الرحيل .

35 3 0
                                    

12--
كان الوالد لايزال حانقا على فراس لذلك لم يتقبل منه إقتراحاته التي بادر بها واصر أن يبدءا البحث من منزل ياسر وأمنية..
أكد لهما أحد الجيران أنه رآى ياسر يدخل منزله البارحة .طرقا الباب فلم يجب لكن الغريب أن والد أمنية حينما أمسك بالمقبض وجد ان الباب مفتوح.دخلا الى البيت وكانت اﻷنوار مضاءة نادى على ياسر مرارا ولم يسمعا إجابة فقررا أن يغادرا ولكن حينما أوشكا على الخروج لمح الوالد باب المكتب مفتوحا ..شيئ ما جعله يتوجه اليه ..ناداه فراس كي يخرجا للبحث في مكان آخر فلو كان موجودا لأجاب نداءهما لكن الوالد أصر على أن يدخلا المكتب وفعلا دخلا ..ويال هول ما وجدا..فقد وجدا المكان في حالة فوضى عارمة وكأن معركة دارت فيه..ووجدا ياسر ملقى على الارض ملابسه ممزقة وعلى وجهه ويديه بعض الكدمات كما لو أنه تعارك مع أحد..اصفر وجه والد أمنية وشفتيه واحتقن وجه فراس ..اسرعا اليه مذعورين وحاولا ايقاضه من دون فائدة ..نادياه باسمه..صرخا ..لكنه لم يفق ..تحسس الوالد نبضه..استشعر انفاسه ..لكن لاشيئ..كان فراس يحدق تارة بوالده كطفل صغير تعلق كل أمله بأبيه..وتارة يحدق بزوج اخته على أمل أن يفتح عينيه في أي لحظة ..ولكن ..لاشيئ..
توقف الوالد عن محاولاته اليائسة ولكن فراس لايزال يحدق به ..ينتظر أن ينطق يكلمة .. رفع الوالد رأسه ونظر الى فراس والدموع تملأ وجهه..فراس هاله المنظر لكنه أصبح كالمشلول الأخرس..
الوالد :-- إنه ميت ..

كانت أمنية تنتظر عودة والدها وفراس على أحر من الجمر تدور في البيت من مكان لآخر وقلبها يكاد أن يتوقف من شدة القلق ..تتصل عليهما فلا يردان فيزداد قلقها فتعود لتتصل على زوجها ..
حاولت والدتها وأختها تهدءتها لكن دون جدوى...بقيت هكذا إلى جاء المساء ..وفتح باب المنزل وتوجهت القلوب قبل اﻷنظار إليه ..دخل والدها وهو مطأطئ الرأس ثقيل الخطى أما فراس فبقي في الخارج ملتصقا بالحائط قرب الباب لم يقوى على الدخول.
ركضت أمنية نحو والدها ..
:-- أبي أخبرني أين ياسر..
لم يرفع رأسه وظل صامتا لم يعرف ماذا يقول ..
-- أبي أين ياسر؟!!
هل حدث له شيئ..
لايزال صامتا يتهرب من أن تلتقي عيناه بعيني ابنته..
هزته أمنية :-- أبي ..رد علي ..أنت تقتلني هكذا ..
هنا لم يتمالك والدها نفسه فأجهش بالبكاء والكل في ذهول..
الوالد :--لقد مات زوجك يابنتي ..
جحظت عيناها وترنحت في مكانها ..
اسرعت أمها وأختها إليها يمسكانها فسقطت بين أيديهما وهي تصيح ..
:--لاااا..لاا..أنت تكذب علي ..لا ..ياسر لن يتركني هو يعلم أنني لا استطيع ان أعيش بدونه..لن يترنكي وسبيقى معي دائما ..
فراس أجهش بالبكاء لكنه ﻻيزال ﻻيقوى على الدخول ورؤية أخته على هذه الحالة ..فجلس مكانه يبكي بحرقة..
لم يمر على العائلة يوم أصعب من ذلك اليوم أمنية دخلت في حالة هستيرية فأحضروا لها الطبيب وأعطاها أبره مهدئة وأخبرهم بأنها أصيبت بانهيار عصبي من جراء الصدمة وظلت على حالها ثلاثة أيام إلى أن عاد إليها وعيها وحاولت أن تتماسك..
وقع خبر مقتل ياسر على ولديه كصاعقة هزت كيانهما وبالطبع أصابهما ماأصابهما من الحزن والفاجعة وتلك قصة أخرى ﻻمجال لسردها ..

حكاية أمنية..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن