5--
ألقت الصابون من يدها وركضت خارجة من المخزن ..
انطلقت الى ابنتها في غرفة المعيشة حملتها وعادت مسرعة الى المطبخ والذعر ظاهر عليها ..دخولها بهذه الصورة آثار خوف زهراء فأمسكت بها وسألتها بقلق :
-- سيدتي ما ذا بك ؟؟ تبدين مذعورة؟؟.
أجابت وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها ونظرها متوجه إلى الممر المؤدي إلى المخزن ..
-- سمعت شيئا في المخزن كأنه صوت تنفس إنسان...هناك شخص مختبئ فيه..
بدا جليا أن الخوف إنتقل الى زهراء أيضا..
-- ماذا؟؟ هل أنتي متأكدة؟؟.
نعم متأكدة لقد كان واضحا جدا..-
--- ماذا نفعل اﻵن ..علينا أن نوقض سيدي ..
--نعم هو كذلك سأذهب ﻷوقضه..
-- لا إنتظري أرجوكي لا تتركيني وحدي..
تسحبت أمنية حاملة ابنتها إلى غرفة النوم وخلفها زهراء..دخلت أمنية بينما بقيت زهراء عند الباب ووجهها مصوب نحو الصالة ...استيقض ياسر وبعد أن استجمع كامل وعيه واستمع من أمنية أدخل الجميع إلى الغرفة واتجه بحذر نحو المخزن وماهي إللا دقائق عاد بعدها ضاحكا ليطمئنهن بأنه لم يجد شيئا ،، لكن القلق لايزال باديا على وجه أمنية احتضنها ياسر وهو يقول :
-- يبدو أن اﻷميرات الحسناوات دائما جبانات ..هل يعقل أن مجرد إضاءة معطلة تفعل بك كل هذا ؟ .
ثم التفت إلى زهراء وقال :
-- لو سمحتي أحضري كأس من عصير الليمون بالنعناع لأميرتي الجبانة حتى يهدأ روعها ..
وكزته أمنية على صدره بدلال وقالت بغضب مصطنع :
-- لاتقل جبانة..
ضحك ثم حمل الصغيرة فرح ..طبع قبلة على جبينها وقال مداعبا لها :
-- وماذا عن اﻷميرة فرح هل تريدين عصير الليمون مثل ماما أم شراب الشكلاتة بالحليب ..
ردت فرح بسعادة :
-- شراب الشكلاتة وآيسكريم الشكلاتة وحلوى الشكلاتة. .
ضحك ياسر من كل قلبه ضحكات عالية واضحك الجميع..6--
بعد يومين ..أمنية في زيارة لأهلها مع زهراء وفرح.
الجميع يجلسون في الصالة ومعهم والد امنية وأختها سحر يتسامرون ويضحكون ..أما والدتها وأخوها فراس فقد انسحبا إلى غرفته ﻷنه أراد أن يسر ﻷمه بأمر ما..
-- عيب يا ولدي هذا لايصح أبداً.
-- لماذا؟ ؟ ﻻ أرى في اﻷمر بأساً. .أمنية أختي ولاضير في أن ألجأ إليها وقت حاجتي..
-- هذا صحيح ولكن المال الذي بين يديها هو مال زوجها وليس مالها الخاص..ثم أخبرني ..ماحاجتك انت للمال؟ أنت لاتزال طالبا وليس لديك إلتزامات مالية ووالدك هو الذى يصرف عليك؟!!.
-- أمي..أنا اﻵن شاب ، لم أعد ولدا صغيرا واحتياجاتي تختلف عن احتياجات طفل..
-- أرجوك ..لاتحرجني ..انتهى النقاش .
-- حسنا يا أمي لاتغضبي وانسي الموضوع. .أعدك بان لا أعاود الحديث فيه مرة أخرى ..المهم ان لا تغضبي مني.
وقبل رأسها ويدها متبسما..
بادلته بابتسامة رضى وهي تقول :
رضي الله عنك ياولدي..
ثم عادا الى الصالة ليشاركا الجميع تسامرهم..
سحر:-- هل ستنامين عندنا الليلة؟.
أمنية :-نعم .
الوالدة :- لماذا ؟ اين ياسر؟.
أمنية :-- إنه في رحلة الى الشاطئ مع بعض اصدقائه وسيبيتون في فيلا ﻷحدهم مطلة على البحر..
سحر :-- وااااو ..فيلا مطلة على البحر ياللروعة..
أمنية :-- نعم ..لقد أراني ياسر صورا لها ..انها في قمة الروعة والجمال خصوصاً وقت الشروق والغروب شيئ يشبه الحلم.
فراس :-- ياسلااام ..هذه هي الحياة. .
نظر الوالد الى فراس بامتعاض وقال :
-- " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا"..صدق الله العظيم .الله هو مقسم الارزاق ولن يأخذ كل شخص اللا ما قد قسمه الله له..
هز فراس رأسه بالموافقة ..
أحست أمنية أن هناك شيئ ما ...وفي وقت لاحق بعد أن خلد والداها للنوم ولم يبقى سواها هي وأخويها سألت فراس بصوت اقرب الى الهمس:-
-- ما الامر يا فراس هل هناك ما يضايقك ؟
-- تنهد وقال بشيئ من التذمر:
-- لا شيئ ..لاشيئ مهم..
هياا..اخبرني مابك؟؟.
-- والداي ..انهما لايسمحان لي بمجرد التفكير بغير طريقتهما ..اشعر أحيانا أنهما يحصيان علي كلماتي ..لا أكاد اتفوه بكلمة حتى أجد نفسي تحت النقد والمساءلة..
-- لا بأس يا أخي ..إنهما والدان وما يفعلانه هو بدافع القلق عليك ..
ثم نظرت اليه نظرة مشاكسة وأكملت ممازحة:
-- خصوصا أنك اﻵن في مرحلة المراهقة. .يامراهق..
هز رأسه وقال متجاوبا مع دعابتها:
نعم..نعم..هذا على اساس أنك في الستين من عمرك ياجدة..
نظرت إليه بتعالي وقالت:
-- لاتنسى انني اﻵن زوجة وأم مع مرتبة الشرف..أنا اﻵن "الليدي أمنية ".
-- حسنا يا ليدي أمنية..لاتجعليني أذكرك بأيام الكنس والمسح وتنظيف الصحون في المطبخ. .
غطت وجهها بإحدى يديها متظاهرة بالإحراج ثم قالت :
-- فراس حبيبي ..اقسم بالله إني أحبك هل تريد كأسا من الشاي..
رفع حاجبا وأخفض اﻵخر وقال بنبرة المنتصر:
-- نعم هكذا. .
ثم ضحك الإثنان ..
كل هذا وسحر تنظر اليهم نظرة المتضجرة ثم تدخلت فجأة بقولها:
-- اللهم لك الحمد ولك الشكر. .يبدو أنني الشخص الوحيد العاقل في هذا المكان..
سكت اﻹثنان ثم نظرا إليها سويا نظرة من دون اي تعبير..
فأكملت وهي تلوح لهم بيدها :
-- هيا هيا ...هيا إلى النوم..السهر مضر بالصغار..
التفت الإثنان الى بعضهما وقال فراس لأمنية :-- أنا اكتفها وأنتي تكتمين أنفاسها..في صباح اليوم التالي بعد اﻹفطار تستعد أمنية مع ابنتها وزهراء للعودة الى المنزل وبعد أن سلمت على والديها..
الوالدة:-- لماذا لاتبقين للغداء..
أمنية :-- أفضل أن أكون في البيت حين يعود ياسر من رحلته..
الوالد :-- حسنا تفعلين يا ابنتي..
الوالدة :-- حسنا كما تشائين ..
تظهر سحر فجأة وهي ترتدي عباءتها ..
الوالد باستغراب :-- إلى أين؟!! .
سحر تبتسم ابتسامة عريضة :
-- سأذهي مع فراس ﻷوصل أمنية..
الوالد: -- هكذا دون استئذان؟!!
ضحكت اﻷم وقالت وهي تنظر اليه :
-- لابأس دعها تذهب معهم..
قال الوالد باستسلام :
-- حسنا إذهبي.
قفزت سحر بسعاده وهي خارجة مع أختها وأخيها ..
أنت تقرأ
حكاية أمنية..
ChickLitقصة فتاة قد تشبه اي فتاة منا قد تكوني انتي يامن تقرئين.. قصة ملئية بالمشاعر المتضاربة لكنها سلسة كسلاسةانفراط العقد من بين اصابعنا..