15-- دخل الجميع الى البيت واغلقوا الباب ..ومحمود ايضا اغلق بابه ثم اتكأ بظهره على الحائط المجاور له وظل سارحا بفكره للحظات قبل أن يعود الى غرفته..
استيقضت أمنية لتتفاجأ بما حدث ..ثارت ثائرتها وطالبت بالرجوع الى بيتها لكن هذه المرة لم يستجيب احد لمطلبها ظلت طويلا تترجاهم وتستعطفهم أن يعيدوها ولكن دون فائدة .لقد تعاملوا معها بحزم وعطف في نفس الوقت وبعد أن يئست من والديها التجأت لأخويها ولم يكن الرد مختلفا ..إللا ان سحر بقيت معها تحاول تهدئتها وتطييبب خاطرها حتى هدأت أو هكذا توهموا ..
ظلت أمنية هادئة طوال اليوم الامر الذي منح عائلتها شيئا من الارتياح ..ولما حان وقت النوم توجه الجميع الى غرفهم بعد أن اطمأنوا أن أمنية في سريرها وقد أغمضت عينيها كالاطفال ..ولكن بعد ساعة أو ساعتين فتحت عينيها وقامت من سريرها بهدوء شديد وبعد أن تأكدت ان سحر تغط في نوم عميق ارتدت عباءتها بعجلة وتسحبت خارجة من البيت دون ان يشعر بها أحد ..
شيئ ما يناديها يدفعها دفعا الى ان تعود الى بيتها ..شيئ ما سيطر على عقلها وإرادتها..إنه صوت ياسر الذي لايزال يهمس لها "أمنية اين انتي لقد تأخرتي علي كثيرا"..
--- ترى هل فقدت صديقتنا عقلها ؟؟..هل أصابها الجنون؟؟..
وماذا بعد يا أمنية ..إن الوقت ليل وانتي وحدك تسيرين في الطرقات..إنك لم تفعلي هذا في حياتك من قبل..
لم تكن أمنية على طبيعتها ..كانت تسير كالمسحورة ..كما لو أن شيئا أو شخصا يقودها ويوجهها ..
ترى هل أصابها مس؟؟..هل خسرت وعيها الى الابد.؟؟..
تمشي مشيا سريعا متواصلا أقرب الى الجري لم تتوقف لاي سبب ..ولم تابه لشيئ ولا حتى للمارة من حولها بنظراتهم الفضولية الغريبة ولا لأبواق سيارت أساء أصحابها الظن فيها ..
واستمرت هكذا حتى وجدت نفسها ..تقف في صالة بيتها وقد ألقت عنها غطاء رأسها ووجها معا..
لا تعرف لماذا جاءت ..وماذا تريد ..وماذا ستفعل ..كل ما تعرفه ان كل ذرة في كينها دعتها للمجيئ..تلفتت حولها كمن ينتظر شيئا أو يبحث عن شيئ ..
دخلت الى المكتب ربما لأنه آخر مكان تواجد فيه ياسر قبل أن يفارق الحياة ..اقتربت من رسمه الذي على الارض ولم تكد يدها تلمسه حتى سمعت صوت شخص يتحدث الى آخر ويقتربا من المكتب ..
غريزة الإختباء جعلتها تندس لاشعوريا مابين الاريكة والشجرة الصناعية الكبيرة ..دخل شخصان الى المكتب استطاعت من مكانها ان تراهما من حيث لا يريانها ..تبينت ملامح الأول ..إنه أخوها فراس ..لابد أنه جاء باحثا عنها ..وماهي اللا بضع ثوان حتى دخل الآخر ..وقف وظهره إليها فلم تستطع ان ترى وجهه ..
فراس:-- لقد بحثت كثيرا في كل مكان ولكنني لا أزال متأكدا أنها في هذه الغرفة ..
الشخص الغامض:-- أما أنا فقد يئست..أظن أنها في مكان آخر ..
سكت قليلا ثم أكمل :-- إذا اردت أن تواصل البحث فافعل ذلك وحدك أما أنا فقد اكتفيت سأنسحب..
احتد فراس وقال بغضب ..
:-- ماذا تقول؟؟ تنسحب؟؟ أبعد كل ما فعلته تريد أن أنسحب ؟؟ لقد جعلتني أقتل زوج أختي بسببك واﻵن تريد أن تنسحب؟؟!!
جحظت عينا أمنية وغطت فمها بكلتها يديها لتحبس صوتها المذعور...
استدار الشخص الغامض ليجلس على الكرسي المواجه لأمنية فتمكنت من التعرف عليه فكانت صاعقة أخرى..انه محمود!!..
محمود بتأثر :-- لم أكن أتوقع أن تصل الأمور الى هذا الحد..
أنت تقرأ
حكاية أمنية..
Chick-Litقصة فتاة قد تشبه اي فتاة منا قد تكوني انتي يامن تقرئين.. قصة ملئية بالمشاعر المتضاربة لكنها سلسة كسلاسةانفراط العقد من بين اصابعنا..