرح بك ؟"

وإذا تعللت أنك لا تجد الفتاة الصالحة تبرعوا وبحثوا معك عن زوجة ..

وإذا تزوجت يسألوك :"ألن نسمع خبرا سعيدا قريبا ".

وإذا أخبرتهم أنك تترك هذا الأمر لله ..بحثوا لك عن طبيب فربما هناك علة..

لا يعرف أهى نقمة أم نعمة ؟!

فضول أم مساعدة؟

ولكن فى حالته هذه تزيد من ضيقه .

فها هو تحول من خطيبها إلى أن أصبح ك أخيها يوسف .ِ

ترى هل تسأل يوسف عن لون حمرة الشفاه المناسب لبشرتها!!

لا يضيره أن تسأله..

ولا أزعجه سؤالها ولكن ما أزعجه أنه أصبح أمرا معتادا..شريكا فى السكن ..

وفيما يبدو ..لن يترقي عن هذا المنصب أبدا لا بمعجزة. 

و زمن المعجزات انتهى ..

ربما لو كانت علاقتهما طبيعيه لرحب بأن يكون الصديق والأخ..وكل شئ لها .

الطريق الى  قلبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن