CHAPTER 1

621 25 7
                                    

في ذلكَ المنزل الكبير الذي يبدو كالقصر في كبره و روعة جماله في تلك الغرفة المطلية بالكامل باللون الوردي حيث تتخلل أشعة الشمس من النافذة الى وجه جميلتنا ذو تسع سنوات فتستيقظ بأنزعاج لكن حين خطر في بالها بأن اليوم هو الكريسماس و قدوم أهلها من السفر قفزت على سريرها بحماس و البسمة ترسم وجهها الجميل ذهبت إلى الحمام لتستحم و ترتدي فستانها الوردي التي احضرته لها والدتها من فرنسا لتذهب إلى المدرسة بسعادة.
.
.
.
رن جرس المدرسة معلناً وقت استراحة الطلاب لتجلس بطلتنا مركيةً ظهرها على احدى أشجار المدرسة تتناول شطيرتها بهدوء فجأة أحست بألم في رأسها و سائل لزج يتسلل إلى اعينها مدركةً أن احد ما رمى بيضةً على رأسها التفتت فور سماعها صوت قهقهات لترى مجموعة من زملائها يضحكون على شكلها و ينادوها بالخنزير السمين "انظروا إنها ترتدي فستاناً ورديا هذا يجعلها خنزير بالكامل"قال زميل صفها مقهقاً على شكلها ..تعالت الضحكات فنظرت لهم بعيون دامعة حاقدة و هرولت إلى أبعد مكانٍ ممكن..
دخلت راكضةً إلى غرفتها خوفاً من ان يراها أحد و يسألها عن حالها المثير للسخرية و الشفقة..
.
.
تمسح دموعها بسرعة بعد سماعها صوت طرق على باب غرفتها "ادخل" ابتسمت بكلفة لكي لا تشك رئيسة الخدم أن بها خطب ما "سوهي لقد حصل خطب ما بعمل والديكي و لن يستطيعوا القدوم الليلة"
خاطبتها رئيسة الخدم "آه حسنا اذاً"
ابتسمت بانكسار و بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها لتأتي رئيسة الخدم و تعانقها و تقول لها أنه لا بأس
.
.
"اتعلم لولاكَ لكنت الآن وحيدة في ليلة الكريسماس ولن يكون هناك أحد اخبره عن يومي السيء شكرا لوجودك معي"
نعم عزيزتنا سوهي تتحدث مع نفسها أو بالاحرى مع صديقها الخيالي الوحيد كيم تايهيونغ
فالذي حصل لها لم يكن بقليل، و بسنٍ صغير! فمن يتحمل الصعوبات التي مرت عليها تلك الطفلة المسكينة؟! فهي وحيدة ليس لديها اصدقاء دائما ما تتعرض للتنمر بسبب وزنها و شخصيتها الضعيفة و ها هي وحيدة بدون والديها في ليلة الكريسماس...
12.6.2012
"صباح الخير أمي، صباح الخير أبي"
"صباح الخير عزيزتي "
"متى ستقلع طائرتكما؟"
"بعد ساعتين"
"آه متى ستعودان؟"
"لا نعلم لكن أظن أن هذه المرة ستأخذ وقتاً طويلاً "
ابتسمت سوهي بانكسار قائلةً لهم
"آه حسناً بالسلامة، عليّ الذهاب الآن فجنغكوك بانتظاري بالخارج "
"اعتني بنفسكِ"
————————————————
خرجت من المنزل لاجد جنغكوك بانتظاري.. لن انكر أنني تضايقت بعض الشيء إلا انني اعتدت على هذا الوضع فهما دائماً ما يسافران و يستغرقوا شُهُور و احياناً سَنَوات و هذا بكثرة عملهم فهم لا يخصصوا لي بعضاً من وقتهم فقط عمل عمل عمل مما يجعلني أشك بأنني ابنتهم الحقيقية- قطع تفكيري ذلك الذي يلوح يده في وجهي ااه كم هو لطيف و كلماته التي دائماً ما تجعلني احمرُ خجلاً "ما الذي يشغل تفكير حبيبتي الجميلة
لا شيء مهم..دعنا نستمتع في موعدنا الآن، أين تريد الذهاب؟"
"حسنا، لنذهب إلى القهى"
.
.
"هل أطلب لكِ بعض الكعك؟"
"لا لديه الكثير من السعرات الحرارية أُفَضل شايً أخضراً مع النعناع "
"يااه أَلم تكتفي من تلك الحمية اللعينة؟!"
"ما بك لما تصرخ عليّ!! أنا فقط مررت بكثير من الصعوبات في حياتي بسبب أنني كنت سمينة و كان اصعبها اتباع تلك الحمية القاسية طوال تلك السنوات ما الخطأ في ذلك؟!"
"لا شيء"
.
.
ما به أصبح بارداً كالثلج فجأة؟! هل لانني اتبع تلك الحمية الغبية؟؟.. لقد مر تقريبا عشرون دقيقة و لم نتحدث..مزعج كاللعنة حسنا اذا سأذهب فلا استطيع التحمل ان ابقى احدق بذلك الوجه البارد
"سأذهَبُ أولاً"
"حسنا"
حسنا؟! هل هو بكامل عقله؟؟ اعني انا حبيبته عليه على الاقل ان يمنعني من الذهاب! ذلك الوغد..
خرجت من القهى و انا افكر كم هو وغد و ان اليوم هو يومنا المئة ليس عليه ان يتصرف بتلك الطريقة.. مهلا إنه يومنا المئة!! يجب ان نكون معاً الآن
أدرتُ ظهري لأعود إلى المقهى للاعتذار منه
لكنني تسمرت بمكاني عندما سمعته يتحدث على الهاتف
"سوهي؟؟ لا لا عزيزتي
بالطبع انا لا و لم احبها-
يااه تعلمين انني فقط استغل نقودها لما تتصرفين بتلك الطريقة؟-
حسنا- أُحبكِ"
"واااه جيون جونغكوك"
أخذتُ أصفق بيداي ليلتفت و يفتح عينيه على مصرعيها
"تهانينا على خداعي و الاستهزاء بي لمئة يوم"
ارتسمت على شفاهي ابتسامة جانبية مليئة بالسخرية
أمسكت بكأس الشاي الذي لم اكمله و سكبته على رأسه و خرجت لاسمع صوت صراخه
"اااااه ساااخن"
.
.
.
واااه كم هو بشع الشعور بالخيانة خاصةً من شخص احببته يوماً اشعر بالغباء بحق لما اعلم من قبل؟ انا حقا غبية
اشعر بأن رصاصة قد اخترقت قلبي المكسور ليتحول إلى فتات...
دخلت إلى غرفتي ارتميت على سريري الكبير و ها انا اسقط على الارضية بجانب السرير يالا حظي الجميل
رأيت بجانب السرير دفتراً صغيراً تناولته بيداي إنه كتاب مذكراتي عندما كنت في العاشرة فتحته لاقرأ ما فيه
"اليوم كان غريباً بعض الشيء فأنا لم اتعرض للتنمر هل هذا بفضل تايهيونغ خاصتي؟"
اااه لم اعد استطيع كتم دموعي انا الآن وحيدة بالكامل
تايهيونغ ساعدني ارجوك انا احتاجك الآن
"لا تقلقي انا معك لن اتركك فقط عندما تحتاجيني ناديني حسنا؟"
"حسنا"
اخذت ابكي في احضانه الغير حقيقية
"اتمنى لو كنت حقيقياً"
.
.
.
1.22.2018
تناولت هاتفها لترد عليه
"مرحباً"
"هل انتي الآنسة كيم سوهي؟"
"اجل، من معي؟"
"نحن من مشفى **** إن والدك توفي و والدتك الآن في العناية المشددة، ارجو منك القدوم من اجل الاجراءات"
"ماذا؟! ما الذ- "
ذالك اللعين فصل الخط في وجهي
بدأت الدموع تتجمع في مقلتي ادعو لله ان تكون خدعة ما او هناك لخبطة في الاسماء او الارقام
تناولت سترتي و ذهبت بدون تغيير ملابسي..
دخلت إلى تلك المشفى لأراها بحالة فوضى..ما الذي حدث بحق الحجيم!
لارى عبر الشاشة المعلقة على حائط المشفى
"سقوط طائرة قادمة من فرنسا إلى كوريا في مطار انتشون إثر حدوث خللٍ ما في الطائرة وقد وجد مئة و اثنان ميتاً و خمسٌ و اربعونَ جريحاً سنطلعكم بأحدث الاخبار قريباً"
لا يصدق..لا يمك-ن لا يمكنهم تر-كي سقطت على الارض باكيةً لم اعد استطيع تحمل هذه الحياة البائسة..
.
.
.
ابي لما انت هنا؟ ألم تعدني بأن نحظى في عطلة نحن الثلاثة؟ لما تركتني انا حقا آسفة لقد كنت فتاة سيئة بحق ارجوك سامحني..
"ياه عليكِ ان تأكلي شيئاً ستتدهور صحتك..كوني قوية"
"شكراً لك عمي"
"اهلاً، بالمناسبة عليكِ القدوم إلى منزلي..فهم الآن سيأخذوا منزلَكم"
"هم؟"
"بعد خبر وفاة والدك و وضع والدتك الحرجة و عدم قدرتك على إدارة الشركة استغل المنافسون الفرصة و افلست الشركة..أنا حقاً اسف"
"لا بأس"
نهضت لأخرج من الجنازة بلباس الهانبوك الخاص بالجنازة حافية القدمين فقط امشي إلى اللامكان كجسدٍ بِلا روح اخذتني قدماي التي اصبحت ممتلئة بالجروح و اللون الاسود إلى نهر الهان و ها انا واقفة على الحافة مستسلمة للحياة اغمضت عيني لأرخي نفسي لأشعر بسحب أحد ليدي لاقع فوقه شعرت بالدفىء رغم برودة الشتاء ذلك رفعت نظري إلى وجهه الملائكي لا يمكن لأن يكون حقيقي هل انا أهذي؟ جماله غير طبيعي إنه يشبهه تماماً إنه يشبه صديقي الخيالي" تايهيونغ "
"اجل عزيزتي؟"
"ما هذا؟! من انت؟!"
"فارِسُ أحلامكِ كيم تايهيونغ"
.
.
.
يتبع...

فَاْرِسُ أَحْلَاْمِيْ |متوقفة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن