13--
وأنقضت أيام العزاء وبعد أسبوع تقريباً جاء أحمد ومحمد إلى بيت والد أمنية وطلبا رؤيتها ، ذهب فراس ليناديها وعاد معها يسندها في مشيها ..
كانت جميلة رغم الحزن والوهن ..لقد بدت كالملاك بثوبها السكري الواسع الطويل ذو اﻷكمام الطويلة وغطاء الرأس السكري أيضاً ..المطرزان تطريزا ناعما وخفيف بلون أغمق بدرجة عن لونهما..
بمجرد أن وقعت عيناهما عليها قاما وتقدما إليها يسلمان ويعزيان رغم تقاسمهما نفس الأم معها..جلس كل في مكانه ثم ساد الصمت للحظات تحدث بعدها محمد ..
:-- في الحقيقة ياأم فرح لقد جئنا لنراكي ونطمئن عليكي..إن ما حدث هو فاجعة لنا جميعا ولكنه قضاء الله وقدره ويجب علينا أن نسلم بقضائه ونقبل بقدره قال جل من قائل: (( ماأصاب من مصيبة إللا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله بكل شيئ عليم)) .
إن الله هو أرحم الراحمين وسيعيننا جميعا على تخطي هذا الحزن وهذا اﻷلم ..سنتجاوزه جميعا بحول الله. .
الوالد :-- ونعم بالله. .
اقترب محمد من أمنية ومد لها يده بملف فيه بعض اﻷوراق..
محمد :-- هذه أوراق ملكية منزل والدي..
رفعت أمنية رأسها ونظرت إليه باستغراب..
محمد :-- لقد قررت أنا وأخي أنا نتنازل لك عن ملكية البيت فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لنعبر عن شكرنا وتقديرنا لكل ماقدمته لوالدنا من رعاية واهتمام ومحبة ..إننا نشهد بأنك كنتي له نعم الزوجة.. لقد راينا بأعيننا كيف عاد بريق السعادة يلمع في عينيه من جديد منذ أن تزوجك فلم نجد أفضل من أن نهديكي البيت الذي ملأته انتي بالسكينة والحياة ..
امتلأت عيناها بالدموع وغطت وجهها بيديها وقالت وهي تبكي ..
:-- أنتم لاتعلمون شيئا..ياسر هو من أعاد لي الحياة ..لقد أعطاني أكثر بكثيير مما تتخيلون ..خسارتي فيه كبيرة لاشيئ يمكن ان يعوضني عنه..لاشيئ..
وضع والدها يده على ظهرها وقال:
-- لاتقولي هذا يابنتي..أين إيمانك بالله ..أين يقينك..رددي دائما وفي كل وقت "ربي أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها"..
بدا على وجهي أحمد ومحمد التأثر الشديد ..لقد كانا يغالبان دموعهما ..فرغم محاولتهما التماسك والتظاهر بالقوة إﻻ أن الطفلين الصغيرين الذين بداخلهما لايزالان يبكيان منذ تلقيهما نبأ الفاجعة ..لقد أصبحا يتيمين ..لقد رحل والدهما ..حصن الامان والحنان الذي كان يحوطهما من كل جانب وفي كل وقت..رغم أنهما بلغا مبلغ الرجال بل وأصبحا أبوين إلا أن مجرد الاحساس بانه موجود يحيى ويتنفس يشعرهما بالامان ..لقد فقدا برحيله جزءا من روحهما ..لقد شاخا فجأة واصبح للحياة طعما مرا...
كل هذه المشاعر هاجت في داخلهما فذهبت بهما بعيدا عن الزمان وعن المكان ..فلم يعرفا متى خرجا من بيت والد أمنية ولاكيف نزلا السلالم .. كيف ركبا سيارتهما ..كيف أبصرا طريقهما.. كل منهما دخل بيته غارقا في حزنه حتى انهما لم يسمعا نداء أطفالهما ولم يلحظا أشفاق زوجتيهما..كل منهما أغلق على نفسه باب غرفته وذهب في نوبه بكاء طويلة أخرج فيها كل الحزن الذي كان يكابده..بكيا حتى أجهدا ثم استسلما للنوم العمييق..
أنت تقرأ
حكاية أمنية..
ChickLitقصة فتاة قد تشبه اي فتاة منا قد تكوني انتي يامن تقرئين.. قصة ملئية بالمشاعر المتضاربة لكنها سلسة كسلاسةانفراط العقد من بين اصابعنا..