10--
وقفت أمنية مذعورة والتفتت خلفها لتجد شخصا ملثما ومتشحا بالسواد. صرخت وتراجعت الى الخلف فتعرقلت بطرف السجاد ووقعت واصطدم رأسها بحافة الطاولة وغابت عن الوعي لتستفيق بعدها وتجد نفسها في المستشفى ورأسها ملفوف بالشاش وحولها والديها وزوجها.
فتحت عينيها بصعوبة فقد كانت تشعر بصداع شديد وأول من وقعت عينها عليه هي والدتها. .
أمنية :-- أمي. ؟!
الوالدة :-- الحمدلله على سلامتك يابنتي.
أمنية :-- ماذا حدث؟؟
وفجأة عادت الى ذهنها صورة اللص الذي ظهر لها فجأة من وسط الظلام ففزعت وصرخت :--اللص. .اللص. أين ياسر. .
امسكتها أمها من جهة وياسر من الأخرى.
ياسر :-- أنا هنا ﻻتخافي نحن الان في المستشفى. .
احتضنته أمنية وهي تبكي وتصيح بشكل هستيري بكلمات غير مترابطة. اسرع والدها ونادى الممرضة التي بدورها استدعت الطبيب فماكان منه اللا أن أعطاها إبرة مهدئة.
هدأت أمنية واستسلمت للنوم.
الوالدة :--الحمدلله لقد نامت.
ياسر:-- هذا جيد. الان استطيع الذهاب..
الوالد:-- الى أين؟
:-- سأذهب لأبلغ الشرطة. .
:-- دعني أذهب معك. .
:-- لا ..ابقى انت هنا فقد تحتاج اليك خالتي او امنية.
:--حسنا كما تحب كان الله في عونك..
:-- استودعكم الله.
:--في أمان الله يابني..
الوالدة:-- في أمان الله يابني حماك الله.
ألقى نظرة أخيرة على أمنية ثم انصرف.
وبعد ساعات أذن الطبيب لأمنية بالمغادرة ..وفي منزل والدها كانت زهراء وسحر والصغيرة فرح ينتظرن على احر من الجمر ..تأثرت سحر كثيرا بما حدث لأختها فلازمتها وحرصت على راحتها ..أما فراس فقد عاد الى البيت متأخرا. .كان في غاية الارهاق بدا على ملامحه أنه قضى يوما متعبا .فقد كان وجهه محتقنا وعيناه حمراوان ..
وضع حقيبة كتبه عن كتفه ولم يكد يلقي التحية حتى بادره والده الذي كان ينتظره في الصالة هو ووالدته والشرر يتطاير من عينيه من شدة الغضب .
:-- أخيراً تذكرت أن لك بيتا وأهلا أيها الصعلوك..ألم يعد لديك أي إحترام لوالديك .حتى أنك لم تكلف نفسك عناء الرد على اتصالاتنا أيها الولد العاق..
صمت فراس وفي عينيه خليط.من الدهشة والغضب المكبوت لكنه حاول ان يبرر موقفه لوالده فقال
:-- لقد أخبرت والدتي أنني سأقضي اليوم في منزل أحد أصدقائي نستذكر دروسنا قبل أﻹمتحان أما الهاتف فقد نسيته على وضع الصامت ..هذا كل مافي الامر..لاشيئ يستحق كل هذة الثورة وهذا الغضب. .
إزداد غضب والده فصرخ في وجهه وهو يتقدم اليه كما لو كان ينوي ضربه..
:-- ولاتزال لديك الجرأه لترد علي ياعديم الاحساس. .انت تجعلني في كل يوم أتحسر على انني أنجبت ولدا مثلك ليس لديه ادنى شعور بالمسؤولية..
هذه الكلمات كانت الإبرة التي فجرت البالون ..فقد ثار فراس بطريقة جنونية ..لم يشاهد بمثل هذه الحالة من انفلات الأعصاب من قبل حتى في اصعب مواقفه مع والده..فقد رمى بالهاتف بقوة على الحائط فتناثر قطعا على اﻷرض وهو يصرخ
:-- لقد قلت لك اين كنت وأنني نسيت الهاتف على الصامت بالخطأ... الا تسمع..الاتتعب ابدا ..الا تمل من تكرار نفس الأسلوب ونفس الكلمات كل مرة ..الى متى ستظل تعاملني بهذه الطريقة متى ستفهم انني إنسان ..إنسان من لحم ودم ..إنسان مثلك تماما لي مشاعري وكرامتي ..كرامتي التي تتعمد أن تهينها وتهدرها كل يوم ..إن كنت لاتمل ولاتتعب فقد مللت أنا وتعبت .. تعبت من تسلطك وقسوتك..صدقني أنا الذي أتحسر كل يوم على حياتي معك..إنني في كل ليلة أضع فيها رأسي على وسادتي أتمنى أن أنام ولا أستيقظ بعدها حتى أرتاح من هذه الحياه البائسة..
صراخ فراس أفزع أمنية وسحر فخرجتا من غرفتيهما مسرعتين وتسمرتا عند بابها في ذهول مما تريانه وتسمعانه ..لقد قال فراس كلمات تفهمها أمنية جيدا وتفهم ما وراءها من ألم.. تفهم الضغط الذي لم يطيقه فدفعه الى الإنفجار بهذه الطريقه التي جعلت والده يقف ساكنا في مكانه وقد الجمته الصدمة ..قال فراس كلماته وامتلأت عيناه بالدموع التي حاول أن يخفيها بإسراعه إلى غرفته..أغلق الباب وجلس على طرف سريره وبكى من أعماقه بحرارة..
أما والده فبعد أن أفاق من صدمته حاول أن يبدو متماسكا أمام زوجته وبناته ثم مشى إلى غرفته بخطوات ثقيلة ..أرادت زوجته أن تلحق به ولكنه أشار إليها بيده أن لاتفعل ودخل وأغلق الباب هو الآخر ..
أنت تقرأ
حكاية أمنية..
ChickLitقصة فتاة قد تشبه اي فتاة منا قد تكوني انتي يامن تقرئين.. قصة ملئية بالمشاعر المتضاربة لكنها سلسة كسلاسةانفراط العقد من بين اصابعنا..